أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار، مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث ومسرح الدانة، وبالتعاون مع مساحة الرواق للفنون والبارح للفنون التشكيلية وآرت كونسبت ومركز لافونتين للفن المعاصر عن فعاليات مهرجان ربيع الثقافة، خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم اليوم في مسرح البحرين الوطني ، وحضره سعادة الدكتور رمزان بن عبد الله النعيمي وزير الإعلام، وسعادة الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، إضافة إلى عددٍ من السفراء ومجموعة من شركاء وداعمي المهرجان والإعلاميين.
وقال سعادة الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: "يتجدد اللقاء في مهرجان ربيع الثقافة في نسخته الثامنة عشرة، هذا العام 2024م والذي يمتد من ما بين شهري يناير ومارس، إذ يواصل المهرجان إثراء الحراك الثقافي في مملكة البحرين كواحد من أبرز المواسم الثقافية في المملكة"، وأضاف: "ربيع الثقافة هو أكثر من مجرد أنشطة ثقافية هادفة، هو مساحات للقاء الإنساني وفرصة لكي نعزز جسور التواصل ما بين حضارتنا والحضارات من حول العالم".
وأشاد سعادته بالتعاون البنّاء المستمر مع كافة المؤسسات والمراكز الثقافية لإثراء محتوى المهرجان مجدداً الشكر لكافة داعمي المهرجان والمساهمين فيه من سفارات صديقة، مؤكداً أن النجاح في مهرجان ربيع الثقافة يعود إلى روح العمل المشترك بين كافة محبي المجال الثقافي في مملكة البحرين.
من جهته، قال السيد محمد الأنصاري رئيس الفعاليات والتسويق في مسرح الدانة: "يسعدنا المشاركة في النسخة الثامنة عشرة من مهرجان ربيع الثقافة لنساهم في تعزيز الحركة الفنية والثقافية في المملكة، حيث أن مسرح الدانة وكونه وجهة ترفيهية بارزة في مملكة البحرين، يتشارك رؤية وأهداف مهرجان ربيع الثقافة في دفع عجلة السياحة في البلاد بهدف تعزيز الاقتصاد الوطني، وسنستمر في العمل جنبًا إلى جنب مع جميع القطاعات المعنية لتحقيق هذه الرؤية ونتطلع إلى نجاح إقامة الفعاليات القادمة التي سيستضيفها مسرح الدانة وغيرها من أنشطة ربيع الثقافة في جميع أنحاء المملكة".
هذا ويحظى مهرجان ربيع الثقافة الثامن عشر برعاية استراتيجية من قبل مجلس التنمية الاقتصادية، ورعاية ذهبية من صندوق العمل (تمكين)، ورعاية فضية من ألمنيوم البحرين (ألبا) وبنك البحرين والكويت وبنك البحرين الوطني. كما ويساهم في برنامج المهرجان عدد من السفارات لدى مملكة البحرين وهي سفارات كل من: والولايات المتحدة الأميركية، إيطاليا، فرنسا، اليابان.
الموسيقى والغناء والعروض
وينطلق مهرجان ربيع الثقافة بداية من يوم 11 يناير مع حفلٍ استثنائي على خشبة مسرح البحرين الوطني يحتفي بفن الصوت البحريني ويقدمه الفنان القدير أحمد الجميري مع فرقة البحرين للموسيقى بقيادة المايسترو زياد زيمان. وتشهد خشبة المسرح الوطني سلسلةً من العروض خلال المهرجان، فيقدم المايسترو البحريني وحيد الخان حفل "العودة للحياة"، كاشفًا النقاب عن بعض أعماله التي تُعرض للمرة الأولى في المملكة، كما يحتفي "أخطبوط العود" الفنان الدكتور عبادي الجوهر بالآلة التي اشتُهر بها في أوساط الوطن العربي والعالم، في ليلةٍ تُخاطب فيها أوتار العود قلوب المستمعين، وفيما يُحيي الفنانان القديران خالد الشيخ وهدى عبدالله أمسية "غناوي الشوق" في رحلةٍ تعبر حدود الزمن والذاكرة.
أما مسرح الدانة فيقدم من على خشبة مسرح البحرين الوطني مجموعةً من العروض التي لا تفوت. وتستضيف خشبة المسرح قصة كوكب الشرق أم كلثوم في عملٍ مسرحي باللغة الإنجليزية يمزج ما بين المسرح والموسيقى ويأخذنا باليه "ألف حكاية" في رحلةٍ عبر الطفولة، مستحضرًا شخصياتنا المحبوبة من علاء الدين حتى سندريلا. فيما تستضيف خشبة مسرح الدانة مجموعة من العروض العالمية المتنوعة، مع حفلٍ لفرقة مارون 5، وحفل للمايسترو وعازف الكمان أندري ريو مع أوركسترا يوهان شتراوس، وعرضٍ يضم أيقونات الكوميديا تريفور نواه وكيفن هارت.
وستكون الصالة الثقافية ضمن مهرجان الربيع محطة رئيسية مع استضافتها للعديد من العروض. والبداية مع كورال روح الشرق من مصر، التي تقدم مجموعة من الأغاني الكلاسيكية والمعاصرة، وتستضيف أيضًا الفنانة لين الفقيه، التي ذاع صيتها واشتهرت بأغانيها المعبرة عن روح الوطن والهوية. ومن بولندا، تستضيف الصالة ثنائي العزف على الأكورديون المعروفَين بـاسم "فيس 2 فيس"والحاصلين على أكثر من 60 جائزة من مختلف المسابقات الدولية.
وتحتفي هيئة البحرين للثقافة والآثار، بالتعاون مع سفارة إيطاليا، بالمسيرة الثرية للموسيقار جياكومو بوتشيني، رائد مشهد الأوبرا في القرن العشرين، كما تستضيف الصالة بالتعاون مع سفارة فرنسا الفنان سكايغي لتقديم عرض يجمع الموسيقى بتقنيات الذكاء الاصطناعي وبمشاركة الفنان البحريني حسن حجيري، وعرض آخر بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية يحتفل بالذكرى الخمسين لفن الهيب هوب.
كما تحتضن الصالة الثقافية عروضًا تمزج ما بين الموسيقى والفنون الأخرى، حيث تقيم فرقة ذا بلاك بلوز برذرز عرضًا ملؤه الإثارة، في قالبٍ يجمع الفنون البهلوانية بالموسيقى، وتُحيي الصالة أيضًا عمل شيكسبير الخالد "روميو وجولييت"، في عرضٍ معاصر يمزج ما بين روح الماضي والحاضر.
هذا وسيشهد متحف موقع قلعة البحرين احتفالاً بمناسبة مرور 16 عامًا على افتتاحه، عبر أمسيةٍ موسيقيةٍ أصيلة مع فرقة محمد بن فارس، تحتفي بمتحف الموقع المسجل على قائمة اليونسكو التراث العالمي. ومن جانبٍ آخر، سيشهد مسار اللؤلؤ المُدرَج أيضًا على قائمة التراث العالمي احتفالاً بمناسبة تدشين معارض المسار.
ويحتضن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث عروضاً متنوعة منها مسرحية "غزال عكا" للممثلة والكاتبة رائدة طه، التي تتناول فيها فصولاً من حياة الروائي والصحفي الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، أمسية الفنانة المصرية الشابة نسمة محجوب في "ليلة أرومة" التي تقدم فيها مزيجًا من الموسيقى الطربية والمعاصرة، ويستضيف المركز كذلك الموهبة الصاعدة أروى السعودية، لإحياء فن الموشحات العربية في قالبٍ موسيقي طربي، كما يحتفي المركز بمئوية سيد درويشٍ مع الفنان والملحن المصري محمد محسن.
المعارض والفنون
وعلى صعيد المعارض الفنية، فتُقام النسخة الخمسون من معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية هذا العام، محتفلةً باليوبيل الذهبي، ومحتفيةً بإنجازات الفنانين البحرينيين السابقين والحاليين. بينما يستضيف مركز الفنون بالتعاون مع سفارة اليابان معرض "أنا أحب السوشي"، الذي يوظف السوشي باعتباره جزءاً هاماً من ثقافة الواشوكو المدرجة على قائمة التراث العالمي غير المادي لليونسكو.
ويحتضن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في ذاكرة المكان – عمارة بن مطر معرض "مُختارات" للفنان فيصل سمرة، ومعرضًا آخر في بيت الشعر – إبراهيم العريض للمنظمة اللبنانية "إنعاش"، والتي تُعنى بتدريب وتمكين المرأة وتُنتج أجود المنتجات الحِرَفية اليدوية. وتُنظم مساحة الرواق معرضًا للفنانَين غادة خنجي وإسكندر دواني يستعرضان فيه برنامج "تطبيق 002" للإقامة الفنية.
أما البارح للفنون التشكيلية فيستضيف عدة معارض بداية من معرض " هي قِصَصٌ أربع" بالتعاون مع بحرين جاليري وتشارك فيه الفنانات ضوى آل خليفة، وهلا آل خليفة، ولولوة آل خليفة، ومروة آل خليفة، ومعرض"أسود، أبيض، أخضر، أحمر "، ومعرض "غابت، فظهرت" للفنانة نوف الرفاعي. بينما يستضيف آرت كونسيبت معرضًا عابرًا للفنون، يحول فيه الفنان حكيم العاقل حركة الراقصين وألحان الموسيقى إلى عرضٍ بصري يدعو للتأمل.
أما مركز لافونتين للفن المعاصر، فيقيم جلسةً تجمع المصور الألماني رانيير هارتل والمؤلف البريطاني تيم ماكنتوش-سميث، في أول لقاء للمستشرقَيْن اللذين لم يسبق لهما الالتقاء قط، رغم عيشهما في اليمن خلال نفس الفترة، وذلك لمشاركة تجاربهما وذكرياتهما، وتتزامن الجلسة مع معرضٍ للمصور الألماني، وتوقيع كتاب "العرب: 3000 عام من تاريخ الشعوب والقبائل والإمبراطوريات".
نشاط ثقافي متنوع بانتظار الجمهور
يتضمن مهرجان ربيع الثقافة هذا العام عدداً من الفعاليات الفكرية والأدبية والأمسيات الشعربية. فمتحف موقع قلعة البحرين سيكون مساحة لإقامة أمسية وتدشين لكتابي "رذاذُ الدهشة" و"ذَرُوها" للشاعر البحريني عبدالحميد القائد والإعلامي البحريني والشاعر صالح يوسف.
أما مركز الشيخ إبراهيم في بيت الشعر - إبراهيم العريض، فيستضيف الشاعرة والناقدة الأردنية الدكتورة مها العتوم، في أمسية "المرأة في مواجهة الشعر"، ويستضيف كذلك الكاتب والإعلامي السوري هاني نديم في أمسية تحت عنوان "ذئبٌ بذراع واحدةٍ يقضم الليل". ويواصل المركز تقديم محاضراته ضمن المهرجان فيستضيف في بيت عبدالله الزايد لتراث البحرين الصحفي مدير قناتَي "العربية" و"العربية الحدث" ممدوح المهيني، كما يستضيف الكاتب الأردني الأمريكي بشار جرار لمناقشة آخر الاتجاهات في المعلومات المضللة والمناهج الجديدة لتعزيز البيئة الإعلامية.
وستستضيف قاعة مركز الشيخ إبراهيم، السيد نبيل عمرو مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الثقافة والإعلام، والدكتور صلاح الدين البشير، إضافةً للفنانة سهى شومان، مؤسِسة ورئيسة دارة الفنون بالأردن، في محاضرةٍ بعنوان "هناك ضوء لا ينطفئ".
ويعود واكثون الآثار هذا العام في جولةٍ على امتداد 5 كيلومترات تمر بمواقع تلال المدافن. وتتواصل جولات ربيع الثقافة هذه المرة لاستكشاف مصائد الأسماك (الحظرة) في قوارب الكاياك، وجولة أخرى إلى مصنع الجسر للتعرف على كيفية صنع ماء لقاح النخيل محليًا. وأخيرًا، يُتيح ربيع الثقافة للأطفال والبالغين سلسلةً من الورش الإبداعية ضمن برنامجه التعليمي، في مجالات الحرف اليدوية والفنون والتصميم وغيرها، وذلك في محطاتٍ مختلفة بأرجاء مملكة البحرين: مركز الجسرة للحرف، بيت السلال، مركز الفنون، نسيج بني جمرة، مساحة الرواق للفنون، موقع قلعة البحرين ومتحف الموقع، ومشغل الطباعة اليدوية في أبو صيبع.
ربيع الثقافة من المجتمع وإليه
يأتي برنامج المسؤولية المجتمعية لمهرجان ربيع الثقافة الثامن عشر برعاية مسرح الدانة، حيث يقدّم باقة من البرامج الاجتماعية والثقافية والتعليمية المجانية التي تتضمن ورش عمل ومحاضرات وفرص تدريبية متنوعة سيتم تقديمها للمجتمع البحريني عامة ولمنتسبي دور التأهيل ورعاية المعاقين وغيرها من المؤسسات التي تعنى بهذه الفئات، بالإضافة إلى قطاع التعليم الحكومي وقطاع المؤسسات والمراكز والنوادي الشبابية والاجتماعية والثقافية والفنية ولمحبي الفن في البحرين. وتتنوع أنشطة برنامج المسؤولية المجتمعية ما بين الحرف اليدوية والفنون، المسرح، الموسيقى والإيقاع والتصوير وغيرها.
ويمكن متابعة أحدث الأخبار حول المهرجان، على الحساب الرسمي springofculture@ على إنستغرام، إكس، فيسبوك، يوتيوب، تيك توك وسناب شات. كما يمكن الاطلاع على كامل تفاصيل المهرجان وأنشطته وفعالياته والتسجيل في الورش المختلفة عبر الموقع الإلكتروني www.springofculture.org.