أكّدت اللجنة الدائمة للحوار الإسلامي المسيحي، على الدور الرفيع لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في تعزيز أسس الحوار المثمر البناء، ونشر وترسيخ قيم التعايش والسلام العالمي، وذلك بمساندة ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، مشيدين بالمبادرات التي أطلقتها مملكة البحرين والتي ترنو إلى توطيد جسور التواصل، وتقوية قيم الاحترام المتبادل والتعايش الإنساني.جاء ذلك خلال الاجتماع الأول للجنة الدائمة للحوار الإسلامي المسيحي بين مجلس حكماء المسلمين والفاتيكان بمملكة البحرين، والتي تم إنشاؤها بموجب مذكرة تفاهم تم توقيعها بين مجلس حكماء المسلمين (مقره أبو ظبي) ودائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان، وتعد واحدةً من توصيات اللقاء التاريخي الذي جمع مجلس حكماء المسلمين مع كبار رجال الكنيسة الكاثوليكية الذي انعقد في مملكة البحرين في شهر نوفمبر الماضي، بحضور قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين.وخلال الاجتماع تمّ بحث سبل تنسيق الجهود المشتركة انطلاقاً من دور المرجعيات الدينية في مواجهة التحديات العالمية الراهنة وتعزيز الحوار والتعاون الإسلامي المسيحي، حيث شدّدت اللجنة على أهمية العمل المشترك من أجل تعزيز مفهوم المواطنة والتخلي عن استخدام مصطلح الأقلية والأكثرية، مشيدة بما نص عليه إعلان الأزهر للمواطنة الصادر عن مؤتمر "الحرية والمواطنة: تنوّع وتكامل" والذي عُقد بين الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، وكذلك ما نصت عليه وثيقة الأخوّة الإنسانية، وإعلان البحرين للتعايش السلمي.وبيّنت اللجنة أهمية جهود القادة الدينيين في مواجهة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية وما تشكله من أخطار على حاضر الإنسانية ومستقبلها، وما يمكن أن يسهم به حوار الأديان والثقافات في تعزيز إشراك المرجعيات والمؤسسات الدينية في مواجهة ظاهرة التغير المناخي خلال مؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة، معربين عن دعم جهود الأمم المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة في تنظيمه من أجل التوصل لحلول ناجعة لمواجهة التأثيرات المناخية السلبية التي تهدد الإنسانية وسلامتها في الحاضر والمستقبل.وأشارت اللجنة إلى أن العمل على إعداد مشروع للمرحلة المقبلة يقضي بإطلاق العديد من المبادرات التي تعزز من الحوار بين أتباع الأديان على العموم والحوار بين المسيحيين والمسلمين بشكل خاص، ومنها على سبيل المثال إطلاق مبادرات سلام تتم مناقشتها والاتفاق عليها لاحقاً.كما أكّدت اللجنة بأنّ بيت العائلة الابراهيمية الذي تم تدشينه في أبوظبي يُعد أنموذجاً حضارياً يحفظ خصوصية كل دين ويدعو إلى التعارف الإنساني والاحترام بين جميع البشر، مؤكدًا أنه يمثل تطبيقاً عملياً لما نصّت عليه وثيقة الأخوّة الإنسانية التي صدرت عن فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين مع قداسة البابا فرنسيس، في أبوظبي عام 2019، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تمثّل أساسا للحوار بين أهل الأديان وللعيش المشترك السلمي والأخوّة الإنسانية.وقد شارك في الاجتماع المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، وفضيلة الأستاذ الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف السابق، وسماحة السيد علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، ومعالي الأستاذ الدكتور السيناتور ذو الكفل محمد البكري، عضو مجلس حكماء المسلمين، عضو مجلس الشيوخ ووزير الشؤون الإسلامية الماليزي سابقا، وفضيلة الدكتور الشيخ عبدالرحمن ضرار الشاعر، عضو المجلس الاعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين، ممثلا عن معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين، عضو مجلس حكماء المسلمين، والدكتور محمد السماك، الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار في لبنان، ونيافة الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو، رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان، والمونسينيور خالد عكشة، أمين سر لجنة العلاقات مع المسلمين في الدائرة عينها، وسيادة المطران آلدو بيراردي، النائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية.