حرصا من الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على تحقيق أهدافها الاستراتيجية المتضمنة تطوير كوادرها الوطنية الشابة في قطاع الفضاء، بذلت الهيئة جهوداً بارزة لتبني الاستثمار في تطوير مهارات موظفيها لمواكبة التغييرات المتسارعة في قطاع الفضاء وتمكينهم من الاضطلاع بالمهام المتعلقة بالمشاريع التقنية والأبحاث العلمية، حيث أثمرت تلك الجهود كخطوة أولى في تحقيق الإنجاز الوطني بإطلاق أول قمر صناعي بحريني في 21 ديسمبر 2021.
ومع ديمومة حرص الهيئة على صقل مهارات كوادرها الوطنية، تمكنت الهيئة من رفع سقف طموحها بعد إنجازها الأخير إلى تبني مشروع إطلاق أول قمر صناعي بحريني بالكامل على أيدي سواعدها الوطنية الشابة، بدءاً من تصميم القمر وبنائه واختباره وانتهاءً بإطلاقه في المدار الخارجي للأرض، والمزمع الانتهاء من هذا المشروع الاستثنائي خلال العام 2024، حيث سخرت الهيئة كل سبل الدعم المعنوي والإداري والمالي لتمكين منتسبيها من الاستزادة من فرص التطوير والتدريب والبحث العلمي ومهارات تنفيذ المشاريع المتعلقة بالأقمار الصناعية وعلوم المستقبل بغية تصدر اسم مملكة البحرين في مجال الفضاء وتحقيق التميز.
وفي سياق إبراز جهود الهيئة في دعمها لتطوير مهارات الموظفين خلال الخمس سنوات الأخيرة، بلغت عدد الأبحاث العلمية المنشورة من قبل كوادرها الوطنية 36 بحثا علميا محكم، وعدد 37 مقالا علميا، كما أنه جاري العمل على إعداد ونشر 26 بحثاً علمياً إضافيا حتى نهاية 2023.
وخلال العام الجاري على وجه التحديد، شارك منتسبي الهيئة في 8 مؤتمرات وندوات عالمية وإقليمية كمتحدثين رسميين، كما شاركوا في 18 ورشة تدريبية علمية تتعلق بعلوم المستقبل، فيما حصل 45 مستفيداً من فرص تدريبية لوجستية وتقنية محليا وخارجيا لتطوير وصقل مهاراتهم الوظيفية.
ومن منطلق التعاون المتبادل والمشترك مع الشركاء الاستراتيجيين، سعت الهيئة في الحصول على فرص دراسية لابتعاث ما يقارب 4 من منتسبيها للدراسات العليا في مجالات علوم المستقبل في جامعات مرموقة خارجية خلال الفترة المقبلة.
حول هذه الإنجازات، صرحت الأستاذة مريم الملا رئيس الموارد والخدمات بالهيئة: "أن إحدى الأهداف الاستراتيجية المستدامة للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء هي تدريب وتمكين الكوادر الوطنية بها والاستثمار في قدراتهم البشرية والعلمية لريادة قطاع الفضاء وعلوم المستقبل بهدف تحقيق الريادة ومواكبة التقنيات الحديثة التي تتضمنها هذه العلوم وللاستزادة منها لتسخير علوم الفضاء في خدمة الوطن".
وأضافت الملا: "أن الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء تبدي اهتماما بالغا بتطوير وتدريب منتسبيها بشتى السبل الممكنة ومن خلال الاستفادة من جميع المصادر العلمية والتدريبية المحلية والعالمية المتاحة بما يصب في مصلحة العمل وخدمة المملكة، وذلك من منطلق إيمان الهيئة بقدرة الكوادر البحرينية على تحقيق أعلى درجات التميز والإتقان في جميع الميادين أينما تحقق لهم الدعم المعنوي والمالي، والذي لم تتوان الرئاسة التنفيذية للهيئة في تقديمه لجميع الموظفين على اختلاف مهامهم التخصصية أو الإدارية إيمانا منها بأن الاستثمار البشري هو من أفضل أنواع الاستثمار على الإطلاق، وأن ربحيته تعود بالنفع على جميع الأطراف المشاركة فيه وعلى أبعد مدى، كما أن الهيئة لن تتوانى في دعم هذا النهج التحفيزي في ظل جميع الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمر بها العالم، لأنه الاستثمار الوحيد الذي لا خسارة فيه، والذي حتما سيعود بالفائدة على المساهمين فيه بأي شكل من الأشكال في المستقبل".