البلدان لم يتخلفا قط عن نصرة أحدهما الآخر وتلبية نداء الواجب..
أكد تقرير متخصص أن لقاء حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم بأخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة خلال زيارته إلى المملكة، يأتي في توقيت دقيق ومهم سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، مشيرا إلى أن البلدين لم يتخلفا قط عن نصرة أحدهما الآخر وتلبية نداء الواجب الأخوي والإنساني حيال بعضهما البعض في مختلف مواقف المسؤولية والقضايا العادلة والمصيرية، مع تأكيد قيادتي البلدين في جميع المحافل والمنابر على وحدة الرؤى والمواقف تجاه القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية.
وأضاف التقرير أن "مملكة البحرين تستقبل بكل ترحاب واعتزاز ضيف البلاد الكريم صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، الذي يقوم بزيارة دولة للبلاد يلتقي خلالها بأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، في إطار مجسد للعلاقات الأخوية العميقة والمميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين".
وتعتبر زيارة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت هي الأولى التي يقوم بها للمملكة بعد توليه مقاليد الحكم أميرًا لدولة الكويت، وذلك في إطار السجل الزاخر من الزيارات الأخوية المتبادلة بين قيادتي البلدين الشقيقين.
وترتبط مملكة البحرين وشقيقتها دولة الكويت بعلاقات أخوية وتاريخية متميزة غرس جذورها الآباء والأجداد، وانصهرت في بوتقة واحدة جمعت التاريخ والجغرافيا وسمات الإرث الثقافي والحضاري والاجتماعي، ووحدة وأصالة العادات والتقاليد العربية والإسلامية والمصير المشترك.
وتعكس زيارة صاحب السمو أمير دولة الكويت للبلاد، حرص قيادتي البلدين على التواصل والتشاور المستمر حيال مجمل القضايا والتحديات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة تلك المتعلقة بالعلاقات الخليجية البينية في إطار مجلس التعاون الخليجي، وعلى صعيد العمل العربي المشترك، وبحث سبل الدفع بتلك العلاقات نحو آفاق أرحب من التعاون والتقدم والإنجاز خاصة في هذا التوقيت الدقيق والمهم سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.
وتعد العلاقات الدبلوماسية بين البحرين والكويت من بين الأقدم والأكثر عمقًا وخصوصية، إذ مثلت الزيارات الرسمية المتبادلة والمتواصلة بين قيادتي البلدين وكبار المسؤولين، المحرك الرئيسي لمد جسور المحبة والتعاون والشراكة وتبادل الرؤى في مختلف المجالات، لاسيما المستهدفة بشكل رئيسي تحقيق الرفاهية والاستقرار والرخاء لشعبي البلدين الشقيقين، والساعية إلى المشاركة في الجهود العالمية لإرساء السلام والأمن في الإقليم.
ان تبادل الزيارات حرص لا ينقطع بين البلدين الشقيقين على كافة المستويات، ونستذكر هنا الزيارة التاريخية التي قام بها المغفور له صاحب السمو الشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت الراحل طيب الله ثراه للبحرين في مايو عام 1966، وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها خارج الكويت بعد توليه الحكم وشملت عدة دول خليجية، حيث التقى خلالها صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله في قصر القضيبية بالمنامة وسط مراسم استقبال رسمية وشعبية حافلة، ونستذكر أيضا الزيارة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم إلى دولة الكويت الشقيقة لترأس وفد مملكة البحرين لحضور مؤتمر القمة الأول لحوار التعاون الآسيوي الذي انعقد في 15/أكتوبر/2012 ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في أعمال الدورة الخامسة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية التي استضافتها دولة الكويت الشقيقة في 26/مارس/2014.
ولعل آخر الزيارات وأحدثها لدولة الكويت، التي قدم خلالها جلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد رئيس الوزراء واجب العزاء في وفاة الأمير الراحل سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح.
وتأكيداً على ما تشهده العلاقات البحرينية الكويتية من نماء متواصل، وإدراكاً منهما للمتغيرات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم وضرورة العمل المشترك، جاء إنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين مملكة البحرين ودولة الكويت عام 2002، برئاسة وزيري الخارجية في كلا البلدين، والتي نتج عنها توقيع البلدين عشرات الاتفاقيات وبرامج العمل التنفيذية ومذكرات التفاهم والتعاون المشترك في مختلف المجالات لاسيما الاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية والتعليمية والإعلامية والثقافية والسياحية.
ومن بين أبرز الاتفاقيات التي أثمرت عنها اللجنة التنسيقية العليا بين البلدين، كان التوقيع عام 2013 على اتفاقيات تمويل مشاريع إنمائية في المملكة بين حكومة البحرين والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وذلك في إطار برنامج التنمية الخليجي.
وفي عام 2019م، عقد آخر اجتماع للجنة العليا المشتركة في مملكة البحرين، وأثمر عن توقيع (61) اتفاق بين الجانبين، منها 21 مذكرة تفاهم، و14 برنامج تنفيذي و26 اتفاقية شملت مجالات التعاون الدبلوماسي، العسكري والأمني، والشؤون السياسية، والاقتصاد والتجارة، والثقافة، وخدمات النقل الجوي، والنفط والغاز، والعدل، والإسكان، والمواصلات، والعمل.
كما تزامن مع انعقاد الاجتماع الأخير للجنة العليا المشتركة في المنامة – إبرام غرفتي تجارة وصناعة كل من البحرين والكويت، مذكرة تفاهم مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وتطوير ميادين العمل الثنائي بما يخدم ويوسع آفاق العلاقات التجارية وتنشيط فرص الاستثمار وتسهيل انتقال رؤوس الأموال بين أصحاب الأعمال والمؤسسات والشركات البحرينية والكويتية، ضمن نطاق التشريعات والأنظمة المعمول بها في البلدين.
وتشهد المواقف الأخوية بين البحرين والكويت على أن البلدين لم يتخلفا قط عن نصرة أحدهما الآخر وتلبية نداء الواجب الأخوي والإنساني حيال بعضهما البعض في مختلف مواقف المسؤولية والقضايا العادلة والمصيرية، مع تأكيد قيادتي البلدين في جميع المحافل والمنابر على وحدة الرؤى والمواقف تجاه القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية.
إن العلاقات التاريخية الراسخة بين مملكة البحرين ودولة الكويت الشقيقة، لتزدهر وتتفرّد ارتكازًا على أواصر الأخوة والمحبة والتلاحم بين البلدين والشعبين الشقيقين، وبما تحظى به من دعم ثابت ومساندة مستمرة من القيادتين الحكيمتين، وبما يتماشى مع الرؤى السديدة لجلالة الملك المعظم، وصاحب السمو أمير دولة الكويت حفظهما الله ونظرتهما المستقبلية المتطلعة لمزيدٍ الإنجازات والنجاحات المشتركة في مختلف مجالات التنمية والتطور والنهضة.