سماهر سيف اليزل
نعى عدد من أفراد الكادر التعليمي بجامعة الخليج العربي الفقيد الدكتور خالد العوهلي رئيس جامعة الخليج العربي، الذي توفي بعد صراع مع المرض، حيث أكدوا أن رحيل العوهلي فقد كبير على جميع أفراد أسرة الجامعة من إداريين وأساتذة وطلاب، مشيدين في الوقت ذاته بعطائه الكبير ودوره البارز في المسيرة القطاع العلمي والطبي في الجامعة، متذكرين صفاته الفائضة بالتواضع وطيبته وبشاشة وجهه، وشخصيته القيادية المتميزة.
وقال أستاذ إدارة الموارد المائية بكلية الدراسات العليا جامعة الخليج العربي وليد زباري، ننعى، ببالغ الأسى والحزن، رحيل رئيس جامعتنا، الذي ترك بصمات رائعة في مسيرة الجامعة وإرثاً من الإلهام والتفاني في خدمة العلم والمجتمع، وكان إنساناً في تعامله مع كل فرد في الجامعة، دمث الأخلاق ومحباً للجميع.
وأضاف عملت تحت قيادة الدكتور خالد نائباً لرئيس الجامعة وعميداً لكلية الدراسات العليا وكان مثالاً للقائد الأكاديمي الذي ينظر إلى ضمان المستوى العلمي والالتزام بالمعايير الأكاديمية مع مصلحة الطالب في عمية اتخاذ القرار بالدرجة الأولى.
وأكد أن وفاة الدكتور خالد خسارة لا تستطيع الكلمات التعبير عنها، ودعواتنا للصبر مع عائلته وأحبابه، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأضاف، عمل الدكتور خالد على استدامة الجامعة في الجوانب المالية والمؤسسية والموارد البشرية ويحسب له إنشاء صف ثانٍ من الأكاديميين الخليجيين الذين ابتعثوا إلى أرقى الجامعات الغربية للحصول على شهادات الدكتوراه والعودة للجامعة والانضمام إلى هيئتها التدريسية.
وقالت فاطمة الحجري، أخصائية إعلام أول بجامعة الخليج العربي، ومدير تحرير مجلة درة الخليج أن فقد رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد العوهلي هو بمثابة فقد الأخ والأب الحاني على جميع أسرة الجامعة من طلبة وأكاديمية وإدرايين، قبل فقد شخصه الكريم والمخلص والمتواضع كقيادي وإداري محنك، قاد مسيرة جامعة الخليج العربي لأكثر من 14 عاماً كانت كلها مليئة بالإنجازات والنجاحات على المستوى الخليجي والإقليمي والعالمي.
وأضافت: «نعزي أنفسنا الموجوعة بهذه الخسارة الكبيرة، ونعزي أسرة الفقيد وحرمه المصون وأنجاله وإخوته وعموم أفراد عائلة العوهلي الكرام، ونعزي أصدقاءه وتلاميذه ومحبيه؛ فخسارة شخصية قيادية جمعت بين الحكمة والحنكة الإدارية والتواضع والإخلاص كشخصية الدكتور العوهلي لا يمكنها أن تتكرر في مسيرة التعليم العالي في دول مجلس التعاون».
وتابعت بالقول: «طوال مشواري الإعلامي الذي يمتد لثلاثة عقود تقريباً لم أعمل تحت رئاسة شخصية قيادية مميزة كشخصية الدكتور العوهلي؛ فالابتسامة لم تفارق محياه وهو يتعامل مع جميع مكونات الجامعة من طلبة الطب وطلبة الدراسات العليا وأعضاء الكادر الأكاديمي والإداري بحترام، وطباعه الهادئة وكلامه الوقور، وتفكيره الاستراتيجي، وكل ما قدمه بوفاء فريد لجامعة الخليج العربي التي كانت بيته وأسرته لا يمكن أن يجتمع في شخصية واحدة.. رحل ربان سفينة جامعة الخليج العربي بعد أن ترك عدداً كبيراً من الإنجازات المحورية في تاريخ الجامعة، وترك لنا ذكريات مثقلة بمواقف إنسانية لا تنسى، فله الرحمة ولنا الصبر على رحيله إن شاء الله».
فيما قال رئيس قسم تربية الموهوبين بجامعة الخليج العربي أحمد العباسي، بداية أعزي نفسي وأسرة جامعة الخليج العربي وأسرة الفقيد الحبيب والأب العزيز الدكتور العوهلي الذي توفاه الله صبيحة أمس بعد صراع طويل مع المرض. وأضاف لا توجد أي عبارة توفي الدكتور خالد العوهلي حقه، فهو الإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو القائد قبل الرئيس، وهو المثال الحي للتواضع وحب الخير والتفاني في العمل.
وأضاف، عرفت العوهلي رحمه الله كطالب في جامعة الخليج العربي، ولاحقاً كمعيد وعضو هيئة تدريس. لم أطلب قط لقاءه إلا استجاب رغم انشغالاته، ولا لقيته إلا والابتسامة على محياه رغم الحمل الثقيل الذي كان يحمله وهو مؤسسة خليجية يقع على عاتقها الابتكار في التعليم العالي في ست دول خليجية، إضافة لمشروع مدينة الملك عبدالله الطبية، المشروع الذي بدأه وقاتل من أجل خدمة للقطاع الطبي في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون، وغيرها من الانشغالات التي لا تحصى.
له الفضل كله علي فهو من تفضل بابتعاثي للحصول على درجة الدكتوراه ومنحني الثقة بأن أكون أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة الخليج العربي، وبالتالي ثقته وتكليفه أي بأن أكون رئيساً لقسم تربية الموهوبين بكلية الدراسات العليا. كما له الفضل في ابتعاثي وبقية زملائي خريجي الجامعة للحصول على شهادات تنفيذية في القيادة والابتكار في أعرق الجامعات. كما له الفضل في دعمي من ناحية البحث العلمي. كما له الفضل في إنشاء أول برنامج للطلبة الموهوبين في العلوم الطبية، إلى غيرها من الأفضال التي لا تتسع لها السطور ولا تكفيها العبارات.
وتابع قائلاً.. كان دائماً ما يردد (رحمه الله) «إن رسالتنا ورؤيتنا هي أن نكون جامعة مبتكرة في كل عمل نقوم به وأن نحمل على عاتقنا تزويد المجتمع الخليجي بالحلول المبتكرة للقضايا والمعضلات الاستراتيجية التي تواجهها دولنا» وقد اتبع القول بالفعل من خلال استحداث برامج مبتكرة في كلية الطب والعلوم الطبية وكلية الدراسات العليا، إضافة لمشروع مدينة الملك عبد الله الطبية.
وقال لقد ترك الدكتور العوهلي حملاً كالجبال وقد أتعب من بعده فعلاً. لن يبكيك البشر فقط، بل سوف تبكيك كل الممرات والقاعات الدراسية وغرف الاجتماعات التي أخذت كل وقتك وجهدك وصحتك. يحق لك أن تقول: مررت وهذا الأثر. سوف تبقى خالداً في قلوبنا وعقولنا وجوارحنا وسوف نعلم أبناءنا وطلبتنا كيف يكون القائد والإنسان، وعهداً علينا أن ندعو لك بالغيب وأن نذكرك ما حيينا يا أب الجميع.
من جانبه قال الإعلامي حسين سعيد «ترجل فارس من فرسان الخليج العربي بعد سنوات طويلة حافلة بالعطاء والإنجاز والإخلاص والتفاني في خدمة وطنه وخليجه، قدم الكثير في القطاع العلمي والطبي في جامعة الخليج ويشهد له القاصي والداني في البحرين لمواقفه المشرفة علماً ووقفاته مع من يطلب مساعدته في تسهيل أمور الدراسة. كان مثالاً يحتذى به في الأخلاق والاحترام والوقار فكان ذا خلق وعلم وكان من المتمسكين بدينه دون إظهار ذلك للعلن من خلال شكل أو تصرف، فكان رحمه الله يصوم كل اثنين وخميس وعرفت ذلك بالصدفة خلال زيارته لنا يوم اثنين وعندما قدمت له القهوة اعتذر وقال أنا صائم. رحم الله خالد العوهلي وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون».