حوراء مرهون
سلمان محمد: خطر الموت حافزي للسباق
هل يمكن أن يتحول خطر الموت لمتعة ولذة؟ قد يكون كذلك لدى متسابقي الدراجات النارية، الرياضة الخطرة التي ينام الموت على أرصفتها جاهزًا للانقضاض على الدراجات في أية لحظة؛ نظرًا للسرعة الفائقة للدراجة، وتضاريس الأرض التي تحمل المتسابق للطيران في الهواء.
سألت سلمان محمد متسابق رالي الدراجات النارية الأوحد في البحرين وأول بحريني ينهي رالي داكار عن مخاوفه من الموت أثناء السباق فأجاب بابتسامة: "مواجهة خطر الموت دافعي لعشق هذه الرياضة".
في هذه الحلقة من "شغف" كاميرا الوطن تحل ضيفة متسابق محترف على رمال "الصخير" لتروي حكاية شغفه بالدراجات النارية.
فيما يلي نص الحوار:
عرف بنفسك؟
سلمان محمد، أبلغ من العمر 36 سنة، بالإضافة لعملي في وزارة الداخلية أمارس هوايتي في سباق الدراجات النارية، منذ الطفولة كنت أميل لهذه الرياضة ولكنني انضممت رسميًا للسباقات قبل 14 سنة في العام 2010 .
كيف كانت بدايتك في سباق الدراجات النارية؟
منذ طفولتي كان لي جار يهوى الدراجات النارية، وكنت أحب مشاهدته وهو يركب الدراجة، رأيته أمرًا غريبًا غير مألوفًا فطلبت منه تعليمي، وثم استعرت دراجته وجربت ركوبها حتى تعلقت بالدراجة النارية وعمري 10 سنوات فقط.
ثم بذلت جهدي لامتلاك دراجة خاصة بي، وصرت أجمع مصروفي وادّخر المال لشراء الدراجة، وبالفعل اشتريتها وخبأتها في منزل صديقي بعيدًا عن علم أهلي، ومع مرور الأيام اكتشفوا الأمر وحاولوا منعي خوفًا علي من مخاطر الدراجة النارية ولم يفلحوا فتقبلوا الأمر.
بدأت رسميًا في مجال السباقات وعمري 25 عام، وبالنسبة لهذه الرياضة فهو عمر متأخر جدًا، ولكنني بتوفيق الله حققت إنجازات كثيرة.
صف لي شعور المرة الأولى؟
مثل أي أمر خطر يفعله الإنسان للمرة الأولى، شعرت بالرهبة وارتعد جسدي وتعرقت ولم يخلُ ذلك من المتعة، وهذا شعور أي إنسان يجرب أمرًا خطيرًا. آنذاك كان ركوب الدراجة غير آمن لأنني لم أتخذ أيًّا من سبل الأمان كما أفعل الآن.
أخبرتني بأنك بدأت في رياضة "الموتوكروس"، ماهي هذه الرياضة وبم تختلف عن الرالي؟
"الموتوكروس" شكل من أشكال سباقات الدراجات النارية بأرضية طينية ورمل ناعم، وبخلاف ما يعتقده الناس بأنها رياضة سهلة ولا تحتاج مجهود فإن الرياضي الممارس لهذه اللعبة يحتاج لياقة بدنية هائلة؛ لأنها تتم في أرضية بها مطبات ومرتفعات وقفزات، ومدة السباق تكون 20 أو 30 دقيقة ويجب على المتسابق فيها أن يسيطر على دراجة بسرعة مرتفعة جدًا في طريق وعر، بوزن الدراجة الذي يعادل أضعاف وزن المتسابق، ويمكن تشبيه ذلك بأنك في حالة صراع مع دراجة عنيفة طوال وقت السباق.
وفيما يتعلق بالرالي، أنا المتسابق الوحيد في البحرين الذي يشارك في رالي الدراجات النارية، وبدأت ذلك في العام 2019 بمشاركة في المغرب.
الرالي رياضة تحتاج لمهارة ولياقة أكبر لأن وزن دراجة الرالي يصل لِـ 230 كيلو، فهي دراجة سريعة جدًا وقوية ويجب أن تسيطر عليها طيلة السباق، وكل تضاريس الأرض من جبال ورمل ناعم وطين وأمطار موجود في الرالي.
ما الإنجازات التي تفتخر بها في سباقات الدراجات النارية؟
فيما يتعلق برياضة "الموتوكروس" شاركت في العام 2014 ببطولة الكويت العربية المفتوحة وتوّجت بالمركز الرابع على مستوى الدول العربية.
كما حصدت المركز الثاني في بطولة الكويت عام 2018، والمركز الثاني على فئتي ببطولة آسيا التي أقيمت في البحرين، وكانت لي مشاركات أخرى مثل مشاركتي في قطر عام 2014.
وكانت المشاركة الأهم لي في رالي داكار عام2020 بعد المشاركة في المغرب عام 2019 بدعم الشيخ عبد العزيز بن محمد آل خليفة الذي كان له الفضل في هذا الإنجاز، ويعد رالي داكار الأقوى والأصعب عالميًا، وضمن التدريبات لرالي داكار سافرت معسكرات خارجية في اسبانيا لمرتين، وهو من السباقات التي يكون التتويج فيها من الأول للأخير بسبب وجود احتمالية الوفاة في السباق.
ثم شاركت في العام التالي للمرة الثانية في رالي داكار أيضًا.
خطر الموت يلاحق متسابقي الرالي، هل يدفعك ذلك للتأني في فكرة المشاركة بالسباقات؟
غالبًا، خطر الموت يلاحق الرياضيين بشكل عام، ولكن بالنسبة لي الموت والإصابة يشكلان حافزًا للاستمرار في الرياضة، وشعور التحدي بأنني لست أقل ممن سبقني في السباق ويجب أن أحقق إنجازا مثله وأفضل منه.
هل تعرضت لإصابات خطرة؟
نسبة الأمان تتطور بتطور الرياضة وتوفر أنظمة حماية جديدة لتقليل الخطر، ولكن السرعة العالية ترفع نسبة الخطورة بديهيًا.
تعرضت لإصابات عدة، كان أسوأها إصابتي في رالي داكار 2020، أصبت بكسرين في العمود الفقري بعد أن طرت في الهواء بعيدًا عن الدراجة، لكن الدراجة عادت لتصدمني في ظهري، نقلت بعدها للمشفى وفقدت قدرتي على المشي لفترة.
ماهو الجزء المحبب إليك في رياضة الرالي؟
أحب المغامرة منذ طفولتي حتى في حياتي العادية، أجد نفسي في أماكن الخطر. وبالنسبة لي جنة متسابق الرالي تكون فوق الجبال، حين أفقد رؤية كل شيء عدا التراب المتطاير في السماء، ولا أظن بأني عشت شعورًا أجمل من تلك اللحظات.
ما التحديات التي تواجه هذه الهواية في البحرين؟
بدايتي في سباقات "الموتوكروس" تأخرت بسبب قلة المعرفة بهذه الرياضة، وعدم وجود كوادر مؤهلة لتدريب الراغبين في الاحتراف بهذه الهواية بالطريقة الصحيحة.
ومازلنا نفتقر للمؤسسات والأكاديميات التي تدرب هذه الرياضة.
بالإضافة لقلة الأماكن المخصصة للتدريب، رغم وجود متسابقين بحرينيين اقتحموا البطولات العالمية وحصدوا جوائز في سباقات الدراجات النارية.
كما أننا لا نملك اتحادًا خاصًا بالدراجات النارية، وأطمح لتأسيس اتحاد للدراجات النارية ونقل الخبرات والمعارف التي تعلمتها في المعسكرات خارج البحرين لشباب بلادي.
سلمان محمد: خطر الموت حافزي للسباق
هل يمكن أن يتحول خطر الموت لمتعة ولذة؟ قد يكون كذلك لدى متسابقي الدراجات النارية، الرياضة الخطرة التي ينام الموت على أرصفتها جاهزًا للانقضاض على الدراجات في أية لحظة؛ نظرًا للسرعة الفائقة للدراجة، وتضاريس الأرض التي تحمل المتسابق للطيران في الهواء.
سألت سلمان محمد متسابق رالي الدراجات النارية الأوحد في البحرين وأول بحريني ينهي رالي داكار عن مخاوفه من الموت أثناء السباق فأجاب بابتسامة: "مواجهة خطر الموت دافعي لعشق هذه الرياضة".
في هذه الحلقة من "شغف" كاميرا الوطن تحل ضيفة متسابق محترف على رمال "الصخير" لتروي حكاية شغفه بالدراجات النارية.
فيما يلي نص الحوار:
عرف بنفسك؟
سلمان محمد، أبلغ من العمر 36 سنة، بالإضافة لعملي في وزارة الداخلية أمارس هوايتي في سباق الدراجات النارية، منذ الطفولة كنت أميل لهذه الرياضة ولكنني انضممت رسميًا للسباقات قبل 14 سنة في العام 2010 .
كيف كانت بدايتك في سباق الدراجات النارية؟
منذ طفولتي كان لي جار يهوى الدراجات النارية، وكنت أحب مشاهدته وهو يركب الدراجة، رأيته أمرًا غريبًا غير مألوفًا فطلبت منه تعليمي، وثم استعرت دراجته وجربت ركوبها حتى تعلقت بالدراجة النارية وعمري 10 سنوات فقط.
ثم بذلت جهدي لامتلاك دراجة خاصة بي، وصرت أجمع مصروفي وادّخر المال لشراء الدراجة، وبالفعل اشتريتها وخبأتها في منزل صديقي بعيدًا عن علم أهلي، ومع مرور الأيام اكتشفوا الأمر وحاولوا منعي خوفًا علي من مخاطر الدراجة النارية ولم يفلحوا فتقبلوا الأمر.
بدأت رسميًا في مجال السباقات وعمري 25 عام، وبالنسبة لهذه الرياضة فهو عمر متأخر جدًا، ولكنني بتوفيق الله حققت إنجازات كثيرة.
صف لي شعور المرة الأولى؟
مثل أي أمر خطر يفعله الإنسان للمرة الأولى، شعرت بالرهبة وارتعد جسدي وتعرقت ولم يخلُ ذلك من المتعة، وهذا شعور أي إنسان يجرب أمرًا خطيرًا. آنذاك كان ركوب الدراجة غير آمن لأنني لم أتخذ أيًّا من سبل الأمان كما أفعل الآن.
أخبرتني بأنك بدأت في رياضة "الموتوكروس"، ماهي هذه الرياضة وبم تختلف عن الرالي؟
"الموتوكروس" شكل من أشكال سباقات الدراجات النارية بأرضية طينية ورمل ناعم، وبخلاف ما يعتقده الناس بأنها رياضة سهلة ولا تحتاج مجهود فإن الرياضي الممارس لهذه اللعبة يحتاج لياقة بدنية هائلة؛ لأنها تتم في أرضية بها مطبات ومرتفعات وقفزات، ومدة السباق تكون 20 أو 30 دقيقة ويجب على المتسابق فيها أن يسيطر على دراجة بسرعة مرتفعة جدًا في طريق وعر، بوزن الدراجة الذي يعادل أضعاف وزن المتسابق، ويمكن تشبيه ذلك بأنك في حالة صراع مع دراجة عنيفة طوال وقت السباق.
وفيما يتعلق بالرالي، أنا المتسابق الوحيد في البحرين الذي يشارك في رالي الدراجات النارية، وبدأت ذلك في العام 2019 بمشاركة في المغرب.
الرالي رياضة تحتاج لمهارة ولياقة أكبر لأن وزن دراجة الرالي يصل لِـ 230 كيلو، فهي دراجة سريعة جدًا وقوية ويجب أن تسيطر عليها طيلة السباق، وكل تضاريس الأرض من جبال ورمل ناعم وطين وأمطار موجود في الرالي.
ما الإنجازات التي تفتخر بها في سباقات الدراجات النارية؟
فيما يتعلق برياضة "الموتوكروس" شاركت في العام 2014 ببطولة الكويت العربية المفتوحة وتوّجت بالمركز الرابع على مستوى الدول العربية.
كما حصدت المركز الثاني في بطولة الكويت عام 2018، والمركز الثاني على فئتي ببطولة آسيا التي أقيمت في البحرين، وكانت لي مشاركات أخرى مثل مشاركتي في قطر عام 2014.
وكانت المشاركة الأهم لي في رالي داكار عام2020 بعد المشاركة في المغرب عام 2019 بدعم الشيخ عبد العزيز بن محمد آل خليفة الذي كان له الفضل في هذا الإنجاز، ويعد رالي داكار الأقوى والأصعب عالميًا، وضمن التدريبات لرالي داكار سافرت معسكرات خارجية في اسبانيا لمرتين، وهو من السباقات التي يكون التتويج فيها من الأول للأخير بسبب وجود احتمالية الوفاة في السباق.
ثم شاركت في العام التالي للمرة الثانية في رالي داكار أيضًا.
خطر الموت يلاحق متسابقي الرالي، هل يدفعك ذلك للتأني في فكرة المشاركة بالسباقات؟
غالبًا، خطر الموت يلاحق الرياضيين بشكل عام، ولكن بالنسبة لي الموت والإصابة يشكلان حافزًا للاستمرار في الرياضة، وشعور التحدي بأنني لست أقل ممن سبقني في السباق ويجب أن أحقق إنجازا مثله وأفضل منه.
هل تعرضت لإصابات خطرة؟
نسبة الأمان تتطور بتطور الرياضة وتوفر أنظمة حماية جديدة لتقليل الخطر، ولكن السرعة العالية ترفع نسبة الخطورة بديهيًا.
تعرضت لإصابات عدة، كان أسوأها إصابتي في رالي داكار 2020، أصبت بكسرين في العمود الفقري بعد أن طرت في الهواء بعيدًا عن الدراجة، لكن الدراجة عادت لتصدمني في ظهري، نقلت بعدها للمشفى وفقدت قدرتي على المشي لفترة.
ماهو الجزء المحبب إليك في رياضة الرالي؟
أحب المغامرة منذ طفولتي حتى في حياتي العادية، أجد نفسي في أماكن الخطر. وبالنسبة لي جنة متسابق الرالي تكون فوق الجبال، حين أفقد رؤية كل شيء عدا التراب المتطاير في السماء، ولا أظن بأني عشت شعورًا أجمل من تلك اللحظات.
ما التحديات التي تواجه هذه الهواية في البحرين؟
بدايتي في سباقات "الموتوكروس" تأخرت بسبب قلة المعرفة بهذه الرياضة، وعدم وجود كوادر مؤهلة لتدريب الراغبين في الاحتراف بهذه الهواية بالطريقة الصحيحة.
ومازلنا نفتقر للمؤسسات والأكاديميات التي تدرب هذه الرياضة.
بالإضافة لقلة الأماكن المخصصة للتدريب، رغم وجود متسابقين بحرينيين اقتحموا البطولات العالمية وحصدوا جوائز في سباقات الدراجات النارية.
كما أننا لا نملك اتحادًا خاصًا بالدراجات النارية، وأطمح لتأسيس اتحاد للدراجات النارية ونقل الخبرات والمعارف التي تعلمتها في المعسكرات خارج البحرين لشباب بلادي.