محمد الرشيدات
الإسهام بتنفيذ حمولة لمستكشف على سطح القمر
شراكات إقليمية ودولية لفتح بوابة الفضاء أمام البحرين
بـ«ضوء 1» و«أمان» و«أرتميس» البحرين ماضية نحو الفضاء
«البحرين ماضية نحو الفضاء»، هي ليست مجرد جملة إنشائية بل أرقام وإنجازات وجهود علمية وبحثية مرموقة مضنية ضمن الخطة الاستراتيجية للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، لا تتوقف عند إطلاق القمر الصناعي «ضوء 1»، كأوّل قمر صناعي بحريني سيرى النور، ولا المشاركة ضمن برنامج «أرتميس» الذي تقوده أمريكا لإعادة البشر إلى القمر بحلول عام 2025، بل تتعداها لأن تصل إلى مشروع حمولة «أمان» كأول تقنية بحرينية للمشاركة بمهمة القمر الصناعي «فاي- 1»، إضافة إلى إنشاء القمر الصناعي «المنذر»، الذي سيغدو أول قمر صناعي بأيادٍ بحرينية 100% على أن يرى النور هذا العام.
ولأن البحرين تريد دخول باب الفضاء من أوسع أبوابه، نجحت في إتمام سلسلة من المهمات، من بينها، الإسهام بتنفيذ حمولة لمستكشف على سطح القمر، والمشاركة في مشروع القمر الصناعي العربي 813، إضافة إلى المشاركة في 45 مؤتمراً للفضاء، والتوقيع على 3 معاهدات دولية، و 33 مذكّرة تفاهم، لتبلغ سلّة الجوائز العالمية التي حصدتها 7 جوائز بعد نشر الهيئة الوطنية للفضاء 32 بحثاً علمياً، مع الاتجاه لإتمام 52 بحثاً آخر، يتولى تنفيذها أكثر من 24 باحثاً بحرينياً في علوم الفضاء.
وبالنظر للبنية التحتية الفضائية في البحرين، فإنها تمتلك مختبراً رائداً على مستوى المنطقة في تقديم بيانات الصور الفضائية، واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية والاستكشافات المدنية، إضافة لإنشاء المكتبة الوطنية الطيفية، مبتغيةً مواكبة التطورات العالمية الملازمة لبدن قطاع الفضاء والتي تطرأ بين اللحظة والأخرى، لتسعى الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء إلى مجاراة كل تطور علمي بدقائقه وتفاصيله، بالشكل الذي يكفل للبحرين اعتلاء مكانة مرموقة بين الدول المتقدمة في هذا المجال، فالمملكة تمضي جاهدةً إلى تحقيق إنجازات غير مسبوقة على صعيد علوم الفضاء، وهي من لا تألو أي جهدٍ في سبيل الإطلاع على تجارب البلدان الأخرى للاستفادة منها وترجمة نماذجها على أرض الواقع، إما من خلال التبادل المعرفي، أو من نافذة الاستعانة بالخبرات والبرامج العلمية والعملية التي يتم تطبيقها في تلك الدول.
ولعل من أبرز النماذج المحتذاة، تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي يشهد فيها مجال الفضاء نقلةً نوعيةً ملحوظة، وستصبح خلال سنوات قليلة رقماً عالمياً صعباً في هذا القطاع، جنبا إلى جنب مع أبرز الدول التي لها تاريخ حافل وطويل باكتشاف السماء الأولى، حيث انضمت مؤخراً إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية «Gateway»، برفقة الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، على أن يتم إطلاق أول أجزائها سنة 2025، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر،وهذا ما سيندرج تحت خانة أهم الإنجازات العالمية في القرن الـ21، كونه يمثل إنجازاً وقفزة تاريخية ضمن إشراقات أبو ظبي في قطاع الفضاء الخارجي.
الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين بدورها، ما زالت تتولّى مهمة تمكين المملكة من الدخول في ميدان الفضاء بشكل يتناسب مع إمكاناتها الفنية واللوجستية والبشرية، مستمرة في وضع الأسس المتينة التي تكفل حسن إدارة الموارد المتاحة وفتح قنوات عديدة من التواصل البنّاء مع الدول الشقيقة والصديقة، وفي مقدّمتها الإمارات التي تتبنى أحدث وأنجع التقنيات في حقل الفضاء وتتّبع أفضل التوجهات العالمية على مستوى الصعيد نفسه، الذي تشهد عجلته تسارعاً علمياً وتقنياً في الوقت ذاته.
وعليه، تمضي البحرين وبخطى ثابتة إلى تنفيذ باقة من المشاريع والمبادرات الفضائية المنضوية تحت مظلّة الخطة الاستراتيجية للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، من أبرزها إطلاق القمر الصناعي «ضوء 1»، كأوّل قمر صناعي بحريني سيرى النور من نافذة تعاونٍ ثنائي يجمع الهيئة بوكالة الإمارات للفضاء وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وجامعة نيويورك أبو ظبي، الهادف إلى رصد أشعة «جاما» الأرضية الناتجة عن العواصف الرعدية.
ما تم الإفصاح عنه، تَبِعَهُ تسطيرُ إنجازات بالجملة سجّلتها الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ضمن مساحة العام 2023، بِدءاً بانخراطها ضمن برنامج «أرتميس» الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة لإعادة البشر إلى القمر بحلول عام 2025، ومن ثَمَّ مشروع حمولة «أمان» بنسبة إنجاز 45%، ليكون أول تقنية بحرينية مصممة ومتكاملة ومختبرة، قدّمته الهيئة للمشاركة خلال الدورة الأولى من مهمة القمر الصناعي «فاي- 1» وذلك بالتعاون مع دولة الإمارات، ليُماط اللثامُ عن تفاصيله كفرصة استثنائية تقف في صف الجهد العالمي المكثّف نحو الاستخدام المستدام والسلمي للفضاء الخارجي وبناء القدرات الوطنية فاي-1»، إلى جانب ذلك، إنشاء القمر الصناعي الملقّب بـ«المنذر» وهو أيضاً أول قمر صناعي بحريني بالكامل، تم تصميمه وبناؤه وتجميعه في مملكة البحرين بأيدٍ وكفاءات بحرينية من مختلف التخصصات الهندسية، لتطوف نسبة إنجازه حاجز الـ55%، على أن يرى النور باكتماله، ويتم إطلاقه في حدود العام الجاري، ليصبح المتفرّد بنطاق عمله في منطقة الشرق الأوسط، يمكن توظيفه في سياق الاستفادة من خوارزميات الذكاء الاصطناعي من أجل تحليل الصور الفضائية، مما سيشكل نقلة نوعية في اقتصاد الفضاء، بالإضافة لحمله تقنيات حديثة متقدمة في الأمن السيبراني لحفظ خصوصية معلومات الأقمار الصناعية، ووضع الحلول المبتكرة لعدد من التحديات الرئيسية التي تواجهها، وذلك ما سيمنح البحرين أحقّيّة في هذا المجال الهام.
وزيادة على ذلك، نجحت مملكة البحرين في إتمام سلسلة من المهمات بالتعاون مع دولة الإمارات، تلخصت بتنفيذ حمولة لمستكشف على سطح القمر، والمشاركة في مشروع القمر الصناعي العربي 813، وتصنيف واستخدامات الأراضي، وصولاً إلى دراسة مخزون الكربون في أشجار القرم، فضلاً عن تعاون المملكة مع جمهورية مصر العربية الصديقة ومع جمهورية الصين الشعبية الصديقة في تنفيذ حمولة لاستكشاف القطب الجنوبي للقمر بالشراكة مع مصر والصين.
وأما على صعيد التفاهمات الدولية في هذا الشأن، فقد مضت البحرين بتنفيذ شراكة ثنائية مع المملكة المتحدة الصديقة تركّزت في مراقبة جودة الهواء، وتنفيذ حمولة للكشف عن غاز ثاني أكسيد الكربون، وتطوير مختبر تحليل الصور والبيانات الفضائية.
وعطفاً على ما تم ذكره، ولإثبات عزم البحرين وضع اسم لها على خارطة الدول الرائدة في قطاع الفضاء، تستمر الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في إعداد قافلة من الأبحاث والدراسات المتعلقة بشؤون الفضاء،وفي تبنّي الجهود المثمرة للارتقاء بكيانه وبمفاهيمه الشمولية عبر سنّ قانون وطني للفضاء هو في مرحلة الإجراءات الدستورية حالياً، لتصل إلى جميع فئات المجتمع البحريني وما أبعد من ذلك إقليمياً وعالمياً.
الهيئة وعبر السنة الماضية، سارعت نحو تنظيم مسابقة تحدّي تطبيقات الفضاء للمرة الخامسة، وإعلان مشاركتها في معسكر الفضاء للسنة الثانية على التوالي، فضلاً عن تنظيمها الطبعة الثانية من اجتماع مجموعات العمل لأجيال الفضاء في الشرق الأوسط لأول مرّة في دولة عربية، وتوفّقها في توفير مقاعد لتدريب طلبة المدارس وإدماجهم داخل دورات متخصصة بتقنيات الفضاء بالتعاون مع شركة BRS – LABS، هذا في إطار نشر الوعي، وأما على صعيد المشاركات العلمية التي كانت فيها الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء حاضرة بثقلها، فقد بلغت مشاركاتها في المؤتمرات المحلية والخارجية 45 مشاركة، والتوقيع على 3 معاهدات دولية، و 33 مذكّرة تفاهم، لتبلغ سلّة الجوائز العالمية التي حصدتها 7 جوائز، ليكتمل السرد جائلاً في أفق البحوث العلمية التي نشرتها الهيئة والتي قُدِّرَتْ بـ 32 بحثاً علمياً، وفي طور إتمامها لـ 52 بحثاً آخر بالتفاهم مع جهات محلية ودولية، يتولى أكثر من 24 باحثاً بحرينياً في علوم الفضاء تنفيذها، ناهيك عما تضمه المملكة من مختبر رائد على مستوى المنطقة في تقديم بيانات الصور الفضائية، واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية والاستكشافات المدنية كمثل التنبؤ باتجاه العواصف الترابية، ورصد التغيرات، ومراقبة ملوحة التربة ورطوبتها، وتأثير ارتفاع مستوى سطح البحر على استعمالات الأراضي، ومراقبة كثافة أشجار القرم، بالإضافة إلى دراسة أثر التشجير على درجة حرارة السطح، ورصد تركيز صبغة الكلوروفيل في النباتات، وانتهاءً، بإنشاء المكتبة الوطنية الطيفية.
الومضات المتلألئة التي تتوجه البحرين نحو زيادة ألقها خصوصاً على صعيد الفضاء، تنسجم كلياً مع التوجيهات الملكية السامية التي تدعو دائماً إلى ضرورة الاستزادة من علوم الفضاء الخارجي، وتمكين الشباب البحريني وتدريبهم على تقنيات الفضاء ليكونوا قادرين على تحقيق الريادة، ويصبحوا مستقبلاً خبراء في هذا القطاع، وعليه ستقطف المملكة حصيلة جهودها المبذولة في تسجيل نجاحات كبرى يراها العالم بأمّ عينه.
{{ article.visit_count }}
الإسهام بتنفيذ حمولة لمستكشف على سطح القمر
شراكات إقليمية ودولية لفتح بوابة الفضاء أمام البحرين
بـ«ضوء 1» و«أمان» و«أرتميس» البحرين ماضية نحو الفضاء
«البحرين ماضية نحو الفضاء»، هي ليست مجرد جملة إنشائية بل أرقام وإنجازات وجهود علمية وبحثية مرموقة مضنية ضمن الخطة الاستراتيجية للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، لا تتوقف عند إطلاق القمر الصناعي «ضوء 1»، كأوّل قمر صناعي بحريني سيرى النور، ولا المشاركة ضمن برنامج «أرتميس» الذي تقوده أمريكا لإعادة البشر إلى القمر بحلول عام 2025، بل تتعداها لأن تصل إلى مشروع حمولة «أمان» كأول تقنية بحرينية للمشاركة بمهمة القمر الصناعي «فاي- 1»، إضافة إلى إنشاء القمر الصناعي «المنذر»، الذي سيغدو أول قمر صناعي بأيادٍ بحرينية 100% على أن يرى النور هذا العام.
ولأن البحرين تريد دخول باب الفضاء من أوسع أبوابه، نجحت في إتمام سلسلة من المهمات، من بينها، الإسهام بتنفيذ حمولة لمستكشف على سطح القمر، والمشاركة في مشروع القمر الصناعي العربي 813، إضافة إلى المشاركة في 45 مؤتمراً للفضاء، والتوقيع على 3 معاهدات دولية، و 33 مذكّرة تفاهم، لتبلغ سلّة الجوائز العالمية التي حصدتها 7 جوائز بعد نشر الهيئة الوطنية للفضاء 32 بحثاً علمياً، مع الاتجاه لإتمام 52 بحثاً آخر، يتولى تنفيذها أكثر من 24 باحثاً بحرينياً في علوم الفضاء.
وبالنظر للبنية التحتية الفضائية في البحرين، فإنها تمتلك مختبراً رائداً على مستوى المنطقة في تقديم بيانات الصور الفضائية، واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية والاستكشافات المدنية، إضافة لإنشاء المكتبة الوطنية الطيفية، مبتغيةً مواكبة التطورات العالمية الملازمة لبدن قطاع الفضاء والتي تطرأ بين اللحظة والأخرى، لتسعى الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء إلى مجاراة كل تطور علمي بدقائقه وتفاصيله، بالشكل الذي يكفل للبحرين اعتلاء مكانة مرموقة بين الدول المتقدمة في هذا المجال، فالمملكة تمضي جاهدةً إلى تحقيق إنجازات غير مسبوقة على صعيد علوم الفضاء، وهي من لا تألو أي جهدٍ في سبيل الإطلاع على تجارب البلدان الأخرى للاستفادة منها وترجمة نماذجها على أرض الواقع، إما من خلال التبادل المعرفي، أو من نافذة الاستعانة بالخبرات والبرامج العلمية والعملية التي يتم تطبيقها في تلك الدول.
ولعل من أبرز النماذج المحتذاة، تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي يشهد فيها مجال الفضاء نقلةً نوعيةً ملحوظة، وستصبح خلال سنوات قليلة رقماً عالمياً صعباً في هذا القطاع، جنبا إلى جنب مع أبرز الدول التي لها تاريخ حافل وطويل باكتشاف السماء الأولى، حيث انضمت مؤخراً إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية «Gateway»، برفقة الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، على أن يتم إطلاق أول أجزائها سنة 2025، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر،وهذا ما سيندرج تحت خانة أهم الإنجازات العالمية في القرن الـ21، كونه يمثل إنجازاً وقفزة تاريخية ضمن إشراقات أبو ظبي في قطاع الفضاء الخارجي.
الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين بدورها، ما زالت تتولّى مهمة تمكين المملكة من الدخول في ميدان الفضاء بشكل يتناسب مع إمكاناتها الفنية واللوجستية والبشرية، مستمرة في وضع الأسس المتينة التي تكفل حسن إدارة الموارد المتاحة وفتح قنوات عديدة من التواصل البنّاء مع الدول الشقيقة والصديقة، وفي مقدّمتها الإمارات التي تتبنى أحدث وأنجع التقنيات في حقل الفضاء وتتّبع أفضل التوجهات العالمية على مستوى الصعيد نفسه، الذي تشهد عجلته تسارعاً علمياً وتقنياً في الوقت ذاته.
وعليه، تمضي البحرين وبخطى ثابتة إلى تنفيذ باقة من المشاريع والمبادرات الفضائية المنضوية تحت مظلّة الخطة الاستراتيجية للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، من أبرزها إطلاق القمر الصناعي «ضوء 1»، كأوّل قمر صناعي بحريني سيرى النور من نافذة تعاونٍ ثنائي يجمع الهيئة بوكالة الإمارات للفضاء وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وجامعة نيويورك أبو ظبي، الهادف إلى رصد أشعة «جاما» الأرضية الناتجة عن العواصف الرعدية.
ما تم الإفصاح عنه، تَبِعَهُ تسطيرُ إنجازات بالجملة سجّلتها الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ضمن مساحة العام 2023، بِدءاً بانخراطها ضمن برنامج «أرتميس» الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة لإعادة البشر إلى القمر بحلول عام 2025، ومن ثَمَّ مشروع حمولة «أمان» بنسبة إنجاز 45%، ليكون أول تقنية بحرينية مصممة ومتكاملة ومختبرة، قدّمته الهيئة للمشاركة خلال الدورة الأولى من مهمة القمر الصناعي «فاي- 1» وذلك بالتعاون مع دولة الإمارات، ليُماط اللثامُ عن تفاصيله كفرصة استثنائية تقف في صف الجهد العالمي المكثّف نحو الاستخدام المستدام والسلمي للفضاء الخارجي وبناء القدرات الوطنية فاي-1»، إلى جانب ذلك، إنشاء القمر الصناعي الملقّب بـ«المنذر» وهو أيضاً أول قمر صناعي بحريني بالكامل، تم تصميمه وبناؤه وتجميعه في مملكة البحرين بأيدٍ وكفاءات بحرينية من مختلف التخصصات الهندسية، لتطوف نسبة إنجازه حاجز الـ55%، على أن يرى النور باكتماله، ويتم إطلاقه في حدود العام الجاري، ليصبح المتفرّد بنطاق عمله في منطقة الشرق الأوسط، يمكن توظيفه في سياق الاستفادة من خوارزميات الذكاء الاصطناعي من أجل تحليل الصور الفضائية، مما سيشكل نقلة نوعية في اقتصاد الفضاء، بالإضافة لحمله تقنيات حديثة متقدمة في الأمن السيبراني لحفظ خصوصية معلومات الأقمار الصناعية، ووضع الحلول المبتكرة لعدد من التحديات الرئيسية التي تواجهها، وذلك ما سيمنح البحرين أحقّيّة في هذا المجال الهام.
وزيادة على ذلك، نجحت مملكة البحرين في إتمام سلسلة من المهمات بالتعاون مع دولة الإمارات، تلخصت بتنفيذ حمولة لمستكشف على سطح القمر، والمشاركة في مشروع القمر الصناعي العربي 813، وتصنيف واستخدامات الأراضي، وصولاً إلى دراسة مخزون الكربون في أشجار القرم، فضلاً عن تعاون المملكة مع جمهورية مصر العربية الصديقة ومع جمهورية الصين الشعبية الصديقة في تنفيذ حمولة لاستكشاف القطب الجنوبي للقمر بالشراكة مع مصر والصين.
وأما على صعيد التفاهمات الدولية في هذا الشأن، فقد مضت البحرين بتنفيذ شراكة ثنائية مع المملكة المتحدة الصديقة تركّزت في مراقبة جودة الهواء، وتنفيذ حمولة للكشف عن غاز ثاني أكسيد الكربون، وتطوير مختبر تحليل الصور والبيانات الفضائية.
وعطفاً على ما تم ذكره، ولإثبات عزم البحرين وضع اسم لها على خارطة الدول الرائدة في قطاع الفضاء، تستمر الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في إعداد قافلة من الأبحاث والدراسات المتعلقة بشؤون الفضاء،وفي تبنّي الجهود المثمرة للارتقاء بكيانه وبمفاهيمه الشمولية عبر سنّ قانون وطني للفضاء هو في مرحلة الإجراءات الدستورية حالياً، لتصل إلى جميع فئات المجتمع البحريني وما أبعد من ذلك إقليمياً وعالمياً.
الهيئة وعبر السنة الماضية، سارعت نحو تنظيم مسابقة تحدّي تطبيقات الفضاء للمرة الخامسة، وإعلان مشاركتها في معسكر الفضاء للسنة الثانية على التوالي، فضلاً عن تنظيمها الطبعة الثانية من اجتماع مجموعات العمل لأجيال الفضاء في الشرق الأوسط لأول مرّة في دولة عربية، وتوفّقها في توفير مقاعد لتدريب طلبة المدارس وإدماجهم داخل دورات متخصصة بتقنيات الفضاء بالتعاون مع شركة BRS – LABS، هذا في إطار نشر الوعي، وأما على صعيد المشاركات العلمية التي كانت فيها الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء حاضرة بثقلها، فقد بلغت مشاركاتها في المؤتمرات المحلية والخارجية 45 مشاركة، والتوقيع على 3 معاهدات دولية، و 33 مذكّرة تفاهم، لتبلغ سلّة الجوائز العالمية التي حصدتها 7 جوائز، ليكتمل السرد جائلاً في أفق البحوث العلمية التي نشرتها الهيئة والتي قُدِّرَتْ بـ 32 بحثاً علمياً، وفي طور إتمامها لـ 52 بحثاً آخر بالتفاهم مع جهات محلية ودولية، يتولى أكثر من 24 باحثاً بحرينياً في علوم الفضاء تنفيذها، ناهيك عما تضمه المملكة من مختبر رائد على مستوى المنطقة في تقديم بيانات الصور الفضائية، واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية والاستكشافات المدنية كمثل التنبؤ باتجاه العواصف الترابية، ورصد التغيرات، ومراقبة ملوحة التربة ورطوبتها، وتأثير ارتفاع مستوى سطح البحر على استعمالات الأراضي، ومراقبة كثافة أشجار القرم، بالإضافة إلى دراسة أثر التشجير على درجة حرارة السطح، ورصد تركيز صبغة الكلوروفيل في النباتات، وانتهاءً، بإنشاء المكتبة الوطنية الطيفية.
الومضات المتلألئة التي تتوجه البحرين نحو زيادة ألقها خصوصاً على صعيد الفضاء، تنسجم كلياً مع التوجيهات الملكية السامية التي تدعو دائماً إلى ضرورة الاستزادة من علوم الفضاء الخارجي، وتمكين الشباب البحريني وتدريبهم على تقنيات الفضاء ليكونوا قادرين على تحقيق الريادة، ويصبحوا مستقبلاً خبراء في هذا القطاع، وعليه ستقطف المملكة حصيلة جهودها المبذولة في تسجيل نجاحات كبرى يراها العالم بأمّ عينه.