أيمن شكل


شهدت منطقة الحد صباح أمس حشوداً كبيرة من المواطنين الذين هرعوا إلى المقبرة لحضور مراسم دفن جثمان شهيد الواجب الملازم أول مبارك بن هاشل بن زايد بن مبارك الكبيسي، مؤكدين أنه كان إنساناً أحبه الجميع لسمو أخلاقه ومبادرته على مساعدة الناس في جميع المواقف، وقالوا إنه نال الشهادة التي كان يرجوها من الله تعالى.

وكان من بين متقبلي العزاء في الشهيد، ابن خالته عضو مجلس إدارة الغرفة عارف هجرس، الذي أكد أن مبارك شهيد الوطن الذي ضحى بنفسه فداء للوطن والأمة العربية جمعاء، قد كان طيباً ومحباً للناس فبادله الجميع هذا الحب والذي انعكس في قدر الحزن العظيم الذي تعيشه منطقة الحد والبحرين كلها.

وأشار هجرس إلى أن الشهيد كان مخلصاً في عمله بقوة دفاع البحرين ومحباً لهذا الواجب الوطني وفخوراً به، وقال إن البحرين بجميع أبنائها تفخر به وتعرف قيمة ما قدمه للأمة العربية، مع زملائه الذي يدافعون عن الحد الجنوبي.

كما أعرب عضو مجلس إدارة الغرفة عن شكره لسمو ولي العهد رئيس الوزراء لحرصه على تقديم واجب العزاء وحضور جنازة الشهيد مبارك الكبيسي، وكذلك سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد

آل خليفة والمشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين، واللواء الركن عبدالله النعيمي وزير شؤون الدفاع الذين كانوا في مقدمة الحاضرين لجنازة الشهيد، وقال: «إن هذا ليس بغريب على قيادتنا الرشيدة ومحبتها لأبناء الوطن».

وأكد محمد يعقوب أحد جيران عائلة الكبيسي والذي يعرف الشهيد مبارك أنه كان بمثابة أحد أبنائه الذي استم بأخلاق عالية يشهد بها جميع أهالي الحد، وقال: «نعتبره من عيالنا ولقد فجعنا بخبر استشهاده ومثل لنا الحدث صدمة لم نخرج منها حتى الآن، لكن لله ما أعطى ولله ما أخذ، ولا يسعنا إلا أن نسأل الله تعالى أن يرحمه ويغفر له ويتقبله في الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا». وأعرب يعقوب يوسف بوعلي عن حزنه وألمه لمصاب عائلة الكبيسي مؤكداً أن الفقيد مات مغدوراً بأيادي جبناء، حين كان يحمي الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، ويحمي وطنه والأمة الإسلامية جمعاء، وقال: «هؤلاء الذين أرادوا الشهادة وقدموا للوطن أغلى ما يملكون، وندعو الله تعالى أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته يا رب ويصبر أهله».

وكذلك أكد علي الموسى أن «الشهيد مبارك الكبيسي ينحدر من عائلة كريمة يعرفها الصغير والكبير في منطقة الحد وهي عائلة منا وفينا، وله من الذكرى العطرة التي تشفع له، وتجعلنا نحزن على فقده، لكن ليس لنا إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة وأن يصبر ذويه وأحبابه وجميع أهله وأصدقائه، لأن وفاته كانت صعبة علينا جميعاً».

وأكد عبدالله المحمود أن الفقيد كان معروفاً بفعل الخير ومساعدة الناس وقال: «أعرف أباه وجده وهما من أهل الواجب، ولذلك كان الشهيد مثلهما في إخلاصه لوطنه وأداء الواجب الوطني المقدس».

وقال المحمود: «كنت أعتبره من أبنائي وأشعر بحزن شديد على رحيله الذي لم أكن أتخيل أنه سيكون قبلي في هذا المكان، باعتباره شاباً في مقتبل العمر ونحن كبرنا، لكن لله الحكمة في خلقه، وكما قال تعالى في محكم التنزيل «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون»، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويشمله بعفوه ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا وأهله وكل أهالي منطقة الحد الصبر والسلوان».