حاوره: أيمن شكل - أعده للنشر: عباس المغني


كلمة «فخور بك» تصنع أشهر إعلامي في التسعينات

جامعة البحرين لها فضل كبير في بناء شخصيتي وصقل موهبتي

اختبروني بالتلفزيون وأنا طالب وانبهروا بأدائي وقدموني للوزير

برنامج «ما يطلبه الرياضيون» لاقى نجاحاً بحرينياً وخليجياً

برعت بأدوار الشر ممثلاً.. ثم تركت التمثيل لتطلبه تفرغاً كاملاً

زوجتي أفضل اختياراتي في الحياة.. وابنتي دانة إعلامية المستقبل

«فخور بك» كلمة أقوى من الوقود في تفجير الطاقة الكامنة في النفس البشرية صنعت أشهر إعلامي في التسعينات، وهو هشام أبو الفتح الذي أطلق أول برامجه التلفزيونية «ما يطلبه الرياضيون» ليحقق شهرة واسعة النطاق على مستوى الخليج العربي، وكانت كلمة معلمه «أسلوبك وطبقة صوتك جداً راقية، ويشدون الانتباه»، بمثابة الماء الذي سقى بذرة الموهبة لديه وتجسدت بأفضل صور النجاح في شخصية هشام أبوالفتح وما حققه من نجاح إعلامي باهر.

وقال هشام أبو الفتح في حوار مع «الوطن» سرد فيه مسيرته إن جامعة البحرين كان لها فضل كبير في بناء شخصيته، معرباً عن اعتزازه بالرعاية والدعم الكبيرين اللذين حصل عليهما من رئيس جامعة البحرين آنذاك الدكتور محمد جاسم الغتم، الذي منحه الثقة واحتضن موهبته من خلال ترشيحه لعرافة جميع الحفلات وإدارة المؤتمرات بالجامعة، وضمه إلى عضوية بعض اللجان وهو طالب، ليحضر مع عمداء الجامعة ويستمعون إلى آرائه ويأخذون بكثير منها، ما منحه الثقة والحافز لمواصلة مشواره الإعلامي.

وقال إن أول برنامج تلفزيوني «ما يطلبه الرياضيون»، وأول تجربة تمثيلية مسلسل «ملاذ الطير»، مشيرا إلى أنه ترك تجربة التمثيل لأنها تتطلب تفرغاً كاملاً.

واعتبر أن زوجته الدكتورة هبة عبدالوهاب هي أعظم وأفضل اختياراته في الحياة، مشيرا إلى ان ابنته دانة موهوبة، ويتوقع أن تكون اعلامية مثله في المستقبل. وفيما يأتي نص الحوار:

كيف كانت نشأة هشام أبو الفتح؟

- أنا الابن الأكبر في العائلة، ولدي ثلاث أخوات رائعات هن فاطمة ومريم وسارة، وعشنا أجمل الأيام مع الوالد والوالدة الله يحفظهما فهما أكبر الداعمين لنا في الحياة بعد الله سبحانه وتعالى.

الفرق بين ولادتي باعتباري الأخ الأكبر وبين أقرب أخت لي في الولادة فاطمة كان 5 سنوات، ووجودي بين 3 أخوات كان عاملاً مؤثراً في حياتي، حيث ينظر لك أنك رجل البيت الذي يشد فيك الظهر أنت السند وأنت العز أنت فخرنا، ولكن في النهاية أنت إنسان.

واليوم لاحظت الإيجابية بوجودي بين ثلاث أخوات، فوجودهن يعطي الحياة نكهة خاصة عالية الجودة في البيت، كما يحسون أنا السند والعون، أشعر بعاطفتهن وعطفهن وشموليتهن، الله أعطى البنات طريقة تفكير مختلفة ونظرة إلى بعض الأمور تختلف عن نظرتنا، تحليلهن لبعض المواقف يختلف عن تحليلنا، والحمد لله أني عندي هؤلاء الأخوات. والحمد لله استطعت أن أكون قدوة لهن بشهادتهن، ومشواري وجهودي وأعمالي المؤسساتية والمجتمعية والإعلامية، كانت دافعاً لهن في مسيرتهن، بعد الوالد والوالدة اللذين هما أكبر الداعمين، وأعتز بدوري كمرجعية الأخ الكبير لهن الذي يعتبر سنداً وظهراً.

وعن زواجي، فقد تزوجت الدكتورة هبة عبدالوهاب، وهو أفضل قرار وضاعف معالم السعادة والجمال في حياتي، ولدي 4 أولاد، فيصل ودانة وفهد وفارس.

ماذا عن مرحلة الدراسة؟

- دخلت روضة الناصرية، وبحسب ما يقال كنت أكبر المشاغبين الموجودين، حيث يذكر من بين المواقف أني أخذت خرطوم الماء، ورششت جميع الطلاب بالماء، وعندما جاء أولياء الأمور وجدوا جميع أبنائهم بدون التيشيرت لتبللها بالماء.

ودرست المرحلتين الابتدائية والإعدادية في القلب المقدس، وهي من أشهر وأعرق المدارس، واستفدت منها كثيراً في بناء اللغة الإنجليزية، والانضباط في الحياة، حيث كان الانضباط شيئاً أساسياً في المدرسة، سواء من ناحية الالتزام بالوقت والوفاء عند إعطاء الكلمة وغيرها.

وعاصرت كثيراً من المعلمين في القلب المقدس، وكل سنة من 3 إلى 4 مدرسين جدد، لأن التركيز في بداية التأسيس يكون على الجانب الانضباطي أكثر من الجانب التعليمي، ومن ثم يبدأ الجانب التعليمي وهو صعب وكانت فترة التعليم صعبة، وكنا صغاراً وتتشكل هويتنا.

وفي المرحلة الثانوية، بدأت مرحلة المواقف، والمراهقة، ودرست في مدرسة الرفاع الشرقي.

كيف ومتي اكتشفت الموهبة لديك؟

- عندما كنت في مدرسة الرفاع الشرقي، كان هناك درس تشريح سمكة، وكل مجموعة من الطلاب ترشح طالباً منها لتقديم شرح في التشريح، والشباب قالوا: هشام أنت قدها. فتقدمت وقدمت الشرح، وعندما انتهيت قال الأستاذ عبدالكريم رحمه الله وهو عراقي الجنسية: «هشام أنت فكرت بأن يكون لديك برنامج في التفلزيون والإذاعة، لأن أسلوبك وطبقة صوتك جداً راقية، يشدان الانتباه».

وكلام الأستاذ عبدالكريم زرع البذرة في قلبي، وهنا دارت كثير من الأمور في رأسي، وخصوصاً أني كنت أتابع كثيراً من البرامج التلفزيونية واللقاءات، وأتابع الناس الذين سبقوني في الإعلام، فكنت أقول لو كنت أنا في البرنامج كنت سأسأل بطريقة مختلفة، ولماذا ضيوف البرنامج جالسون بهذه الطريقة وليس بتلك الطريقة، أسئلة كثيرة، ومن هنا أدركت أن لدي وازعاً إعلامياً فطرياً.

والأستاذ عبدالكريم متى رأني يقول روح أعمل إنتاج صوتي، وستنجح، وحدثت أمور في المدرسة، كلما يكون هناك برنامج في المدرسة أنا أرشح نفسي، أنا أريد أن أكون كذا، أعمل كذا، أصور برامج في إطار المدرسة. ومن المدرسين الذين كان لهم تأثير أيضاً في تشجيعي، الأستاذ محمد كاظم معلم الفيزياء، وكان من أشد الناس الذين يقولون لي: هشام أنت قائد، أنا فخور بك، ورسخت هذه الجمل في ذهني ودفعتني إلى الأمام.

وماذا عن تأثير المرحلة الجامعية في بناء شخصيتك وصقل موهبتك؟

- عندما دخلت جامعة البحرين، كان أول الشخصيات التي احتضنتني رئيس الجامعة الدكتور محمد جاسم الغتم، وله فضل كبير علي. وأتذكر في عام 1995 ورغم صغر سني، كان رئيس الجامعة داعماً كبيراً فوق التصور، في جميع برامج الجامعة يرشحني لأكون راعي الحفل، أو على المسرح، وأصبحت بمثابة المتحدث الرسمي بالجامعة في عرافة الحفلات وإدارة المؤتمرات، وكان يطلبني ويضعني في بعض اللجان، ويأخذ برأيي.

والدكتور محمد الغتم بنى لدي الشخصية القوية والواثقة، عندما أجلس مع عمداء في الجامعة ويأخذون برأيي وآخذ برأيهم، ونتباحث ونتشاور في منتهى الرقي، لقد كانوا يسمحون لي بذلك وأنا طالب. وكلهم أصحاب فضل. ولا أنسى موقفاً من المواقف، أحد الشخصيات الكبيرة جداً ستكون موجودة في حفل، وأنا ذهبت للاطلاع على الترتيبات في القاعة، ورأيت أن بعض الأمور تعيق الحركة مثل الأسلاك، فأبديت رأيي لتغيير بعض الترتيبات لتكون الأمور أفضل، ولكن لسبب ما لم يتم أخذ رأيي. وإذا برئيس الجامعة يدخل القاعة، وأنا أراقب من أعلى في القاعة، وتم شرح الترتيبات لرئيس الجامعة، وفجأة قال: «أين هشام؟». فقلت: «أنا موجود». فقال: «ما هو رأيك بالترتيبات؟». فأبديت الرأي من وجهة نظري بكل صدق وأمانة، بحسب المعلومات المتوافرة لدي. وهنا قال الدكتور الغتم للحاضرين: «أنا أثق في هشام، وهو طالب منا وفينا لماذا لا نأخذ برأيه، نأخذ رأيه بجميع الأمور المتعلقة بالإعلام». الناس الموجودون والعمداء ونواب الرئيس عمالقة برقي تفكيرهم وأخلاقهم، وقالوا ممتاز، هشام واصل بهذا الموضوع. بمواقفهم وقيمهم شهدت كيف تصنع الأجيال.

كيف تعرف عليك رئيس الجامعة الدكتور محمد بن جاسم الغتم؟

- عندما ذهبت إلى الجامعة، قلت لهم أنا أحب العمل التطوعي ولدي موهبة في الإلقاء، وجربوني في مؤتمرين، وقالوا ما شاء الله متمكن عربي وإنجليزي، ورأوا هذا شيئاً مميزاً، وشاهدني رئيس الجامعة وقال لي أنت من؟ فقلت له أنا طالب معاكم، فقال: ممتاز أنا أريدك دائماً تكون موجود وأنا فخور بك. وبدأت رحلتنا.

أول شيء قدمته في جامعة البحرين كان في مدينة عيسى قبل الانتقال إلى الصخير، ولما دخلت التلفزيون قال الدكتور محمد الغتم: «ممتاز أنت الآن رسمياً منا وفينا في الجامعة». المؤسسة التي تربيك وتعطيك وتسندك وتعاونك وتجعل منك شخصاً مختلفاً وتعلمك، من الطبيعي أن تحس بحرقة تجاهها لتحافظ عليها وتعطي كل مجهودك، أنت هناك تؤدي الأمانة. وجامعة البحرين لها الأثر الكبير، ودخلت الإعلام في 1998 وبعدها انطلقت في الجامعة. وكان يزور الجامعة سفراء وعمداء ومسؤولون كبار، وأنا دائما أكون مع الحضور كوني عريف الحفل، والطاقم الدراسي من دكاترة ومدرسين كلهم تعاونوا مع هشام أبو الفتح لينتهي من دراسته ويؤدي رسالته؛ لأن لديهم فخر بهذا الطالب الذي يتعلم تحت يدهم.

كيف وصل هشام أبو الفتح للعمل بالتلفزيون؟

- كنا في رمضان 1997، اتصلت بي الوالدة الله يحفظها، وقالت هشام أنت تتمنى تروح التلفزيون، اتصل فيهم وخذ موعد، وقول لهم يجربونك، تحرك على نفسك. فقلت لها: «إن شاء الله، سأتصل وأرتب الأمور.

وكانت الوالدة تتابع معي، وتقول هل اتصلت هل تواصلت مع التلفزيون، فأقول لها: لا ما صار وقت، أنا طالب في الجامعة وأول سنة ما عندي وقت.

وفي يوم من الأيام اتصلت الوالدة، وقالت لي: «اتصلت بالتلفزيون وحجزت لك موعد، ولازم تروح على الموعد».

وكان خالد الزياني هو رئيس جهاز الأخبار، وما أعرف كيف وصلت والدتي إلى خالد الزياني وكلمته، وقالت له جربوا ابني.

وفعلاً، ثاني يوم كان لدي تجربة أداء، قمت بالتجربة، وقرأت الأخبار، فقالوا لحظات لا تتحرك، على طول أخذوني إلى مكتب خالد الزياني، وكان في نفس اليوم هناك غبقة في الليل، كان في ذلك الوقت وزير الإعلام محمد المطوع، فذهبت للغبقة، وإذا بالمسؤولين يعرفوني على الوزير، ويقولون هذا إعلامينا الجديد، فقال هذا الطاقة التي راح تبدع، وهنا صارت مشاورة لماذا لا تبدع في الإذاعة وتتأسس من الإذاعة وتنطلق، وقلت لهم أنا أحب الإذاعة الإنجليزية، خلوني أجرب، ودخلت الإذاعة.

وعرفت إني سأصل للتلفزيون في يوم من الأيام، ولكن علي البدء بالإذاعة الإنجليزية وفعلاً الإذاعة تصقل الموهبة فقد صقلت موهبتي في الكلام، ومراعاة المستمع فلا خيار أمام المستمع سوى أن يستمع لـ3 ثوان إذا لم تعجبه فأنه يغير القناة.

أناس كثر أصحاب فضل، أكثر الشخصيات التي منحتني الدفء في بداية المسيرة صلاح خالد رئيس الإذاعة، والمرحوم أحمد سليمان، ورئيس الإذاعة العربية يونس سلمان وكنا معاً في الإذاعة الإنجليزية، وكان جيلاً تربوياً. وبعدها أتاني اتصال من أختي الكبيرة الإعلامية ندى محمد وكانت تقدم برنامج أنفوكس في القناة الإنجليزية، وقالت لي: هشام لماذا لا تظهر على التفزيون؟ وقدمت تقريراً في التلفزيون.

بعدها أستاذي وأخي الكبير سامي هجرس، كان مسؤولا عن برنامج محليات وبعدها باب البحرين، وقال: «القناة الإنجليزية، يأخذونك كطاقة، ونحن القناة العربية لا نأخذك، تعال سوي برنامج باب البحرين»، فأعددت تقارير تلفزيونية لباب البحرين، ونجحت وصار لدي كثير من الدعم المعنوي.

ثم كلمني الأستاذ أحمد عاشور، وهو من أكثر الناس الذين لهم فضل علي في الإعلام، لأنه آمن أن هشام أبو الفتح لا بد من أن يكون له برنامج تلفزيوني خاص به، وفي 4 أغسطس 1998، ظهرت على الشاشة الفضية في تلفزيون البحرين في برنامج ما يطلبه الرياضيون، وحقق نجاحاً باهراً وشهرة غير طبيعية ليس على مستوى البحرين وإنما على مستوى الخليج العربي.

كيف ترى تجربتك ومسيرتك بالبرامج في التلفزيون؟

- أول برنامج قدمته كان 17 مارس 1998، واليوم عدت إلى الشاشة ببرنامج في شهر رمضان الحالي بمارس 2023، أي أنني أحتفل بمرور 25 سنة مع تقديم البرامج بتلفزيون البحرين، ولله الحمد 25 عاماً من العطاء في المجال الإعلامي بشتى أنواعه من إذاعة وتلفزيون وصحافة وأعمدة وأيضاً عمل مؤسسي في الجانب الإعلامي، وحتى اليوم نقدم عمل إعلامياً ومجتمعياً في هذه اللحظة.

والحمد لله أنا فخور بالعمل الإعلامي المؤسسي طيلة 25 سنة، لأني تمكنت خلالها من تقديم رسائل هادفة، والحمد لله أصبحت براند معين بفضل الله، ولكن هناك شيء يجب أن يدركه كل إعلامي وكل إنسان يريد النجاح وهو أن «الشهرة لا تعني أنك وصلت إلى تقدير الناس».

أي إنسان يمكن أن يكون مشهوراً، لكن أن الناس يتقبلونك ويعطونك مكانة اجتماعية فهذا يأتي من حب الناس، والله الله في التواضع، فالتواضع يصنع العجائب.

ماذا عن تجربتك في التمثيل؟

- تجربة التمثيل كانت متعبة، وأتذكر أنه كلمني المخرج الكبير أحمد المقلة، وقال عندي دور، لماذا لا تؤديه

يا هشام؟ قلت له: يعني أنا أمثل دور؟ قال: جرب. وأنا صراحة كنت أمثل في المسرح المدرسي عندما كنت في المدرسة، وكل إنسان يتمنى العمل مع المخرج الكبير أحمد المقلة، والحمد لله عملت معه في مسلسل ملاذ الطير. ثم مسلسل آخر.

وكان دوري الإنسان الذي يعمل في العمل المؤسسي، ويداوم ويروح البيت، له أدوار معينة، وانطبق علي دور الشر أكثر من الخير.

وأتذكر أن أمي تقول: حتى في التمثيل عاطينك دور شراني، خلك محضر خير يا ولدي. قلت لها: يا أمي هذا تمثيل.

التمثيل كان بالنسبة لي متعباً، لأنه يتطلب كل وقتك حتى تتمكن من تأدية الأدوار باحترافية، بينما أنا طول عمري أعمل في أعمال في المؤسسات والشركات، ولو أخذت إجازة شهرين لن تكون كافية للتفرغ للتمثيل. وإذا لم تتمكن من التفرغ الكامل فلن تتمكن من أداء الدور بأفضل صورة، ولذا اضطررت إلى ترك التمثيل إلى أهل الاختصاص، وركزت على الجانب الإعلامي للعمل بأكثر احترافية.

ماذا عن زواجك؟

- كنت في المطار مسافراً إلى جنيف في اجتماع، وكنت في تلك الأيام أعمل في شركة طيران الخليج، إحدى المحطات الرائعة في حياتي، واتصلت بي الوالدة وقالت لي: هشام متى ستتزوج؟ متى أشوف عيالك؟ قلت لها أمي أنا بسافر. قالت طيب اسمعني: في وحدة بنت فاهمة جميلة راقية وأسرتها رائعة، والبنت شاطرة ومؤدبة وخلوقة وجميلة لماذا لا تفكر فيها؟ فقلت لها: بعد ما أرجع من السفر نتناقش في الموضوع. قالت: اسمع مني، وآخر مرة أشور عليك، البنت هي هبة عبدالوهاب. فقلت: الدكتورة هبة التي أعرفها! وأغلقت فمي ساكتاً ولكن في قلبي أقول ونعم الاختيار.

وكانت الدكتورة هبة ستتخرج من جامعة الخليج العربي، وأمي كانت تعمل في نفس الجامعة، وفتحت معها الموضوع، ثم تحدثت معها، وأنا أعرف الدكتورة هبة منذ سنوات طويلة وأعرف أختها الدكتورة هالة وزوجها خالد كانو، وأعرف أباها الدكتور عبدالوهاب، وأعرف أمها الدكتورة عفاف، أنا أعرف العائلة، ولكن لم يخطر في بالي هذا الموضوع، لما قالت لي الوالدة، ولله الحمد ونعم الاختيار، ولو يرجع الزمان مرة أخرى، أختار نفس الاختيار، أختار الدكتورة هبة عبدالوهاب من بين العالم، لأن الدعم الذي أحصل عليه منها في الحياة، وطريقة تعاملها، وهي دكتورة مستقلة بذاتها وشخصيتها، لديها عيادتها، وعلمها الكبير وتفوقها ومع ذلك هي زوجة تخاف علي، وتساعدني ونفس الوقت أم لأربعة أبناء تحرص على كل شيء، وحين تسافر 4 أيام، ساعة البيت تقف، لأن هي التي تسير ساعة البيت، صرنا دائماً متواجدين مع بعض، وأنا دائماً فخور بها.

ما هو تأثير نجاحك على أسرتك؟

- العمل الإعلامي يمكن أن يكون مغناطيساً، أنا أكبر الإخوان، وأصغر الإخوان سارة، وهي اليوم متمكنة وإعلامية ومذيعة تأثرت بي وأصبحت إعلامية.

وأختي مريم الوسطى أحبت الموضوع أيضا وصارت تشارك في بعض الأعمال، أما أبنائي فهم فارس الأصغر 3 سنوات، وفهد 8 سنوات، ودانة 11 سنة، وفيصل 13 سنة.

ابنتي دانة عندما كان عمرها 7 سنوات، في يوم من الأيام تأخرت مدرستها في المدرسة، فقامت تدرس زملاءها في الصف، وعندما دخلت المدرسة قامت بتصويرها، وبعثت لنا رسالة «الحب يطلع على بذره». دانة تأثرت بشخصيتي كإعلامي، وأخذتها معي الأستوديو، وأتنبأ لها أن تأخذ الجانب الإعلامي. فهد يحب المرح، وفيصل متمكن ويحب الرياضيات والجغرافيا والأمور كلها.