- تدشين منهج التعايش ومكافحة التطرف في إطار تحديث "معاً"
- الانطلاقة الناجحة للمنهج خطوة هامة في جهودنا الجماعية للتصدي للتطرف
- استخدام التعليم في تعزيز التسامح والسلام والاحترام المتبادل
- المنهج أحدث مثال على تنفيذ شرطة خدمة المجتمع لمبادرات بما يتماشى ورؤية الملك
- "الداخلية" تعمل على تعزيز القيم الأساسية لمكافحة التعصب والتطرف
- مشاركة المجتمع أمر حيوي في عملنا لتعزيز التسامح ومكافحة التطرف
- شرطة خدمة المجتمع تحتل موقع الصدارة في التعامل مع المجتمع المحلي
- "معاً" حدَّ من سوء سلوك الأطفال في المدارس 56% منذ إطلاقه عام 2011
- "الداخلية" تساعد على تطوير جيل مستعد لمواجهة الأفكار المتطرفة برسائل التسامح
- حان الوقت لمشاركة خبرة "الداخلية" في تعليم مكافحة التطرف مع العالم
- سفير البحرين بواشنطن لعب دوراً رئيسياً في تأسيس "معاً"
- البرنامج إستراتيجية فعالة لمكافحة التطرف ومعالجة الجهل من خلال التعليم
- "دير" الأمريكية: تنفيذ البحرين للبرنامج "نموذجي ومثال يحتذى به"
- تأسيس مركز التدريب إنجاز استثنائي يقف وراءه وزير الداخلية
أكد وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أن الوزارة تساعد على تطوير جيل أكثر مقاومة للتطرف واستعدادا لمواجهة الأفكار المتطرفة برسائل التسامح والتعايش السلمي، مشيراً إلى أنه حان الوقت لمشاركة خبرة وزارة الداخلية في الشراكة المجتمعية وتعليم مكافحة التطرف مع العالم.
ولفت في كلمة خلال زيارته التي يقوم بها حاليا إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركته في احتفال منظمة "دير" الأمريكية بعيدها الأربعين، إلى أن شرطة خدمة المجتمع بوزارة الداخلية، تحتل موقع الصدارة في التعامل مع المجتمع المحلي من خلال تعزيز الشراكة بين المواطنين والشرطة وتطبيق برامج لمواجهة التعصب والتطرف.
وحضر الاحتفال سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة وأول عضو بمجلس إدارة المنظمة من خارج الولايات المتحدة الشيخ عبد الله بن راشد آل خليفة، حيث تم إطلاق منهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف، في إطار عملية التحديث التي يشهدها برنامج مكافحة العنف والإدمان "معاً" والذي تنفذه البحرين، بعد قيامها بترجمة مناهج تدريبه إلى اللغة العربية، وبما يتماشى مع العادات والتقاليد العربية، وذلك بالشراكة مع المنظمة الأمريكية "دير".
وفي مقدمة الاحتفال، والذي أقيم بمقر معهد الولايات المتحدة للسلام التابع للكونغرس الأمريكي، أكد الرئيس التنفيذي فرانشيسكو بيجيروس، أن تنفيذ البحرين للبرنامج نموذجي، لافتاً إلى التأثير الإيجابي للبرنامج ومستعرضا عملية تقييم المناهج بالتعاون والشراكة مع جامعة شمال كارولينا في جرينسبورو Greensboro مثمنا المساعي المبذولة لتطوير منهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف. وقال: "إن العلاقة القوية بين المنظمة ووزارة الداخلية البحرينية والجامعة، تعززت من خلال هذه المساعي".
بينما أكدت رئيس مجلس إدارة المنظمة ميشيل ليونهارت، والتي كانت تشغل في السابق منصب مدير إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة، أن البرنامج يتم تدريسه سنويا لأكثر من 2.5 مليون طالب في الولايات المتحدة و 28 دولة أخرى.
وأوضحت أن الشراكة بين المنظمة ووزارة الداخلية في البحرين، بدأت بتبني البحرين مناهج المنظمة ثم اعتماد الوزارة كمركز تدريبي دولي، تلاه متابعة تدريب منسوبي "معاً". وقالت: "إن تنفيذ البحرين للبرنامج مثال يحتذى به"، مبينة أن تبني المملكة للبرنامج وتأسيس مركز التدريب إنجاز استثنائي، يقف وراءه وزير الداخلية، حيث يتولى مسؤولية الأمن والسلامة العامة في مملكة البحرين.
وفي إطار الاحتفال، تم تكريم وزير الداخلية، ومنحه الجائزة من قبل مسؤولي المنظمة، ليتفضل بعدها بإلقاء كلمته، التي استهلها بتوجيه الشكر إلى كافة الحضور. وقال فيها:
كما تعلمون، فإننا نجتمع اليوم في ظروف دولية صعبة، وحقبة مظلمة نحتاج فيها إلى "تلسكوب الحكمة" ليقودنا نحو السلام والأمن والاستقرار. لكني تعلمت في الحياة أنه عند الغوص وعندما يكون مستوى الرؤية تحت الماء غير واضح، فإن الفرد بحاجة إلى البقاء بالقرب من أصدقاء الغوص. وفي هذا الوقت، فإن الأصدقاء الحقيقيين، مثل مملكة البحرين والولايات المتحدة، يتكاتفون معاً لمضاعفة الجهود المشتركة والتغلب على التهديدات والتحديات، وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يستحقه الشعبان.
السيدات والسادة،
إنه لمن دواعي الفخر والشعور العميق بالإنجاز، مشاركتكم، معلماً مهما في رحلة أمتنا نحو تعزيز السلام ومكافحة التطرف. ويسعدني اليوم أن أعلن عن الانطلاقة الناجحة لمنهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف، وهي خطوة بالغة الأهمية في جهودنا الجماعية للتصدي للتطرف والذي يعتبر تحديا عالميا. والذي يبدأ بتحفيز جزء كبير من المجتمع لتبني وجهات النظر المتطرفة وقد يؤدي للتصعيد المحلي والإقليمي والدولي.
وفي ظل مثل هذه الآراء، يكون مستحيلا على الناس الحفاظ على علاقات ودية بل وحتى الاتفاق على الاختلاف حول القضايا. وأعتقد أن الجميع هنا اليوم، متفقون على أن الآراء المتطرفة تهدف لنشر العنف والتحريض على الصعيد الدولي ورأينا ذلك يحدث، ونتوقع حدوثه مراراً وتكراراً، إذا لم يتم استئصال هذا التهديد.
ومن خلال تجاربنا، رأينا أفراداً لديهم عقليات أكثر تطرفاً يسعون إلى فرض معتقداتهم على المجتمع بأكمله، أو يحاولون القضاء على أولئك الذين يخالفونهم الرأي. ولسوء الحظ، تمتد العواقب إلى ما هو أبعد من العنف، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على الاستقرار الاقتصادي، وتعوق التنمية والابتكار في المجتمع. والأهم من ذلك، أنها تؤثر في الوحدة الوطنية وتهدد النسيج الاجتماعي.
ومن بين أهداف وزارة الداخلية، العمل على تعزيز القيم الأساسية لمكافحة التعصب والتطرف، وهو أمر تعمل عليه الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، والمعروفة باسم "بحريننا" والتي تم إطلاقها عام 2019 وتهدف إلى تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع والهوية الوطنية بين جميع أفراد المجتمع البحريني، وترسيخ مبادئ الوحدة والتنمية والازدهار.
وتعد مشاركة المجتمع، أمراً حيياً في عملنا لتعزيز التسامح ومكافحة التطرف، حيث تحتل شرطة خدمة المجتمع بوزارة الداخلية موقع الصدارة في التعامل مع المجتمع المحلي من خلال تعزيز الشراكة بين المواطنين والشرطة وتطبيق برامج لمواجهة التعصب والتطرف.
وعلى سبيل المثال، أطلقت وزارة الداخلية برنامج مكافحة العنف والإدمان "معاً" المعتمد من برنامج D.A.R.E. بالولايات المتحدة، والذي أدى إلى الحد من سوء سلوك الأطفال في المدارس بنسبة 56% منذ إطلاق البرنامج عام 2011.
السيدات والسادة،
كما سبق، وأوضح حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، بأن "الجهل عدو السلام، ومن واجبنا أن نتعلم ونشارك ونحيا معاً من خلال إيماننا بعقيدة تجمعنا بروح المحبة والاحترام المتبادل".
ويعد منهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف، أحدث مثال على تنفيذ الشرطة المجتمعية للمبادرات بما يتماشى مع رؤية جلالته، من خلال استخدام التعليم لتعزيز التسامح والسلام والاحترام المتبادل.
ومن خلال تعزيز هذه القيم الأساسية في شباب أمتنا، تساعد وزارة الداخلية في تطوير جيل أكثر مقاومة للتطرف ومستعداً لمواجهة الأفكار المتطرفة برسائل التسامح والتعايش السلمي.
وكان لبرنامج "معاً" الذي تم تطويره قبل عام 2020، آثار إيجابية كبيرة على أطفال المدارس في البحرين. وإدراكاً للإمكانات الاستثنائية للبرنامج في معالجة التطرف في جميع أنحاء العالم، عملت وزارة الداخلية على التعاون مع مؤسسة تعليمية أمريكية مرموقة لضمان أن تكون دروسها قابلة للتكيف مع السياق الدولي.
وبعد فترة وجيزة، انخرطت الوزارة مع جامعة شمال كارولينا في جرينسبورو Greensboro والتي قامت بتقييم شامل وتحسين للبرنامج وأعتقد أن الوقت قد حان لمشاركة خبرة وزارة الداخلية في الشراكة المجتمعية وتعليم مكافحة التطرف مع العالم.
فمثلما تتوازى الطبيعة العابرة للحدود للإرهابيين وتهديد الفيروس، فإن التعاون الدولي أمر بالغ الأهمية لمكافحة تحدي التطرف العالمي. وإن زيادة الترابط والتواصل العالمي، يعني أن تهديد التطرف يتجاوز الحدود.
ولذلك من المستحيل على أي دولة، مهما كانت قوتها، مواجهة هذه التهديدات بمفردها، حيث تكمن قدرتها في التخفيف من التطرف ومكافحته في الأطر الثنائية والمتعددة الأطراف التي أنشأتها الدول ذات التفكير المماثل.
السيدات والسادة،
أود أن أعرب عن شكري لسفارة مملكة البحرين هنا في واشنطن على ترتيب هذهِ الفعالية، وأخص بالشكر السفير الشيخ عبدالله، والذي لعب دوراً رئيسياً في تأسيس برنامج "معاً" عندما كان محافظا للمحافظة الجنوبية في البحرين.
وفي الختام، فإن هذا البرنامج، استراتيجية فعالة لمكافحة التطرف ومعالجة الجهل من خلال التعليم، أمر حيوي لمنع التطرف وتعزيز جيل جديد من التسامح والتفاهم. وكما قال الرئيس فرانكلين روزفلت ذات مرة، فإن "المعرفة - التعليم بمعناه الحقيقي - أفضل حماية لنا ضد التحيز غير المنطقي والخوف الذي يثير الذعر". وأعتقد أننا جميعا نتفق على أنه من خلال التعليم، يمكننا محاربة الجهل والتطرف وإحلال السلام في العالم. وشكرا.
وتواصلت فقرات الاحتفال، باطلاع الحضور على ما تم إنجازه أكاديميا في مجال تحديث محتوى المناهج الدراسية، بالتعاون مع فريق جامعة شمال كارولينا في جرينسبورو Greensboro، حيث تم تقديم أعضاء الفريق المشارك، ثم قام الوزير ومسؤولو المنظمة بتكريم خبراء الجامعة، وعلى رأسهم المحقق الرئيسي للمشروع الدكتور ديفيد ويريك، ومدير المشروع الدكتورة سامانثا كيلي.
وتخلل الاحتفال، تقديم مقطع مصور حول المنهج الجديد، لتبدأ بعد ذلك حلقة نقاشية تضمنت التأكيد على أن تجربة مملكة البحرين في برنامج "معاً " نموذجية وذات نهج مثالي، حيث دعا المشاركون إلى أهمية الاستفادة من هذه التجربة.
وأدارت الحلقة النقاشية، كيرستن فونتينروز، وشارك فيها كل من دكتور ماثيو ليفيت مدير برنامج جانيت وإيلي راينهارت لمكافحة الإرهاب والاستخبارات، توماس واريك مدير مشروع مستقبل المسوحات الديموغرافية والصحية في مركز Scowcroft للاستراتيجيات والأمن الدفاعي المتقدم، د. ديفيد ويريك أستاذ تعليم الصحة العامة في جامعة نورث كارولينا في جرينسبورو Greensboro ومؤسس مركز رفاهية الرياضيين واستراتيجيات الوقاية.
- الانطلاقة الناجحة للمنهج خطوة هامة في جهودنا الجماعية للتصدي للتطرف
- استخدام التعليم في تعزيز التسامح والسلام والاحترام المتبادل
- المنهج أحدث مثال على تنفيذ شرطة خدمة المجتمع لمبادرات بما يتماشى ورؤية الملك
- "الداخلية" تعمل على تعزيز القيم الأساسية لمكافحة التعصب والتطرف
- مشاركة المجتمع أمر حيوي في عملنا لتعزيز التسامح ومكافحة التطرف
- شرطة خدمة المجتمع تحتل موقع الصدارة في التعامل مع المجتمع المحلي
- "معاً" حدَّ من سوء سلوك الأطفال في المدارس 56% منذ إطلاقه عام 2011
- "الداخلية" تساعد على تطوير جيل مستعد لمواجهة الأفكار المتطرفة برسائل التسامح
- حان الوقت لمشاركة خبرة "الداخلية" في تعليم مكافحة التطرف مع العالم
- سفير البحرين بواشنطن لعب دوراً رئيسياً في تأسيس "معاً"
- البرنامج إستراتيجية فعالة لمكافحة التطرف ومعالجة الجهل من خلال التعليم
- "دير" الأمريكية: تنفيذ البحرين للبرنامج "نموذجي ومثال يحتذى به"
- تأسيس مركز التدريب إنجاز استثنائي يقف وراءه وزير الداخلية
أكد وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أن الوزارة تساعد على تطوير جيل أكثر مقاومة للتطرف واستعدادا لمواجهة الأفكار المتطرفة برسائل التسامح والتعايش السلمي، مشيراً إلى أنه حان الوقت لمشاركة خبرة وزارة الداخلية في الشراكة المجتمعية وتعليم مكافحة التطرف مع العالم.
ولفت في كلمة خلال زيارته التي يقوم بها حاليا إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركته في احتفال منظمة "دير" الأمريكية بعيدها الأربعين، إلى أن شرطة خدمة المجتمع بوزارة الداخلية، تحتل موقع الصدارة في التعامل مع المجتمع المحلي من خلال تعزيز الشراكة بين المواطنين والشرطة وتطبيق برامج لمواجهة التعصب والتطرف.
وحضر الاحتفال سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة وأول عضو بمجلس إدارة المنظمة من خارج الولايات المتحدة الشيخ عبد الله بن راشد آل خليفة، حيث تم إطلاق منهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف، في إطار عملية التحديث التي يشهدها برنامج مكافحة العنف والإدمان "معاً" والذي تنفذه البحرين، بعد قيامها بترجمة مناهج تدريبه إلى اللغة العربية، وبما يتماشى مع العادات والتقاليد العربية، وذلك بالشراكة مع المنظمة الأمريكية "دير".
وفي مقدمة الاحتفال، والذي أقيم بمقر معهد الولايات المتحدة للسلام التابع للكونغرس الأمريكي، أكد الرئيس التنفيذي فرانشيسكو بيجيروس، أن تنفيذ البحرين للبرنامج نموذجي، لافتاً إلى التأثير الإيجابي للبرنامج ومستعرضا عملية تقييم المناهج بالتعاون والشراكة مع جامعة شمال كارولينا في جرينسبورو Greensboro مثمنا المساعي المبذولة لتطوير منهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف. وقال: "إن العلاقة القوية بين المنظمة ووزارة الداخلية البحرينية والجامعة، تعززت من خلال هذه المساعي".
بينما أكدت رئيس مجلس إدارة المنظمة ميشيل ليونهارت، والتي كانت تشغل في السابق منصب مدير إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة، أن البرنامج يتم تدريسه سنويا لأكثر من 2.5 مليون طالب في الولايات المتحدة و 28 دولة أخرى.
وأوضحت أن الشراكة بين المنظمة ووزارة الداخلية في البحرين، بدأت بتبني البحرين مناهج المنظمة ثم اعتماد الوزارة كمركز تدريبي دولي، تلاه متابعة تدريب منسوبي "معاً". وقالت: "إن تنفيذ البحرين للبرنامج مثال يحتذى به"، مبينة أن تبني المملكة للبرنامج وتأسيس مركز التدريب إنجاز استثنائي، يقف وراءه وزير الداخلية، حيث يتولى مسؤولية الأمن والسلامة العامة في مملكة البحرين.
وفي إطار الاحتفال، تم تكريم وزير الداخلية، ومنحه الجائزة من قبل مسؤولي المنظمة، ليتفضل بعدها بإلقاء كلمته، التي استهلها بتوجيه الشكر إلى كافة الحضور. وقال فيها:
كما تعلمون، فإننا نجتمع اليوم في ظروف دولية صعبة، وحقبة مظلمة نحتاج فيها إلى "تلسكوب الحكمة" ليقودنا نحو السلام والأمن والاستقرار. لكني تعلمت في الحياة أنه عند الغوص وعندما يكون مستوى الرؤية تحت الماء غير واضح، فإن الفرد بحاجة إلى البقاء بالقرب من أصدقاء الغوص. وفي هذا الوقت، فإن الأصدقاء الحقيقيين، مثل مملكة البحرين والولايات المتحدة، يتكاتفون معاً لمضاعفة الجهود المشتركة والتغلب على التهديدات والتحديات، وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يستحقه الشعبان.
السيدات والسادة،
إنه لمن دواعي الفخر والشعور العميق بالإنجاز، مشاركتكم، معلماً مهما في رحلة أمتنا نحو تعزيز السلام ومكافحة التطرف. ويسعدني اليوم أن أعلن عن الانطلاقة الناجحة لمنهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف، وهي خطوة بالغة الأهمية في جهودنا الجماعية للتصدي للتطرف والذي يعتبر تحديا عالميا. والذي يبدأ بتحفيز جزء كبير من المجتمع لتبني وجهات النظر المتطرفة وقد يؤدي للتصعيد المحلي والإقليمي والدولي.
وفي ظل مثل هذه الآراء، يكون مستحيلا على الناس الحفاظ على علاقات ودية بل وحتى الاتفاق على الاختلاف حول القضايا. وأعتقد أن الجميع هنا اليوم، متفقون على أن الآراء المتطرفة تهدف لنشر العنف والتحريض على الصعيد الدولي ورأينا ذلك يحدث، ونتوقع حدوثه مراراً وتكراراً، إذا لم يتم استئصال هذا التهديد.
ومن خلال تجاربنا، رأينا أفراداً لديهم عقليات أكثر تطرفاً يسعون إلى فرض معتقداتهم على المجتمع بأكمله، أو يحاولون القضاء على أولئك الذين يخالفونهم الرأي. ولسوء الحظ، تمتد العواقب إلى ما هو أبعد من العنف، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على الاستقرار الاقتصادي، وتعوق التنمية والابتكار في المجتمع. والأهم من ذلك، أنها تؤثر في الوحدة الوطنية وتهدد النسيج الاجتماعي.
ومن بين أهداف وزارة الداخلية، العمل على تعزيز القيم الأساسية لمكافحة التعصب والتطرف، وهو أمر تعمل عليه الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، والمعروفة باسم "بحريننا" والتي تم إطلاقها عام 2019 وتهدف إلى تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع والهوية الوطنية بين جميع أفراد المجتمع البحريني، وترسيخ مبادئ الوحدة والتنمية والازدهار.
وتعد مشاركة المجتمع، أمراً حيياً في عملنا لتعزيز التسامح ومكافحة التطرف، حيث تحتل شرطة خدمة المجتمع بوزارة الداخلية موقع الصدارة في التعامل مع المجتمع المحلي من خلال تعزيز الشراكة بين المواطنين والشرطة وتطبيق برامج لمواجهة التعصب والتطرف.
وعلى سبيل المثال، أطلقت وزارة الداخلية برنامج مكافحة العنف والإدمان "معاً" المعتمد من برنامج D.A.R.E. بالولايات المتحدة، والذي أدى إلى الحد من سوء سلوك الأطفال في المدارس بنسبة 56% منذ إطلاق البرنامج عام 2011.
السيدات والسادة،
كما سبق، وأوضح حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، بأن "الجهل عدو السلام، ومن واجبنا أن نتعلم ونشارك ونحيا معاً من خلال إيماننا بعقيدة تجمعنا بروح المحبة والاحترام المتبادل".
ويعد منهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف، أحدث مثال على تنفيذ الشرطة المجتمعية للمبادرات بما يتماشى مع رؤية جلالته، من خلال استخدام التعليم لتعزيز التسامح والسلام والاحترام المتبادل.
ومن خلال تعزيز هذه القيم الأساسية في شباب أمتنا، تساعد وزارة الداخلية في تطوير جيل أكثر مقاومة للتطرف ومستعداً لمواجهة الأفكار المتطرفة برسائل التسامح والتعايش السلمي.
وكان لبرنامج "معاً" الذي تم تطويره قبل عام 2020، آثار إيجابية كبيرة على أطفال المدارس في البحرين. وإدراكاً للإمكانات الاستثنائية للبرنامج في معالجة التطرف في جميع أنحاء العالم، عملت وزارة الداخلية على التعاون مع مؤسسة تعليمية أمريكية مرموقة لضمان أن تكون دروسها قابلة للتكيف مع السياق الدولي.
وبعد فترة وجيزة، انخرطت الوزارة مع جامعة شمال كارولينا في جرينسبورو Greensboro والتي قامت بتقييم شامل وتحسين للبرنامج وأعتقد أن الوقت قد حان لمشاركة خبرة وزارة الداخلية في الشراكة المجتمعية وتعليم مكافحة التطرف مع العالم.
فمثلما تتوازى الطبيعة العابرة للحدود للإرهابيين وتهديد الفيروس، فإن التعاون الدولي أمر بالغ الأهمية لمكافحة تحدي التطرف العالمي. وإن زيادة الترابط والتواصل العالمي، يعني أن تهديد التطرف يتجاوز الحدود.
ولذلك من المستحيل على أي دولة، مهما كانت قوتها، مواجهة هذه التهديدات بمفردها، حيث تكمن قدرتها في التخفيف من التطرف ومكافحته في الأطر الثنائية والمتعددة الأطراف التي أنشأتها الدول ذات التفكير المماثل.
السيدات والسادة،
أود أن أعرب عن شكري لسفارة مملكة البحرين هنا في واشنطن على ترتيب هذهِ الفعالية، وأخص بالشكر السفير الشيخ عبدالله، والذي لعب دوراً رئيسياً في تأسيس برنامج "معاً" عندما كان محافظا للمحافظة الجنوبية في البحرين.
وفي الختام، فإن هذا البرنامج، استراتيجية فعالة لمكافحة التطرف ومعالجة الجهل من خلال التعليم، أمر حيوي لمنع التطرف وتعزيز جيل جديد من التسامح والتفاهم. وكما قال الرئيس فرانكلين روزفلت ذات مرة، فإن "المعرفة - التعليم بمعناه الحقيقي - أفضل حماية لنا ضد التحيز غير المنطقي والخوف الذي يثير الذعر". وأعتقد أننا جميعا نتفق على أنه من خلال التعليم، يمكننا محاربة الجهل والتطرف وإحلال السلام في العالم. وشكرا.
وتواصلت فقرات الاحتفال، باطلاع الحضور على ما تم إنجازه أكاديميا في مجال تحديث محتوى المناهج الدراسية، بالتعاون مع فريق جامعة شمال كارولينا في جرينسبورو Greensboro، حيث تم تقديم أعضاء الفريق المشارك، ثم قام الوزير ومسؤولو المنظمة بتكريم خبراء الجامعة، وعلى رأسهم المحقق الرئيسي للمشروع الدكتور ديفيد ويريك، ومدير المشروع الدكتورة سامانثا كيلي.
وتخلل الاحتفال، تقديم مقطع مصور حول المنهج الجديد، لتبدأ بعد ذلك حلقة نقاشية تضمنت التأكيد على أن تجربة مملكة البحرين في برنامج "معاً " نموذجية وذات نهج مثالي، حيث دعا المشاركون إلى أهمية الاستفادة من هذه التجربة.
وأدارت الحلقة النقاشية، كيرستن فونتينروز، وشارك فيها كل من دكتور ماثيو ليفيت مدير برنامج جانيت وإيلي راينهارت لمكافحة الإرهاب والاستخبارات، توماس واريك مدير مشروع مستقبل المسوحات الديموغرافية والصحية في مركز Scowcroft للاستراتيجيات والأمن الدفاعي المتقدم، د. ديفيد ويريك أستاذ تعليم الصحة العامة في جامعة نورث كارولينا في جرينسبورو Greensboro ومؤسس مركز رفاهية الرياضيين واستراتيجيات الوقاية.