الفن الرّاقي انعكاس للبيئة الحاضنة
تكريمي من الملك.. بين علم وحلم
محمد الرشيدات
لطالما كانت وما زالت البحرين داعمة لكل أشكال الحركة الفنية الهادفة، موفّرة أرضية رحبة انطلقت، وما برحت تنطلق منها نحو الشهرة شخصيات وطنية فنية استطاعت أن ترسم البسمة على تقاسيم الوجوه التي ألِفت تمثيلها وأداءها السينمائي والمسرحي منذ سنوات عديدة، لتستيقن عِظَمَ الرسالة ونبلها التي نجحت في تمريرها إلى المتلقي، وفي ذلك خلق مكانة في نفس المستطعم للفن بلغته العصرية السلسة التي لا تخرج عن نطاق المألوف إلا بحدود رصينة، ولا يمكن أن تتنصل من مفاهيم العادات والتقاليد البحرينية الراسخة وتحيّدها جانباً، لتبقى الإشارات ماكثة في كل مشهد تمثيلي عفوي يعلق في ذهن المشاهد ولا يمكن أن يُدرج في خانة النسيان.
(أم هلال) بكنيتها المحلية التي لازمتها منذ أن برعت في آداء شخصية ربّة البيت البسيطة والمنتجة في مسلسل «سوالف أم هلال»، الذي فرض نفسه على مساحة التذوق الفني للمشاهد البحريني والخليجي وحتى العربي، باتت تُعرف الفنانة البحرينية سلوى بخيت التي برعت في خطف الأنظار منذ أول مشوار فني لها عام 1987، لتنجح بعدها في الدخول إلى بيت كل مشاهد متتبع لأعمالها الفنية التي تبلغ حصيلتها ما يزيد عن 35 عملاً بين مسلسل ومسرحية وفيلم، وفي جميعها قد نالت الإشادات الواسعة واستحسان المتابعين لتصبح رمزاً فنياً عظيماً، لها مكانتها وحضورها الكوميدي الأخاذ الذي يدخل القلب دونما استئذان.
بداية المسيرة
قصّة البداية الفنية في مرمى الحكاية التي انطلقت نحو سردها سلوى بخيت، عندما كانت في الـ11 من عمرها تلعب مع قريباتها وصديقاتها الأكبر منها سناً في فريج الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، وكانت تتبنى أن تقوم بدور المسؤولة عنهن جميعاً، لتنتقل بعدها بصحبتهم للقيام بأدوار تمثيلية عفوية بطابع طفولي مقبل على الحياة، وبشخصية الأم المعنية بتربية بناتها، مرتدية ثوب أمها المتوشّح بالعراقة البحرينية، حتى جاء مساء ذات يوم وصدف مرور الكاتب راشد المعاودة من مكان سكناها ليرى الطفلة الموهوبة ويقرر تبنيها لتنطلق بعدها نحو التمثيل رغم رفض الأهل في البداية، إلّا أن شغفها حقق المطلب وقادها نحو القيام بأول دور لها في مسرحية «ما لان وانكسر» التي شكّلت نقطة مفصلية في حياتها لتقدّم نفسها أمام الجمهور، مطلقة العنان لطموحاتها وآمالها في أن تصبح ممثلة يعرفها القاصي والداني من داخل البحرين وخارجها، وتنجح في إبراز قيمتها الفنية الرصينة من آسيا إلى إفريقيا وصولاً إلى العالمية.
دور الأم.. الأقرب
من خلال مسلسل «سوالف أم هلال» كأحد أكثر الأعمال قرباً من قلبها الوضّاء ومن شخصيتها العفوية، أطلت سلوى بخيت إلى المشاهد البحريني والخليجي وحتى العربي، وكانت ترى الإعجاب في شخصية الأم الحنون والمدبّرة والمنتجة وصاحبة الحكمة في عيون الصغير قبل الكبير، حتى وصل ببعض المحبين لفنها الكوميدي دعوتها إلى البيت وأداء مشهد تمثيلي حي أمام الحضور والعيش معهم أجمل اللحظات، وفي المقابل منهن من كن يعشقن تقمّص شخصية «أم هلال» داخل أسرهن في حضورها وفي غيابها هوساً بجميل ما طبعته في عقولهن.
ردّ الجميل
ونظير مسيرتها الفنية الطويلة والمليئة بالإنجازات العديدة، واعتزازاً بالجهد الذي بذلته طيلة 36 عاماً من المشوار الفني المعطاء، وعلى قدر السرور الذي أدخلته في النفوس، جاءت اللحظة التي لطالما انتظرتها «أم هلال» في أن يخصّها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم بتكريم سيبعث في نفسها العزّة وسيقابل ما أدته بعظيم التقدير والعرفان، حاثّاً إياها على تقديم المزيد من الأعمال الفنية التي تُحاكي المجتمع البحريني وتكون انعكاساً لأصالته وعراقة مبادئه.
التكريم الملكي
يُنادى بمنح سلوى بخيت إدريس بخيت «وسام الاستحقاق» من قبل حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظّم في الاحتفال الذي شهده قصر الصخير، والذي أقيم بمناسبة احتفال المملكة بأعيادها الوطنية وذكرى تولي جلالته مقاليد الحكم وما يصاحبها من مناسبات وطنية عديدة، لتوضع بين أسماء رواد العمل الوطني ممن ساهموا بمواقع عملهم واختصاصاتهم في رفع اسم البحرين عالياً، وفي جميع المحافل والفعاليات المحلية والإقليمية وحتى العالمية.
وعلى لسان الفنانة «أم هلال» تم وصف الشعور الذي صاحبها منذ لحظة دخولها قصر الصخير وإلى لحظة المناداة بأحرف اسمها، وعلى حد تعبيرها قد انتابها شعور «السباهان» باللغة العامية الذي يدخل صاحبه بين علم الواقع وحلم المنام، تشعر بنشوة السعادة الغامرة التي حفتها، غير مستوعبة أن لقاءها بجلالته بات على بُعد دقائق معدودة، لتتوجه نحو منصة التكريم التي يعتليها جلالة الملك المعظم وإلى جانبه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بخطوات على الرغم من ثقل فيها قد أحدثه التقدّم في العمر، إلّا أن الخفّة قد صاحبتها وكأنها طير «بحسب قولها» العفوي. وما زاد البهجة في قلبها تحية جلالته والذي لا يمكن التعبير عنها، إلّا كأنها تحلق في السماء بلا جناحين. هذا التكريم لاقى ترحيباً من جميع فئات المجتمع، الذي عاصر البدايات الفنية لسلوى بخيت الطفلة التي شقّت طريقها الفني منذ أن كان عمرها 13 ربيعاً لتقوم بدور البنت ومن ثم الأم الحريصة على بيتها وتماسك أفراده، مربية الأجيال التي تنأى عن محيطها الفكر الدخيل، المتمسكة بعادات أهل البحرين المعتزة بثقافتهم، وذلك كان له شأن عظيم ورسائل مباشرة أحدثت أثراً إيجابياً داخل المنزل الواحد. «أم هلال» بعد نيلها وسام الاستحقاق الذي أكرمها الله به من نافذة لفتة ملكية عظيمة، زاد من سقف الطموح لديها في الاستمرار نحو حصد أكبر رصيد من المحبة في أفئدة جميع الناس الذين يبادلونها الحب والاهتمام، الذين لطالما كانوا وما يزالون يستذكرون القديم من أعمالها الفنية ويتأهبون لرؤية كل جديد.
نصيحة فنية
يجب على كل فنان وفنانة بحرينية تقديم الصورة المشرقة عن البحرين، والحفاظ على تراثها بلغة الفن، والأخذ بأسباب النجاح دون الابتعاد عن الأدوار الهادفة، وعدم الالتفات لأي محاولات تستهدف القيم التي تربينا عليها والمبادئ البحرينية التي رسّخها فينا الآباء والأجداد، وفي ذات السياق، يجب الأخذ بيد الشباب الطامحين بدخول عالم الفن نحو العمل الدرامي الرزين، يحملون رسالة فنية ناضجة تؤثر إيجاباً على الأجيال كافة.
تكريمي من الملك.. بين علم وحلم
محمد الرشيدات
لطالما كانت وما زالت البحرين داعمة لكل أشكال الحركة الفنية الهادفة، موفّرة أرضية رحبة انطلقت، وما برحت تنطلق منها نحو الشهرة شخصيات وطنية فنية استطاعت أن ترسم البسمة على تقاسيم الوجوه التي ألِفت تمثيلها وأداءها السينمائي والمسرحي منذ سنوات عديدة، لتستيقن عِظَمَ الرسالة ونبلها التي نجحت في تمريرها إلى المتلقي، وفي ذلك خلق مكانة في نفس المستطعم للفن بلغته العصرية السلسة التي لا تخرج عن نطاق المألوف إلا بحدود رصينة، ولا يمكن أن تتنصل من مفاهيم العادات والتقاليد البحرينية الراسخة وتحيّدها جانباً، لتبقى الإشارات ماكثة في كل مشهد تمثيلي عفوي يعلق في ذهن المشاهد ولا يمكن أن يُدرج في خانة النسيان.
(أم هلال) بكنيتها المحلية التي لازمتها منذ أن برعت في آداء شخصية ربّة البيت البسيطة والمنتجة في مسلسل «سوالف أم هلال»، الذي فرض نفسه على مساحة التذوق الفني للمشاهد البحريني والخليجي وحتى العربي، باتت تُعرف الفنانة البحرينية سلوى بخيت التي برعت في خطف الأنظار منذ أول مشوار فني لها عام 1987، لتنجح بعدها في الدخول إلى بيت كل مشاهد متتبع لأعمالها الفنية التي تبلغ حصيلتها ما يزيد عن 35 عملاً بين مسلسل ومسرحية وفيلم، وفي جميعها قد نالت الإشادات الواسعة واستحسان المتابعين لتصبح رمزاً فنياً عظيماً، لها مكانتها وحضورها الكوميدي الأخاذ الذي يدخل القلب دونما استئذان.
بداية المسيرة
قصّة البداية الفنية في مرمى الحكاية التي انطلقت نحو سردها سلوى بخيت، عندما كانت في الـ11 من عمرها تلعب مع قريباتها وصديقاتها الأكبر منها سناً في فريج الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، وكانت تتبنى أن تقوم بدور المسؤولة عنهن جميعاً، لتنتقل بعدها بصحبتهم للقيام بأدوار تمثيلية عفوية بطابع طفولي مقبل على الحياة، وبشخصية الأم المعنية بتربية بناتها، مرتدية ثوب أمها المتوشّح بالعراقة البحرينية، حتى جاء مساء ذات يوم وصدف مرور الكاتب راشد المعاودة من مكان سكناها ليرى الطفلة الموهوبة ويقرر تبنيها لتنطلق بعدها نحو التمثيل رغم رفض الأهل في البداية، إلّا أن شغفها حقق المطلب وقادها نحو القيام بأول دور لها في مسرحية «ما لان وانكسر» التي شكّلت نقطة مفصلية في حياتها لتقدّم نفسها أمام الجمهور، مطلقة العنان لطموحاتها وآمالها في أن تصبح ممثلة يعرفها القاصي والداني من داخل البحرين وخارجها، وتنجح في إبراز قيمتها الفنية الرصينة من آسيا إلى إفريقيا وصولاً إلى العالمية.
دور الأم.. الأقرب
من خلال مسلسل «سوالف أم هلال» كأحد أكثر الأعمال قرباً من قلبها الوضّاء ومن شخصيتها العفوية، أطلت سلوى بخيت إلى المشاهد البحريني والخليجي وحتى العربي، وكانت ترى الإعجاب في شخصية الأم الحنون والمدبّرة والمنتجة وصاحبة الحكمة في عيون الصغير قبل الكبير، حتى وصل ببعض المحبين لفنها الكوميدي دعوتها إلى البيت وأداء مشهد تمثيلي حي أمام الحضور والعيش معهم أجمل اللحظات، وفي المقابل منهن من كن يعشقن تقمّص شخصية «أم هلال» داخل أسرهن في حضورها وفي غيابها هوساً بجميل ما طبعته في عقولهن.
ردّ الجميل
ونظير مسيرتها الفنية الطويلة والمليئة بالإنجازات العديدة، واعتزازاً بالجهد الذي بذلته طيلة 36 عاماً من المشوار الفني المعطاء، وعلى قدر السرور الذي أدخلته في النفوس، جاءت اللحظة التي لطالما انتظرتها «أم هلال» في أن يخصّها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم بتكريم سيبعث في نفسها العزّة وسيقابل ما أدته بعظيم التقدير والعرفان، حاثّاً إياها على تقديم المزيد من الأعمال الفنية التي تُحاكي المجتمع البحريني وتكون انعكاساً لأصالته وعراقة مبادئه.
التكريم الملكي
يُنادى بمنح سلوى بخيت إدريس بخيت «وسام الاستحقاق» من قبل حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظّم في الاحتفال الذي شهده قصر الصخير، والذي أقيم بمناسبة احتفال المملكة بأعيادها الوطنية وذكرى تولي جلالته مقاليد الحكم وما يصاحبها من مناسبات وطنية عديدة، لتوضع بين أسماء رواد العمل الوطني ممن ساهموا بمواقع عملهم واختصاصاتهم في رفع اسم البحرين عالياً، وفي جميع المحافل والفعاليات المحلية والإقليمية وحتى العالمية.
وعلى لسان الفنانة «أم هلال» تم وصف الشعور الذي صاحبها منذ لحظة دخولها قصر الصخير وإلى لحظة المناداة بأحرف اسمها، وعلى حد تعبيرها قد انتابها شعور «السباهان» باللغة العامية الذي يدخل صاحبه بين علم الواقع وحلم المنام، تشعر بنشوة السعادة الغامرة التي حفتها، غير مستوعبة أن لقاءها بجلالته بات على بُعد دقائق معدودة، لتتوجه نحو منصة التكريم التي يعتليها جلالة الملك المعظم وإلى جانبه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بخطوات على الرغم من ثقل فيها قد أحدثه التقدّم في العمر، إلّا أن الخفّة قد صاحبتها وكأنها طير «بحسب قولها» العفوي. وما زاد البهجة في قلبها تحية جلالته والذي لا يمكن التعبير عنها، إلّا كأنها تحلق في السماء بلا جناحين. هذا التكريم لاقى ترحيباً من جميع فئات المجتمع، الذي عاصر البدايات الفنية لسلوى بخيت الطفلة التي شقّت طريقها الفني منذ أن كان عمرها 13 ربيعاً لتقوم بدور البنت ومن ثم الأم الحريصة على بيتها وتماسك أفراده، مربية الأجيال التي تنأى عن محيطها الفكر الدخيل، المتمسكة بعادات أهل البحرين المعتزة بثقافتهم، وذلك كان له شأن عظيم ورسائل مباشرة أحدثت أثراً إيجابياً داخل المنزل الواحد. «أم هلال» بعد نيلها وسام الاستحقاق الذي أكرمها الله به من نافذة لفتة ملكية عظيمة، زاد من سقف الطموح لديها في الاستمرار نحو حصد أكبر رصيد من المحبة في أفئدة جميع الناس الذين يبادلونها الحب والاهتمام، الذين لطالما كانوا وما يزالون يستذكرون القديم من أعمالها الفنية ويتأهبون لرؤية كل جديد.
نصيحة فنية
يجب على كل فنان وفنانة بحرينية تقديم الصورة المشرقة عن البحرين، والحفاظ على تراثها بلغة الفن، والأخذ بأسباب النجاح دون الابتعاد عن الأدوار الهادفة، وعدم الالتفات لأي محاولات تستهدف القيم التي تربينا عليها والمبادئ البحرينية التي رسّخها فينا الآباء والأجداد، وفي ذات السياق، يجب الأخذ بيد الشباب الطامحين بدخول عالم الفن نحو العمل الدرامي الرزين، يحملون رسالة فنية ناضجة تؤثر إيجاباً على الأجيال كافة.