أكد رؤساء قنوات إذاعية ريادة إذاعة مملكة البحرين في عملها على مستوى المنطقة، وحرصها عبر السنوات على تعزيز التواصل الإيجابي مع الجمهور، وقالوا إن البرامج الإذاعية تقوم على تحديث وتطوير مستمر يواكب التطورات الحديثة في الإعلام، فالإذاعة نجحت منذ انطلاق البث الإذاعي في مملكة البحرين عام 1940 بالقيام بدور إعلامي وأرشيفي وثقافي ووطني متواصل.

جاء ذلك في تصريحات لوكالة أنباء البحرين (بنا)، بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة، الذي يوافق 13 فبراير، وبينوا مكانة الإذاعة وقيمتها الفريدة فيما يتعلق بالتفاعل مع المجتمع وتعزيز الحوار الوطني الإيجابي بما يدفع نحو التغيير والتطوير والتنمية، وأشاروا إلى تميز إذاعة مملكة البحرين بتنوع الآراء والرؤى والأصوات عبر تقادم السنين، وثمنوا وجود الدعم والمتابعة المستمرة للإعلام بشكل عام، والإذاعة بشكل خاص، من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، واهتمامه بالدور المتعاظم للإعلام وأهميته في دعم السياسات والبرامج التنموية.

وفي هذا السياق؛ أوضح السيد خالد درويش رئيس قناة بحرين FM، تميز إذاعة البحرين من خلال تطويرها المستمر لآلية العمل واستخدام التكنولوجيا الحديثة. وقال إن الإذاعة مرت بتطورات سريعة للغاية، وتغيرت أدوات العمل كما تغير شكل البرامج ومحتواها، مشيرا إلى أن مكمن القوة والتميز هو التواصل الناجح والمباشر مع الناس وإشراك الجمهور في جميع البرامج، فهذه المشاركة الفعالة هي سر النجاح، ولفت الى أن قناة بحرين FM تستهدف جميع الشرائح العمرية وهي قناة شاملة وجاذبة للجميع.

وبيّن درويش وجود أحدث التكنولوجيات الإذاعية، حيث تعد الاستوديوهات الداخلية والأجهزة جميعها من أحدث الأجهزة على الإطلاق، وأضاف أنه على مدى 22 عاما من العمل في هذا المجال ثمة حرص دائم من العاملين في الإذاعة على تقديم الأجمل وحمل مسؤولية التجديد في العمل.

من جانبه؛ أكد السيد عبد الناصر النعار، رئيس إذاعة مملكة البحرين العربية، أن الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة يمثل فرصة لاستذكار مواقع التميز في الإذاعة التي تقدم باقة من البرامج المتنوعة، والتي تتناسب مع مختلف الأذواق، بما فيها من نشرات إخبارية وبرامج ثقافية وتوعوية وفواصل مختلفة.

وأكد أنه مع تطور وسائل الإعلام وتنوعها استطاعت الإذاعة الحفاظ على بريقها وتألقها في المشهد الإعلامي العام، فهي لم ولن تكن أبدا في آخر الصف، بل على العكس تعتبر في الصدارة دائما، ولفت النعار إلى أن التطور في العمل الإذاعي يكمن في مواكبة العصر السريع، حيث أصبحت البرامج لا تتعدى الـ 5 إلى 10 دقائق كأقصى حد، هذا بخلاف السهرات التي يتم استضافة أكثر من ضيف فيها، وأكد على نجاح البرامج المنوعة ودورها في جذب الجمهور الذي لا يزال مرتبطا بالإذاعة عبر اختلاف الأجيال.

بدوره؛ قال السيد عبدالله جمال، رئيس المكتبة، انه منذ انطلاق إذاعة البحرين عام 1955، كانت تسعى الإذاعة دائما إلى التميز وتحقيق النجاح. مؤكدا أهمية الإذاعة في كل المجتمع الحديث، إذ تمثل أرشيفا وطنيا لأهم الأحداث والفنون، كما وتعتبر مرجعا للباحثين والمهتمين.

وبين أن المكتبة الإذاعية تمتلك نسخة واضحة من حفل افتتاح الإذاعة، وتسجيل لكلمة المغفور له صاحب العظمة المغفور له الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى بن علي آل خليفة خلال افتتاحه للاذاعة، إضافة إلى تسجيلات لمناسبات تاريخية ووطنية مختلفة.

وبين أهمية الإذاعة وقدرتها على الاحتفاظ بالإرث الحضاري للبلد، واهتمامها بالموروث الشعبي وبالثقافة، ففي العصر الحديث وبعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ظن كثيرون أن دور الإذاعة قد تراجع، إلا أن هذا الدور لم يضمحل، وسارت كما سارت الصحافة قدما عبر الأزمنة، فعلى مر التاريخ لا توجد وسيلة إعلامية حديثة قضت على وسيلة أخرى، فالواقع يبين وجود تطور تقني ووجود قدرة من الإعلاميين على التعامل مع المتغيرات واستخدام البودكاست يعتبر خير مثال على ذلك.

إلى ذلك قال السيد حسين أسيري، رئيس الإذاعة الطربية، إن الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة يذكر بدور الإذاعة الهام في المجتمعات، إذ كانت الإذاعات في السابق تغطي المناطق القريبة، وكانت إذاعة البحرين تغطي البحرين فقط، ومع التطور افتتحت الإذاعات المختلفة وزاد نطاق تغطيتها، ونجحت في ظل المنافسة اثبات نفسها على كل الموجات منها الشعبية والقرآن الكريم وغيرها.

وأوضح أسيري أن الإذاعة الطربية ذات ذائقة خاصة، ولها جمهورها الخاص من عشاق الطرب، وبين تميزها في بث ما تحويه مكتبة إذاعة البحرين من نوادر التسجيلات لفنانين ومطربين قدماء، إلى جانب بث الأغاني المعروفة والأعمال النادرة. وقال إنه على مدى سنوات عمله التي تجاوزت 20 عاما، لمس التطور الكبير في العمل على مستوى برامج البث المتطورة وجودة البث وسرعة النسخ، وتطور الأفكار وتنوعها، إلى جانب وجود ذكاء كبير في التعامل مع التقنيات الحديثة، وصولا إلى سهولة الوصول للإذاعة من أي مكان في العالم من خلال تطبيق هاتفي وبرامج مسموعة يسهل الوصول إليها.

وأشار إلى جهود الجنود المجهولين في الأقسام من إعداد وإخراج ومتابعة وموسيقى واستماع الأغاني والتسجيلات الموسيقية والنقل وقسم الأعمال الموسيقية والفواصل واستوديو الإذاعة، ولفت الى وجود لجنة استماع الأغاني، ولجان تقيس جودة العمل، وقد نجحت الإذاعة في إعطاء الأعمال البحرينية الأولوية دائما حفاظا على الهوية والثقافة.

وقال السيد عبد الله جمال الشمولي، القائم بأعمال رئيس قناة إذاعة هنا الخليج العربي، إن اليوم العالمي للإذاعة مناسبة تجدد مسؤولية نقل صوت الحقيقة للمواطن على صعيد العمل الحكومي والترفيهي، فالإذاعة كانت ولا زالت الوسيلة القريبة من الجمهور وقد استطاعت مواكبة الأحداث رغم تغير ذائقة المستمع، في ظل وجود برامج رفاهية مختلفة وتعدد في وسائل جذب المستمع وضمان تفاعله مع ما يطرح.

وبين الشوملي أن الرهان اليوم يقوم على قدرة الإعلاميين على تقديم عمل إعلامي مميز، فالمادة المقدمة هي أساس العمل، إلى جانب التوجه إلى البرامج السريعة،

وبين سهولة الوصول إلى القناة، فإذاعة البحرين لديها تطبيق خاص يسهل الوصول إليها من خلال الهواتف المحمولة، كما يتم من خلالها الترويج للبرامج ونشر الإعلانات على السوشل ميديا وتصوير الفيديوهات، وبث مقتطفات من البرامج على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، فالإذاعة تطورت وأصبحت تصور برامجها وتبثها بأشكال مختلفة وعبر الوسائل المختلفة.

وأضاف الشوملي أن إذاعة هنا الخليج العربي ذات طابع رسمي تبث في مملكة البحرين والكويت والرياض، ولها ترددات خاصة في هذه الدول، يتم فيها التعاون على إعادة بث برامج وتبادل لبعض البرامج، وبيّن طموحه في تقديم كل ما هو مميز للجمهور بما يحترم ذائقته، فالجمهور ذكي للغاية، ويجب التنافس المهني دائما من أجل الوصول إلى قلبه وعقله، لافتا إلى أهمية العمل الدرامي الإذاعي، وهو عمل مختلف فيه الكثير من التشويق، وله مساحة واسعة في طرح القضايا والرسائل الهادفة من خلال دراما سامية الأهداف.

أما رئيس قناة القرآن الكريم، عهود تلفت، فقالت إن اليوم العالمي للإذاعة يعتبر مناسبة مهمة نحتفل فيها بإنجازات وتاريخ الإذاعة العريق الذي وصلت به إلى مختلف شرائح المجتمع على مر السنين، واحتوت على أسماء لامعة ساهمت في رفعة الإذاعة ووصولها إلى التطور الذي نعيشه ويعيشه الإعلام المسموع، ليس في البحرين فقط وإنما في مختلف أنحاء العالم.

وأوضحت أن إذاعة القرآن الكريم دورها من بين شقيقاتها من الموجات الإذاعية دور مهم جداً، فهي تؤدي مهمة التغذية الثقافية والفكرية في الجانب الديني، الذي بطبيعة الحال يلامسنا نحن كمجتمع مسلم محافظ على العادات والتقاليد المستمدة من هذا الدين الحنيف، وبالتالي دور إذاعة القرآن الكريم يمتد إلى مجالات أوسع وأشمل في بث التلاوات القرآنية والبرامج المفيدة.

وقالت إن إذاعة القرآن الكريم تسعى لأن تكون قريبة من المستمعين؛ فشرائح المستمعين تختلف عن بقية الموجات بطبيعة الحال فهي تشمل المتعمق في الشأن الديني والمستمع العادي الذي يرجوا الاستفادة من الإذاعة ومحتواها بغض النظر عن تخصصاتهم أو اهتماماتهم، و بالتالي تكون الإذاعة قد سعت جاهدة لإرضاء جميع الأذواق، وما زالت تطور و تضيف إلى محتواها ما لم يكن موجوداً في السابق من تلاوات رصينة تحت إشراف مشايخ مختصين في شأن التلاوة و التجويد و لهم أن يجيزوا هذه التلاوة أو تلك، إجازةً تصلح للبث الإذاعي، إضافة للبرامج الفقهية ذات التواصل المباشر مع المشايخ ذوي الباع الطويل في مجال الإفتاء الشرعي، والتواصل المستمر والتعاون المثمر مع مختلف الوزارات و المؤسسات في المملكة، والتي من شأنها المساهمة في البرامج التي من خلالها يمكن لها أن توصل رسالتها بشكل مباشر للمستمعين.

وأضافت أن إذاعة القران الكريم تسعى لأن تكون قريبة دائماً من مستمعيها، ومجال المنافسة ولله الحمد في البحرين منقطع النظير، بينما نستطيع القول بأن إذاعة القران الكريم من البحرين تنافس شقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي التي نتشارك معها ذات الاهتمامات ونسعى بشكل متبادل أن نستفيد مما يبث على موجاتنا، والتميز في نهاية المطاف ثمرة جد و اجتهاد كلٍ منا.

وقالت رئيس الإذاعة الشبابية، أمينة إسماعيل، إن تخصيص يوم عالمي للاذاعة يؤكد على أهمية الاذاعة بين وسائل الاتصال والتواصل، واذاعة البحرين هي صوت البحرين وعلى الرغم من التطور التكنولوجي ودخول عالم التواصل الاجتماعي تبقى الاذاعة هي المصدر الموثوق لنقل المعلومه والخبر وتمتاز بدقتها ومصداقيتها. وفي الوقت الحالي وما نشهده من تطور فالاذاعة تواكب جميع هذه التطورات بتقنياتها الحديثة والفنية فيما تقدمه من محتوى وبرامج.

وبينت أن الإذاعة الشبابية ذات طابع مختلف؛ فهي المنصة الاولى للشباب البحريني وتعزز الهوية الوطنية لديهم وتشاركهم طموحاتهم وتنمي روح الابداع والطاقة الشبابية من خلال ما تقدمه من برامج هادفه وبروح شبابية.

يذكر أن اليوم العالمي للإذاعة الذي يوافق 13 فبراير من كل عام، قد أعلنته اليونسكو عام 2011، بعد أن اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا بموجب قرارها 124/67 المؤرخ 14 يناير 2013، ويؤكد هذا الاحتفال على أن الإذاعة لا تزال وسيلة قوية للاحتفال بالإنسانية بكل تنوعها على المستوى العالمي، فعلى مدى العصور تظل الإذاعة الوسيلة الإعلامية الأوسع انتشارا، بسبب قدرتها على الوصول إلى الجمهور.