تفاهُم خليجي روسي إزاء القضايا الدولية وسيادة القانون وسياسة عدم التدخّل

أيمن شكل

تعليقاً على الاجتماع الوزاري المشترك السادس للحوار الاستراتيجي بين روسيا الاتحادية ومجلس التعاون الخليجي والذي جرى مؤخراً، أكّد السفير الروسي لدى مملكة البحرين الدكتور أليكسي سكوسوريف على التفاهم بين روسيا ودول الخليج إزاء أهمّ القضايا الدولية، من خلال سيادة القانون الدولي والالتزام بأحكام ميثاق الأمم المتحدة وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية، ونوه بتضامن دول الخليج مع الرؤية الخاصة بعدم استخدام التجارة والمعاملات المالية سلاحاً موجّهاً ضدّ أحد.

وقال الدكتور سكوسوريف إن "انعقاد الاجتماع الوزاري السادس للحوار الاستراتيجي بين روسيا الاتحادية ومجلس التعاون الخليجي يأتي تجسيداً للمستوى المتقدّم للعلاقات بين الجانبين وتأكيداً على تطلّعهما إلى تعزيز التنسيق البيني في مختلف المجالات لما فيه من الخير والمنفعة المشتركة، حيث شهدت الأعوام الماضية تكثيف التواصل السياسي بين قادة دولنا وتوسيع نطاق التبادل التجاري والاستثماري وتنشيط الاتصالات الإنسانية والثقافية، ونعتقد أن الاجتماع الوزاري المشترك السادس للحوار الاستراتيجي سيدعم ويحفز تطوير كافة جوانب تعاملنا".

وأشار السفير الروسي إلى التأثير القوي لعلاقات الصداقة ذات طابع الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وأعضاء المجلس، وقال: "على سبيل المثال فقد أثبت التنسيق في أُطُر تحالف "أوبك بلس"، والذي كان من بين أبرز مواضيع المناقشات التي جرت أثناء الاجتماع، أنّ تضافر جهود بلداننا يسند لحدّ كبير نموّها الاقتصادي ورفع المستوى المعيشي فيها، ناهيك عن تأمين استقرار الأسواق العالمية للطاقة".

وأضاف: "أخذاً بعين الاعتبار، فمن غير المستغرب أن حوارنا اكتسب أهمّيّةً قصوى. وإنه لمن دواعي سرورنا أن الجولة الحالية له قد تتوّج بالنجاح المبهر، حيث نجم عنه اعتماد البيان الختامي المشترك وخطّة العمل 2024-2028".

وأكّد أن المحادثات تميّزت بتبادل الآراء البنّاءة والصريحة والمفتوحة والتفاهم بين روسيا ودول الخليج إزاء أهمّ القضايا الدولية، وقال: "لذلك أرى أننا ننطق مع شركائنا الخليجيين باللغة الواحدة، وهي لغة سيادة القانون الدولي والالتزام بأحكام ميثاق الأمم المتحدة وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية، الأمر مهمّ للغاية في حقبتنا المعاصرة التي تتصف بمحاولات استبدال القوانين الدولية الثابتة المعترف بها بالقواعد التعسّفية الغامضة وفرض الأجندات والقيم الغريبة على شعوب العالم".

وثمَّن السفير عالياً نهج الحيادية الإيجابية الحكيم والرشيد لمجلس التعاون الخليجي حيال النزاع في أوكرانيا وتمسّكه بدعوات متكرّرة السابقة للمفاوضات المباشرة والحلول السلمية، مشدّداً على أن المجلس يعتبر من بين المراكز الرئيسية ذات النفوذ الواسع في النظام المتعدد الأقطاب، وأضاف: "يسعدنا أيضاً أن أصدقاءنا في الخليج يتضامنون مع رؤيتنا أن التجارة والمعاملات المالية يجب عليها الّا تكون سلاحاً موجّهاً ضدّ أحدٍ ما.

وحول التطوّرات في منطقة الشرق الأوسط، أوضح سكوسوريف أن الاجتماع أظهر تقارب المواقف من النزاعات والصراعات الإقليمية وتوافق الآراء بخصوص ضرورة حلّها سياسياً على أساس القرارات الدولية والاتفاقيات القائمة، حيث أطلع الجانب الروسي ممثّلي المجلس على بعض مبادراته في هذا الصدّد، بما فيها تجربة المشاورات بين الخبراء حول مسائل الأمن والاستقرار وإجراءات الثقة في منطقة الخليج ومشروع العملية التشاورية ذات المرحلتين من أجل إعادة توحيد الصفوف الفلسطينية، والتي حازت اهتماماً ملحوظاً من جانب دول الخليج.

وقال السفير الروسي: "إذا نظرنا إلى التعاون الروسي الخليجي، فتجدر الإشارة إلى أن الاجتماع تناول، أيضاً الفرص المتاحة لتنفيذ المشاريع المشتركة في المجالات المهمّة مثل النفط والغاز والطاقة الذرّية والبيئة والتعليم، ولاشكّ أن العمل على هذه الاتجاهات الواعدة سيستمرّ في أطر لجاننا المتخصّصة المشتركة".

ونوّه سكوسوريف بالمباحثات بصيغة الحوار الاستراتيجي، التي استضافتها موسكو واللقاء بين وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف ووزير الخارجية الدكتور عبداللطيف الزياني حيث انتهز الوزيران هذه المناسبة للنظر في المواضيع ذات الاهتمام المشترك وسُبُل تعزيز التعاون الثنائي، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس فلاديمير بوتين وجلالة الملك المعظّم.