خلال لقاء مفتوح مع الأهالي والمهتمين..

نظّمت هيئة البحرين للثقافة والآثار لقاءً مفتوحاً في موقع أبوصيبع الأثري، استعرضت خلاله نتائج التنقيبات الأثرية لفريق الآثار الفرنسي. وشهدت الفعالية حضور عدد كبير من الأهالي والمهتمين بالتاريخ والتراث الثقافي في مملكة البحرين.

وخلال اللقاء قدّم فريق الآثار الفرنسي، الذي يتعاون مع متحف اللوفر -باريس برئاسة الدكتور جوليين كوني، شرحاً وافياً حول تاريخ الموقع والاكتشافات الأثرية الأخيرة فيه، حيث ينفّذ الفريق هذا العام الموسم السابع من أعمال التنقيب بمشاركة مختصين في مجال الآثار من فرنسا والبحرين. ويقع موقع أبوصيبع الأثري في وسط حي محاط بمبانٍ سكنية، ويبدو على شكل تل رملي دائري كامل تقريباً، وهو الشكل النموذجي لتلال مقابر فترة تايلوس، ويبلغ قطر هذا التل نحو 70 متراً بارتفاع يصل إلى 5 أمتار.

وخلال اللقاء، تم تعريف الجمهور بتفاصيل الاكتشافات الأثرية في الموقع، حيث تم تحديد قرابة 104 مدفن حتى اليوم. وكشفت أعمال التنقيب أن العديد منها قد تعرض للسرقة قديماً فيما اكتشف الفريق هذا العام خمسة مدافن سليمة احتوت على هياكل عظمية بشرية بصحبتها مقتنيات خاصة بطقوس الدفن كالآنية الزجاجية والدبابيس والأوعية الفخارية. أما أهم الاكتشافات، فكان مدفناً لطفل صغير مع بقايا لتابوت خشبي، حيث تم نقل هذه البقايا الخشبية وإرسالها للدراسة لتحديد نوع الخشب وطبيعته ومصدره، وقد وُجد مع رفات الطفل أغراض جنائزية كقنينة زجاجية، خرز كبير من العقّيق ومغزل وسوار وخاتم من الفضة وقلادة، وكل ذلك له دلالات حول الطقوس الجنائزية والعادات الاجتماعية لسكّان البحرين في ذلك الزمن.

هذا وتشارك البعثة الأثرية الفرنسية في البحرين منذ عام 2017م في مشروع بحثي في موقع أبوصيبع؛ الذي يعود تاريخه إلى فترة تايلوس في البحرين. وكانت أولى التنقيبات الأثرية التي شهدها التل قد تم تنفيذها بواسطة فريق آثار بحريني عام 1983م، ثم استأُنف العمل فيها مرة أخرى بواسطة فريق الآثار الفرنسي عام 2017م.