محمد نصر الدين البحرين بعيون أمريكية: مملكة التسامح والتعايش نموذج يحتذى عالمياًتجربة البحرين في النهوض بالمرأة رائدة على مستوى المنطقةكرم الضيافة مميز جداً فى البحرين.. وأجواء الدفء والترحيب تثلج الصدرشراكة ناجحة بين جمعية الصحفيين والسفارة الأمريكية في تدريب الصحفيينالصحفيون فى البحرين رائعون ولديهم شغف بتطوير ذاتهم وكسب الخبراتمواصلة البرنامج التدريبي للصحفيين بعد إتمام الدورة الأولى بنجاح كبيرتعلم اللغة ممكن بكل المراحل العمرية.. ودرّستُ كباراً بعمر 80 عاماًحلبة الصخير رائعة.. وتميُّز كبير للبحرين باستضافة الفورمولا1 والفعاليات الدوليةمعالم البحرين السياحية جديرة بالزيارة.. وأبهرني تاريخها القديم وحضارة دلمونأعربت المحاضرة والمدربة والصحفية الأمريكية ديبي روبيجليو عن إعجابها وتقديرها العميق لما شهدته من أجواء التسامح والتعايش في مملكة البحرين، مؤكدة أن البحرين صاحبة نموذج رائد بهذا المجال يحتذى به عالمياً.وقالت ديبي روبيجليو في حوار مع «الوطن» في ختام دورة متخصصة بالصحافة الإنجليزية نظمتها السفارة الامريكية لدى مملكة البحرين بالتعاون مع جمعية الصحفيين على مدى شهرين، إن «الصحف البحرينية متميزة بتغطياتها الدولية، وإنها في هذا الجانب أفضل بكثير من نظيراتها في الولايات المتحدة، والتي تقتصر في تغطية الأحداث العالمية على تغطية بسيطة أو محتوى محدود عبر الإنترنت. كما تتمتع الصحف البحرينية أيضاً بقدر كبير من التغطية المحلية مما يتيح للقراء التعرف على أحداث المجتمع ومتابعة الأحداث المحلية بشكل جيد، وقد استمتعت خلال وجودي بالمملكة بتصفح الصحف البحرينية كل صباح».وذكرت أن «الدورة هدفت إلى تمكين الصحفيين في البحرين من مهارات الاتصال باللغة الإنجليزية التي يحتاجونها لمقابلة المسؤولين والمؤسسات والشركات العالمية، بما يسمح لهم بتغطية الأحداث والكتابة عنها من منظور بحريني بدلاً من الاستعانة بمواد صحفية تنتجها وكالات الأنباء في أماكن أخرى من العالم».ونوهت روبيجليو «بما تمتلكه البحرين من تجربة رائدة في منطقة الخليج في النهوض بالمرأة»، معربة عن أملها بان «يتواصل الاهتمام في هذا المجال».وحول انطباعها عن زياتها للمملكة، قالت إنها «أول زيارة تقوم بها إلى البحرين ومنطقة الخليج والشرق الأوسط عموماً»، معربة عن سعادتها بما شهدته من كرم الضيافة وقالت: «استمتعت بوقتي هنا في البحرين، الناس دافئون ومرحبون، كرم الضيافة متميز جداً، فالناس يهتمون ببعضهم البعض ويساعدون بعضهم البعض، وهو أمر يثلج الصدر حقاً».لنبدأ بنبذة تعريفية عنك، من هي ديبي روبيجليو؟- ولدت في الولايات المتحدة لأبوين مهاجرين من الأرجنتين. كانت الإسبانية هي لغتي الأولى، ثم تعلمت اللغة الإنجليزية في المدرسة. أنا فخورة بأنني من أصول مهاجرة. لدي اهتمام عميق بالسفر والفوائد التي تأتي معه - التعرف على الثقافات والأشخاص الآخرين ورؤية الجمال الطبيعي للمناظر الطبيعية في جميع أنحاء العالم. أنا معلمة للغة الإنجليزية لمدة 20 عامًا، وقبل ذلك كنت مراسلاً في إحدى الصحف الأمريكية.لقد كنت محظوظة لأن المهنتين سمحتا لي بمقابلة العديد من الأشخاص المختلفين والمثيرين للاهتمام حول العالم. وأنا شغوفة كذلك بالقراءة يومياً، والاستماع إلى جميع أنواع الموسيقى، والبقاء بصحة جيدة من خلال اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة، وتربية نجلي الصغير الذي يعد أعظم إنجاز لي والذي يأسر قلبي.كيف كانت دورة اللغة الإنجليزية للصحفيين في البحرين؟ وما أبرز محاورها؟- بالتعاون مع جمعية الصحفيين البحرينية، تمكنا من تصميم مسارين دراسيين للصحفيين. ركزت إحدى المجموعات على مراجعة وممارسة قواعد اللغة الإنجليزية الشائعة والتعبير حتى يتمكن الصحفيون من استخدام هذه المهارات في عملهم. على سبيل المثال، عملوا على مهارات طرح الأسئلة التي يمكن استخدامها في المقابلات مع المسؤولين الناطقين باللغة الإنجليزية. وركزت المجموعة الثانية على مراجعة وفحص المفاهيم الصحفية المتعلقة بالممارسات الإعلامية القائمة والتقنيات الناشئة. تم تقييم المعلومات المقدمة في هذا المسار من حيث ملاءمتها وسهولة استخدامها للسياق هنا في البحرين.كيف ترين أهمية مثل هذه الدورات المتخصصة، ومدى استفادة الصحفيين في البحرين منها؟- تستخدم اللغة الإنجليزية على نطاق واسع في وسائل الإعلام الإخبارية في جميع أنحاء العالم. لذلك، فهي أداة يمكن استخدامها لتعزيز ومشاركة التطورات حول البحرين مع بقية العالم. دعونا نحصل على قصص عن البحرين كتبها أو أنتجها صحفيون في البحرين. لقد كان هذا دائماً أولوية معلنة في دوراتنا.جانب آخر مهم من الدورة هو إعطاء الصحفيين البحرينيين مهارات الاتصال باللغة الإنجليزية التي يحتاجونها لمقابلة المسؤولين والمؤسسات والشركات العالمية. وبهذه الطريقة، يمكن للصحفيين البحرينيين تغطية الأحداث العالمية والكتابة عنها من منظور بحريني بدلاً من استخدام المواد الصحفية التي تنتجها وكالات الأنباء في أماكن أخرى من العالم.ما مدى نجاح الدورة وتفاعل الصحفيين فيها؟- بناءً على التعليقات الواردة من المشاركين في برنامج ورشة العمل، وجدنا أن هذا المشروع له أهمية كبيرة للصحفيين. لقد تمكنا من تحقيق هدفين رئيسيين للمجموعات المشاركة في هذا البرنامج، وتعليم مهارات اللغة الإنجليزية وفحص الممارسات الصحفية الشائعة لاستخدامها هنا في البحرين.أود أن أقول أيضاً إن جانباً مهماً آخر من هذا المشروع كان توفير فرصة للصحفيين البحرينيين للالتقاء والعمل معاً أثناء دراستنا اللغة الإنجليزية ومعايير الصحافة. الصحافة هي وظيفة مهمة للغاية. لذلك كان لبناء العلاقات والتعاون وتبادل الخبرات بين الصحفيين المشاركين طوال مدة هذه الدورة أهمية قصوى. وآمل أن تستمر هذه العلاقات وأن تكون بمثابة نظام دعم بينما يستمرون في أداء عملهم للمضي قدماً، ومن خلال هذا البرنامج التدريبي تعاملت عن قرب مع الصحفيين في البحرين، وهم مهنيون رائعون ولديهم شغف كبير بتطوير ذاتهم وكسب المزيد من الخبرات بالمجال الصحفي.ما تقييمكم للتعاون بين السفارة الأمريكية وجمعية الصحفيين لإتمام هذه الدورة؟ وهل لديكم خطط لاستكمالها مستقبلاً؟- مثلت هذه الدورة المتخصصة للصحفيين تعاوناً مثمراً وناجحاً بين جمعية الصحفيين والسفارة الأمريكية. والدليل على نجاح هذا المشروع تعليقات المشاركين، الذين طلبوا مرحلة أخرى الالتحاق بالمشروع. ومن المرجح أن يعمل كل من جمعية الصحفيين والسفارة الأمريكية معاً مرة أخرى لتقديم الفرصة، وأنا أؤيدها أيضاً.ما هي أكثر الفئات العمرية التي تتعلم اللغة الإنجليزية؟ ما هو أكبر طالب قابلته؟ وأبرز موقف حدث في دوراتك؟- لقد قمت بتدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية لأكثر من 20 عاماً. لقد قمت بتدريس أطفال يبلغون من العمر خمس سنوات وكبار يبلغون من العمر 80 عاماً من جميع أنحاء العالم. لقد قمت بتدريس الأطباء والاقتصاديين ومغنين في الأوبرا وكذلك الأشخاص الذين انقطع تعليمهم في شبابهم بسبب أحداث خطيرة للغاية في الحياة، مثل الحاجة إلى العمل لإعالة أسرهم أو بسبب الحرب. ولطالما كانت فصولي متنوعة من حيث العمر والمهنة والمستوى التعليمي. ومن دواعي سروري أن أرى أشخاصاً من ثقافات مختلفة يعملون معاً لتحسين أنفسهم والارتقاء بهم من خلال تعلم لغات أخرى غير لغتهم الأم.ما هي نصائحك لمن يقررون تعلم اللغة الإنجليزية؟- أهم نصيحة هي أنه يمكنك تعلم اللغة في أي عمر. وإنه لم يفت الأوان بعد للبدء بذلك. ونحن نعلم هذا من خلال أبحاث الدماغ. تعلم اللغة مفيد أيضًا للعقل حيث ثبت أنه يحسن الوظيفة المعرفية مثل الذاكرة وحل المشكلات. ومن النصائح المهمة أيضاً الانخراط في فصل دراسي وفي مكان يمكن فيه سماع اللغة الإنجليزية ثم التحدث بها. من الصعب تعلم لغة من خلال استخدام كتاب مدرسي فقط. عليك ممارسة القراءة والكتابة والاستماع والتحدث في نفس الوقت لأن كل من هذه المهارات تعزز المهارات الأخرى التي تتعلمها. أخيرًا ، شاهد مقاطع الأخبار أو الأفلام مع تشغيل الترجمة الإنجليزية. ستساعدك الصور / مقاطع الفيديو التي تشاهدها على الإنترنت أو على التلفزيون أو على وسائل التواصل الاجتماعي على فهم ما تسمعه.ماذا عن تجربتك الشخصية في العمل الصحفي؟- عملت في البداية كمراسل في جريدتي الجامعية ثم كصحفي محترف لمدة 10 سنوات. وغطيت العديد من المواضيع: الحكومة المحلية ، وتغطية أخبار الجيش الأمريكي، والتعليم، وكتبت العديد من القصص المميزة المتعلقة بمواضيع تهم الإنسان. منذ ذلك الوقت، قمت بتحرير مجلة مهنية تتعلق بقضايا تعليم الكبار. الصحافة مجال مثير مع فرصة لقاء العديد من الأشخاص المثيرين للاهتمام، كما فعلت هنا في البحرين.كان الصحفيون العاملون في الدورة الدراسية لي سعداء بلقائهم والتعرف عليهم. لدي احترام كبير لهم، وتعلمت الكثير منهم أيضاً. سوف افتقدهم جميعاً.ما رأيك في الصحافة البحرينية؟ وما الفروق التي لاحظتِها بين الصحف في البحرين وأمريكا؟- أبرز ما لاحظته هو التغطية الدولية في كل الصحف البحرينية تقريباً. وأعتقد أنها في هذا الجانب أفضل بكثير مما رأيته في الولايات المتحدة، حيث قد تقتصر الأحداث العالمية على تغطية بسيطة أو محتوى محدود عبر الإنترنت. كما تتمتع الصحف البحرينية أيضًا بقدر كبير من التغطية المحلية التي تسمح للقراء بالتعرف على المجتمع وفرصة لمتابعة الأحداث المحلية بشكل جيد. لقد استمتعت بتصفحها كل صباح.هل هذه زيارتك الأولى للبحرين؟ ما هو انطباعك عنها وماذا أعجبك في البحرين؟- أنا في البحرين منذ حوالي شهرين. وهذه بالفعل رحلتي الأولى إلى البحرين ومنطقة الخليج والشرق الأوسط. أؤكد أنني استمتعت بوقتي هنا في البحرين. الناس دافئون ومرحبون. كرم الضيافة متميز جداً مقارنة بدول العالم. الناس يهتمون ببعضهم البعض هنا ويساعدون بعضهم البعض. إنه أمر يثلج الصدر حقاً. أعيش في لوس أنجلوس، بولاية كاليفورنيا. الأمر مختلف تماماً هناك. أنا أيضاً مفتونة تماماً بالتاريخ القديم للبحرين - حضارة دلمون وأهميتها في المنطقة كمركز تجاري. أدى هذا النشاط إلى توطين العديد من الأشخاص المختلفين في المنطقة والتنوع الناتج عن ذلك في السكان. واستمرت هذه الهوية الفريدة الى اليوم. لقد لاحظت التسامح والتعايش الكبير في البحرين. إنه نموذج يحتذى به لدى الآخرون، ولدي احترام وتقدير عميقان له.كيف تقيّمين تجربة البحرين في مجال تمكين ودعم المرأة؟- أنا مؤيدة قوية لقضايا المرأة، وأي عمل يتم القيام به لتعزيز صحة المرأة وسلامتها وتعزيزها في المجتمع هو أولوية قصوى. ولاشك أن البحرين رائدة في منطقة الخليج في النهوض بالمرأة، وآمل أن يستمر الاهتمام والعمل في هذا المجال.ما هي أبرز الأماكن والمعالم التي قمتِ بزيارتها في البحرين؟- ذهبت إلى مسجد الفاتح الكبير، وقلعة البحرين، وباب البحرين، والبيوت البحرينية التراثية في المحرق، وخليج البحرين، والمتحف الوطني. وتمثل هذه الأماكن، على وجه الخصوص، تاريخ وثقافة البحرين وحضارتها.لقد زرت العديد من الأماكن الأخرى أيضاً، لكن الأماكن التي ذكرتها تركت لدي انطباعاً عميقاً عن بلدكم العريق. وفي كثير من الأحيان، قمت بزيارة هذه المواقع برفقة مواطنين بحرينيين، مما جعل التجربة أكثر تميزاً.هل تابعتِ الفورمولا1 في البحرين مؤخراً؟ وكيف ترين استضافة البحرين وتنظيم هذا السباق العالمي المهم؟- رائع جداً، وقد أبهرتني رؤية الجميع في البحرين مهتمين ومشغولين بالزوار الدوليين وبتنظيم السباق على أفضل صورة. لقد زرت حلبة البحرين الدولية منذ حوالي شهر، وهي رائعة للغاية وقد انبهرت كثيراً بتصميمها، وقبل زيارتي للبحرين شاهدت مع ابني فيلم «Formula1:Drive to Survive» وعلمت أن البحرين أول دولة تبني مضماراً في الشرق الأوسط.هل جربتِ أي وجبة من المطبخ البحريني؟ ما هو أكثر طبق أعجبك؟- لقد جربت العديد من الأطباق البحرينية. ووجدتها جميعاً لذيذة. أمس ذهبت إلى مطعم وجربت المحمرة ومضروبة الدجاج. كانت لذيذة جداً. مجبوس الدجاج هو المفضل لدي. وبعد الإقامة في البحرين، لدي تقدير جديد للتواريخ. لم أكن أعرف أبداً أن هناك الكثير من الأصناف ويمكن تناولها بعدة طرق مختلفة.قلتِ أنكِ من أصول أرجنتينية. صفي كيف شعرتِ أنت وعائلتك الكبيرة في الأرجنتين عندما رفع ميسي كأس العالم لأول مرة؟- بكينا جميعاً بدموع الفرح وعانقنا بعضنا لفترة طويلة. كان الأمر كما لو أن عائلتنا فازت بشيء مميز للغاية وشاهد العالم التأثير العاطفي للفوز في شوارع الأرجنتين. لقد كانت ملحمة. لقد كنا ننتظر 36 عاماً للفوز بالبطولة مرة أخرى. أتذكر عندما فازت الأرجنتين بكأس العالم عام 1986 مع دييجو مارادونا. كان عمري 16 عاماً. وهذه المرة، احتفلت ببطولة 2022 مع ابني البالغ من العمر 15 عاماً، كان التوقيت مميزاً جداً.كلمة أخيرة؟- أود أن أشكر جمعية الصحفيين البحرينية والسفارة الأمريكية لدى مملكة البحرين لتنظيم هذه الدورة التدريبية وورش العمل المصاحبة للصحفيين في المملكة ودعم هذا المشروع المهم للغاية. كما أتوجه بشكر خاص إلى الصحفيين الذين شاركوا في هذه الدورات. ولاشك أن الانخراط في التطوير المهني هو مؤشر على التزام الجميع بالتميّز. وهذا أمر يستحق الإعجاب والاحتفاء به، وأتمنى للجميع النجاح المستمر في عملهم.