أصبح من المهم متابعة الوالدين لأبنائهم ليتجنبوا الوقوع في كمائن الجرائم، فالكثير من الآباء يهتمون بتوفير المسكن والطعام والملبس لأبنائهم، ويغفلون عن تلبية الحاجات الروحية والنفسية والأخلاقية لهم، حيث تقع على عاتقهم مسؤوليات عديدة وأهمها التربية الصالحة وغرس العادات الحسنة فيهم، حيث إن الشخصية تتكون لدى الطفل عندما يبلغ سن الخامسة من عمره فيجب إدراك ذلك قبل فوات الأوان.
ويعتبر موضوع التربية واستغلال أوقات الأبناء فيما ينفعهم أمراً بالغا في الأهمية، فكم من الأبناء راحوا ضحية إهمال آبائهم وأمهاتهم، قاد الأبناء الى مخالفة الأنظمة والقوانين كتعاطي المخدرات وجرائم السرقة والاعتداء على سلامة جسم الغير والتسابق بالمركبات وإصدار الأصوات المزعجة بالمركبات، ويجب أن نعلم بأن الأطفال هم بذرة وعلينا الاهتمام والاعتناء بها لتكبر وتنمو وتعطي الثمر الطيب، فالتربية السليمة تسهم في بناء جيل متحضر ملتزم، ويجب أن نكون نحن القدوة الحسنة أولاً، ولن يحدث ذلك إلا بالتثقيف والتوعية من خلال الاطلاع على الكتب والبرامج التربوية والاشتراك في الدورات والفعاليات التي تعنى بتربية الأبناء وكيفية استغلال أوقات فراغهم بما ينفعهم.
ويجب تعويد الأطفال على الأخلاق الحميدة وأهمها الاحترام وتطوير النفس، والتمييز بين الصواب والخطأ وعدم الكذب والسرقة والالتزام بالنظافة والاهتمام بالدراسة والالتزام بالمواعيد واستغلال مواهبهم واهتماماتهم، فتعويد الأبناء على العادات الحسنة يجعلهم يعتادوا عليها حتى عندما يكبروا، إضافة إلى أنه من الصعب على الإنسان أن يترك أية عادة اعتاد على ممارستها منذ الصغر، فتصبح لدينا شخصية خلوقة وناجحة، أما عندما يتعود الطفل على العادات السيئة فإنه سوف يشب عليها، وتتحول إلى جزء من شخصيته، وهذا ما يؤدي به إلى الفشل والشقاء في حياته، فالآباء بحاجة إلى فهم تفكير أبنائهم وميولهم وحاجاتهم المختلفة، كما أن ترك الأطفال في عمر الزهور يلهون طوال اليوم دون رقيب هي من الأمور الخطرة التي تتسبب في تعرضهم للسلوكيات السيئة والخطرة من خلال مرافقة أصحاب السوء.
إن محبة الأبناء تتطلب عدم تركهم لوحدهم يواجهون براثن الخطر ويصبحون تحت سيطرة ورحمة المحرضين وأصدقاء السوء ليتلاعبوا بهم كيفما أرادوا، فأنت كولي أمر حاول ملء فراغ ابنك بما هو مفيد كتسجيلهم في الأندية الرياضية والثقافية والترفيهية، وتشجيعهم على ممارسة هواية معينة كالخط أو الرسم وغيره أو تعليمه مهنة معينة كالصيد أو النجارة أو تعلم الحاسب الآلي والتقنيات الحديثة، فإن كل هذه المهن والهوايات سوف تفيده في مستقبله، نعم تابع ابنك تأكد من صحبته وإلى أين يذهب وماذا يفعل، وعندما تكتشف أنه قد انجر خلف أمر مخالف للقانون، فكن حاجزاً منيعاً أمامه حتى لا يواصل في جرمه ويتورط بعد ذلك في الجريمة وتتحمل أنت تبعاتها، كن له القدوة الحسنة الصالحة والمثل الأعلى الذي يقتدي به.