وليد صبري ومعاذ بوصيبع - تصوير: نايف صالح


أكثر من 120 خدمة بـ9 لغات في منصة «نسك حج»

ناقشنا خلال زيارتنا للبحرين التوسع في الخدمات المقدّمة للمقيمين داخل المملكة

بإمكان المقيمين في البحرين الحصول على تأشيرات إلكترونية E-Visa أو عن طريق «نسك»

الإعلان عن إطلاق رحلات جديدة بين المنامة والمدينة المنورة قريباً

حصول البحرين على «لبيتم» إشارة إلى جهود مميزة في تقديم الخدمات وتلبية رضا الحجاج

إطلاق النسخة الثالثة من «مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة» يناير المقبل برعاية خادم الحرمين الشريفين

تأدية المناسك رحلة إيمانية فريدة من الفكرة إلى الذكرى في بيئة مميزة بالخدمات وحماية الحاج


كشف وزير الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية د.توفيق بن فوزان الربيعة عن «تطوير المملكة منصة نسك حج لتتيح للحجاج أكثر من 120 خدمة بتسع لغات مختلفة في المنصة، كما تقوم من خلال تحليل البيانات والمعلومات بتقديم وتحسين الخدمات النوعية المقدمة لضيوف الرحمن بحسب رغباتهم وتفضيلاتهم».

وأضاف د.الربيعة في أول حوار للصحافة المحلية خصّ به «الوطن» على هامش زيارته الأولى للبحرين وافتتاحه اللقاء التعريفي بالمنصة الحكومية السعودية الموحدة «نسك»، في البحرين، أن «الزيارة تأتي تأكيداً لحرص المملكة العربية السعودية على تقديم مزيد من التسهيلات لأداء العمرة للأشقاء في مملكة البحرين والمقيمين فيها، من خلال التنسيق المشترك بين الجهات ذات العلاقة في البلدين».

وكشف أنه «تم الإعلان عن تدشين رحلات منخفضة الكلفة على طيران ناس بين المنامة وجدة، ويتم العمل على إطلاق رحلات جديدة بين المنامة والمدينة المنورة، وسيتم الإعلان عنها قريباً».

وذكر وزير الحج والعمرة السعودي أنه «يمكن للمقيمين في البحرين الحصول على تأشيرات إلكترونية E-Visa، أو عن طريق منصة نسك، وتكون التأشيرة متعددة الدخول لمدة عام واحد، بمجموع أيام يصل إلى 90 يوماً، وهذا سيمكّن ضيوف الرحمن من أداء نسكهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة وزيارة العديد من مدن المملكة الأخرى، للاطلاع على ما تزخر به من مواقع تاريخية وثقافية وإثرائية مختلفة».

وتحدث د.الربيعة عن «إطلاق النسخة الثالثة من «مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة» في يناير المقبل برعاية خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود». وإلى نص الحوار:

بدايةً يُسعدنا تشريفكم لنا في بلدكم الثاني مملكة البحرين.. حدثنا عن تطلعاتكم من خلال هذه الزيارة الميمونة لمملكة البحرين التي تأتي في إطار جولة واسعة من الزيارات لعدد من الدول العربية والإسلامية؟

- بداية أشكر لكم حضوركم، وأشكر أخي سعادة السيد نواف بن محمد المعاودة، وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، وكافة المسؤولين في مملكة البحرين على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. هذه هي زيارتي الرسمية الأولى للبحرين، بصحبة وفد عالي المستوى يمثل القطاعات الحكومية والخاصة المعنية بمنظومة الحج والعمرة، كجزء من التأكيد على عمق العلاقات التاريخية الوثيقة بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين. تحرص قيادة المملكة -أيدها الله- على تسهيل كافة السبل لأداء مناسك العمرة لضيوف الرحمن من البحرين وكافة أرجاء العالم. كما تأتي الزيارة تأكيداً لحرص المملكة العربية السعودية على تقديم مزيد من التسهيلات لأداء العمرة للأشقاء في مملكة البحرين والمقيمين فيها، من خلال التنسيق المشترك بين الجهات ذات العلاقة في البلدين، لرفع جودة الخدمات المقدّمة للمعتمرين. كما نتطلع في هذه الزيارة إلى التعريف بالمبادرات النوعية والإثرائية التي تهدف إلى جعل الرحلة الإيمانية تجربة لا تُنسى لكافة ضيوف الرحمن، فضلاً عن تمكين القادمين لمناسك العمرة من زيارة المناطق المختلفة في المملكة. سعدنا خلال هذه الزيارة بالإعلان عن تدشين رحلات منخفضة الكلفة على طيران ناس بين المنامة وجدة، ويتم العمل على إطلاق رحلات جديدة بين المنامة والمدينة المنورة، وسيتم الإعلان عنها قريباً. يمكن للمقيمين في مملكة البحرين الحصول على تأشيرات إلكترونية E-Visa، أو عن طريق منصة نسك، وتكون التأشيرة متعددة الدخول لمدة عام واحد، بمجموع أيام يصل إلى 90 يوماً، وهذا سيمكّن ضيوف الرحمن من أداء نسكهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة وزيارة العديد من مدن المملكة الأخرى؛ للاطلاع على ما تزخر به من مواقع تاريخية وثقافية وإثرائية مختلفة.

يشهد الجميع بالجهود العظيمة للمملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن وعنايتكم اللامتناهية بهم في هذه الشعائر، ويتبادر للأذهان دائماً سؤال.. في كل موسم للعمرة أو الحج نشهد نقلات نوعية في مستويات الخدمات والتسهيلات المقدمة لضيوف الرحمن، فكيف يتم ذلك في فترات قياسية وبشكل ملحوظ في كل عام؟

- هذا بفضل الله أولاً ثم توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- تعمل كل الجهات ذات العلاقة بخدمة ضيوف الرحمن في المملكة العربية السعودية في إطار منظومة تشاركية واحدة، تسعى بشكل أساسي إلى تحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030» في قطاع الحج والعمرة، لذلك استطعنا تسخير الإمكانيات التقنية والبشرية في تحقيق احتياجات المعتمرين والزوار والحجاج أيضاً من خلال إيجاد الحلول المبتكرة في سبيل الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة لهم.

نظمت الوزارة العام الماضي «مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة 2023» كيف كان أثره على الموسم الماضي، وما هي التطلعات المرجوّة من هذه الحدث؟ وهل ستُقام نسخة أخرى منه هذا العام؟

- تجري الاستعدادات الآن على قدمٍ وساق من أجل إطلاق النسخة الثالثة في يناير المقبل برعاية خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله-، وأنتهز الفرصة لدعوة الأشقاء في البحرين لحضور هذا الحدث المهم، بتواجد قادة الفكر والمبتكرين ورواد الأعمال من أجل إيجاد الحلول المبتكرة ومناقشة الأفكار التطويرية لخدمات ضيوف الرحمن عبر نقل أفضل الممارسات والتجارب الناجحة. وتسليط الضوء على المشاريع المستقبلية وتعزيز ثقافة جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار، وأشير هنا إلى أن مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة يعتبر من أهم مبادرات «رؤية 2030» ويحظى بحضور نخبة مــن الوزراء المعنيين والمختصين من الجهات الحكومية والخاصة محلياً ودولياً التي يصل عددها إلى أكثر من 200 جهة، وقد زار المعرض الماضي أكثر من 100 ألف زائر بفضل الله.

حدثنا عن تطلعاتكم لمنصة «نسك» ومركز «تأشير» المنتشر في 40 دولة حول العالم، وكيف سيطوران تجربة ضيوف الرحمن؟

- أطلقت وزارة الحج والعمرة المنصة الموحدة «نسك» في سبتمبر 2022، بالشراكة مع الهيئة السعودية للسياحة، لتصبح البوابة السعودية الرسمية لقاصدي مكة المكرمة والمدينة المنورة، بهدف إثراء تجربة ضيف الرحمن وأتمتة وتيسير إجراءات زيارتهم لأداء العمرة من جميع أنحاء العالم، وذلك كجزء من مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن -أحد برامج «رؤية السعودية 2030»-، وبفضل هذه المنصة يمكن للمقيمين في البحرين التخطيط المسبق للرحلة الإيمانية من خلال التواصل مع مقدمي الخدمات، واختيار وشراء باقات العمرة واختيار خدمات النقل والسكن وحجوزات الطيران، واستكشاف دليل المناطق الأثرية التاريخية والسياحية كل ذلك في خطوات سهلة وميسّرة.

بالنسبة لمركز «تأشير» ناقشنا في هذه الزيارة التوسع في الخدمات المقدّمة للمقيمين داخل مملكة البحرين، الأمر الذي سيقلص مدة إنهاء تأشيرات العمرة إلى أقصر وقت ممكن، ما سيكون له الأثر الإيجابي في تسريع وتسهيل إجراءات العمرة والزيارة.

شهدنا توظيفاً كبيراً للتقنية في خدمتكم لضيوف الرحمن، فكيف لمستم الأثر من وراء ذلك على المعتمرين والحجاج، وما هي خططكم التطويرية القادمة في هذا الإطار؟

- بفضل الله تعالى، ثم جهود الشركاء في منظومة الحج والعمرة تنوعت التقنيات المستخدمة في خدمة ضيوف الرحمن:

* نعمل في المنظومة على تطوير هوية الحاج الذكية، إضافة للعمل مع شركائنا حول العالم لإيصالها للحجاج قبل وصولهم للمملكة، مع إضافة تطبيقات رقمية تخدم وتسهّل رحلة الحاج أثناء تأديته للنسك.

* تم أيضاً تطوير مركز العمليات المشترك للجهات الخدمية والذي يضم أكثر من 40 جهة حكومية فاعلة وذلك بتنسيق ومتابعة من برنامج خدمة ضيوف الرحمن، حيث سيعمل المركز على مواءمة الأعمال الميدانية، والمتابعة اللحظية لمؤشرات الأداء، وتأمين التدخل السريع والإسناد في حال وجود أي طارئ في الميدان.

* كما هو مستمر التطوير لمنصة التفويج، وأتحنا من خلالها استيعاب 25 نمط تفويج مختلف يتوافق مع رغبات الحجاج والرخص الدينية، واعتماداً على ذلك، تم تخصيص أكثر من 27 مساراً داخل مكة المكرمة للتنقل بين المساكن والمشاعر والمسجد الحرام بكل يُسر وسهولة باستخدام جميع أنماط النقل.

* نعمل على تطوير أعمال المسار الإلكتروني لحجاج الداخل والخارج والذي سيتم ربطه مباشرة بمنصة «نسك حج»، إضافة إلى تزويد المنصة بكافة الوجهات والخيارات كي يتمكن الحاج من التعرّف على الخدمات الإضافية كالمساجد التاريخية والمراكز الإثرائية كالمتاحف والمعارض ذات البعد الإسلامي والحضاري، لجعل تجربة الحاج قيّمة ومفعمة.

* وأيضاً تم تطوير منصة نسك حج لتتيح للحجاج أكثر من 120 خدمة بتسع لغات مختلفة في المنصة، كما نقوم من خلال تحليل البيانات والمعلومات على تقديم وتحسين الخدمات النوعية المقدمة لضيوف الرحمن بحسب رغباتهم وتفضيلاتهم.

* في موسم الحج الماضي تم تطوير نموذج «الحج المباشر» حيث تكون الخدمات المقدمة لهم عبر هذا النموذج خاضعة للتعاقد المباشر بين الحاج ومقدمي الخدمات من خلال منصة «نسك حج»، وبناء عليه؛ فقد تشرفنا بخدمة أكثر من 35 ألف حاج قادمين من أكثر من 60 دولة، ونتطلع إلى مواصلة تطوير هذا النموذج والتوسع فيه لخدمة عدد أكبر من الحجاج القادمين من أكثر من 126 دولة بمشيئة الله.

حصدت البحرين جائزة ضمن أفضل 3 دول لأعلى نسبة رضا من حجاجهم لموسم الحج الماضي في جائزة «لبيّتُم»، فكيف ترون هذا الإنجاز وما هي معايير تلك الجائزة؟

- إن حصول البحرين على تلك الجائزة، يعد إنجازاً مهماً ويشير إلى جهود مميزة في تقديم خدمات الحج بشكل يلبّي توقعات الحجاج ويحقق أعلى مستوى من الرضا. ونسعى من خلال تقديم تلك الجائزة إلى تشجيع مكاتب شؤون الحج على تحسين الخدمات المقدمة لتيسير أداء المناسك على الحجاج وإثراء تجربتهم، إلى جانب رفع مستوى التنافسية وتعزيز دور القيادات والعاملين في مكاتب شؤون الحج من خلال التشجيع والتحفيز على التطوير المستمر. وتتضمن بعض معايير تلك الجائزة ما يلي:

* أعلى نسبة تقييم للانتهاء من إجراءات الاستعداد المسبق لمكتب شؤون الحج.

* أعلى نسبة رضا حجاج عن الخدمات المقدمة من مكاتب شؤون الحج.

* أعلى نسبة تقييم للمبادرات النوعية المقدمة لضيوف الرحمن.

أخيراً.. مع ما تمثله مواسم العمرة والحج من تحدٍّ كبير بتواجد تلك الحشود الغفيرة من مختلف الدول في مساحة واحدة، إلا أنكم تُبهرون العالم في ما تحققونه من نجاح منقطع النظير في كل موسم، خاصةً في ظل بعض الظروف الصحية الطارئة التي عصفت بالعالم كجائحة كورونا مثلاً، فما هو السر وراء حفاظكم على هذا النجاح عاماً بعد عام؟

- تَسعى المملكة العربية السعودية إلى تمكين المسلمين من جميع أنحاء العالم للقدوم إلى المملكة بيسر وسهولة لأداء المناسك في أجواء مفعمة بالروحانية والطمأنينة، لتصبح تأدية مناسك الحج والعمرة رحلة إيمانية فريدة من نوعها، من الفكرة إلى الذكرى في بيئة تتميز وتنفرد بجودة الخدمات وحماية الحاج والمعتمر. إن نجاح مواسم العمرة والحج عاماً بعد عام يرجع بعد توفيق الله عز وجل إلى عدة عوامل منها: التفاعل الإيجابي بين أعضاء منظومة خدمة ضيوف الرحمن، وهم شركاء النجاح في كل موسم، والإعداد والتنظيم وتهيئة البنية التحتية والخدمات اللوجستية لضمان سلامة وراحة ضيوف الرحمن، إلى جانب الاستفادة من التقنية والحرص على الالتزام بالإجراءات الصحية.