سماهر سيف اليزل - تصوير: محمد عز الدين


الأهالي يئنون من إزعاج الكراجات وانتشار الكلاب الضالة وغزو العمالة الأجنبية

انتشار للكلاب الضالة، غزو للعمالة الأجنبية، اكتظاظ الشوارع والساحات ومواقف الحدائق والمساجد وحتى أرصفة المنازل بسيارات الكراجات لأيام وشهور وربما سنين دون حراك، ازدحامات مرورية خانقة طوال اليوم تعطل الحركة وتأخر وصول سيارات الإسعاف والإطفاء وكذلك السكان الخارجين إلى أعمالهم، طرق غير مرصوفة مليئة بالحفر وغير مضاءة، قيام عمال الكراجات بتفكيك وتصليح وغسيل السيارات في الطرق العامة دون خوف من الحساب أو العقاب.

هكذا وصل الحال المزري في منطقة عراد الصناعية مع معاناة وأرق يومي لسكان المنطقة، ومشاكل لا تعد ولا تحصى سلبت راحتهم وأمانهم في المنطقة التي أتوا إليها منذ ثمانيات وتسعينيات القرن الماضي وهم ينشدون السكن الهادئ والبيئة الصحية للمعيشة، وأتت التصنيفات التي فرضت عليهم «دون سؤالهم أو أخذ رأيهم» هادمة لكل ذلك، وطاردة لعدد كبير منهم من منازلهم التي لم يعد السكن بها مريحاً لهم أو لأبنائهم، حيث إن المنطقة باتت عشوائية وفوضوية وغير منظمة.

كل هذه شكاوى باح بها سكان المنطقة في زيارة قامت بها «الوطن» للمنطقة تلمست فيها عن قرب معاناة الأهالي وأنينهم اليومي من مشاكل المنطقة.

وأكد الأهالي لـ«الوطن» أن منطقة عراد الصناعية تحولت إلى منطقة عشوائية خالية من المراقبة البلدية أو المرورية، مما أدى إلى حدوث فوضى، مطالبين بمنع أصحاب «الكراجات» من إيقاف السيارات التي تحتاج لتصليح من إيقاف السيارات التصليح أو السكراب في المنطقة أو في الشوارع أو أمام المنازل، بالإضافة إلى ضرورة تنظيم مداخل ومخارج المنطقة لتتوافق مع متطلبات القاطنين، إزالة محلات الفحص الدوري للسيارات، وإزالة محلات الغسيل كذلك.

كما طالبوا بمنع ورش العمل والمحال من الفتح بعد الساعة الثامنة، ومراقبة المنطقة وتوفير مفتشي بلدية وبيئة ومرور أو شرطة المجتمع على مدار الساعة بهدف المحافظة على النظام.

وقال المواطن زكريا خنجي إنه عندما قدمنا للمنطقة في التسعينات كانت خالية وليس بها شيء، وكانت سكنية مقسمة بطريقة صحيحة، وكانت المنطقة الصناعية بعيدة عن المنازل، ولكن عند قدوم المجلس البلدي الأول تم تغير التصنيف دون الرجوع لنا أو استشارتنا بهذا الشأن وأخذ رأينا ومرئياتنا، رغم كونهم مجلساً منتخباً.

ومن أبرز مشاكلنا أيضاً أن المنطقة غير منظمة وغير مدارة بشكل صحيح، وتعتبر منطقة «مختلطة» وتجمع بين التصنيف الخدمي والصناعي والسكني.

وأضاف: تفاجئنا بانتشار المحلات و الكراجات بطريقة عشوائية حيث أصبحوا يفتحون محلات ملاصقة للمنازل أو مقابلة لها بشكل مباشر، بالإضافة إلى فتح محلات لغسيل السيارات وقسم لفحص السيارات والدوريات وكل هذا على شارع سكني، وأضاف «على أي أساس وبأي منطق يتم فتح مثل هذه الأنشطة في الشوارع رغم أنها تعاني من مشاكل الازدحامات المستمر.

وأردف، أين هي التنمية المستدامة والمدن الصحية من هذه المنطقة، فنحن نعاني من عدم التخطيط الصحيح وحرمنا من أبسط حقوقنا.

وقال إن الشوارع مكسرة ومحفرة من سنة 1990، ولم يتغير بها شيء منطقة ضيقة وبلا إضاءة، وعندما طالبنا بعمل أرصفة جاءنا الرد بعدم توفر الميزانية، فقمنا بعملها بأنفسنا.

وقال إنه في المجلس البلدي السابق صرح أحد الأعضاء بقرار أن تفتح المحال إلى الساعة 11 مساءً دون الرجوع لنا، بالإضافة إلى أن محلات غسيل السيارات انتشرت بشكل رهيب في المنطقة حيث يقومون بفتح السيارات وغسيلها وسط الشوارع دون خوف من التهديد أو المخالفة، لذلك باتت المنطقة فوضوية وعشوائية.

وطالب بتنظيم المنطقة وتطبيق الضوابط والأنظمة.

عادل جاسم: انتشار الكلاب الضالة يؤرق نومنا ويحد من حركة الأطفال

عمال الكراجات غزوا المنازل المحيطة ونعاني من روائح طبخهم

قال عادل جاسم أحد سكان منطقة عراد: «أنا ساكن في هذه المنطقة منذ 35 سنة أي منذ الثمانينات، وفي طريقي لعمل هذا اللقاء لحق بي عدد من الكلاب الضالة من أمام منزلي وذلك بسبب وجود براحة كبيرة أمام منزلي، وبعض الأجانب يضعون بقايا طعامهم بها من أجل الطيور والحمام، ولكن هذه الأطعمة تصبح من نصيب الكلاب وتكون سبباً لتواجدها بكثرة أمام المنزل وفي الطرقات الداخلية للحي، مما يسبب رعباً للمارة، وإزعاجاً مزمناً ليلاً، وخطراً على حركة الأطفال وكبار السن، وقبل فترة رأيتها بأم عيني وهي تركض خلف أحد الأطفال ولولا ستر الله لحدثت الكارثة وتعرّض للعض».

وأضاف: «بالإضافة إلى تجمّع الكلاب فإن تجمّع الطيور والحمام أيضاً يؤدي إلى تلوث المنطقة وأسقف المنازل و«الحيشان»، ونضطر نحن الساكنين لتغيير «بمب الحمامات» بسبب تلفه إثر تلوثه ببقايا الطيور».

وأضاف: «أن عمال الكراجات بدؤوا يغزون البيوت، وذلك نتيجة بيع المنازل السكنية وتحويلها لشقق يقطنها العمال من مختلف الجنسيات، تسبب روائح طبخهم والأدخنة المنبعثة من مطابخهم تلوثاً وإزعاجاً لنا، وحالياً تطلب مني زوجتي أن نخرج من هذه المنطقة لأن الوضع أصبح لا يُطاق».

راشد عبدالله: الكراجات تتخذ الطرق «مواقف» لتصليح السيارات

الإزعاج والتلوث تسببا بنزوح الأهالي من المنطقة

أكد راشد عبدالله أحد ساكني منطقة عراد الصناعية منذ التسعينات، أن المنطقة كانت سكنية بحتة آنذاك، ولكن تم تغير التصنيف من قبل المجلس البلدي الأول لتصبح المنطقة تجارية خدمية تعج بالمحلات والكراجات، الأمر الذي أدى لمعاناة ساكني المنطقة من الإزعاج، مما أدى إلى خروج عدد كبير من السكان الذين باعوا بيوتهم.

وقال: «إن الأهالي عند سكنهم اختاروا هذه المنطقة لهدوئها وبُعدها عن الضوضاء السمعي والتلوث الناتج عن كثرة المحلات».

وأضاف أن «من أبرز المشاكل التي نعاني منها حالياً عدم توفر مواقف سيارات، بسبب أن أصحاب الكراجات يتخذون من المساحات أمام البيوت مواقف لتخزين وتصليح السيارات الخاصة بهم، حيث إن الكراجات بالمنطقة تأخذ أكثر من استيعابها مما يؤدي إلى امتلاء كل الساحات وكل الطرقات من وإلى المنازل».

وأردف أن «هذه السيارات تظل بأماكنها لفترات طويلة قد تمتد لشهور، ويستخدمون الشوارع كجزء من كراجاتهم».

وبين أن من أبرز المشاكل التي يعاني منها سكان المنطقة «كثرة الأجانب»، وذلك نتيجة لتغيّر تصنيف المنطقة وزيادة المشاكل بها، وإثر ذلك اضطرت العديد من الأسر البحرينية التي كانت مستقرة في السابق إلى الخروج وأتت بدلاً منها أعداد كبيرة من العمالة الأجنبية التي تعمل في الكراجات وانتشرت في السكن المجاور لسكن العائلات بالمنطقة، مما ترتب عليه الكثير من الأمور المزعجة وغير المريحة للأهالي وللأسر.