تزامنا مع شهر رمضان الكريم ولياليه الفضيلة نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي محاضرة بعنوان "الأنس بالله تعالى" للشيخ محمد عبدالوهاب آل محمود وأدار الحوار الدكتور محمود آدم. وقد استهل الدكتور آدم الأمسية بالترحيب بالحضور الكريم وبالتعريف بالشيخ محمد آل محمود بكونه قامة من أهل العلم وداعية من أهل الفضل، ومن أسرة علمية شريفة كريمة، وهو خطيب لجامع الزامل وأمام مسجد الجمعية الإسلامية.
وقد بدأ الشيخ آل محمود حديثه في الأمسية بالتذكير بحديث الرسول الكريم علية الصلاة والتسليم " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة". وقد أضاف الشيخ آل محمود أن الأنس بالله ليس كلاما يقال بل على الفرد أن يسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيش هذه اللذة وهذه الحقيقة، فكل بهرجة الدنيا ولو جمعت كلها لا تساوي ثانية في جانب الأنس بالله سبحانه، والفارق بين هذا وذا كالفارق بين الخالق والمخلوق. فالأنس بالله تعني التعلق بالله سبحانه فلأنسان قد يأنس ببشر آخر وقد يأنس بطعام ويأنس بمكان لكن الأنس بالخالق حالة عظيمة تشرف الأنسان فهي نعمة لا تقدر بثمن ولا توزن بالدنيا.
وفي خضم حديثه وضح الشيخ آل محمود أن معاني كلمة الأنس تجمع فيها معاني السكينة والطمأنينة وتدخل الروح والريحان والرضا والرضوان، فهي معاني تدخل عند معية الله سبحانه للفرد والأنس به.
وفيما يخص الأسباب الموصلة للأنس بالله سبحانه ذكر الشيخ آل محمود أن من أهم أسباب وصول الفرد للأنس بالله معرفة الله سبحانه وتعالى، فالفرد كلما تعرف على الله أكثر كلما أحببه وعظمه وأكبره سبحانه وتعالى.
فالأغلب يعرف الأمر ولا يعرف الآمر، ويعرف النهي ولا يعرف من هو الناهي وما عظمته وما جلاله ومجده وكبريائه. فالتعرف على الله سبحانه وتعالى من خلال كلامه، ومن خلال كلام أنبيائه ورسله والنظر في الأسماء الحسنى والتعرف عليها والايمان بها، فجمال الكون المحيط بنا من إشراقات أسماء الله الحسنى والتدبر فيها من أسباب التعرف على الله سبحانه وتعالى. وقد عرف الشيخ آل محمود أنواع المعية فهي تنقسم إلى معية عامة ومعية خاصة.
وفي ختام حديثه أشار الشيخ آل محمود إلى أن الفرد منا عليه أن يقرأ القرآن كمن يشعر بمخاطبة الله عز وجل له بكلامه، فعليه أن يعتبر القرآن رسائل من الله كما كان السلف الصالح يعمل فيقرؤونه بالليل ويعملون به في النهار. فالصيام والقرآن يشفعان للعبد في يوم القيامة. فالقرآن منهج التقوى والصيام تطبيق له فالأنس في القرآن حيث نجد به العجائب. وقد تم فتح المجال لمداخلات وأسئلة الجمهور الكريم.