أيمن شكل
في الجلسة الأولى من «حوار المنامة» بيومه الثانيحذّر المتحدثون في الجلسة أولى لحوار المنامة بنسخته الـ19، من توسع نطاق الصراع في المنطقة بسبب حرب إسرائيل في غزة، مؤكدين أن إسرائيل لن تكون آمنة دون تطبيق حل الدولتين، ولن يكون هناك اتفاق تطبيع دون الفلسطنيين، وقالوا إن إسرائيل أثبتت انعدام مصداقية القانون الدولي.
وفي كلمته بالجلسة الأولى التي كانت بعنوان «الحرب والدبلوماسية والتخفيف من حدة التوتر»، شدد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن، أيمن الصفدي على أن الحرب الجارية في غزة لن تقود المنطقة إلا إلى مزيد من النزاعات والتهديد بأن تتحول إلى حرب إقليمية، مؤكداً على موقف الأردن ومصر الواضح بشأن تهجير المدنيين من غزة.
وقال: «هذا لن يحصل أبداً لأنه يعد تهديداً للوجود، وعلينا أن وقف الحرب والاجتماع لصياغة السلام ووقف القتل، فلا شيء يبرر هذه الهمجية ولا تمثل جزءاً من أي ثقافة أو دين أو عقيدة».
وقال: «إن إسرائيل لديها هدف وهو القضاء على حماس ولا أعلم كيف سيفعلون ذلك عن طريق قتل مدنيين، ودفع 1.6 مليون فلسطيني للنزوح باستخدام القصف، وهذا الرقم يوازي 275 مليون أمريكي يطلب منهم مغادرة أراضيهم»، مبيناً أن الحديث عن تحرير الرهائن لوقف القصف لا يمثل خياراً، فإسرائيل لديها 2.5 مليون رهينة في القطاع».
وأكد الصفدي أن النزاع لم يبدأ في 7 أكتوبر، ولكنه نتيجة لغياب كل أفق سياسي لسنوات طويلة شهدت غياب أي أفق لحل القضية الفلسطينية، حتى أصبح تخطي القضية وصولاً إلى سلام في المنطقة يعد من باب الخيال.
وأشار إلى أنه «لا يمكن تصنيف حماس مثل داعش وننسى ونتناسى أن النزاع لم تنشئه حماس وأن إسرائيل تنكر حق الفلسطينيين المفاوضات لم تؤدي إلى سلام وأن إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية وتواصل أخذ المزيد منها، دون أي رغبة في إنهاء الاحتلال والوصول إلى حل الدولتين ولذلك سنكون في نزاع مستمر».
ولفت الصفدي إلى الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة الغربية والتي لا يسلط عليها الضوء. وقال: «لا يمكن القول إن حماس تختبئ هناك، فالمستوطنون يدخلون للمخيمات ويهاجمون الأرمن فهل هذا هجوم ضد حماس وعلينا أن نقول الوقائع كما هي».
وأكد وزير الخارجية الأردني على حق المدنيين في الحماية والغذاء والأدوية والوقود ووصف ما يحدث بجريمة حرب، ودعا لتطبيق القانون الدولي على الجميع، إلا أن إسرائيل لا تستمع لأي شخص ويراها العالم فوق القانون، وقال: «إذا نظرنا للنزاع من منظور أمني فلن تتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها في غزة».
وأشار إلى أن تطبيق حل الدولتين سيسمح للمنطقة للاستقرار والازدهار، منوهاً بالمبادرة العربية للسلام التي تعود إلى عام 2002 ولم تصل إلى مبتغاها باعتباره خياراً استراتيجياً، لكنه مستحيل الحدوث مع وجود الحرب وتحويل غزة إلى سجن مفتوح.
وأكد أن الأولوية الأولى الآن وقف العدوان وقتل المدنيين والنساء والأطفال، والأولوية الثانية هي السماح فوراً بدخول المساعدات للقطاع، والثالثة اعتماد مقاربة تجد حلاً لهذا النزاع بحل الدولتين ليلبي الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وإلا سنعيش هذا السيناريو في المستقبل.
وقال الصفدي «إن إسرائيل تريد القضاء على حماس، بينما حماس فكرة لا يمكن اقتلاعها، وإذا كنتم تريدون إقناع الفلسطينيين بالتخلي عن حماس فاقنعوهم بأن هناك أفقاً للسلام لكي يتخلوا عنها، فكيف يمكن أن نقنع أي عربي بأن المفاوضات ستنجح، بعد أن قتلت إسرائيل أي أمل في نجاح المفاوضات، وأثبتت انعدام مصداقية القانون الدولي».
بدوره أكد نائب وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية وليد الخريجي، أن استمرار هذه الحرب لن يفضي إلا إلى كارثة وتهديد المنطقة بصراع أوسع وتعطيل فرص السلام.
وأشار إلى أنها حرب لم يجنِ ثمارها أحد من الطرفين، ويشهد العالم فيها أحداثاً مأساوية للشعب الفلسطيني، موضحاً أن إسرائيل غير عابئة باستهداف المناطق المكتظة بالسكان والمستشفيات وهو ما يعد خرقاً للقوانين الإنسانية.
وأضاف الخريجي، أن السعودية أدانت استهداف المدنيين بأي حال كان وسياسة العقاب الجماعي والتهجير القسري، وسعت لوقف هذه الحرب ووضع حد لهذه الانتهاكات المتكررة لكي يتمتع الفلسطينيون بالعيش حياة كريمة، وتعتبر المملكة قرار مجلس الأمن باعتماد هدنة إنسانية خطوة أولى لوقف العمليات الإسرائيلية ومحاسبتها وبدء السلام.
ونوه بما ورد في القمة العربية التي عقدت في الرياض من وضوح الدعم العربي الموحد بإحلال السلام العاجل، مؤكداً أن السعودية لن تألو جهداً لوقف النزاع وستستمر لحشد الجهود لإيصال أولويات الحال للعالم، والوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن وبدء عملية سلام، بإقامة دولة فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وفق المبادرة العربية لكي تنعم المنطقة بالاستقرار، وقال إن المجتمع الدولي يقف أمام مسؤولية لوقف هذه الحرب التي لم تجلب سوى الدمار.
وقدم ومنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- مجلس الأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية، بريت ماكغورك، الشكر والتقدير إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والشعب البحريني على الاستضافة.
وأشار في كلمته إلى أن ركائز الرئيس الأمريكي جو بايدن في منطقة الشرق الأوسط هي: الشراكات والدبلوماسية ووقف التصعيد والردع والتكامل والقيم لمنطقة أكثر تكاملاً وازدهارا استقراراً، لافتاً إلى أن أزمة غزة تهدد هذه الركائز المفعمة بالأمل. وقال إن «نية حماس كانت قلب الاستقرار في المنطقة لكنها لن تنجح في ذلك، فمنذ الساعات الأولى للسابع من أكتوبر ركزت أمريكا على دعم شركائها في المنطقة واحتواء الصراع في غزة».
وأضاف ماكغورك، أن حماس قتلت أكثر من 100 شخص من 100 دولة بما في ذلك 53 أمريكياً، وهي أسوأ أعمال عنف منذ المحرقة، وعملنا جميعاً بلا كلل لتسهيل تقديم المساعدة الإنسانية وتأمين إطلاق سراح الرهائن والذي سيؤدي لهدنة إنسانية.
وشدد على عدم إمكانية تعايش أي دولة مع تهديدات إرهابية مثل التي أطلقتها حماس، مبيناً أن الفلسطينيين يحتاجون للاستقرار وتقرير المصير، وقال «قد يبدو مستحيلاً أن تكون إسرائيل آمنة دون دولة فلسطينية، ولن يكون هناك اتفاق تطبيع دون الفلسطنيين، ونتطلع إلى ما بعد الأزمة».
وأوضح أن أمريكا لا تركز فقط على «حماس»؛ ولكن أيضاً على تهديدات «حزب الله» وإيران، وقال: «نحن لا نقول لأي بلد كيف تحمي نفسها ولكن كشركاء سنبذل أقصى جهدنا، وعلينا أن نضع في اعتبارنا أن حماس هي التي بدأت الحرب وأنها تعيش تحت الأرض وبين المدنيين ووعدت بتكرار 7 أكتوبر وتحتجز الأرواح البريئة، وإذا كانت تريد حماية الناس في غزة فعليها تسليم الرهائن».
وشدد على أن أمريكا تواصل العمل لإعادة شمل الرهائن باعتبارها أولوية قصوى للرئيس بايدن، حيث تم اتباع مسار أدى إلى إطلاق سراح رهينتين أمريكيتين، وربط إدخال المساعدات الإنسانية ووقف القتال بإطلاق سراح الرهائن لدى حماس محملاً إياها المسؤولية في ذلك.
وأشار إلى دخول 100 شاحنة لغزة يومياً، مؤكداً أنها ليست كافية وتحتاج للمضاعفة، لافتاً إلى عودة أمريكا لتمويل الأنروا منذ سنتين، وقال: «من يريد الاستفادة من هذا الوضع أقول له لا تفعل هذا».