إرم نيوز
عثر فلسطينيون في منطقة الفالوجا شمال غزة، عقب الانسحاب الجزئي للدبابات والآليات العسكرية من المنطقة، على 15 جثة متحللة لمواطنين أعدمهم الجيش الإسرائيلي بمدرسة شادية أبو غزالة داخل أحد الصفوف في المدرسة.

وقال شاهد العيان محمود نصر، لـ"إرم نيوز"، إنه "فور شعورنا بانسحاب الآليات العسكرية نزلنا إلى الشارع حتى نشاهد الدمار الذي خلّفه الجيش الإسرائيلي بعد حصاره للمنطقة، وعند وصولنا إلى مدرسة شادية أبو غزالة شممنا رائحة كريهة، ومع دخولنا إلى المدرسة ازدادت الرائحة فعلمنا أن هناك جثثاً لضحايا قام الجيش الإسرائيلي بقتلهم".

وأضاف: "بدأنا التفتيش داخل الصفوف وهنا كانت الصدمة، إذ وجدنا 15 جثة متحللة داخل أحد الصفوف، وقد بدا من المشهد أنه تم إعدامهم ميدانيًا من قبل الجيش الإسرائيلي الذي حاصر المنطقة عدة أسابيع، وتبيّن من خلال الفحص الأولي أن جميع الجثث هي لرجال".

وأردف نصر: "كانت المدرسة عبارة عن فوضى عارمة مقلوبة رأسًا على عقب، إذ تم قصفها بعشرات القذائف فضلًا عن انتشار الدماء الجافة على الأرض وأدوات وحاجيات النازحين الذين مكثوا فيها قبل إخلائها تحت كثافة النيران".

أما شاهد العيان يوسف صافي، فقال لـ "إرم نيوز": "بيتنا مقابل مدرسة شادية أبو غزالة، إذ تعرضنا للحصار المطبق من قبل الآليات والدبابات الإسرائيلية لأكثر من 20 يومًا، تعرضنا فيها لأبشع أنواع الحرمان، فقد نفد مخزون الطعام والماء واضطررنا للعيش أسبوعًا كاملًا على المياه الملوثة".

وأضاف: "مع بدء انسحاب الآليات والدبابات العسكرية وتراجعها إلى الخلف قليلًا وجدنا الفرصة لتفقد المنطقة المحيطة بنا بعد تعرضها لدمار هائل، سمعنا أصوات صراخ داخل المدرسة لمجموعة من الشبّان، وحين دخلنا كانت الرائحة لا تطاق ولا يمكن تحملها".

وأوضح: "وجدنا مجموعة من الشبّان يتجمهرون أمام أحد الصفوف، ومع دخولنا الصف كان المشهد صادمًا ومروعًا، فقد وجدنا 15 جثة متحللة، وكانت أماكن طلقات الرصاص في الجدران والسقف توحي بأنها عملية إعدام بالرصاص".

وأفاد صافي: "قمنا بتغطية الجثث بما توفر في المكان تمهيدًا لنقلها ودفنها في مقبرة الفالوجا، دون أن يتعرف عليها أي أحد بسبب عدم وجود ملامح، أو أي أوراق ثبوتية يمكن من خلالها الاستدلال على عائلات أولئك الضحايا".