وليد صبري
ولي العهد رئيس الوزراء يتفضل بإلقاء الكلمة الافتتاحية للمؤتمر
البحرين أفضل دولة قادرة على تنظيم واستضافة «حوار المنامة» سنوياً
استضافة البحرين 19 نسخة من «حوار المنامة» تأكيد لمكانتها الاستراتيجية
اتفاقية البحرين وأمريكا نموذج للعلاقات الثنائية والأولى من نوعها في الشرق الأوسط
توقعات بمشاركة 450 مسؤولاً من 40 دولة حول العالم في المؤتمر
مشاركة وفود من دول عربية وأفريقية وآسيوية في النسخة الـ19
«حوار المنامة» يقدم حلولاً لقضايا وتحديات المنطقة بمشاركة وفود عالمية
أكد المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في الشرق الأوسط، «IISS»، الفريق الركن متقاعد، السير توم بيكيت أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين سوف يتفضل بإلقاء الكلمة الافتتاحية في افتتاح النسخة التاسعة عشرة من مؤتمر «حوار المنامة 2023» مساء الجمعة المقبل، حيث تعد القمة الأبرز على مستوى الشرق الأوسط لمناقشة قضايا السياسة الخارجية والدفاع والأمن، وسوف يختتم الحوار أعماله يوم الأحد المقبل.
وأضاف السير توم بيكيت في حوار لـ«الوطن» أن هناك نحو 7 قضايا رئيسة مطروحة في المؤتمر تتضمن «سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط المتغير»، و«الدبلوماسية الإقليمية والتخفيف من حدة التوتر»، و«سبل التعامل مع التنافس الدائر على نطاق عالمي»، و«القدرات والإستراتيجية»، و«معالجة الصراعات الإقليمية»، و«السياسات الجديدة لأمن الطاقة»، و«صيغ التعاون الإستراتيجي»».
ونوه إلى أن المؤتمر سوف يتطرق إلى «اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل» الموقعة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، معتبراً أنها «الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وتشكل نموذجاً لتعزيز العلاقات الثنائية»، مؤكداً «الدور البارز لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مواجهة التحديات الإقليمية على الصُعُد الاقتصادي والأمني والصحي أثناء جائحة كورونا (كوفيد 19)»، مشيراً إلى أن «وجهات نظر سموه حول سبل تخفيف وطأة التحديات الأمنية في المنطقة إلى جانب تعزيز التجارة والاستثمار والتنمية موضع ترحيب وفي الوقت المناسب». وتوقع أن تستضيف القمة أكثر من 450 مندوباً من مؤسسات السياسة الخارجية والدفاع والأمن لأكثر من 40 دولة من جميع أنحاء العالم حيث يجمع الحوار وزراء الخارجية والدفاع ومستشاري الأمن القومي والقادة العسكريين وكبار مسؤولي الدفاع، فضلاً على قادة الأعمال والخبراء الأمنيين، من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية وإفريقيا وآسيا وخارجها لمناقشة التحديات الأمنية الحرجة». وإلى نص الحوار:
ماذا عن استعدادات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية لتنظيم «مؤتمر حوار المنامة 23»؟
- الاستعدادات تتم على قدم وساق، ويسر المعهد أن يعلن أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين سوف يتفضل بإلقاء الكلمة الافتتاحية في افتتاح النسخة التاسعة عشرة من مؤتمر «حوار المنامة» مساء الجمعة المقبل، حيث تعد القمة الأبرز على مستوى الشرق الأوسط لمناقشة قضايا السياسة الخارجية والدفاع والأمن، وسوف يختتم الحوار أعماله يوم الأحد المقبل.
ماذا عن جدول الأعمال؟ وما أبرز القضايا المطروحة على طاولة القمة الأمنية؟
- يتضمن ملخص جدول أعمال حوار المنامة 2023، الذي من المقرر أن يعقد في فندق ريتز كارلتون بمملكة البحرين من يوم الجمعة 17 نوفمبر 2023 إلى يوم الأحد 19 نوفمبر 2023، اجتماعات ثنائية بين الوزراء والمسؤولين طيلة يوم الجمعة، حيث من المقرر أن تلقى الكلمة الافتتاحية في تمام الساعة الـ6:30 من مساء يوم الجمعة ثم الخطاب الرئيسي في تمام الساعة الـ7:30 مساءً.
ومن المقرر أن تفتتح أعمال القمة بكلمة ترحيبية في تمام الساعة الـ9:00 صباح يوم السبت المقبل، ويشتمل اليوم الرئيسي على 4 جلسات، حيث تتناول الجلسة العامة الأولى سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط المتغير، بينما تتحدث الجلسة العامة الثانية عن الدبلوماسية الإقليمية والتخفيف من حدة التوتر، في حين يتم التطرق إلى سبل التعامل مع التنافس الدائر على نطاق عالمي، في الجلسة العامة الثالثة، بينما تتطرق الجلسة العامة الرابعة إلى القدرات والإستراتيجية. ويشتمل اليوم الثاني والأخير من القمة على 3 جلسات، حيث تتناول الجلسة العامة الخامسة، معالجة الصراعات الإقليمية، وتناقش الجلسة العامة السادسة، والسياسات الجديدة لأمن الطاقة، في حين تتناول الجلسة العامة الختامية تجدد صيغ التعاون الإستراتيجي.
إن الصراع والمواجهة والتنافس الجيوسياسي بمثابة سِمات راسخة في المشهدين الدبلوماسي والأمني في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في ظل تصاعد التحديات التي يواجهها النظام العالمي القائم على القواعد نتيجة صعود القوى الناشئة وتلك التي تسعى لإعادة رسم ملامحه، وهو ما ينعكس بدوره على الاصطفافات الإستراتيجية لدول منطقة الشرق الأوسط في عالم متعدد الأقطاب.
ماذا عن الحضور والمشاركين في القمة؟
- يتوقع المعهد أن يستضيف أكثر من 450 مندوباً من مؤسسات السياسة الخارجية والدفاع والأمن لأكثر من 40 دولة من جميع أنحاء العالم. ويجمع الحوار وزراء الخارجية والدفاع ومستشاري الأمن القومي والقادة العسكريين وكبار مسؤولي الدفاع، فضلاً على قادة الأعمال والخبراء الأمنيين، من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية وإفريقيا وآسيا وخارجها لمناقشة التحديات الأمنية الحرجة.
هل لنا أن نتعرف على أبرز الشخصيات الإقليمية والدولية التي من المقرر حضورها مؤتمر «حوار المنامة» هذا العام؟
- سوف يتم الإعلان عن أبرز الشخصيات المتحدثة والمشاركة في المؤتمر خلال الأيام الماضية.
هل من المنتظر حضور وفود إفريقية أو آسيوية المؤتمر؟
- من المرتقب أن تشارك وفود إفريقية وآسيوية في المؤتمر، حيث تشارك وفود من اليابان والصين وماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة وبروناي، ومشاركة دول من شمال وشرق إفريقيا، حيث من المرتقب أن تشارك وفود من كينيا وجيبوتي وإثيوبيا وغيرها.
هل من المتوقع مناقشة الصراعات السياسية في دول المنطقة؟
- بالتأكيد سوف يتم التطرق إلى تلك القضايا المؤثرة في المنطقة والدول التي تشهد صراعات سياسية على سبيل المثال، سوريا، واليمن، وغيرها إضافة إلى الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
هل من المتوقع أن تناقش القمة قضية حماية أمن الملاحة في المنطقة، والتهديدات الأمنية البحرية في الخليج؟
- ربما لا يكون عنواناً رئيساً في أجندة القمة، لكن ربما يتم التطرق إلى تلك القضية الإستراتيجية خلال جلسات المؤتمر.
هل من المتوقع أن يتم التطرق إلى الدور الإيراني في المنطقة؟
- بالتأكيد، سوف يتم التطرق إلى التأثير الإيراني في المنطقة مثلما يتم كل عام خاصة مع مشاركة وفود من دول مختلفة خاصة الوفد الأمريكي، حيث تمثل إيران مشكلة بالنسبة لأمريكا وبالتالي لا بد أن يتم الحديث عن هذا الأمر.
«حوار المنامة» الأخير استقطب مشاركين من كبار الوزراء وكبار القادة العسكريين والمخابرات وكبار الدبلوماسيين والمديرين التنفيذيين وصناع الرأي والمحللين وكبار الصحفيين. هل تتوقعون أن تتفوق النسخة الحالية على النسخة الماضية؟
- المشاركون في هذه النسخة يمثلون النخبة من خلال خبراتهم الطويلة في مجالات الدفاع والسياسة والأمن والتحليل والإعلام والصحافة ولذلك نحن نتوقع أن تتفوق النسخة الحالية على النسخ الماضية، لذلك نحن نعتبر قمة «حوار المنامة» فرصة مثالية كي يلتقي أعضاء الوفود الحكومية المختلفة فيما بينهم خلال نحو 3 أيام، فخلال تلك الفترة من الممكن أن يقوم وفد حكومي بعقد أكثر من 10 اجتماعات مع وفود حكومية مختلفة من دول أخرى، وهو ما لا يمكن توافره على مدار العام.
هل يقدم «حوار المنامة» حلولاً لقضايا وتحديات المنطقة خاصة مع مشاركة وفود على أعلى مستوى من دول عربية وإقليمية وغربية ولا سيما في مجالات السياسة والدفاع والأمن؟
- القمة الأمنية توفر أمرين، الأول فرصة مناقشة موضوعات رئيسة بين الوفود المشاركة، حيث تتطرق الموضوعات إلى قضايا الأمن والسياسة والدفاع، سواء على مستوى المنطقة، أو على مستوى العالم، والأمر الثاني، هو الفرصة التي توفرها القمة الأمنية في اجتماعات الوفود الحكومية فيما بينها، وتكون تلك الاجتماعات ثنائية ومفيدة وفعالة، وخاصة أنها تعقد خلال وقت قصير، مقارنة بالبروتوكول العام، الذي يمكن أن يحدث خلال 6 أو 7 أشهر من الترتيب والتنظيم.
كيف ترون «اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل» الموقعة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية؟
- تعد «اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل» الموقعة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية في 13 سبتمبر، هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وتشكل نموذجاً لتعزيز العلاقات الثنائية والذي قد تأمل الولايات المتحدة أن يتم استنساخه على نطاق أوسع، حيث تقدم مثالاً على علاقات ثنائية معززة، تأمل الولايات المتحدة تبنيها على نطاق أوسع، بعد مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية والوباء الإقليمية، ونظراً إلى دور سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البارز في مواجهة التحديات الإقليمية على الصُعُد الاقتصادي والأمني والصحي أثناء جائحة كورونا (كوفيد 19)، فإن وجهات نظر سموه حول سبل تخفيف وطأة التحديات الأمنية في المنطقة إلى جانب تعزيز التجارة والاستثمار والتنمية موضع ترحيب في الوقت المناسب».
وسوف يكون جزءاً من أجندة المؤتمر التطرق إلى تلك الاتفاقية باعتبارها أنموذجاً على تعزيز العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية.
ما تقييمكم لاستضافة البحرين لـ«حوار المنامة» على مدار السنوات الماضية؟ وهل تعتقدون أن ذلك الأمر يعزز المكانة الإستراتيجية والدولية للمملكة؟
- مملكة البحرين نجحت نجاحاً كبيراً في تنظيم «حوار المنامة» على مدار 18 عاماً، وهو ما نتوقعه هذا العام أيضاً، حيث تقدم مملكة البحرين دعماً كبيراً للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية «IISS»، في استضافة مؤتمر «حوار المنامة» للعام الـ19، وهذا ما تتميز به مملكة البحرين، وتتفوق على دول أخرى، في تقديم ما لا تستطيع أن تقدمه دول أخرى، وأنا أعتقد أن البحرين هي أفضل دولة في الخليج القادرة على استضافة «حوار المنامة»، وتوفير كل سبل الدعم لمعهد «IISS» في تنظيم القمة الأمنية. ولا شك أن البحرين دولة متميزة في تذليل العقبات وتفهمها للإجراءات التي نحتاجها من أجل تنظيم القمة، وخاصة من ناحية البروتوكول، لذلك هي أكثر دولة قادرة على استيعاب ما وراء تنظيم مثل تلك القمة كل عام، حيث تقدم الدعم الكامل من أجل نجاح استضافة القمة، وبالتالي نحن نعتبر استضافة البحرين 19 نسخة من «حوار المنامة» تأكيد لمكانتها الإستراتيجية.