دعا ملتقى علمي عن تنقية المياه في جامعة البحرين إلى الاستثمار في تطوير مرافق تحلية المياه في منطقة دول الخليج العربية، وزيادة التعاون في مجالات تبني الطاقة المستدامة في التحلية خصوصاً الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ونظم قسم الهندسة الكيميائية في كلية الهندسة بجامعة البحرين مؤخراً "الملتقى الأول لتقنية المياه..الاتجاهات الحديثة والممارسات العملية" بمشاركة نخبة من المتخصصين والخبراء في القطاع الصناعي.
وأكدت عميدة كلية الهندسة في جامعة البحرين الدكتورة الشيخة هيفاء بنت إبراهيم آل خليفة أن بحوث تنقية المياه تزداد أهمية يوماً بعد يوم في ظل الاتجاه نحو استخدام طرق إنتاج صديقة للبيئة من جهة، وتعمق مشكلة شح المياه في الكثير من بلدان العالم من جهة أخرى.
ونوهت إلى أن كلية الهندسة بجامعة البحرين حريصة على ممارسة دورها البحثي والاستشاري تجاه مختلف القضايا البحثية الملحة لاسيما فيما يتعلق بتحلية المياه حيث تزخر الكلية بأساتذة وخبراء مهتمين بقضايا تنقية المياه، مشيدة بالملتقى العلمي الذي نظمه قسم الهندسة الكيميائية في الكلية، والثراء العلمي الذي تميز به.
ومن ناحيته، أشار رئيس قسم الهندسة الكيميائية في الكلية الدكتور محمد علي بن شمس إلى أهمية توثيق العلاقات والروابط بين القطاع الصناعي والجامعة، بوصفها بيت للخبرة والاستشارة، مؤكداً أن مثل هذه الفعاليات والأنشطة من الممكن أن تسهم في إيجاد حلول مبتكرة في مجالات تنقية المياه خصوصاً في منطقة شبه الجزيرة العربية التي تعاني من شح المياه العذبة، وتضم أكبر عدد من محطات تحلية مياه في العالم.
وكان الملتقى استضاف عضو مجلس إدارة المنظمة العالمية لتحلية المياه محمد عبدالكريم الصوفي، ونائب الرئيس التنفيذي السابق للتخطيط والمشاريع لهيئة الكهرباء والماء الدكتور خالد بوراشد، والمهندس في شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك) محمد الأسعدي، ورئيس دائرة التنمية المستدامة والحوكمة في شركة ألمنيوم البحرين "ألبا" علي عبدالشهيد الفردان، والأستاذ المساعد في قسم الهندسة الكيميائية بجامعة البحرين الدكتور كمال ساسي.
وقدم الصوفي عرضاً تاريخياً عن تقنيات إنتاج المياه، ومزايا الطرق المختلفة التي تصل إلى 15 طريقة، متعرضاً لتقنيات تحلية المياه الصديقة للبيئة.
أما الدكتور بوراشد فاستعرض تجربة سابقة في هيئة الكهرباء والماء استطاع من خلالها في فريق بحريني تحسين كفاءة تنقية المياه الارتوازية بإحدى محطات التحلية، وزيادة الإنتاج بواقع 16% من دون زيادة الكلفة الرأسمالية.
واستعرض المهندس الأسعدي تجربة شركة "جيبك" في تسهيل التبخير متعدد المراحل الذي يسهم في تقليل الترسبات وتآكل المعادن، وزيادة العمر الافتراضي للوحدات الإنتاجية. في حين استعرض المهندس علي الفردان تجربة محاكاة لتشغيل وحدة للتناضح العكسي في شركة "ألبا" باستخدام الألواح الشمسية انتهت إلى إمكانية التنفيذ الفعلي للتجربة التي توفر 20% من الطاقة المطلوبة في محطة التحلية، وتقلل من انبعاثات الكربون بواقع 13 طناً سنوياً. وأظهرت نتائج التجربة أن بالإمكان استرجاع تكاليف الاستثمار خلال نحو ثمان سنوات ونصف السنة. وفي الورقة الأخيرة في الملتقى تحدث د. كمال ساسي عن التصاميم المثلى لمحطات تنقية المياه المالحة المدمجة بالألواح الشمسية ومدى قابلية تطبيقها في مملكة البحربن.