وليد صبري




* 50 عاماً من العلاقات الدبلوماسية الوطيدة بين البحرين وتركيا

* مشاركة بحرينية رفيعة المستوى في حفل تنصيب الرئيس أردوغان

* الحقبة الجديدة من الحوار والتعاون في المنطقة فرصة لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار

* البحرين لديها فسيفساء غنية من التنوع الثقافي وتشجع على التسامح

* دعوة الملك حمد إلى المصادقة على اتفاقية دولية لتجريم خطاب الكراهية الديني والطائفي والعنصري لها أهمية حيوية

* 38 منحة دراسية تركية لطلاب بحرينيين منذ 1992

* 883.8 مليون دولار بزيادة 66% حجم التبادل التجاري بين البحرين وتركيا

* 669.1 مليون دولار الصادرات البحرينية إلى تركيا في 2022

* مقاولون أتراك تولوا مشاريع مرموقة مثل توسعة مطار البحرين وخط صهر ألبا

* تركيا توفر وصولاً إلى 1.3 مليار شخص وسوقاً بـ26 تريليون دولار في دائرة نصف قطرها 4 ساعات طيران

* 104 مليارات دولار خسائر تركيا من الزلزال

* استقطاب 251 مليار دولار استثماراً أجنبياً مباشراً خلال 18 عاماً

* 98147 بحرينياً زاروا تركيا في 2022

* رحلة مباشرة بين المنامة وبودروم عبر "طيران الخليج"

* المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية تبرعت بـ110 مساكن مؤقتة لضحايا زلزال تركيا

* البحرين قدمت 175 طناً مساعدات لتركيا في حملة "يوم التضامن"

* البحرين قدمت 4 ملايين دولار لإعادة إنشاء مناطق منكوبة في تركيا وسوريا

* تركيا حليف قوي لـ"الناتو" على مدار 70 عاماً

* الانتخابات الرئاسية والنيابية دليل على قوة التقاليد الديمقراطية التركية

* تركيا توفر الحماية لملايين السوريين.. وخارطة طريق للنهوض بالعلاقات مع دمشق


كشفت سفيرة الجمهورية التركية لدى مملكة البحرين أيسن تشاكيل عن أن "الاستثمارات المباشرة للبحرينيين في تركيا تبلغ نحو 1.1 مليار دولار أمريكي"، مشيرة إلى أن "حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ نحو 883.8 مليون دولار بزيادة 66%، حيث تبلغ قيمة الصادرات التركية إلى البحرين نحو 214.7 مليون دولار، فيما تبلغ قيمة الصادرات البحرينية إلى تركيا نحو 669.1 مليون دولار"، متحدثة عن "رحلة الطيران المباشرة بين المنامة وبودروم عبر "طيران الخليج"".

وأضافت السفيرة أيسن تشاكيل في حوار لـ"الوطن" أن "البحرين لديها فسيفساء غنية من التنوع الثقافي وتشجع على التسامح"، مشددة على أن "دعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، إلى المصادقة على اتفاقية دولية لتجريم خطاب الكراهية الديني والطائفي والعنصري لها أهمية حيوية".

ونوهت إلى أن "البلدين يشهدان 50 عاماً من العلاقات الدبلوماسية الوطيدة"، مؤكدة على "تعزيز العلاقات بين البلدين في التجارة والاستثمار والصحة والسياحة والتعليم"، لافتة إلى أن "مقاولين أتراكاً تولوا مشروعات مرموقة في البحرين مثل توسعة المطار وخط صهر ألبا". وفيما يتعلق بالتعاون في المجال التعليمي، أفادت سفيرة تركيا بأن "بلادها تشجع المزيد من الشباب البحرينيين على الدراسة في تركيا"، موضحة أنه "منذ عام 1992 حتى الآن، تم منح 38 طالباً بحرينياً منحاً دراسية من تركيا". وإلى نص الحوار:

ماذا عن تطور العلاقات بين البحرين وتركيا؟

- يصادف عام 2023 الذكرى السنوية الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية تركيا ومملكة البحرين، ونحن نود أن يصبح هذا العام علامة فارقة وحقيقية لتعاوننا الثنائي. خلال هذه السنوات، تم تعزيز ثقتنا السياسية بشكل مستمر. تعد مشاركة مملكة البحرين رفيعة المستوى في حفل تنصيب الرئيس رجب طيب أردوغان من قبل نائب رئيس الوزراء، معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة دليلاً مهماً على أن العلاقات التركية البحرينية سوف تتطور بشكل أكبر اعتمادا على تلك الثقة السياسية التي يقودها زعماء بلدينا. تتم متابعة العلاقات التركية - البحرينية المشتركة استناداً إلى الأسس التي أرستها الروابط التاريخية والثقافية، بما يتماشى مع مبادئ الحوار والمصلحة المشتركة. كما أننا نتشارك رؤية مشتركة لمنطقتنا وخارجها، بما في ذلك منطقة خليجية موحدة ومستقرة وآمنة. إن الحقبة الجديدة من الحوار والتعاون في المنطقة ستعد فرصة سانحة لتحقيق السلام الدائم والاستقرار والازدهار.

كيف تنظرون إلى ما تتمتع به البحرين من حرية المعتقد والتعايش السلمي والتسامح الديني؟

- تعد البحرين تاريخياً دولة متعددة الجنسيات والأديان، ولديها فسيفساء غنية من التنوع الثقافي وتشجع على قيمة التسامح داخل البلاد وخارجها. ابتليت الإنسانية بآفات مختلفة، بما في ذلك الإرهاب والكراهية العرقية أو الدينية والتمييز والتطرف وكراهية الأجانب والاتجاهات المعادية للإسلام في حين أن الأشكال الأخرى من الإقصاء هي أيضا مدعاة للقلق. في التصدي لمثل هذه التهديدات المنتشرة، تشدد تركيا على الحاجة إلى الشفافية والتنوع والحوار والسياسات الشاملة. وفي هذا الإطار، فإن دعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، قد جاءت في الوقت المناسب، أمام الاتحاد البرلماني الدولي للمصادقة على اتفاقية دولية لتجريم خطاب الكراهية الديني والطائفي والعنصري ولها أهمية حيوية.

كيف تقيمون جهود البحرين في الحفاظ على أمن الملاحة والنفط وإمدادات الطاقة في مياه المنطقة؟

- نحن ندرك جيداً الأهمية الأساسية للسلامة البحرية وأمن الخليج للعالم بأسره؛ فالبحرين بصفتها الدولة المضيفة للتحالف الدولي، القوات البحرية المشتركة "CMF"، فإن مساهمتها في الجهود المشتركة للحفاظ على سلامة الملاحة البحرية الدولية وتأمين الممرات الدولية للتجارة والطاقة في المنطقة أمر ضروري، كما تساهم القوات البحرية التركية بنشاط في قوات العمل المشتركة "CTF" للحفاظ على الأمن البحري للخليج، وتولت تركيا قيادة "CTF-151" ست مرات وقدمت فرقاطة إلى "CTF-151" لمدد عديدة.

كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين وتركيا في 2022؟ وماذا عن قيمة الصادرات والواردات؟

- في عام 2022 ازدهرت تجارتنا الثنائية بقوة، ووفقاً لبيانات معهد الإحصاء التركي بلغ حجم تجارتنا في عام 2022، 883.8 مليون دولار أمريكي، وهو ما يعد علامة واضحة على تحسن التجارة الثنائية مع زيادة بنسبة 66% مقارنة بالعام الماضي. بلغت صادراتنا إلى البحرين في عام 2022، 214.7 مليون دولار أمريكي، وتتركز حصة كبيرة من الصادرات السلعية في الآلات والأدوات الميكانيكية والأثاث والأدوية والسيارات وأجزائها والدواجن ومنتجات الألبان والتبغ. تم تسجيل قيمة الواردات بمبلغ 669.1 مليون دولار أمريكي في عام 2022، حيث تعتبر منتجات الألمنيوم والمواد الكيميائية غير العضوية والبتروكيماويات من أهم الواردات التركية من البحرين. وعلى الرغم من أننا شهدنا نمواً مطرداً في حجم التجارة على مدى السنوات الثلاث الماضية، فإنه لا يزال أقل بكثير من إمكاناته. إنني على يقين من أنه سيتم تحقيق مزيد من الفرص لتعزيز التجارة الثنائية في الفترة المقبلة.

ما هي خطة تركيا لجذب المستثمرين البحرينيين؟

- تحتل تركيا المرتبة الـ11 على مستوى العالم، والرابعة في أوروبا من حيث الناتج المحلي الإجمالي الذي يبلغ حوالي 906 مليارات دولار من حيث تعادل القوة الشرائية مع الناتج المحلي. خلال الفترة 2003- 2022، بلغ متوسط معدل النمو السنوي في تركيا 5.6٪، وفي عام 2022 توسع الاقتصاد التركي بنسبة 5.6٪. استقطب قطاعا التمويل والتصنيع أكبر قدر من الاستثمارات في تركيا، فقد أصبح قطاع الاستثمار الأجنبي المباشر متنوعاً بشكل كبير، بما يتماشى مع رؤية تركيا للعام 2023 المتمثلة في الحصول على مكانة عليا في سلسلة القيمة العالمية. توفر تركيا وصولاً سهلاً إلى 1.3 مليار شخص وسوق إجمالي يبلغ 26 تريليون دولار أمريكي في أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى ضمن دائرة نصف قطرها 4 ساعات طيران، وذلك بفضل موقعها الجغرافي الإستراتيجي، وقدراتها التصنيعية، وسكانها الشباب والديناميكيين، والبنية التحتية اللوجستية المتطورة. لقد أصبحت تركيا قوة إقليمية، حيث يتم دعم أنشطة التصنيع للشركات متعددة الجنسيات من قبل مراكز البحث والتطوير وفرق التصميم ومكاتب المشتريات ومراكز الخدمات اللوجستية ومراكز الإدارة الإقليمية، وفي هذا الصدد بلغ عدد الشركات ذات رأس المال الدولي في تركيا، ايتداءً من منتصف عام 2022، 78257 شركة، مرتفعاً من 5600 شركة في عام 2002. لقد استقطبنا حوالي 251 مليار دولار أمريكي من الاستثمار الأجنبي المباشر خلال الفترة 2003- 2022، وابتداءً من عام 2021 بلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمواطنين البحرينيين في تركيا 1.1 مليار دولار أمريكي. بفضل الاتصال المتزايد بين رجال الأعمال لدينا أعتقد أن هذه الأرقام ستزداد بشكل كبير في المستقبل القريب. نحن نبحث دائماً عن طرائق لتعزيز علاقاتنا في مجالات مثل التجارة والاستثمار والصحة والسياحة والتعليم.

ماذا عن المجالات المختلفة في التعاون بين البحرين وتركيا؟

- على مدى السنوات الخمسين الماضية، تحسنت العلاقة بين البلدين بشكل كبير ليس فقط في المجالات السياسية والاقتصادية، ولكن أيضاً في مجالات الصحة والتعليم والسياحة والثقافة. يقدم مركز يونس أمري الثقافي دورات في اللغة التركية في جامعة البحرين منذ ست سنوات. نحن نهدف إلى تشجيع مزيد من الشباب البحرينيين على الدراسة في تركيا، فهناك جامعة واحدة على الأقل في كل مدينة، وتعد تركيا دولة صديقة للطلاب. نجري برامج منح دراسية واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم من قبل الرئاسة للأتراك في الخارج والمجتمعات ذات الصلة. "YTB" منذ عام 1992 حتى الآن، تم منح 38 طالباً بحرينياً منحاً دراسية من تركيا. في قطاع البناء، صنعت شركات البناء التركية اسماً كبيراً لنفسها من خلال مشاريع مرموقة في جميع أنحاء العالم، ولديها ثاني أكبر قطاع بناء على مستوى العالم. لقد تولى مقاولونا مشاريع مرموقة في البحرين مثل توسيع مطار البحرين الدولي بواسطة TAV ومشروع توسعة خط ALBA 6 بواسطة GAMA. نحن فخورون بأنهم نجحوا في الوفاء بوعودهم في الوقت المناسب، والمشاركة في رؤية المملكة 2030، ونحن على استعداد للعمل بشكل وثيق مع البحرين في المشاريع المستقبلية.

كيف استطاعت تركيا تجاوز آثار الزلزال العنيف؟ وكم بلغت الخسائر تقريباً؟

- في السادس من فبراير، اهتزت تركيا من قبل واحدة من أعظم الكوارث الطبيعية في تاريخ البشرية، فقد وقع زلزالان كبيران بقوة 7.7 و7.6 درجة في نفس المنطقة بفارق تسع ساعات فقط، ما تسبب في حدوث دمار على نطاق واسع وخسائر فادحة في الأرواح في 11 محافظة يعيش فيها 14 مليون مواطن، لقد لقي أكثر من 50 ألف شخص مصرعهم وتم إنقاذ 115 ألفاً آخرين أحياء. يبلغ عدد المنازل المنهارة والمنازل المتضررة بشدة 298 ألفاً في 11 مقاطعة من مناطق الزلزال، وبلغ عدد الوحدات الفردية 876 ألفاً. تظهر الحسابات الأولية أن الدمار الناجم عن الزلازل سيكلف قرابة 104 مليارات دولار. لقد وجهنا جميع الوسائل المتاحة في المؤسسات الرسمية لدعم بلديات المناطق المنكوبة. لقد نفذنا جميع الأعمال باجتهاد بدءاً من البحث والإنقاذ إلى المساعدات العاجلة من أجل الملابس والغذاء والسكن المؤقت إلى بناء منازل دائمة. هدفنا بناء 650 ألف منزل جديد، 319 ألفاً منها في غضون عام، إلى جانب بنيتها التحتية ومجالاتها الاجتماعية والثقافية وإعادة تأهيل مدننا بسرعة. تلقت تركيا التي كانت تتعجل لمساعدة المحتاجين في جميع أنحاء العالم لسنوات الدعم من 11.320 ألف فرد جاؤوا من 90 دولة في أعقاب الزلازل مباشرة. أيضا قدمت ما يقرب من 130 دولة مساعدات لضحايا الزلزال، نحن ممتنون للمجتمع الدولي على تضامنه معنا ودعمه لنا.

كيف تقيمون تضامن مملكة البحرين قيادة وحكومة وشعباً مع جمهورية تركيا في تجاوز تلك الكارثة؟ وماذا عن منح فخامة الرئيس التركي فريق البحث والإنقاذ التابع للحرس الملكي بقوة دفاع البحرين "وسام الدولة للتضحية"؟

- بتوجيهات جلالة الملك المعظم، ساهم فريق البحث والإنقاذ المكون من 35 فرداً من قوة دفاع البحرين في جهود الإنقاذ في هاتاي بين 11 و21 فبراير. لقد أنقذوا حياة شخص تحت الأنقاض بعد انقضاء 176 ساعة من الزلزال. والتقى الرئيس أردوغان بفريق البحث والإنقاذ البحريني في هاتاي. أرسلت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية وقوة دفاع البحرين 175 طناً من المساعدات إلى تركيا في حملة "يوم التضامن" لضحايا الزلزال، التي انطلقت برعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني، كما تم جمع 4 ملايين دولار لإعادة إنشاء مناطق الزلزال في تركيا وسوريا. وفي هذا الإطار تبرعت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بـ110 مساكن مؤقتة للضحايا لمدة 1.5 سنة إلى حين تجهيز المنازل الدائمة. نيابة عن تركيا، مرة أخرى، أغتنم هذه الفرصة لأشكر القيادة البحرينية وجميع أصدقائنا في البحرين الذين بالإضافة إلى هذه المساعدات قد شاركوا حزننا وأظهروا تضامنهم مع أمتنا من خلال الاتصال بنا عبر الهاتف ومن خلال إرسال رسائل، وكذلك من خلال زيارتنا شخصياً. كرم فخامة الرئيس أردوغان الرائد فضل النعيمي قائد فريق البحث والإنقاذ البحريني الذي شارك في العمليات التي نفذت في محافظة هاتاي بعد زلزال 6 فبراير، بميدالية الدولة ووسام التضحية الأعظم.

كم عدد السياح البحرينيين الذين زاروا تركيا خلال العام الماضي 2022؟

- يمكن ملاحظة التواصل بين الناس والثقافة المتبادلة من خلال عدد الزوار من البحرين إلى تركيا في عام 2022، والذي بلغ عددهم 98147. زار البحرينيون تركيا التي تعد الوجهة السياحية الأولى لأخواتنا وإخواننا البحرينيين في موسم الصيف الماضي، ففي يوليو 2022 وصلنا إلى الذروة مع 44 رحلة أسبوعية مباشرة بين المنامة وإسطنبول وأنطاليا وطرابزون. وخلال هذا الصيف ستكون هناك أيضاً وجهة طيران مباشرة إلى بودروم بواسطة "طيران الخليج". أنا متأكدة من أن عدد الزوار سيزداد أكثر في العام 2023 أيضاً.

كم عدد أبناء الجالية التركية في البحرين؟

- يبلغ عدد المواطنين الأتراك المقيمين في البحرين ما يقرب من 1600. لقد أصبح الأطباء والمهندسون والأكاديميون والحرفيون والفنانون ورجال الأعمال الأتراك جزءاً محترماً لا يتجزأ من المجتمع البحريني. بهذه المناسبة، أود أن أشكر الجالية التركية في البحرين لتمثيل تركيا بهذه الطريقة الرائعة.

كيف تنظر تركيا إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي؟

- كانت تركيا أول دولة تنشئ آلية حوار إستراتيجي مع مجلس التعاون الخليجي، وتم الاتفاق على إحياء هذه الآلية خلال هذا العام. بصفتنا شريكاً إستراتيجياً لدول مجلس التعاون الخليجي، فإننا ندعم أيضاً التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي. نعتقد أن إحياء المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي سيحفز النمو الاقتصادي وفرص العمل في جميع أنحاء المنطقة.

تركيا تعيش مرحلة جديدة في ظل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والنيابية الأخيرة.. هل لنا أن نتطرق إلى هذا الأمر؟

- تجلت الإرادة الوطنية مرتين في صندوق الاقتراع واتخذت الأمة قرارها النهائي. كانت استطلاعات الرأي دليلا واضحا على قوة تقاليدنا الديمقراطية. قال الرئيس أردوغان في حفل التنصيب: "من الآن فصاعداً، سيشهد المجتمع الدولي تركيا التي تتخذ المزيد من المبادرات في حل الأزمات العالمية وتسعى جاهدةً لتحقيق السلام والاستقرار في منطقتها وتعمل بجدية أكبر من أجل تنمية العالم التركي والإسلامي وتحمي المظلوم أكثر. في الفترة الجديدة، سيجد محاورونا تركيا التي تحارب المنظمات الإرهابية داخل وخارج حدودها بشكل أكثر حزما، تدافع عن حقوقها وحقوق إخوانها في الوطن الأزرق بشكل أقوى، ما يرفع من عتبة النجاح في الاقتصاد والتجارة والأمن والديمقراطية، باختصار تركيا ستكون أكثر تصميماً وشجاعة ورحمة ونشاطاً في كل مجال".

ماذا عن الدور التركي في وقف نزيف الحرب بين أوكرانيا وروسيا؟

- منذ البداية، دعمت تركيا سلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها داخل حدودها المعترف بها دولياً وقدمت الدعم الإنساني والسياسي الشامل. من ناحية أخرى، وصفنا هجوم روسيا بأنه عمل حربي وقمنا بتنشيط المادة 19 من اتفاقية مونترو. كما نصحنا جميع الأطراف المعنية بما في ذلك حلف الناتو بعدم السماح لسفنهم الحربية بالمرور عبر المضيق خلال هذه الفترة الحساسة، وهكذا منعنا التصعيد العسكري في البحر الأسود. علاوة على ذلك، فقد بذلنا قصارى جهدنا للمساعدة في إنهاء الحرب في أوكرانيا واستضافت تركيا المحادثات الأوكرانية الروسية كوسيط في أنطاليا وإسطنبول. وإدراكاً للتحديات التي يمثلها ارتفاع تكاليف الطاقة وتزايد التضخم وأزمة الغذاء الوشيكة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، فقد لعبنا دوراً رئيسياً في تسريع خطة الأمم المتحدة للتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. وتعتبر صفقة تصدير الحبوب الأوكرانية التي تم التوصل إليها في إسطنبول في 22 يوليو إنجازاً تاريخياً ولقيت الإشادة على مستوى العالم.

ما آخر التطورات بشأن نشاط تركيا داخل حلف "الناتو"؟

- منذ عضويتنا في الناتو في عام 1952 لعب حلف شمال الأطلسي دوراً مركزياً في أمن تركيا وساهم في اندماجها مع المجتمع الأوروبي الأطلسي. وفي المقابل، نجحت تركيا في تحمل مسؤولياتها في الدفاع عن القيم المشتركة للحلف. كما تدعم تركيا تعزيز العلاقات مع دول الخليج من خلال مبادرة إسطنبول للتعاون (ICI). ستختبر البيئة الأمنية الناشئة من حولنا قدراتنا وتماسكنا وقدرتنا على القيام بعمل مشترك كما لم يحدث من قبل، لقد قدمنا مطالب مشروعة وضرورية إلى الناتو، مع اندلاع صراعات متعددة بجوار تركيا لضمان أمن حدودنا ومجالنا الجوي، بالإضافة إلى الأمن البشري، حيث ظهرت أكبر موجة من اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية في المنطقة. إن الوضع الجديد الذي نشأ عن الحرب في أوكرانيا يثبت أن توقعات تركيا ودعواتها كانت دقيقة. لطالما كانت تركيا حليفاً قوياً لحلف شمال الأطلسي على مدار السبعين عاماً الماضية وتعتبر الرابط الحيوي عبر الأطلسي للسلام والأمن.

هل تركيا بصدد التقارب مع سوريا؟ وما مصير اللاجئين السوريين والمعارضة في هذه الحالة؟

- شددت تركيا منذ البداية على أن الحل الوحيد الممكن للصراع هو الحل السياسي القائم على التطلعات المشروعة للشعب السوري. في هذا السياق، لعبت تركيا دوراً رئيسياً في الحفاظ على وقف إطلاق النار على الأرض وتشكيل اللجنة الدستورية من خلال إجراءات أستانا وجنيف. تواصل تركيا، توفير الحماية المؤقتة لملايين السوريين ومساهمتها النشطة في الجهود الرامية إلى تهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين وإيجاد حل للنزاع وفقاً لخارطة الطريق المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2254. في العاشر من مايو 2023 اجتمع وزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا وإيران في موسكو، وأجرى الوزراء مناقشة موضوعية وصريحة حول القضايا المتعلقة باستئناف العلاقات بين تركيا وسوريا في مختلف الجوانب، مثل وحدة أراضي سوريا والعودة الطوعية للاجئين والمساعدات الدولية ومكافحة الإرهاب. وتم الاتفاق على تكليف نواب وزير الخارجية بإعداد خارطة طريق للنهوض بالعلاقات بين تركيا وسوريا بالتنسيق مع عمل وزارات الدفاع والخدمات الخاصة في الدول الأربع. نعتقد أن كل مبادرة مهمة وقيمة، هي جزء لا يتجزأ من نهج شامل ومنسق لإيجاد حلول قابلة للتطبيق للمشاكل القائمة من خلال عملية سياسية ذات مصداقية. ستواصل تركيا بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة في المجتمع الدولي لتقديم مساهمة حاسمة في الجهود المبذولة لإيجاد حل دائم لهذا الصراع بما يتماشى مع توقعات الشعب السوري.

ما آخر التطورات بشأن تعامل تركيا مع حزب العمال الكردستاني؟ وهل هناك تنسيق مع حكومة بغداد وحكومة كردستان في هذا الشأن؟

- تم إدراج حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية دولياً من قبل العديد من الدول، بما في ذلك أعضاء الاتحاد الأوروبي ودول أخرى مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، كما صنّف الاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني ككيان إرهابي في عام 2004، وتشير منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" أيضاً إلى حزب العمال الكردستاني باعتباره كياناً إرهابياً. فمنذ تأسيسه عام 1984 فقد أكثر من 40 ألف شخص حياتهم بسبب إرهاب حزب العمال الكردستاني. بعد فراغ السلطة في شمال العراق بعد حرب الخليج أقام حزب العمال الكردستاني معسكرات في نقاط مختلفة حول جبل قنديل، حيث يتلقون تدريبات ويتسللون إلى تركيا لشن هجمات.

وفي إطار علاقات حسن الجوار والمبادئ العامة للتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، تقوم تركيا بمسؤولياتها في مكافحة الإرهاب في العراق. ووفقاً لذلك، تعمل تركيا مع كل من الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان للتعامل بشكل مشترك مع هذا التهديد. ومع ذلك، في الحالات التي تفشل فيها السلطات العراقية في اتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة التهديد الإرهابي ضد أراضينا، فلم يعد أمام تركيا خيار آخر سوى العمل من جانب واحد للحفاظ على أراضيها من الإرهاب. عند القيام بذلك، كانت أولويتنا الرئيسية دائماً هي العمل وفقاً للقانون الدولي "المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة" وبأقصى قدر من الحساسية لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية والكيانات الثقافية والبيئة.