زهراء حبيب
مواطنون يشكون وخبراء يتحدثون عن «إشكالية عالمية»
«سيارة بيعت قبل 5 سنوات بـ15 ألف دينار هي اليوم بالسعر ذاته!»، هو مشهد واحد من كثير المشاهد التي تحكي القفزة الجنونية بأسعار السيارات المستعملة في البحرين، حتى أن سوق السيارات المستعملة بات اليوم يشهد ارتفاعاً في الأسعار يفوق 50 % وربما يصل 100% بسبب زيادة الإقبال عليها في ظل زيادة أسعار السيارات الجديدة، وفرض رسم ألف دينار على السيارات المستوردة من الخارج التي يزيد عمرها عن 5 سنوات، إذ إن السيارات التي تصل قيمتها السوقية 600 دينار تباع بسعر 1400 دينار، وفق ما أكده عدد المواطنين والمقيمين والعاملين في قطاع بيع السيارات المستعملة.
وقال مواطنون استطلعت «الوطن» آراءهم إن ارتفاع أسعار السيارات المستعملة بات مبالغاً فيه وبشكل أكثر بكثير من قيمتها السوقية الحقيقية، ما يضطر البعض للتوجه للأسواق الخليجية كدولة الإمارات العربية المتحدة لشراء السيارات المستعملة ودفع مبلغ الرسم 1000 دينار، لتفادي شراء سيارة بطراز قديم وسعر مرتفع، في وقت بات من الحلول أيضاً شراء السيارات الصينية الجديدة.
وعلى الجانب الآخر، يقول ياسين نضال ياسين صاحب معرض الأثير للسيارات إن «إشكالية ارتفاع أسعار السيارات عالمية وليست محلية فقط، فبعد زيادة أسعار السيارات الوكالة «صفر» وعدم قدرة الزبائن على تكبد تكاليف إضافية، والاقتراض من البنوك لشراء سيارة، طرق الكثير منهم أبواب معارض بيع السيارات المستعملة، وهو ما أدى إلى تحقيق طفرة في الأسعار ربما تصل إلى 70% أو حتى إلى 100 % في بعض أنواع وموديلات السيارات».
وأشار إلى أن «أسعار السيارات التي كانت تباع في السابق ما بين 600 و700 دينار، قفز سعرها إلى 1500 دينار، ناهيك عن أن استيراد السيارة من الخارج بات أمراً صعباً مع وجود الضريبة الجمركية، وإلزامية سداد رسم 1000 دينار لسيارات عمرها الزمني يفوق 5 سنوات، وهو ما خفض مستوى الاستيراد من الأسواق الخارجية وبات السوق مقتصرا على المتوفر محليا، ومع زيادة الطلب وقلة المعروض تضاعفت القيمة».
وعلى الصعيد ذاته، قال خبير في سوق السيارات المستعملة سيد حسين علي إن «المشكلة ليست وليدة اللحظة بل هي ظهرت ملامحها فترة جائحة كورونا، عندما تأخرت المصانع في تصنيع السيارات وإغلاق بعضها بسبب الجائحة مما أدى إلى وتعطل وصول السيارات إلى معارض السيارات على مستوى العالم وارتفاع السعر بدأ من المصانع، وهو أمر ضاعف أسعار السيارة الجديدة التي يصل سعرها إلى 12 ألف دينار، وبالتالي زاد الإقبال على المستعملة».
وأكد أن «زيادة أسعار السيارات المستعملة في الأسواق الخليجية بسبب زيادة الطلب منها، وعلى سبيل المثال السيارة التي كان سعرها بـ2000 دينار أصبحت اليوم بـ4000 دينار»، موضحاً أنه «رغم تلك الزيادة ما زال السوق الإماراتي أقل من البحرين، وذلك لأن الإمارات سوق ضخم وتوفر التسهيلات لديهم للاستيراد من كوريا واليابان وأمريكا».
وأوضح علي أن «سعر السيارات الجديدة ينخفض في السوق بنسبة 15 % من اليوم الأول لخروجه من المعرض، بينما اليوم الأسعار ثابتة واليوم تباع السيارات بنفس القيمة التي بيعت فيها قبل 5 سنوات»، قبل أن يتحدث عن «إتمام معاملة بيع سيارة مؤخراً بـ 15 ألف دينار وهو باع نفس هذا النوع من السيارات قبل 5 سنوات بذات القيمة، وعليه فإن الأسعار ارتفعت لأكثر من 50 %».
وفيما يخص الأسواق الخارجية لاستيراد السيارات المستعملة، قال إن «البحرين تستورد من أمريكا والإمارات وقطر، لكن الحصة الأكبر لاستيراد السيارات يتم من الإمارات بنسبة 80 %»، منوهاً إلى أن «أكثر السيارات المطلوبة الآن يتفاوت سعرها بين 2000 إلى 5000 دينار، والنوعية الأكثر إقبالاً هي التويوتا، ناهيك السيارات الصينية الجديدة فقط».
وبين شكاوى المواطنين والمقيمين من القفزة الهائلة بأسعار السيارات المستعملة، وحديث أصحاب المكاتب والعاملين بالقطاع عن أسباب موجبة لهذا الارتفاع وأزمة عالمية، يبدو أن السيارات المستعملة ستبقى من بين الخيارات الأولى حتى لو بقيت تحلق بأسعارها، جراء الارتفاع الكبير بأسعار السيارات الجديدة.