بحضور وزير التربية ومشاركة أكثر من 100 ورقة بحثية

‭ ‬حسن الستري

بحضور وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي، د. محمد بن مبارك جمعة، نظمت جامعة البحرين للتكنولوجيا مؤتمر تقنية المعلومات في ظل تطور الحوسبة الذكية والتطبيقات الهندسية، تحت عنوان "تشكيل مستقبل التكنولوجيا من خلال الحوسبة الذكية والهندسة، وذلك بالتعاون مع معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE)، بفندق إنتركونتيننتال ريجنسي البحرين، بمشاركة نخبة من الخبراء المحترفين.

وخلال الحفل ألقى وزير التربية والتعليم كلمة شكر فيها جامعة البحرين للتكنولوجيا على تنظيم المؤتمر، مثمناً الدور المهم الذي تلعبه الجامعات في المملكة لتوفير البرامج الدراسية الحديثة في مختلف التخصصات والمجالات العلمية، واستضافة الندوات والمؤتمرات العلمية النوعية التي تناقش أهم القضايا.

وأشار إلى الجهود التي تبذلها الحكومة الموقرة وخططها؛ لاستقطاب مثل هذه الفعاليات الدولية النوعية في إطار الإستراتيجيات الرامية إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز رائد للمؤتمرات العلمية والتجارية والاقتصادية والتعليمية والصحية والطبية.

وأكد الوزير أنّ مملكة البحرين سباقة في مواكبة الثورة التقنية، من خلال تحديثها للبنية التحتية الرقمية ونشر ثقافتها، ما أثمر رقمنة المئات من الخدمات الحكومية وتعزيز قنوات التواصل الافتراضي بين مختلف المؤسسات الحكومية والتعليمية، منوهاً بمبادرة المملكة بإطلاق جائزة اليونسكو الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم، وإطلاق إستراتيجية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي في إطار رؤية شاملة ترمي إلى تنمية القطاعات الإنتاجية والخدمية والاقتصادية الواعدة.

وكان حفل افتتاح المؤتمر قد بدأ بكلمة لرئيس جامعة البحرين للتكنولوجيا للدكتور حسن علي الملا قدّم فيها شكره لوزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي على حضوره افتتاح المؤتمر، ومساندته ودعمه للجامعة، معبّراً عن امتنانه للمشاركين من داخل المملكة وخارجها لحرصهم على المشاركة ليكونوا جزءاً من المؤتمر، من منطلق التزامهم بالمساهمة في تقدم مجالات الهندسة وعلوم الكمبيوتر.

وأشار إلى أنّ المؤتمر يعدّ منصّة للتعاون ولقاء الخبراء من الأوساط الأكاديمية والصناعية والمؤسسات البحثية لتعزيز ثقافة تبادل المعارف والحوار في التخصصات المختلفة، مبيناً أن التفاعل بين المشاركين سيسهم في إقامة شراكات جديدة ورعاية الابتكار وإلهام الجيل القادم من المهندسين وعلماء الكمبيوتر.

ثم ألقت رئيسة المؤتمر د. أنوباما براسانث كلمة عبّرت فيها عن سعادتها بمشاركة هذا العدد الهائل من الباحثين والعلماء والخبراء من جميع أنحاء العالم، وذلك بغرض تبادل أفكارهم وتجاربهم ونتائجهم، ما سيساهم في تنوع وجهات النظر والتعاون في تشكيل مستقبل التكنولوجيا، مشيرةً إلى أنّ القائمين على المؤتمر قد تلقوا 160 مشاركة، تم اختيار 105 منها للعرض، بعد أن خضعت المشاركات لعملية فرز دقيقة، وتمّ على أثرها اختيار

المشاركات الأكثر ابتكاراً. بعدها قدم الدكتور محمود شاه ورقة عمل عن المخاطر الرقمية وطرائق التصدي لها.

وقال د. الملا في تصريحات لـ"الوطن": "جزء أساسي من عملنا كجامعة هو دعم البحوث، وهذا ثاني مؤتمر تنظمه الجامعة، الأول كان في مايو، وهذا المؤتمر يجمع بين تكنولوجيا الهندسة والعلوم التطبيقية".

وأضاف أن المؤتمر يناقش أكثر من 100 ورقة بحثية، حيث يجمع بين الباحثين الأكاديميين، وأيضاً العاملين في قطاع التكنولوجيا، وقطاع الطاقة، وقطاع الأعمال، فهناك أناس يعملون في الهندسة والكمبيوتر والبرمجة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ليكون هناك تكامل بين الأكاديميين والعاملين في هذا المجال.

وبيّن أن الهدف هو تطوير مساهمة الجامعة في البحث العلمي، مشيراً إلى أن المؤتمر سيكون له مساهمة كبيرة تضاف إلى رصيد الجامعة في البحث العلمي.

وقال الملا: "منذ إطلاق الهوية الجديدة للجامعة، كان ذلك هدفنا، وخاصة البحث العلمي في التخصصات التي لها علاقة بالتكنولوجيا، إذ لا يمكن فصل التكنولوجيا عن أي تخصص، سواء الهندسة أو إدارة الأعمال وحتى القانون، لذلك ركزنا على التكنولوجيا في أبحاثنا، وهذا من ضمن الخطة الإستراتيجية".

وذكر أن كل الأبحاث ستنشر في مجلات علمية محكمة، وسيكون هناك مختصر منها على الموقع الإلكتروني للجامعة.

من جانبه، أكد د. هيثم القحطاني نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، أن الهندسة أمامها الكثير من المتطلبات، بعضها ذو بعد اقتصادي، وآخر ذو بعد اجتماعي.

وقال إن "الهندسة بطبيعتها تؤثر في التكنولوجيا، والمؤتمر بحثي بالدرجة الأولى، والهدف منه جمع الأوراق المهتمة بهذا المجال ومناقشتها، وحصلنا على عدد كبير من الأوراق، سواء من أمريكا، أو بريطانيا، أو البحرين، أو حتى في آسيا، وهذا يدل على إدراكهم أهمية المؤتمر".

فيما أكد مسؤول البحوث في الجامعة د. هشام محمود أحمد أن المؤتمر ينعقد لبحث آخر التطورات التكنولوجية في مواضيع مهمة تهم الواقع الحاضر وتتطور بسرعة، لافتاً إلى وجود باحثين من مختلف أنحاء العالم، يشاركون بأفكارهم في هذا المؤتمر حول آخر ما توصلت إليه الأبحاث في هذا المضمار، ليكون مؤتمر تبادل أفكار وثقافات ومعلومات، بحيث نكون على علم، بآخر التطورات التي ستحدث ويرون ما لدينا.

وأشار إلى أن حضور وزير التربية والتعليم يدل على أهميته، وخصوصاً أن الهدف منه مواكبة التطوير، مبيناً أن الجامعة بذلت جهوداً كبيرة خلال السنوات الأخيرة في تطوير المختبرات.

عميدة كلية دراسات الحاسوب د. أنوباما براسانث أكدت أن "مؤتمر IEEE الدولي لهندسة التقنيات سيستمر على مدى يومين حيث يهدف إلى جمع الخبراء والباحثين من مختلف البلدان حول العالم لتبادل الخبرات والمعلومات ولدينا فقط 2020 دقيقة لعمل ذلك".

وأضافت أن "التقنيات الهندسية هي التي تشكل المستقبل وأيضاً مستقبل التقنيات من خلال الحوسبة الذكية، والروبوتات والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والمدن الذكية والبرمجيات، وبذلك تلقينا ما يقارب 160 طاولة تم اختيارها لنقدمها خلال المؤتمر".

بينما قال رئيس جمعية المهندسين الإلكترونيين والكهربائيين في البحرين د. عبدالله الرفاعي: "نحن كجمعية ندعم المؤتمر والجامعة فنياً، بما فيها تقديم الأوراق وورش العمل، والغرف البحثية".

من جانبه، قال الطالب حمد النكال: "أطلقنا أول نادي أمن سيبراني في البحرين، يضم جميع طلبة الجامعات من مختلف الجامعات في البحرين"، موضحاً أن الهدف يتمثل في تطوير الطلبة في هذا المجال بالذات.

ورأى أن المؤتمر يعطي فرصة للطلبة لتقديم ما لديهم من أوراق عمل قيمة، مبيناً أنه شارك بورقة عمل حول كيفية العثور على الفيروسات في الهاتف باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وأخيراً قال الطالب فاضل عباس المبارك: "المؤتمر ممتاز، وأنا أشارك بالحضور للاستفادة مما يعرض في تطوير مهاراتي".