"بدي ماما، جوعانة، عطشانة"، بهذه الكلمات صدمت طفلة فلسطينية منقذيها، وأبكت كل من سمع قصة نجاتها بعد 4 أيام قضتها تحت الأنقاض، إثر قصف إسرائيلي طال منزلاً تحتمي فيه عائلتها من الحرب على غزة.

الطفلة لانا صافي، نزحت مع عائلتها من شمال قطاع غزة، لمدينة دير البلح وسط القطاع، ولم تكن تعلم أن تفرق العائلة سيكون في المنزل الذي اختاروه مكاناً لنزوحهم، وهو القريب من مشارف مدينة خانيونس بالمنطقة التي تقدم فيها الجيش الإسرائيلي برياً قبل عدة أيام.

تفاصيل مؤلمة

وبصعوبة بالغة، تروي الطفلة صافي، ذات السبعة أعوام، في حديث لـ"إرم نيوز"، تفاصيل نجاتها وشقيقتها الكبرى مريانا من تحت الأنقاض بعد 4 أيام دون طعام أو ماء، في حين قضى جميع أفراد أسرتها البالغ عددهم 60 فرداً.

وقالت صافي: "أذكر القليل من الأحداث خلال تواجدي تحت الأنقاض أنا وشقيقتي مريانا التي كانت تهدئ من روعي وتروي لي قصصاً كي تزيل الخوف عن قلبي وتنسيني الأوجاع التي بجسدي، وهي من ساعدتني على البقاء".

وأضافت: "4 أيام مرت عليَ وعلى شقيقتي بصعوبة بالغة، كنا فيها تحت ركام المنزل الذي دمره الجيش الإسرائيلي فوق رؤوسنا دون طعام أو شراب، وجسدي كان به آلام شديدة".

وتابعت: "أريد أمي وإخوتي وجميع أفراد عائلتي".

وأشارت صافي إلى أنها "وفي اللحظة التي سبقت قصف المنزل على عائلتها رأت الدبابات الإسرائيلية تتقدم نحو منازل السكان وتطلق الرصاص والقذائف بشكل مكثف، إضافة إلى قصف الطيران المتواصل للمنطقة".

وبحرقة استذكرت الطفلة صافي جميع أفراد عائلتها قائلةً: "لقد قتل القصف الإسرائيلي جميع أفراد عائلتي، كنا نحاول الهرب من الحرب طوال الوقت، أشتاق لوالدتي وأتمنى رؤيتها".

عملية إنقاذ

بدوره، قال المواطن جمال عبد الكريم، أحد الذين نجحوا بالوصول للطفلة وشقيقتها، إن "حوالي 8 عائلات لا تزال عالقة بالمنطقة الفاصلة بين دير البلح وخانيونس ومصيرها مجهول"، لافتاً إلى أنهم نجحوا بصعوبة في إنقاذ لانا وشقيقتها.

وأوضح عبد الكريم لـ"إرم نيوز"، أن "الطيران الإسرائيلي ومنذ عدة أيام يواصل قصف جنوب مدينة دير البلح، الأمر الذي أدى لاستشهاد عدد من المواطنين ولا يمكن لأحد الوصول لهم بسبب التقدم البري الإسرائيلي".

وعن الطفلة لانا، قال عبد الكريم: "نزحت من المنطقة في نفس اليوم الذي تعرضت فيه العائلة للقصف؛ ولكنني عدت عندما علمت أن الدبابات الإسرائيلية انسحبت بشكل جزئي".

وبيّن أنه زحف مع بعض الأشخاص نحو المنزل المدمر وأنقذوا الطفلتين.

واستكمل: "عدنا يائسين لإنقاذ أي فرد من العائلة بقي على قيد الحياة ولكننا لم نجد إلا لانا وشقيقتها. الوضع بالمنطقة المستهدفة صعب للغاية وهناك العشرات من الضحايا والمصابين لا يزالون تحت الأنقاض ولا أحد يستطيع الوصول إليهم".