في إطار استراتيجيتها الرامية إلى تعزيز الشراكة المجتمعية مع مؤسسات المجتمع والأفراد، نظمت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية مؤخرًا "منتدى المؤسسة السنوي السابع" تحت شعار "حكايتي"، استضافت من خلاله نُخبة مُتميزة من المُتحدثين المؤثرين من أصحاب قصص الكفاح الحياتي المُلهمة من داخل البحرين وخارجها، وسعت المؤسسة من خلال هذا المنتدى إلى غرس قيم التحدي والكفاح والتميز في أجيال المستقبل، ودعوة مؤسسات المجتمع إلى تبني قصص الشخصيات المُلهمة ودعمها بما يُعزز من تأصيل قيم العطاء المجتمعي.وشملت الجلسة الأولى من المنتدى تجربة قصة "مصطفى النّجم الساطع" تحدثت من خلالها مؤلفتا القصة الأستاذة ليلى حسن خميس اختصاصي الإرشاد الأسري بالمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية والكاتبة والحكواتية ندى أحمد فردان عن تجربتهما في تأليف القصة التي تُبرز حياة الطفولة واليُتم والتميز في حياة سعادة الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وتركز على تخفيف معاناة الكثير من الأطفال وتداوي مشاعرهم المختلطة وصراعاتهم عند الفقد. وقامت د. نيلة علي ناصر استشاري الطب النفسي للأطفال والناشئة بالتعقيب على هذه المشاركة وهذه القصة الجميلة التي تم تضمينها ببعض الرسومات الكاريكاتيرية المُعبرة.ثم تحدّث في المحاضرة الرئيسة في المنتدى المستشار هزاع إبراهيم المنصوري الإعلامي والخبير المعتمد في القوّة الناعمة وريادة أعمال وصاحب "أفضل رائد أعمال في إمارة الشارقة" بدولة الإمارات العربية المتحدة عن موضوع "لا تترك أثر" تطرق من خلالها إلى تجربته في التميز والنجاح وسرد عدة خطوات هامة في طريق الإلهام وتحقيق الإنجازات في الحياة وخطوات هامة لريادة الأعمال. كما أكد على أهمية مقومات النجاح في الثقة بالنفس وتقدير الذات، مُشيدًا بموضوع المنتدى الذي يُحفز الآخرين على العطاء المُلهم وتحدي صعوبات الحياة.كما قدّمت الأستاذة منال المسلم الناشطة في العمل الإنساني رئيسة فريق دانة التطوعي بدولة الكويت الشقيقة الحاصلة على جائزة ولقب صانعة أمل ضمن مُبادرة صنّاع الأمل الإماراتية، مشاركة قيّمة تحدثت من خلالها عن تجربتها في تحدي الصعاب والفقد ونقطة التحول الفيصلية في حياتها بعد تعرضها لحادث وإصابتها ببعض الآلام وفقدها لإثنتين من أبنائها، وتسخير حياتها فيما بعد للعمل الإنساني والتطوعي، من خلال إطلاق مبادرتها الإنسانية التطوعية "فريق دانة التطوعي"، ونجاحها في الحصول على جائزة "صُنّاع الأمل" من بين آلاف المتطوعين بعد أن كانت سبباً في مساندة وإسعاد مئات الآلاف من الأطفال السوريين الذين تشرّدوا من بلادهم ويعيشون في مخيمات اللاجئين، كما سردت إسهاماتها المجتمعية التطوعية التي كان لها الأثر الكبير في تغيير نظرتها للحياة والأمل.أما د. عبدالرحمن الغريب استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمملكة البحرين فقد تحدث عن تجربته المُلهمة في تربية وتعليم ابنه "محمد" المُصاب بمرض "التوحد" من خلال تعليمه في مركز عالية للتدريب والتأهيل، وقدّم تجربة ثرية في دعم وتأهيل الأفراد التوحديين، ومسار التأهيل المُميز الذي قام به مع ابنه، داعيًا للمزيد من الاهتمام بهذه الفئة ودعمها من أجل مستقبل أفضل لها.وفي الجلسة الثانية من المنتدى تحدث السيد فيصل جواد هاشم من ذوي الهمم المصاب بالشلل النصفي الرئيس التنفيذي لمركز الفيصل للتأهيل من الإصابات وتأهيل التوحد في دولة الكويت الشقيقة عن مصدر إلهامه الحياتي وحكايته المفعمة بالنجاح والتميز وتحدي الصعاب بعد إصابته بشلل نصفي بعد حادث سيارة مروع، ونقطة التحول الفاصلة في حياته وطريقه إلى التميز، حيث واصل مسيره في الاستشفاء وشق طريقه للنجاح والتميز، حيث يُعد أسرع غوّاص في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لمسافة 10 كيلو متر على مستوى ذوي الإعاقة وغير الإعاقة، وأسرع سباح سنوركلفي في موسوعة جينيس، فضلاً عن كونه إعلامي متخصص في تقديم البرامح الخاصة بالتنمية الذاتية وذوي الإعاقة، ومحاضر في مجال التحفيز.ثم تحدثت الكاتبة والإعلامية البحرينية المعروفة بروين حبيب عن موضوع "تغريبة فراشة" تحدثت من خلالها عن تجربتها الإعلامية المتميزة ونجاحها في أكثر من مجال، وبزوغ نجمها من خلال خبرتها الإعلامية الطويلة، كونها خبيرة إعلامية للعديد من الدورات التدريبية المتخصصة في مؤسسة دبي للإعلام، فضلاً عن تجاربها الأخرى في عدد من المشاركات الأدبية.أما السيد فواز الحصبان الناشط في حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من دولة الكويت الشقيقة فقد تحدث عن تجربته الطويلة مع ابنيه أسامة ويوسف وبقية الأبناء، فهي تجربته فريدة من نوعها ورائعة في تربيته وتعليمه وتحفيزه لأبنائه الأربعة من ذوي الإعاقة (فئة الصم المكفوفين والتوحد)، حيث تحدى الصعاب وكافح وكرّس حياته من أجل تعليمهم تعليماً متميزاً خارج الكويت من أجل وصولهم إلى هذا التميز الذي يعتز به وبأثره في الحياة، ويسعى جاهداً لنشر قصته المُلهمة في العديد من المشاركات الخارجية لتكون محطة مؤثرة في حياة من يتعاملون مع ذوي الهمم.أما رائدة الأعمال ومحاربة السرطان الشيف البحرينية فجر المنصوري فقد تحدثت عن تجربتها المُثرية في التميز والنجاح على الرغم من إصابتها بالسرطان، ومحاربتها للمرض من خلال رحلتها في الكفاح والتحدي وتحقيق الإنجازات الحياتية التي حققتها بطموحاتها وقوّتها.ثم تم استعراض حكايات كفاح وتحدي ثلاث قصص مُلهمة فازت بالمراكز الأولى في مسابقة "حكايتي" التي نظمتها المؤسسة، فقد تحدثت السيدة عائشة إبراهيم الحمر الفائزة بالمركز الأول في المسابقة عن رحلة كفاحها في تحقيق حلمها بتأسيس "مركز عائشة للتدخل المُبكر" حيث بدأت حلمها بغرفة صغيرة في منزلها، إلى أن أضحت اليوم تدير مركز من أكبر المراكز المُتخصصة في مملكة البحرين في التدخل المُبكر لذوي الهمم.أما السيد حكيم عمر عبدالله الفائز بالمركز الثاني فقد تحدث عن حكايته في التميز على الرغم من كونه وُلد مُعاقاً برجل أقصر من الثانية، كما مر بظروف قاسية من خلال تعرضه لحادث أليم، إلى أن أصر على التعافي والتشافي والبزوغ كنجم متميز من خلال مواصلته للتحصيل العلمي وحصوله على الشهادات العليا وبروزه وتميزه في المجال الرياضي في أكثر من رياضة.واختتم السيد محسن عبدالرزاق عبدالمحسن تجربته في التميز لكونه من فئة المكفوفين، فقد تميز من خلاله التحاقه بمهنة المحاماة على الرغم من فقدان بصره، واستطاع التميز في هذه المهنة وكسب قلوب الناس بأسلوبه الجميل وثقافته وعلمه واطلاعه.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90