سماهر سيف اليزل
الجلسة السادسة في «حوار المنامة» تناقش «مستقبل الشرق الأوسط»

قال زميل أبحاث سياسات الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية حسن الحسن في الجلسة الثانية من اليوم الأخير في حوار المنامة «الجلسة السادسة والختامية»، التي عقدت بعنوان «مستقبل الشرق الأوسط» إن «كافة المصالح المشتركة المؤدية إلى السلام مهددة، حتى يُخْفَض التصعيد حيث تؤثر حرب غزة على الأمن والازدهار في المنقطة». فيما قالت الباحثة في الشؤون الخارجية بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ريم ممتاز: «كان كل من القسم الجنوبي للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو صامتاً في اليومين المنصرمين، رغم أن المسرح الأمني مترابط ولهذه الحرب تبعات على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً تلك التي حول البحر المتوسط».

وأضافت: «لقد صرح مفوض أوروبي معني بإرسال المساعدات الغذائية إلى غزة عن وقفها حتى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بشكل أحادي، وهي دعوة أثارت اعتراض عدد من الوزراء والبرلمانيين في الاتحاد الأوروبي، وعليه فإن ما نفتقر إليه في الاتحاد الأوروبي هو الأدوات اللازمة لوقف الحرب الدائرة في غزة».

من جهته قال مدير الأمن الإقليمي وزميل أول لأمن الشرق الأوسط، بمعهد «IISS» إميل حكيم «إن العقد المنصرم شهد الكثير من النزاعات في المنقطة، وكل هذه النزاعات أدت إلى نوع من السأم والإحباط».

وأضاف: «كانت هناك محاولة لتجميد هذه النزاعات على أمل أن الأطراف المختلفة ستجد التسوية السياسية، ولقد رأينا ذلك في ليبيا واليمن وكذلك في فلسطين، ولكن شهدنا خلال العامين المنصرمين في المنطقة أن هذه النزاعات المتجمدة تميل إلى أن تنفجر في وجهنا، وما يحدث في الواقع أنها حين تكون متجمدة يكون لدينا نوع من النسيان وتنتقل إلى مناطق أخرى».

وقال: «إن ما يقلقني هو المنطقة في شمال سوريا، حيث إننا نرى الكثير من العنف الذي يجري في غزة مع الهجمات التي تحصل، إلا أن العنف الذي نشهده في شمال شرق سوريا يرتفع إلى حد بعيد مع القصف الذي تقوم به روسيا والنظام السوري لبعض المناطق، وهناك تهجير ومساحة أشبه بغزة، قد لا تكون بصغر غزة ولكن على مستوى الكثافة السكانية فإنها ليست بعيدة عما نشهده في غزة، لذلك هي منطقة نزاع قد تنفجر وتتسبب في تحديات كبيرة جداً في الجوار».

وحول كيف ستبدو غزة في اليوم التالي، قال: «إن قمنا بتحليل خطي فلن يكون هناك الكثير في اليوم التالي بغزة، ورغم ضرورة إجراء النقاش حول اليوم التالي لكن يجب ألا نبتعد عما يحدث اليوم والآن، ونحن في أوساط المحللين لا نرى أي شيء يحدث، ولا بد أن يتم النظر إلى التبعات السلبية في هذا الأمر، فكلما طالت هذه الحرب زادت معها آثارها السياسية السيئة».

وأكد كبير مستشاري العناية الواجبة الجيوسياسية بالمعهد جون رين أن «هناك ثلاث دول في المنطقة تمر بمراحل مهمة في حياتها، وقبل السابع من أكتوبر كان الجميع يتحدث عنها، وهي إيران التي تصل إلى نهاية ثورتها سواء من جانب عمر قادتها أو من مستوى قدرتها على تسليم هذه الثورة إلى الأجيال المقبلة، ونحن في نهاية حلقة سياسية، وقد يكون من الممكن أن نقول إن النهاية وشيكة، لذلك نحن أمام علامة استفهام كبيرة جداً في نهاية هذه المرحلة».

وأضاف أن الدولة الثانية هي إسرائيل التي كانت توصف قبل السابع من أكتوبر بأنها تمر بمرحلة منتصف العمر، فهي تعيش أزمة في شوارع تل أبيب وهذه الأزمة لا تزال قائمة، وهناك الكثير من الأسئلة والمخاوف لدى أصدقاء إسرائيل عند انتهائها من هذه المرحلة». أما الدولة الثالثة فهي المملكة العربية السعودية، وخصوصا أن العام 2030 ليس بعيداً إذا ما تمكنت المملكة من تحقيق أهدافها في عملية التحول، وإذا ما وصلت بشكل أكبر من المسرح الدولي فإن ذلك سيجعل للمملكة وشركائها في المنطقة دوراً مهماً، وسيكون لها المزيد من النفوذ والقوة وهذا سيكون مفيداً لها ولحلفائها».

وبين خلال الجلسة الختامية أنه من الصعب التنبؤ بما سيحصل؛ لأن هذا النزاع ما زالت تؤججه المشاعر إلى حد بعيد، وقال: «أرى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة قد تدوم فترة طويلة، وهذا يؤمن فرصة للإغاثة الإنسانية، والتفاوض، وإطلاق الرهائن إذا ما كانوا على قيد الحياة».