نظم مركز عبد الرحمن كانو الثقافي ندوة بعنوان "الثقافة.. خطاب واستثمار" تحدث فيها كل من الدكتور عبدالقادر المرزوقي، الدكتور محمد حميد السلمان، وأدار الحوار الدكتور حسن مدن.
وقد استهل الدكتور مدن الندوة بقوله إن موضوع الثقافة في البحرين هو موضوع واسع ومتعدد الأطراف والجوانب فالبحرين بلد صغير ذات ثقافات واسعة جدا ومتعددة، وتأثير هذه الثقافة يفوق المساحة الجغرافية للبحرين وعدد السكان.
كما أضاف أن الثقافة في البحرين قد كان لها تأثير واسع في المحيط والخليج العربي حيث كان للبحرين الدور الريادي في العديد من المجالات، كالثقافي، التربوي، والتحولات الاجتماعية.
وقد بدأ الدكتور المرزوقي حديثه بالإشارة إلى أن الثقافة هي عنصر مهم في بناء الوعي الإنساني، فالثقافة بكل أبعادها وتفاصيلها روح تسري في جسم الإنسان.
حيث وضح المرزوقي أن المفهوم السائد للثقافة هو أنها المعرفة والإلمام بشتى أنواع العلوم، لذلك يقال هذا رجل مثقف إذا تحدث في عدة معارف، وبهذا المفهوم يعد مصطلحا لا يستقيم منعزلا عن العلم، فالثقافة كما وضح المرزوقي مصطلح متعدد تناوله المفكرون بتعريفات متعددة.
وفي خضم حديثه أضاف المرزوقي أن الثقافة هي بصمة خاصة لكل مجتمع، والثقافة والمجتمع صنوان لا يمكن الفصل بينهما إذا أن المجتمع منظومة تتضافر فيها اللغة والموروث الثقافي في بناء المجتمع.
وشدد على أن الثقافة هي محور الأساس في تشكل الهوية، وهي جدار الصد في المجتمع ضد ضياع الهوية وتصدع المجتمع وذوبانه في موجات التغريب الهادفة إلى تفريغ محتوى الوعي الثقافي لدى الأنسان.
كما أسهب المرزوقي في حديثه ما يشرح المراحل التي مرت بها الثقافة البحرينية من تطورات وتحولات اجتماعية ومعيشية على مدار العقود الماضية.
لينتقل الحديث للدكتور محمد السلمان الذي أشار إلى مفهوم التنمية الحقيقية في بداية حديثه بكونها ثقافية بشكلها العام، ومحركها المادي هو الاقتصاد. حيث أسهب السلمان في حديثه عن أهم الشروط الواجب توافرها للاستفادة من الموارد الإنسانية وهي أولا الحاجة إلى إصلاحات تنظيمية، إيجاد إطار قانوني يرسي الأسس التشريعية والقانونية المنظمة للاستثمار، أن تتميز هذه القوانين بعدم التعقيد والتناقض وبالتطور والمرونة التامة، وأخيرا الشفافية ووضوح الرؤيا، وتتسم القرارات فيها على مختلف المستويات بدقة الصياغة.
كما أضاف أن الأسس الاقتصادية للاستثمار الثقافي تتركز في رأس المال الإنساني الثقافي، بما يشمله من عناصر المعرفة، والكفاءات، والمواهب، والمهارات الإبداعية التي شكلت أساسا بارزا في الاقتصاد المعاصر.
وأما فيما يخص استراتيجية تطوير الصناعات الإبداعية فقد ذكر السلمان أن الأمر يحتاج إلى فريق يقوم بالابتكار الثقافي، وآخر يقوم بالأبحاث والتطوير لهذه الابتكارات وثالث من القطاع الخاص لديه إلمام تام بالاستثمار في هذا القطاع.
وفي ختام حديثه شدد السلمان إلى الحاجة الماسة في إعادة التفكير في الأسس التي تدعم الإنتاج الثقافي، حيث أشار إلى أهمية شراكة حقيقية ذات جدوى ومثمرة ومربحة ما بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص وداعمة ومحفزة للمبدعين لجعل قطاع الصناعات الإبداعية مواقع ابتكارات أساسية في منظومة الإنتاج الوطني.
وفي ختام الندوة تم فتح المجال لمداخلات الجمهور وتم تكريم المشاركين من قبل إدارة المركز.