وليد صبري
البحرين مركز جيوسياسي وسط الخليج العربيالمملكة تعمل مع المجتمع الدولي لحماية ناقلات النفط الدوليةإنشاء سفارة البحرين في كوريا الجنوبية العام المقبلالبحرين الوجهة الأولى للناقل الوطني الكوري في الشرق الأوسط1.1 مليار دولار التبادل التجاري بين البلدينالشركات الكورية تسهم في مشروعات البنية التحتية الكبرىبناء «أسري» أول مشروع لكوريا في الشرق الأوسط منذ 5 عقودالمملكة تستضيف المقر الإقليمي لوكالات الأنباء والبنوك الكورية93 مليار دولار التبادل التجاري بين مجلس التعاون وكوريا الجنوبيةكشف سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى مملكة البحرين هونسانغ كو أنه «من المقرر أن تدخل اتفاقية الخدمات الجوية بين البلدين حيز التنفيذ خلال شهر مع استكمال الإجراءات الداخلية في كلا البلدين لدخول»، مشيراً إلى أن «الاتفاقية توفر الأساس لشركات الطيران لتقديم خدمات جوية دولية للركاب وتشمل أيضاً البضائع، وتسهيل التبادلات بين البلدين»، موضحاً أن «البحرين تعد الوجهة الأولى للناقل الوطني الكوري في الشرق الأوسط».وأضاف سفير جمهورية كوريا الجنوبية في أول حوار للصحافة المحلية خصّ به صحيفة «الوطن» أن «العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية كوريا الجنوبية قوية ووطيدة»، لافتاً إلى أن «البلدين يتقاسمان قيماً وأهدافاً مشتركة، وتقديم مساهمات كبيرة للمجتمع الدولي، وهو ما يشكل أساساً للعلاقات الثنائية».وفيما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أوضح السفير هونسانغ كو أنه «من المقرر إنشاء سفارة البحرين الجديدة في كوريا العام المقبل، بعد صدور مرسوم ملكي بإنشاء البعثة الدبلوماسية في كوريا».وقال إن «حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى نحو 1.063 مليار دولار»، لافتاً إلى «اتفاق حكومتي البلدين على توسيع العلاقات، خاصة في مجالات التجارة والسياحة والنقل، حيث تم توقيع اتفاقيات مشتركة في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة والنقل، على هامش زيارة وفد بحريني تجاري إلى كوريا الجنوبية برئاسة وزير الصناعة والتجارة البحريني عبدالله فخرو».ونوه السفير هونسانغ كو إلى أن «الشركات الكورية الجنوبية مثل «سامسونج» و«إل جي» معروفة على نطاق واسع في البحرين، كما أن السيارات «هيونداي» و»كيا» تنتشر بشكل كبير في المملكة»، مضيفاً أن «الشركات الهندسية الكورية تساهم في مشروعات البنية التحتية الكبرى في المملكة مثل مشروع محطة البحرين لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، ومشروع محطة المحرق للصرف الصحي، ومشروع تحديث مصفاة بابكو».وشدد سفير كوريا الجنوبية على الدور الحيوي الذي تلعبه البحرين في حماية الملاحة البحرية وإمدادات النفط والطاقة العالمية، مؤكداً أن «البحرين تعد مركزاً جيوسياسياً وسط الخليج العربي».وتحدث عن «المناقشات الجارية بين دول مجلس التعاون الخليجي وكوريا الجنوبية بشأن اتفاقية التجارة الحرة، موضحاً أن حجم التبادل التجاري بين الطرفين بلغ نحو 93 مليار دولار»، وإلى نص الحوار:هل لنا أن نتحدث عن العلاقات بين البحرين وكوريا؟- العلاقة بين مملكة البحرين وجمهورية كوريا الجنوبية قوية ومتينة، إن البلدين يتقاسمان قيماً وأهدافاً مشتركة، مثل تقديم مساهمات كبيرة للمجتمع الدولي، وهو ما يشكل أساساً أساسياً لعلاقاتنا الثنائية.وعلى وجه الخصوص، هناك علاقات قوية ووطيدة بين البلدين الصديقين منذ عقود، خاصة في القطاع الاقتصادي. وفي عام 1975، فازت كوريا بأول مشروع بناء كبير لها في الشرق الأوسط من خلال مشروع الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن «أسري». وقد مهد هذا الإنجاز الطريق أمام «طفرة البناء» في الشرق الأوسط بالنسبة لكوريا الجنوبية. علاوة على ذلك، أصبحت البحرين الوجهة الأولى في الشرق الأوسط للناقل الوطني الكوري واستضافت أيضاً المقر الإقليمي لوكالات الأنباء والبنوك الكورية. وقد ساهم التعاون الاقتصادي النشط بين البلدين بشكل كبير في التنمية المتبادلة. في الآونة الأخيرة، اتخذت العلاقة بين كوريا والبحرين خطوة كبيرة إلى الأمام. وفي يونيو الماضي صدر مرسوم ملكي بإنشاء البعثة الدبلوماسية في كوريا. وسيتم إنشاء سفارة البحرين الجديدة في كوريا العام المقبل، وبالشراكة مع السفارة المنشأة حديثاً، نتوقع المزيد من تعزيز العلاقات الثنائية.كم يبلغ حجم التجارة وقيمة الواردات والصادرات؟ وما أهم الواردات والصادرات بين البلدين؟- كانت العلاقات التجارية الثنائية ثابتة ومتزايدة، حيث ارتفعت من حوالي 800 مليون دولار أمريكي في عام 2019 لتتجاوز مليار دولار أمريكي في عام 2022. وفي عام 2022، بلغت الصادرات من كوريا إلى البحرين 149 مليون دولار وبلغت الواردات من البحرين إلى كوريا 914 مليون دولار. مما يدل على التدفق السائد للسلع بين البحرين وكوريا.وتشمل عناصر التصدير الرئيسية من كوريا إلى البحرين منتجات السيارات والمنتجات البتروكيماوية والكابلات الكهربائية. ومن ناحية أخرى، فإن أهم صادرات البحرين إلى كوريا هي المنتجات النفطية المكررة والألمنيوم والحديد.كيف تقيمون التمثيل التجاري واستثمارات وأنشطة الشركات الكورية الجنوبية في البحرين؟- فيما يتعلق بالتمثيل التجاري، فإن الشركات الإلكترونيات الكورية الجنوبية مثل «سامسونج» و«إل جي» معروفة على نطاق واسع في البحرين. غالباً ما يمكن رؤية شعارات هذه الشركات على الأجهزة الإلكترونية المنزلية والأجهزة المحمولة الشهيرة مثل هواتف Galaxy الذكية. علاوة على ذلك، تنتشر سيارات «هيونداي» و«كيا» بشكل كبير في البحرين. من أجل التصدير وتمثيل بضائعها في المملكة، تتعاون الشركات الكورية مع شركات بحرينية مثل «بن هندي» و«الكوهجي»، بدلاً من إنشاء فروع خارجية.وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، كان البناء مجالاً مهماً منذ السبعينيات. وشاركت الشركات الكورية بنشاط في مشاريع بارزة، بما في ذلك مشروع «أسري» وتشييد المباني التاريخية مثل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، ووزارة شؤون الدفاع، ومتحف البحرين الوطني. كما لعبت الشركات الهندسية الكورية دوراً في مشاريع البنية التحتية الكبرى مثل مشروع محطة البحرين لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، ومشروع محطة المحرق للصرف الصحي، ومشروع تحديث مصفاة بابكو.بالإضافة إلى ذلك، هناك مشاريع تعاون كبيرة في مجالات أخرى، مثل الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقد تعاون البلدان في مشاريع مهمة مثل مشروع «صحتي» ومشروع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للتأمين الصحي الوطني و«سجلات»، وهو نظام التراخيص التجارية المتكامل في البحرين، مما يكشف عن المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة بين البلدين الصديقين.وبالنظر إلى المستقبل، نود أن نرى المزيد من مشاريع التعاون في مجال الطاقة الخضراء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لأن هذه هي المجالات التي تتوافق فيها الاستراتيجيات المستقبلية للبلدين وأيضاً حيث تتمتع العديد من الشركات الكورية بميزة تنافسية.ماذا عن اتفاقية الخدمات الجوية بين البلدين؟ ومتى من المتوقع تسيير رحلات جوية بين البلدين؟- مع استكمال الإجراءات الداخلية في كلا البلدين لدخول اتفاقية الخدمة الجوية حيز التنفيذ، فإن الاتفاقية ستدخل حيز التنفيذ رسمياً خلال شهر. ويسعدني أن ذلك سيسهم في تعزيز التعاون الثنائي في مجال الطيران.وستوفر الاتفاقية الأساس لشركات الطيران من البلدين لتقديم خدمات جوية دولية للركاب والبضائع، وتسهيل التبادلات بينهما. يمكن للبلدين الانتقال إلى مناقشة مذكرة تفاهم للمتابعة بهدف تحديد تفاصيل تشغيل الرحلات الجوية. وإنني أتطلع إلى رؤية علاقاتنا الثنائية، خاصة في مجال السياحة والتجارة، تتعزز بشكل أكبر من خلال الرحلات الجوية التي تربط البلدين.زار وفد تجاري بحريني كوريا الجنوبية.. هل يمكن أن نتحدث عن نتائج الزيارة؟- بمناسبة زيارة الوفد التجاري إلى كوريا برئاسة وزير الصناعة والتجارة عبدالله فخرو، اتفقت الحكومتان على تعميق وتوسيع العلاقات، خاصة في مجالات التجارة والسياحة والنقل. ووقعا اتفاقيات تعاون جديدة في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة والنقل.إن المجالات الثلاثة «التجارة والسياحة والنقل» هي أسس العلاقة بين الدول. ولذلك فإن الالتزامات الثنائية في هذه المجالات ستقرب بين البلدين وشعبيهما. ولتعزيز النتائج الناجحة للزيارة، وكثفت السفارة أيضاً جهودها لتعزيز الشراكة مع البحرين. وكأحد المساعي، عقدت السفارة منتدى الأعمال الخامس بين كوريا والبحرين في الخامس من نوفمبر تحت شعار «استراتيجيات لتنويع التعاون الاقتصادي بين كوريا والبحرين».ويعد منتدى الأعمال بمثابة منصة مثمرة لمواصلة تعزيز أسس التجارة والاستثمار الثنائيين والبحث بشكل مشترك عن مجالات واعدة للتعاون المستقبلي.ما الذي تجذبه البحرين للاستثمارات الكورية في مجالات الضيافة والفنادق والترفيه؟- ما أثار دهشة البعض هو أن المواطنين الكوريين قد أسسوا حضوراً قوياً في قطاع الضيافة في البحرين. مع وجود أكثر من 6 مطاعم مملوكة لكوريا، وأصبحت هذه المطاعم وجهات لتناول الطعام لعدد كبير من سكان البحرين. علاوة على ذلك، يعمل حالياً أكثر من 70 مضيف طيران في طيران الخليج، مما يساهم في صناعة السفر في البحرين.أعتقد أن بيئة الأعمال المواتية في البحرين والموقع الاستراتيجي كبوابة إلى الخليج والتنوع الثقافي ساهمت بشكل جماعي في المشاركة النشطة للكوريين في قطاع الضيافة في البحرين.كيف تقيمون ما تتمتع به البحرين من تعايش سلمي وتسامح ديني واحترام معتقدات الآخر؟- البحرين دولة فريدة من نوعها، تحتضن مجموعة متنوعة من الديانات والمعتقدات. فهي تضم المساجد والمعابد الهندوسية والكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية والكنيس اليهودي. تُظهر تلك المظاهر المواءمة بين المعتقدات والتسامح والتنوع في ثقافة البحرين، مما يجعلها فريدة من نوعها حقاً.كيف ترى جهود مملكة البحرين في حماية أمن الملاحة وإمدادات الطاقة في مياه المنطقة؟- يعد مضيق هرمز ممراً ملاحياً رئيسياً يمر عبره 20% من النفط الخام المتداول حول العالم. إن الأمن البحري المحيط بمملكة البحرين، باعتبارها مركزاً جيوسياسياً في وسط الخليج العربي، ضروري للأمن السياسي والاقتصادي وأمن الطاقة الإقليمي والعالمي. كما أن المنطقة تعتبر مركزية للأمن الشامل لكوريا حيث يتم نقل ما يقرب من 80٪ من واردات النفط المحلية عبر مضيق هرمز.تواصل المملكة العمل مع المجتمع الدولي لحماية السفن التجارية وناقلات النفط الوطنية والدولية. كوريا والبحرين دولتان عضوتان في «CMF» «القوات البحرية المشتركة»، بهدف حماية وتحسين الأمن والاستقرار البحري.كم عدد المواطنين الكوريين المقيمين في البحرين وما هي المجالات التي يعملون فيها؟- هناك أكثر من 200 كوري جنوبي يقيمون في البحرين، وقد نجح العديد منهم في تأسيس أعمالهم الخاصة في صناعات متنوعة مثل الضيافة والخدمات اللوجستية ومشروعات تتعلق بالمناظر الطبيعية والهندسة. بالإضافة إلى ذلك، يعمل عدد كبير من الكوريين في مكاتب الشركات الكورية في البحرين، حيث يساهمون بخبراتهم في مجالات التمويل وتكنولوجيا المعلومات والهندسة.كيف تنظر كوريا إلى مجلس التعاون الخليجي؟ وما هي قيمة الواردات والصادرات بين دول مجلس التعاون الخليجي وكوريا؟- في الوقت الحالي، تتم مناقشة اتفاقية التجارة الحرة «FTA» بشكل نشط بين كوريا ودول مجلس التعاون الخليجي. وتعد هذه المبادرة للمشاركة في محادثات حول اتفاقية تجارية بمثابة دليل ملموس على أن كوريا تؤمن بأن مجلس التعاون الخليجي ليس فقط سوق واعدة ولكن أيضًا شريك اقتصادي كبير. وفي عام 2022، نجحت دول مجلس التعاون الخليجي في تصدير بضائع بقيمة 92 مليار دولار إلى كوريا، في حين ردت كوريا بالمثل بتصدير سلع بقيمة 10 مليارات دولار إلى المنطقة.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90