تقام في جدّة بالتعاون مع هيئة التراث السعودية وكرسي اليونسكو للتراث الثقافي المغمور بالمياه بجامعة الإسكندرية
انطلقت مطلع الأسبوع الجاري أعمال الدورة العربية الإقليمية لبناء القدرات في مجال الآثار البحرية والتراث الثقافي المغمور بالمياه، وذلك في مدينة جدّة بالمملكة العربية السعودية بتعاونٍ ما بين المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، والذي مقرّه المنامة، وهيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية وكرسي اليونسكو للتراث الثقافي المغمور بالمياه بجامعة الإسكندرية.
وتأتي هذه الدورة في ظل اهتمام عالمي متزايد في الآثار البحرية والتراث الثقافي المغمور بالمياه ومع تزايد المخاطر التي يمكن أن تهدد هذه الآثار من تغيرات في البيئة وممارسات بشرية عديدة. وتستمر الدورة حتى 9 مارس القادم ويحضرها عدد من كبير من الخبراء والمتخصصين في مجال الآثار من المملكة العربية السعودية، مملكة البحرين، وجمهورية مصر، ليبيا، تونس، الجزائر،فلسطين، المغرب، لبنان، عمان، الأردن.
وبهذه المناسبة قالت الدكتورة هبة العزيز إن هذه الدورة تكشف أهمية استمرار التعاون الإقليمي ما بين المؤسسات المعنية بالتراث الثقافي للشعوب العربية، مشيرة إلى أن الوطن العربي يمتلك من الكنوز الأثرية المغمورة بالمياه ما يستحق أن يتعرف عليه العالم. وأشادت بمستوى التعاون ما بين المركز الإقليمي وهيئة التراث بالمملكة العربية السعودية وكرسي اليونسكو للتراث الثقافي المغمور بالمياه بجامعة الإسكندرية ومكتب اليونسكو – الدوحة، من أجل إنجاح هذا اللقاء الذي يجمع عدداً كبيراً من الخبراء للتعرف على جانب مهم من جوانب التراث الثقافي.
وخلال أيام الدورة سيدخل المشاركون في سلسلة من المحاضرات النظرية والتطبيقات العملية، فبداية سيتم تعريفهم بتطور علم الآثار البحرية واطلاعهم على ما في المنطقة العربية من آثار بحرية وتراث ثقافي غارق تحت الماء. كذلك سيتم التطرق إلى التراث الثقافي المغمور بالمياه من وجه النظر الدولية. وفي جانب نظري آخر، سيتعرف الحضور على تاريخ الإنسان مع البحر وعلى التقنيات القديمة في بناء السفن وتطورها وعلوم الإثنوغرافيا البحرية، إضافة إلى سبل إدارة وحفظ التراث الثقافي المغمور بالمياه في ضوء مخاطر الكوارث الطبيعية والممارسات البشرية.
أما على الجانب العملي، فسيعمل المشاركون في الدورة على استخدام أدوات تكنولوجية حديثة كالمسح الأثري ثنائي وثلاثي الأبعاد ومعالجة البيانات واستخدام أدوات تحديد المواقع (GPS) والتصوير الفوتوغرافي والفيديو. وعلاوة على ذلك، وبرفقة مدربين محترفين، سيخوض الحاضرون تجربة الغوص في أحد المواقع الأثرية الغارقة وذلك لتدربيهم على مهارات المسح الأثري تحت الماء والتدريب على البحث وانتشال الآثار من دون التأثير على سلامتها.