محرر الشؤون المحليةمنذ بداية تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم مقاليد الحكم، واتساقاً مع تاريخ المملكة في العمل الدولي المشترك، كانت البحرين سباقة دائماً في دعم كل المبادرات الدولية الهادفة إلى حماية الأمن والسلم الدوليين سواء على الصعيد الدبلوماسي أو العسكري، ولقد كان للبحرين في العمل الأمني باع طويل يشهد به تاريخها الذي رسمته رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم.وبدأت البحرين نشاطها الأمني الإقليمي والدولي منذ سنوات بعيدة، حيث شاركت مع أشقائها بدول مجلس التعاون في إنشاء "قوات درع الجزيرة" الذي جاء ثمرة اتفاقية الدفاع المشترك التي وقعها قادة دول المجلس في الدورة الحادية والعشرين للمجلس الأعلى التي عقدت في البحرين بتاريخ 31/12/2000م، وشملت التعاون العسكري والتنسيق في المجالات العسكرية المختلفة وتبادل الخبرات والمساندة والاستفادة من الإمكانيات المتوفرة في المجالات التدريبية والتعليمية وتوحيد الأسس والمفاهيم بما يعزز التعاون ويوفر الأجواء الملائمة لنموه وتطوره.وفي عام 2003 قرر وزراء الدفاع والخارجية لدول مجلس التعاون نقل قوات درع الجزيرة إلى الكويت أثناء حرب العراق بناءً على طلب الكويت التي اتخذت إجراءات احترازية لحمايتها من آثار الغزو الأمريكي للعراق.وخلال الدورة السادسة والعشرين لمجلس التعاون الخليجي والتي انعقدت في أبوظبي نهاية عام 2005، واقترح الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله تطوير قوة درع الجزيرة إلى قوات درع الجزيرة المشتركة، من عناصر دول مجلس التعاون.وفي عام 2015 قررت مملكة البحرين المشاركة في عملية "عاصفة الحزم" وفق التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك لتقديم يد العون والمساندة للأشقاء والمشاركة في الذود عن السيادة الوطنية لدول مجلس التعاون الخليجي وما يهدد أمنها وأمن دول منطقة الخليج العربي، وحماية حدود الإقليم ضد أي محاولات لفرض أمر واقع على الأرض يزعزع استقرار المنطقة.ولم تتوانَ مملكة البحرين منذ انضمامها إلى التحالف العربي في اليمن في الـ26 من مارس 2015 بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة عن المشاركة في كافة العمليات الأمنية لدعم الشرعية في جمهورية اليمن الشقيقة، انطلاقاً من عروبة البحرين والتزامها باتفاقيتي الدفاع الخليجي والعربي المشترك، حيث تؤمن البحرين بأهمية نشر الأمن والاستقرار في دول المنطقة.وكان لسلاح الجو الملكي والسفينة "صبحا" أدوار محورية في عملية "إعادة الأمل" التي جاءت بعد "عاصفة الحزم" لتبث الأمل في أبناء الشعب اليمني الذي عانى من ويلات الإرهاب الحوثي، وفي هذا الصدد بذلت مملكة البحرين من دماء أبنائها الغالية ما يسطر ملاحم العز والفداء في الدفاع عن أشقائها في اليمن، ولكن هذه الدماء الزكية أكدت أن البحرين تدعم بقوة كل المبادرات والحملات المعززة للأمن في الإقليم دون تردد أو تهاون.ولبى أبناء البحرين نداء الواجب وضحوا بأرواحهم في سبيل إحقاق الحق وردع الإرهابيين وحماية المدنيين في الأراضي اليمنية، ولم يفعلوا ذلك إلا من خلال إيمان عميق بالولاء للقيادة الحكيمة والفداء لمملكة البحرين والدفاع عن إخوة استغاثوا بإخوانهم وطلبوا نجدتهم، فسارعوا لها تلبية لأمر القائد الأعلى للقوات المسلحة.واستطاعت البحرين بالمشاركة مع قوات التحالف العربي تحرير غالبية الأراضي اليمنية واستعادة السيطرة على ما نسبته 85% من مساحة اليمن وإعادة الشرعية للرئيس اليمني.ولم يتوقف الدعم للشعب اليمني الشقيق عند مرحلة استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار، ولكن تجاوزت البحرين ذلك بتقديم المساعدات الإنسانية والمادية للشعب اليمني في مختلف المناطق إذ بلغ حجم المساعدات التي قامت السفينة "صبحا" وحدها بإيصالها إلى اليمن 910 أطنان من المساعدات الغذائية والإنسانية والدوائية.ومن تحالف إلى آخر تواصل البحرين العمل على تحقيق الاستقرار والسلم الدوليين، حيث استضافت المملكة مقر التحالف العسكري لحماية الملاحة في منطقة الخليج عام 2019، وهو التحالف الذي وضع هدفه الرئيس لحماية وتأمين الملاحة البحرية في الممرات المائية في الوطن العربي من الهجمات والقرصنة، وتعزيز التدفق الحر للتجارة، وردع التهديدات التي تواجه السفن في الخليج العربي، ومضيق هرمز، وبحر عمان، ومضيق باب المندب والبحر الأحمر.وبعد 4 سنوات من إنشاء هذا التحالف العسكري لحماية الملاحة في منطقة الخليج، برز دوره مؤخراً في مكافحة الهجمات الإرهابية التي تقوم بها جماعة الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب، ضد السفن التجارية العابرة منه وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث اتخذت البحرين قرارها بالمشاركة في العملية البحرية متعددة الجنسيات في البحر الأحمر، والتي أعلنت الولايات المتحدة عنها في ديسمبر من العام الماضي، وتضم كلاً من بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا.