يعد برنامج «تعافي» لمساعدة المتعاطين على تلقي العلاج اللازم والتخلص من الإدمان أحد مخرجات الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، وذلك في اطار الاهتمام بعلاج المتعاطين ومساعدتهم للرجوع إلى الطريق الصحيح وتقويم سلوكهم وإدماجهم في المجتمع، إذ إن القانون رقم 15 لسنة 2007 في المادة 42 بشأن المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، الذي يعنى بالمحافظة على الشباب وإعادة الامل للمتعاطين وتعزيز مبدأ الشراكة المجمعية وترسيخ مبادئ الإنسانية ، تطرق الى عدم رفع الدعوى الجنائية في حال تقدم الشخص بنفسه أو أحد أقاربه حتى الدرجة الرابعة لمعالجة المتعاطي من هذه الآفة.
وقد أنشأت الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية برنامج «التعافي» عام 2018، حيث يقوم على عدة قواعد وأسس، أهمها العمل بروح القانون ونصح الشباب ومتابعتهم بالسبل الممكنة كافة، وهو من البرامج الرائدة في مملكة البحرين نظرًا لما يقوم عليه من جانب اجتماعي وإنساني، وتتركز أهداف البرنامج في تقويم سلوك المتعاطين خاصة فئة الشباب، وإعادة دمجهم في المجتمع وبناء ثقتهم بأنفسهم، ومساعدتهم ونقلهم من فئة المتعاطين إلى فئة المتعافين من الإدمان، وحث افراد المجتمع على اللجوء إلى المختصين من أجل التدخل السريع لعلاج المتعاطين قبل الوقوع في الإدمان
وحول آلية تسجيل الراغبين في الالتحاق بالبرنامج، فقد حرصت الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية عند إطلاقها لبرنامج التعافي أن تكون إجراءات الالتحاق به بسيطة وسهلة وتهدف في البداية إلى إزالة الحاجز النفسي بين المتعاطي والإدارة، حيث يمكن الالتحاق بالبرنامج من خلال الحضور الشخصي لمبنى الإدارة العامة من قبل الشخص الراغب في العلاج أو أحد أقاربه، كما يمكن الاتصال بالخط الساخن لإدارة مكافحة المخدرات (996) وإبداء الرغبة في الالتحاق بالبرنامج مع ضمان أقصى درجات السرية في التعامل.
وحول آلية عمل البرنامج عند التسجيل فيه أ فأنها تتضمن مرحلة التقييم الشامل والفحص الأولي، ومرحلة طرد السموم من الجسم، ومرحلة التأهيل والعلاج النفسي السلوكي وأخيرًا مرحلة المتابعة الخارجية بعد تعافي المتعاطي، إذ إن برنامج «تعافي» هو برنامج نفسي وإرشادي واجتماعي، أما في الحالات التي تستدعي تدخل طبي فيتم التنسيق مع المؤسسات العلاجية بالتعاون مع وزارة الصحة والمستشفيات المختصة.
ويهتم برنامج " تعافي" باتباع خطوات إرشادية علاجية، كالابتعاد عن المواد والأدوات التي يستخدمها لتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، والابتعاد عن الأماكن المشبوهة التي يمكنه الحصول على المواد المخدرة من خلالها، وابعاده عن أصدقاء السوء، والذي من المحتمل التأثر بهم والانخراط معهم، بالإضافة الى يتم العمل على تقوية الجانب الاجتماعي والأسري لديه، وإعانة الشخص على تقوية صلته بالله ومحاولة تدعيم الجانب الديني والروحي، كما يتم نصح الشخص بعد أن إتمام البرنامج بعدم التواجد خارج المنزل إلى وقت متأخر والإكثار من السهر، والالتزام بالحضور للإدارة العامة عند الطلب، وإعادة ترتيب برنامج الحياة اليومي للشخص، ومساعدته على الاهتمام بالتحصيل العلمي والدراسي والمهني.