العربية.نت

"ليلة رعب" بكل ما للكلمة من معنى عاشها قطاع غزة خلال الساعات المنصرمة، مع توسيع إسرائيل لعملياتها البرية وتوغلها شمال القطاع بالتزامن مع قصف جوي وبري عنيف على مختلف المناطق في القطاع.

ما دفع العديد من المراقبين إلى التساؤل ما إذا كان الاجتياح البري المرتقب قد انطلق فعلاً، أم أن السبب يكمن في مكان آخر؟!

طريق مسدود

إذ أوضح عدد من المسؤولين الإسرائيليين لموقع "أكسيوس" أن قرار توسيع العمليات البرية في غزة اتخذه مجلس الحرب الإسرائيلي مساء الخميس بعد وصول المباحثات بشأن إطلاق محتمل لسراح المحتجزين من قبل حماس في غزة إلى طريق مسدود.

بدورهما رأى مسؤولان مصريان أن القصف الإسرائيلي المكثف جاء كمحاولة للضغط على حركة حماس من تقديم تنازلات في مفاوضات الرهائن، وفق "وول ستريت جورنال".

وكانت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة انطلقت يومي الخميس والجمعة بين إسرائيل وحماس من أجل التوصل إلى اتفاق محتمل لحول ملف الأسرى، حسبما ذكر مسؤولون مطلعون على المحادثات قبل أن تكثف إسرائيل قصفها لقطاع غزة.

الوقود.. عقدة العقد

لكن خلال المفاوضات، التي توسطت فيها قطر ومصر، طالبت الحركة بوقف إطلاق النار وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك الوقود، مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى المدنيين، وفقا للمسؤولين.

إلا أن إسرائيل رفضت هذا الطلب مجددا.

جاء هذا بعدما انهارت جولة سابقة أيضا من المفاوضات جراء رفض تل أبيب الموافقة على دخول الوقود إلى القطاع المحاصر، مخافة أن يستخدمه مقاتلو القسام الجناح المسلح لحماس.

ومنذ الحرب التي اندلعت بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل إثر الهجوم المباغت الذي شنه مقاتلون من حماس على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، فرضت القوات الإسرائيلية حصارا مطبقا على القطاع، مانعة دخول الوقود وقاطعة الكهرباء ومياه الشرب، فضلا عن الاتصالات والإنترنت أمس الجمعة.

فيما لم يدخل سوى ما يقارب 85 شاحنة مساعدات عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، ما يشكل أقل بكثير من الاحتياجات اليومية لسكان غزة البالغ عددهم نحو 2.3 مليون.

يذكر أن الفصائل الفلسطينية تحتجز نحو 250 أسيرا، بينهم ضباط وجنود، بحسب ما أعلنت حماس سابقا. فيما أفاد الجيش الإسرائيلي أمس بوجود 229 أسيراً داخل غزة.