أكد مشاركون في مؤتمر "ميت آي سي تي " ومعرض "بايتكس" النجاح الكبير الذي تشهده مملكة البحرين والمنطقة العربية في مجال التطور الرقمي والتقني، وبينوا أن هذا الحدث المهم يمثل فرصة للتعاون والتفاعل والتأثير، حيث يقدم رواد المجال والمتخصصون والممارسون قصصًا ملهمة ومشاريع متميزة، كما ويجتمع العارضون والمنتجون للحلول الرقمية المتطورة في مكان واحد ليتبادلوا المعارف والخبرات والتجارب حول كيفية خلق الفرص الجديدة التي تعزز من مفهوم الحياة العصرية.
وقال المشاركون بالمعرض في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) على هامش حفل الافتتاح الذي أقيم صباح اليوم الثلاثاء، إن نسخة المعرض هذا العام تركز على مفهوم تحقيق التنمية المستدامة من خلال التحول الرقمي، وأشاروا إلى الاهتمام الكبير بالمرأة العاملة في هذا المجال، إضافة إلى مجالات وتطبيقات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، وقالوا إن التنافس في التطبيقات الذكية يعتبر من أهم المواضيع المطروحة للنقاش خلال جلسات المؤتمر التي تستمر من 4 إلى 6 من شهر يونيو. .
وأكدت السيدة أميرة القبيطي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للشركات التقنية، أهمية إقامة مؤتمر "ميت آي سي تي " ومعرض "بايتكس" في إيجاد حلقة تواصل بين الشركات التي تعمل في مجال تقنية المعلومات، موضحة أن العالم العربي اليوم يشهد تحولات كبيرة ومتسارعة، الأمر الذي يؤكد أهمية تعزيز التواصل ومواكبة هذا التطور.
وبيّنت أن مملكة البحرين تعتبر من الدول السباقة في هذا المجال، حيث استطاعت من خلال برامج ومشاريع نوعية من تحقيق الكثير من الإنجازات المهمة، مشيدة بالاهتمام الحكومي في مجال تقنية المعلومات، والذي يعتبر الداعم الأكبر في تحقيق التطوير، فالمؤتمر يشتمل على الكثير من العناوين البحثية الهامة، إلا أن عنوان المرأة في هذا المجال يعتبر من أهم المواضيع التي تميز مملكة البحرين التي تدعم النساء العاملات في هذا المجال وغيره من المجالات.
من جانبه، أوضح المهندس عبدالناصر عدنان الدوهان رئيس قسم علوم الكمبيوتر بمركز ناصر للتدريب والتأهيل المهني، أهمية إقامة هذا المعرض في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، إذ يتيح فرصة مواكبة المتغيرات والتطورات في هذا المجال الهام، مبينًا أن مركز ناصر للتدريب والتأهيل المهني يعتبر مفخرة في مجاله، فهو مركز متخصص في تدريس الطلاب على علوم الهندسة والكمبيوتر، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن المركز يحرص على مشاركة الطلاب في المعرض ليطلعوا عن قرب على التطورات والإنجازات في الشركات المتخصصة، مؤكدًا أهمية العناوين المطروحة في المؤتمر، ومنها الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، والتطبيقات الذكية، متطلعًا لتحقيق الكثير من الإنجازات في مملكة البحرين ليس على صعيد تسويق هذه الخدمات، بل أيضًا في تطبيقها واستفادة الناس منها.
من جهته، قال السيد نبيل يوسف مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "انسوميا" التونسية التي تعمل في مملكة البحرين وفي عدد من الدول العربية والأوروبية، إن هذه المشاركة تعتبر الثالثة للشركة في هذا المعرض الهام، لافتًا إلى وجود فرص للتكامل في العمل وفتح آفاق جديدة من التعارف والتواصل بما يخدم تطوير القطاع.
ونوه إلى عمل الشركة على أنظمة تقنية وأمنية متطورة مع كبرى الشركات في مملكة البحرين، مؤكدًا أن مجال العمل التقني يحظى بالكثير من الطلب، فالشركات التي تعمل في السوق حاليا تغطي فقط 40% من الحاجة الفعلية، ولذلك تتضح الحاجة إلى زيادة العمل في هذا القطاع.
ومن منصة "أدري لتوطين العلوم الحديثة باللغة العربية" تحدثت السيدة زهراء أحمد المدقق اللغوي بالمنصة عن امتداد الشركة من نيوزيلندا إلى مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن عملهم يتضمن إيجاد منصة جامعة للأبحاث والعلوم، إذ تعمل المنصة على توطين العلوم من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية لبناء قاعدة بيانات كبيرة.
وذكرت أنه خلال تواجدهم في البحرين لمدة 4 سنوات، عملوا على ترجمة الأبحاث إلى اللغة العربية عن طريق الذكاء الاصطناعي، ومن ثم تدقيقها علميًا ولغويًا وأكاديميًا، فهي مكتبة رقمية متطورة للغاية، ويتم أيضا التدقيق في الحرية الفكرية ودقة المصادر، وخصوصًا في المجال البحثي وفي مجال الدراسات، وتوفر منصة لدمج الذكاء الاصطناعي بالترجمة.
وأشارت إلى أن مستقبل هذا القطاع واعد للغاية، وأن المنصة تعمل مع هيئة الثقافة السعودية على عدة مشاريع ومبادرات منها مبادرة "ترجم" و "المترجم المعتمد "التي تحفز وتروج للمشاريع الثقافية الرائدة.
إلى ذلك، قال السيد حمزة عبدالله مدير مشاريع في شركة "سمارت كودرز"، وهي شركة بحرينية تهدف إلى تدريب أكثر من 10 آلاف بحريني في مجال مبادئ الحاسب الآلي، إنه تم تخريج أكثر من 60 شخصًا حتى الآن، والعمل جارٍ على تدريب المبتعثين من الجهات المختلفة لدراسة هذا المجال الهام.
وبيّن أن مجال التشفير يعتبر أحد أهم المجالات الهامة التي يمكن أن تلامس وتتداخل وتسهل الكثير من مجالات العمل، فهو مجال يتقاطع مع المهن المختلفة، ويمكن للجميع الاستفادة منه، لافتًا إلى أن علم التشفير أصبح من أهم العلوم على مستوى العالم، مؤكدًا ضرورة اهتمام الجميع بتوفير الحد الأدنى من المعرفة بمجال علوم الكمبيوتر التي تضيف للإنسان وتزيد من قوته في مجال عمله، مضيفا أن أهمية المعرض ودوره تكمن في فتح آفاق جديدة للإبداع والإنجاز.
من جانبها، أوضحت السيدة نوران إبراهيم من برنامج "فرصتي" التابع لشركة (ثنك سمارت)، تميز المؤتمر والمعرض في كل عام يقام فيه بمواضيع ومشاركات نوعية ومهمة، تتيح فرصة تبادل الخبرات والمعارف والاطلاع على التجارب في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
وقالت إن الشركة وفرت برنامجا مهما يهدف لمنح شهادة احترافية من شركة "مايكروسوفت" لخريجي الجامعات والمعاهد الباحثين عن عمل، ضمن مبادرة وطنية عامة تهتم بالتكنولوجيا الرقمية وهو برنامج مستمر من 2017 حتى الآن.
وأكدت أن مستقبل القطاع واعد جدًا، وأنها تنصح الشباب بالاهتمام بهذا المجال وتطوير الذات من حيث معارف الكمبيوتر والبرمجة، بما ينعكس على تحقيق التنمية في مجالات العمل المختلفة.