وليد صبري
913 مليون دولار التبادل التجاري بين البلدين في 10 أشهر
800 ألف هندي زاروا البحرين في أول 9 أشهر من 2023
1.4 مليار دولار استثمارات هندية في البحرين
أكد سفير جمهورية الهند لدى مملكة البحرين فينود كوريان جاكوب أن «هناك جهوداً متميزة مشتركة بين البحرين والهند من أجل تأمين الملاحة العالمية وحماية إمدادات الطاقة»، منوهاً إلى «التعاون الثنائي البناء بين البلدين في مجالات مختلفة لاسيما السياسة والاقتصاد والسياحة والتعليم»، مشيراً إلى أن «حجم التبادل التجاري بين البحرين والهند بلغ 913 مليون دولار منذ بداية العام الجاري وحتى أكتوبر الماضي».
وأضاف في لقاء مع «الوطن» أن «البحرين والهند دولتان تتمتعان بحضارة عظيمة وبعلاقات أخوية طويلة الأمد حيث يقوم التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين على روابط تاريخية وثيقة ومصالح متبادلة ومبادئ مشتركة، كما أنهما يتطلعان إلى السلام والاستقرار والازدهار على الصعيد الدولي، خاصة وأن التبادل التجاري بين البلدين كان يلعب دوراً أساسيا في علاقات البلدين على مر العصور ومنذ قديم الأزل».
وأوضح السفير جاكوب أنه «في ما يتعلق بالعلاقات السياسية بين البلدين فقد تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم بزيارة جمهورية الهند في فبراير 2014، حيث رافق جلالته العديد من الوزراء ووفد من رجال الأعمال يضم 130 عضواً، كما قام رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي في أغسطس 2019 بزيارة مملكة البحرين حيث كانت تعتبر الأعلى مستوى من الجانب الهندي منذ 3 عقود، إذ إنه أول رئيس وزراء هندي يزور المملكة. وقد أشادت البحرين بتطور الهند وتقدمها وثقلها الاقتصادي وتجربتها التنموية، وأعربت عن تقديرها العميق للمساهمة الهائلة للمجتمع الهندي في التنمية الاقتصادية والتقدم في البحرين. وفي نوفمبر الماضي، شارك نائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، في الجلسة الختامية الافتراضية للقمة الثانية لصوت الجنوب العالمي، والتي استضافتها الهند عبر تقنية الاتصال المرئي على مستوى رؤساء الدول والحكومات، وذلك تحت شعار «معاً من أجل مستقبل واحد». كما يجري الجانبان مناقشات منتظمة حول القضايا الإقليمية والمتعددة الأطراف ذات الاهتمام المشترك، ويعتبر البلدان شريكين في المنطقة لتحقيق مجتمع عالمي أكثر سلاما وشمولا، وأكد الجانبان مرارا على أهمية ضمان السلام والاستقرار في آسيا والشرق الأوسط».
وفي ما يتعلق بجهود البحرين في نشر قيم التسامح الديني والتعايش السلمي، أفاد سفير الهند بأن «الدول الصديقة تكن التقدير والاحترام بعضها لبعض ولدي احترام وتقدير للقيم والنظم البحرينية، وخلال الزيارة التي قام بها رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى المملكة في أغسطس 2019، أكد البلدان على الالتزام بالتعددية وقيم التسامح والتعايش السلمي والحرية الدينية، وقد زار رئيس وزراء الهند معبد شريناثجي في المنامة من أجل إرساء الرخاء والسلام، حيث إن البلدين الصديقين يعتزان بالقيم والمصالح المشتركة ويعملان من أجل ذلك».
وفي رد على سؤال حول جهود البحرين في الحفاظ على الأمن في الخليج العربي وحماية إمدادات الطاقة والملاحة البحرية العالمية، أوضح السفير جاكوب أن «المباحثات التي جرت بين البلدين خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي في أغسطس 2019، شددت على ضرورة تعزيز التعاون من أجل الأمن البحري في منطقة الخليج خاصة وأن هذا الأمر حيوي لأمن وسلامة الممرات المائية، كما تم التأكيد على ذلك الأمر خلال مباحثات وزيري خارجية البلدين في أبريل 2021، خلال الاجتماع الثالث للجنة العليا المشتركة بين البلدين في نيودلهي، واتفق البلدان على مواصلة تعزيز التعاون الدفاعي والأمني بما في ذلك المشاورات المنتظمة في مجالات الأمن البحري ومكافحة القرصنة ومكافحة الإرهاب، ومن المشجع بشكل خاص التوسع المطرد للعلاقة في مجالات الدفاع والأمن البحري. ويشير سجل السنوات القليلة الماضية بوضوح إلى أن شراكتنا مع القوات البحرية المشتركة مكنت من المساهمة الفعالة في تعزيز الأمن البحري الإقليمي».
وحول حجم التبادل التجاري بين البحرين والهند، أفاد السفير جاكوب بأنه «وصل إلى نحو 913 مليون دولار خلال العشرة أشهر الأولى من عام 2023»، موضحاً أن «أبرز صادرات البحرين إلى الهند تتضمن اليوريا والميثانول والأمونيا والألومنيوم والوقود والزيوت المعدنية ومنتجاتها والحديد والنحاس بينما تشمل أبرز الواردات الأرز واللحوم والروبيان والسكر والفواكه والخضراوات الطازجة والبوليمرات والآلات والسيارات والمجوهرات والهواتف الذكية».
وأشار إلى أن «الاستثمار الهندي في البحرين بلغ نحو 1.4 مليار دولار، بينما بلغ الاستثمار البحريني في الهند نحو 185 مليون دولار، وخلال الزيارة الأخيرة لوزير الصناعة والتجارة البحريني عبدالله بن عادل فخرو إلى الهند في مارس 2023، تم الإعلان عن إطلاق شركتين رئيسيتين في الهند هما «أيرولام الشرق الأوسط» وشركة «تيتان» المحدودة استثمارات في البحرين بقيمة 45 مليون دولار، ووفقا لبيانات بحرينية فإن هناك 38 وكالة تجارية هندية، و32 فرعا لشركات هندية بارزة وأكثر من 7500 شركة هندية مملوكة، وهندية مشتركة مسجلة في البحرين اعتبارا من أكتوبر 2020».
وتطرق السفير الهندي للحديث عن مجالات التعاون المختلفة موضحاً أن «هناك ما يقرب من 800 ألف هندي زاروا البحرين خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2023، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 60% عن الفترة المماثلة في العام الماضي، وبالتالي يمكننا التأكيد على التعاون السياحي القوي بين البلدين بالإضافة إلى التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والدفاع والتجارة والتعليم والطب والبيئة»، كما تحدث عن «التعاون الإيجابي بين البلدين خلال فترة جائحة كورونا (كوفيد-19)».
وفيما يتعلق بالتعاون التعليمي والأكاديمي بين البلدين، ذكر السفير الهندي أن «هناك نحو 8 مدارس هندية في البحرين، كما أن الهند تعد وجهة تعليمية مميزة لكثير من الطلاب البحرينيين خاصة مع سياسة التعليم الجديدة التي تتبعها وبالتالي هناك فرص متميزة للتعاون في هذين المجالين».
وقال إن «السفارة الهندية في البحرين منخرطة في التعاون مع الحكومة البحرينية من أجل تبادل الخبرات التعليمية المختلفة خاصة في ما يتعلق بمجال التعليم العالي».
ونوه إلى «ما تتمتع به الجالية الهندية في البحرين من كرم الضيافة بالإضافة إلى مشاركتهم في العمل والإنتاج وهو أكبر دليل على قوة العلاقات بين البلدين الصديقين».
وتطرق سفير الهند إلى العلاقات بين بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي موضحا أن «الهند ومجلس التعاون الخليجي يواصلان مناقشة إعادة إطلاق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بينهما، فيما يبلغ حجم التبادل التجاري نحو أكثر من 150 مليار دولار، ويعد مجلس التعاون الخليجي أكبر تجمع إقليمي للتجارة مع الهند في عام 2021-22، ولا تزال واردات الهند من الطاقة من المنطقة كبيرة. وفي عام 2022، وقعت الهند ودول مجلس التعاون الخليجي مذكرات تفاهم حول آلية المشاورات بين الهند ودول مجلس التعاون الخليجي».
وقال «أعتقد أنه مع تحقيق الهند نسبة نمو 7 % وما فوق، من المتوقع أن تحافظ على معدلات نمو عالية للسنوات القليلة المقبلة، ويمكن للبحرين الاستفادة من النمو الهندي. وبالمثل، يمكن للهند زيادة التقارب مع البحرين في مرحلة ما بعد كورونا (كوفيد-19) والاستفادة أيضا من موقع البحرين في دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة الأوسع لتحقيق الازدهار الاقتصادي».