خلال مشاركتها في "مؤتمر القمة العشرين للصحة" لمجموعة السبع ومجموعة العشرين في جنيف

وزيرة الصحة: البحرين نجحت في توظيف التحول الرقمي لتقديم خدمات صحية آمنة ومبتكرة


شاركت الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن وزيرة الصحة في قمة الصحة لمجموعة السبع ومجموعة العشرين ؛ والتي تُعقد خلال الفترة من 21 إلى 22 يونيو 2023، بمقر قصر الأمم المتحدة بجنيف، بحضور الدول الأعضاء وبمشاركة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبرييسوس، والسيدة باتريشيا سكوتلند، الأمين العام للكومنولث، وبحضور السفير الدكتور يوسف عبدالكريم محمد بوجيري المدير العام للشئون القانونية وحقوق الإنسان في وزارة الخارجية.

ونوهت وزيرة الصحة باهتمام مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه، وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، ببناء وتأسيس منظومة قوية ومتكاملة وشاملة تُقدّم خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة لجميع أفراد المجتمع.

وأكدت الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن أنّ مشاركة وفد مملكة البحرين في أعمال هذه القمة تأتي في إطار الحرص على تدعيم الجهود والمساعي لبحث ومناقشة أهم القضايا الصحية واستعراض أبرز الموضوعات ذات الأهمية، بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بالقطاع الصحي.

وألقت وزيرة الصحة، كلمة مملكة البحرين، حيث أشادت بالجهود والمساعي الدولية التي ساهمت في تجاوز التحدي الصحي العالمي الماثل في جائحة فيروس كورونا ودور الشراكات الفاعلة في الحفاظ على صحة وسلامة الإنسان وكافة المجتمعات وصولاً إلى المناعة المتكاملة وعودة الحياة إلى طبيعتها لمواصلة تحقيق وتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية.

وأشارت وزيرة الصحة في كلمتها أمام المؤتمر إلى أن مملكة البحرين أدركت مبكراً أهمية التحول الرقمي في مختلف القطاعات ومنها قطاع الرعاية الصحية. حيث قامت وزارة الصحة منذ أكثر من عقد من الزمن بإدخال السجلات الصحية الإلكترونية للمرضى في نطاق الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات. وبحلول العام 2014، تم تنفيذ النظام الصحي الإلكتروني والذي يعمل على توفير سجلات طبية مترابطة للمرضى يمكن الوصول إليها من جميع مرافق الرعاية الصحية داخل وزارة الصحة، والتي تتضمن معلومات حيوية مثل زيارات الطوارئ، ومواعيد الرعاية الأولية، وزيارات العيادات الخارجية، والنتائج المعملية، والاختبارات الإشعاعية، وسجلات التطعيم، والأدوية الموصوفة وغيرها.

وأكدت وزيرة الصحة أنّ "مع ظهور جائحة كورونا وبسبب البنية التحتية الرقمية القوية فقد تمكن فريق البحرين من تكييف وموائمة النظام بسرعة فائقة لاستيعاب الفحوصات اللازمة وتقفي آثار المخالطة، حيث تم ربط جميع المرافق الصحية والمختبرات ومراكز التطعيم سواء داخل الوزارة أو خارجها بشكل سلس بهذا النظام الموحد مما سهّل من الوصول إلى البيانات المهمة في الوقت المناسب وأتاح التحليل الفعال للوضع الوبائي والاختبارات المعملية والتغطية بالتطعيمات.

كما أوضحت الدكتورة السيد بأنّ مملكة البحرين قدمت حلولاً مبتكرة أثناء الجائحة، مثل عيادات التطبيب عن بعد، مما أتاح للمرضى الوصول عن بُعد إلى خدمات الرعاية الصحية وبالتالي المحافظة على استمرارية تقديم خدمات الرعاية الصحية مع تقليل مخاطر انتقال الفيروس. إضافة إلى تطوير تطبيقات ومنصات محددة، بما في ذلك تطبيق "مجتمع واعي"، والذي تم ربطه بالسجلات الصحية الإلكترونية والذي سهّل من متابعة الحالة الصحية للحالات القائمة وتتبع جهات الاتصال والعزل، وسمح للأفراد بالإطلاع على نتائجهم المختبرية، والحصول على شهادات العزل، وجدولة مواعيد التطعيم، والوصول إلى شهادات التطعيم بيسر وسهولة.

وأكدت الدكتورة السيد أن وفرة البيانات التي تم توفيرها من خلال البنية التحتية الرقمية في مملكة البحرين ساهمت أيضًا في خدمة جهود المجتمع الدولي، حيث أن نشر الدراسات والتقارير والتحليلات في الوقت المناسب بناءً على هذه البيانات شكل علامة مهمة، لا سيما أثناء الجائحة، حيث قدم رؤى حيوية للاستجابات الصحية العالمية.

وأشارت الوزيرة إلى أنّ استخدام السجلات الصحية الإلكترونية لمراقبة خدمات الرعاية الصحية للسكان سياسة تتبناها الحكومة منذ إنشاء النظام الصحي، فعلى سبيل المثال، تتم مراقبة فحوصات ارتفاع ضغط الدم والسكري وسرطان الثدي والتدابير الوقائية الأخرى عن كثب في خدمات الرعاية الصحية الأولية، حيث تعتبر هذه البيانات بمثابة مؤشرات أساسية لتقييم تطبيق الإرشادات السريرية وتحسين خدمات الوقاية والتشخيص والعلاج.

وفي ختام كلمتها أكدت وزيرة الصحة أهمية استمرار التعاون الدولي في مواجهة كافة التحديات الصحية، حيث امتدت الجهود التعاونية إلى مجالات مختلفة، من تطوير طرق الاختبار إلى تسريع إنتاج اللقاحات. وتعد الإنجازات التي تحققت من خلال هذا التعاون خير دليل على أهمية العمل المشترك، فمن خلال تعزيز الوحدة والتعاون، يمكننا بناء أنظمة صحية مرنة تعطي الأولوية لرفاهية جميع الأفراد والعمل سوياً لتشكيل مستقبل أكثر صحة وازدهارًا للجميع.