دعت دراسة في جامعة البحرين إلى بناء برامج إرشادية زواجية وأسرية لتوعية الأزواج بأهمية مهارة الاتصال، لما لها من دور كبير في إقامة علاقة زوجية ناجحة، تنعكس إيجاباً على الحالة النفسية للأزواج، وللأسرة بشكل عام.

جاء ذلك في توصيات أطروحة قدمتها الباحثة في برنامج ماجستير الإرشاد الأسري في كلية الآداب بجامعة البحرين ندى نسيم عبدالرحمن، التي بحثت "الصمت الزوجي وعلاقته بالاضطرابات السيكوسوماتية لدى الشريكين في مملكة البحرين".

وعرفت الباحثة الصمت الزوجي بأنه انعدام الحوار بين الزوجين، وغياب لغة التخاطب بين الطرفين؛ بسبب سيطرة السكوت على الجو الأسري، الذي يكشف عن عدم الرغبة في تعزيز التواصل بين الطرفين، مما يؤدي حالة من اللامبالاة تهدد الكيان الأسري.

ولفتت إلى أن الاضطراب السيكوسوماتي هو مصطلح نفسي يشير إلى تغير في الحالة الجسمية الناشئة عن اضطرابات انفعالية مزمنة؛ نظراً لتغير سمات حياة الفرد المريض، ولا يفلح العلاج الجسمي الطويل وحده في شفائها شفاء تاماً، بسبب استمرار الاختلال الانفعالي.

وكانت لجنة امتحان ناقشت الطالبة عبدالرحمن في أطروحتها، وتكونت من: أستاذ علم النفس المشارك في كلية الآداب بجامعة البحرين الدكتور محمد حسن المطوع مشرفاً، وأستاذ علم النفس المشارك في الجامعة نفسها الدكتور أحمد سعد جلال ممتحناً داخلياً، وأستاذ علم النفس في جامعة الإسكندرية الأستاذ الدكتور أشرف عبدالغني شرييت ممتحناً خارجياً.

ووجدت الدراسة - التي طبقت المنهج الوصفي المقارن والمنهج شبه التجريبي - أن هناك علاقة موجبة بين الصمت الزوجي والاضطرابات السيكوسوماتية، فكلما زاد "الصمت" لدى الشريكين كلما زادت حدة الاضطرابات السيكوسوماتية، التي لها تأثير على الصحة النفسية لدى الشريكين.

وشددت الباحثة على أن النتيجة تؤكد أهمية عدم تجاهل المشكلات الزوجية الحساسة كالصمت الزوجي، لأن كثرة تراكمات المشاكل لدى الشريكين تخلق حالة من الإحباط والتعب الذي يتشكل على هيئة أمراض تصيب الجسم، ويكون منشؤها نفسياً.

وعن أسباب الصمت الزوجي أوضحت الباحثة أن منها ما يرتبط بتعقد الحياة ومتطلباتها وكثرة الضغوط والأعباء المادية، ومنها ما يرتبط بالدوافع النفسية، مثل: النكد الزوجي لدى بعض الأزواج، وكثرة حدوث الخلافات الزوجية، نظراً لشخصية الزوجين التي تكونت في ظل أسر دائمة الشجار والمشكلات، بالإضافة إلى أسباب تكنولوجية مثل انشغال الزوجين، والتركيز على وسائل التواصل الاجتماعي، والهاتف، والتلفاز، وعدم منح العلاقة الزوجية أولوية مما يؤدي إلى غياب الحوار.