أصدر الكاتب يوسف البنخليل مؤخراً أحدث رواياته (شرينة) عن منشورات غاف الإماراتية، وهي ثاني أعماله الروائية.

وتتناول الرواية مجموعة من الأحداث التي شهدتها منطقة الخليج العربي خلال الفترة الممتدة من نهاية القرن التاسع عشر حتى العقود الأولى من القرن العشرين، وهي مستوحاة من أحداث حقيقية تم التعامل معها بسرد مختلف لعدد من الأحداث التي كوّنت حقائق في التاريخ الخليجي مازالت باقية حتى اليوم برؤية مغايرة.

يرتكز العمل الروائي على قيمة اللؤلؤ الذي يعكس قيمة الإنسان الخليجي في قصة تطرح نهاية صناعة الغوص التقليدية، ودوافع خفية انتهت أحداثها وتناستها الذاكرة الجماعية لأهالي الخليج بأحداث مهمة شهدتها البحرين ودبي والكويت والسعودية والعراق والهند.

تطرح الرواية رؤية مختلفة عن الرؤية التاريخية السائدة لنهاية صناعة الغوص، وما شهدته من نهاية حزينة لصناعة احترفها الأجداد لقرون طويلة والتي تركز غالباً على اكتشاف اللؤلؤ الصناعي واكتشاف النفط. فهناك أحداث أخرى ساهمت في تغيير صناعة الغوص وتراجعه بشكل درامي، ساهم فيها شخصيات رحلت بعد أن صنعت أحداثاً لم يتحدث عنها أحد رغم توثيق التاريخ كثيراً من الأحداث التي ربطتها الرواية في شخصيات رئيسة عاشت في المنطقة، وتفاعلت معها، ثم رحلت دون أن يذكرها أحد.

أحداث كثيرة تمزجها الرواية في قالب السرد التاريخي بدءاً من الترابط الأسري السائد آنذاك بين الأسر الخليجية بعاداتهم وتقاليدهم الغنية، إلى التفاعل مع أسواق الهند بتجارها الهنود والأوروبيين، وتداعيات الوجود الغربي في المنطقة بتفاصيله التي أثارت الجدل آنذاك ومازالت في صراع بين التقليد والحداثة، انتهاءً بالطاعون الذي خطف أرواح الناس قبل أن يخطف ذكرياتهم وقصصهم الفريدة دون عودة.