أستورد 300 نحلة كل موسم بـ3 آلاف دينار
أنظّم برامج تعليمية لطلاب المدارس وسأعلن قريباً عن برامج تمزج الفن بالنحل
علاقتي بالنحل علاقة حب وجنون وأطمح لتأسيس مركز للبحوث ومنتجع للنحل
حوراء مرهون
في هذه الحلقة من سلسلة "شغف"، يروي جمعة حمادة سيرة عشق عمرها 30 عاماً في تربية النحل واستكشاف عالمه، حيث بدأ شغفه بالنحل حينما كان طالباً في مدرسة الدراز الإعدادية للبنين، حين رأى النحل للمرة الأولى بيد معلمه، ليصاب بالذهول بعدها ومن ثم قضى عمره بين النحل، مشيرا إلى أنه يستورد 300 نحلة في كل موسم للتربية والتلقيح، بـ3 آلاف دينار تقريباً لكل موسم. وفي ما يلي الحوار:
- عرّفنا بنفسك وبحكايتك مع تربية النحل؟
جمعة مكي حمادة، بدأ مشواري وشغفي بتربية النحل من أستاذي في المدرسة، تقاعدت مبكراً لأتفرغ لتربية النحل، في بادئ الأمر كانت هواية فحسب، ولاحقاً طورتها وصنعت منتجات مختلفة وافتتحت مشروعي التجاري باسم "جمعة بي"، حيث أعرض منتجاتي المستخلصة من النحل والعسل للبيع، وأنظم برامج تعليمية عن النحل لطلاب المدارس والأطفال، وقريباً سأعلن عن برامج تمزج الفن بالنحل.
- لماذا اخترت تربية النحل تحديداً؟
النحلة كائن كله إعجاز إلهي، وكلما أبحرتُ في عالم النحل أُصابُ بالذهول لشدة تنظيم هذا الكائن ودقته في كل شيء، النحلة تشعر بالرائحة وتسمع الأصوات البعيدة وتشعر حتى بآلام الإنسان، لها 120 عدسة في عينها وتستطيع رؤية النجوم والقمر والألوان لتنظم جدولها اليومي.
وأذكر موقفاً يبرهن على أن النحلة تشعر بآلام الإنسان، ذات مرة أحضرت أم ابنها المريض لمعرضي لرؤية النحل، لسعت النحلة الطفل في أذنه، وأخبرتني أمه بأنه يعاني من التهاب الأذن، وبعد يومين شفي وأصبح لا يشعر بأي ألم. حتى سم النحلة مفيد في أحيان كثيرة ويوجد متخصصون في سم النحل واستخداماته.
- من أين تأتي بالنحل وكم يكلفك استيراده؟
أستورد النحل من عدة دول في الخارج، ويصلني بطرود عبر الشحن الجوي، وفي كل موسم أحضر قرابة 300 نحلة للتربية والتلقيح، ويكلفني كل موسم 3 آلاف دينار تقريباً.
والأسعار تختلف حسب اختلاف سلالة النحل، التي من بينها: نحل الكارينيو المهجن، نحل البكفاس، نحل الكرني، والنحل الروسي.
- كيف تستخرج العسل من الخلية دون أن تتعرض لهجوم النحل؟
أخدع النحل وأشغله بالدخان بواسطة إشعال ورق طبيعي، فالنحل حين يشم رائحة الدخان يطلق جرس الإنذار ويتوزع على 3 نقاط في الخلية: حماية الملكة، أخذ العسل، والحاضنة، وبهذه الطريقة أشغل النحل بالدخان لأستطيع العمل في الخلية دون التعرض للهجوم.
- ما أهمية وجود الملكة في الخلية وكيف تميزها؟
الملكة هي من تدير كل أمور الخلية، وتعيش الملكة لعمر 5 سنوات، بينما يعيش باقي النحل لأربعين يوم فقط، ومن السهل تمييز الملكة من حيث حجمها الأكبر من بقية النحل، ولونها، وطريقة سيرها المختلفة، الذيل يصل للأرض وتمشي في الصدارة وتجلس على أول إطار في الخلية.
- هل هنالك طقوس محددة للملكة في الخلية؟
هنالك أنواع مختلفة من الملكات في الخلية، على سبيل المثال: ملكة بالوراثة وهي الأكثر استقراراً للخلية، ملكة بالإحلال، وملكة انتخابية. تبيض الملكة يومياً 100 بيضة وتصل لمليون بيضة في السنة.
كما أن للملكة طقوسا ومراسم محددة ودقيقة، مثلاً للملكة مراسم زواج وموسم محدد لذلك. وتطلق صوتاً محدداً حين ترغب في الزواج، بالإضافة لإفراز هرمون يشمه الذكور على بعد 5 كيلومتر.
وما إن تفرز الملكة هرمون التزاوج تتحدى الذكور وتطير للأعلى، الذكر الذي يستطيع مجاراتها في الطيران ويصل لها يتزوجها، وتتزوج الملكة من 5 إلى 15 ذكراً ثم تعود للخلية، فيستقبلها النحل بالرقص عند مدخل الخلية.
وبالنسبة إلى الذكور الذين لم يتمكنوا من الوصول للملكة في السماء، تكسر العاملات أقدامهم ويتم طردهم من الخلية في ما يسمى بمجزرة الذكور.
- كيف تصف علاقتك بالنحل؟
أحب النحل، وأقضي جل أوقاتي بصحبته وأحياناً أنام أيضاً في مربى النحل.
أحب سماع أصواته ورائحته وأتأمل الإعجاز الإلهي في هذا الكائن، والنحل يشعر أيضاً بمحبتي له، وتربطني علاقة بالملكة في الخلية التي تطير أحياناً وتستقر على يدي لأنها تميزني من رائحتي. باختصار هي علاقة حب وجنون.
كما أن ابنتي الصغيرة "بنين" ورثت مني حب النحل، وبدأت بالفعل بالعمل معي في هذه المهنة، وقريباً ستكون أصغر بحرينية مربية للنحل.
- ماذا تعلمت من تربية النحل؟
أهم ما تعلمته من النحل هو النظام والدقة في العمل، فهو كائن منظم ومتعاون يساعد بعضه بعضا، ولديه برنامج يومي دقيق ألهمه إياه رب العالمين، مقسم لمهام وأوقات.
في الخلية يتوزع النحل بين كشاف، وعامل، وطبيب، ومستشار. مثلاً حين يبلغ النحل عمر الثمانية أيام، يتخصص في مقاسات البناء للخلية، لأن كل الأذرع بنفس الطول. وحين يكبر يتخصص في أمر آخر.
- ماهي التحديات التي تواجهك في تربية النحل؟
أبرز التحديات تتمثل في أخطاء النحالين وموت النحل، إما بسبب المبيدات الزراعية المستخدمة بطريقة خاطئة أو حتى تخزين العسل في الشمس وتناول النحل إياه.
وأنا أتعلم من كل أخطائي في تربية النحل لأفهم طبيعة هذا الكائن أكثر.
- ما هو الطموح؟
أعمل حالياً على زراعة الأشجار بخلطات تخص النحل، مثل شجر القرم، المانجروف، والمورينجا لأستفيد من رحيقها وبذورها وعسلها كونها شجرة مستدامة.
وأطمح لتأسيس مركز للبحوث متخصص في مشاكل العسل، وافتتاح منتجع خاص للنحل.
أنظّم برامج تعليمية لطلاب المدارس وسأعلن قريباً عن برامج تمزج الفن بالنحل
علاقتي بالنحل علاقة حب وجنون وأطمح لتأسيس مركز للبحوث ومنتجع للنحل
حوراء مرهون
في هذه الحلقة من سلسلة "شغف"، يروي جمعة حمادة سيرة عشق عمرها 30 عاماً في تربية النحل واستكشاف عالمه، حيث بدأ شغفه بالنحل حينما كان طالباً في مدرسة الدراز الإعدادية للبنين، حين رأى النحل للمرة الأولى بيد معلمه، ليصاب بالذهول بعدها ومن ثم قضى عمره بين النحل، مشيرا إلى أنه يستورد 300 نحلة في كل موسم للتربية والتلقيح، بـ3 آلاف دينار تقريباً لكل موسم. وفي ما يلي الحوار:
- عرّفنا بنفسك وبحكايتك مع تربية النحل؟
جمعة مكي حمادة، بدأ مشواري وشغفي بتربية النحل من أستاذي في المدرسة، تقاعدت مبكراً لأتفرغ لتربية النحل، في بادئ الأمر كانت هواية فحسب، ولاحقاً طورتها وصنعت منتجات مختلفة وافتتحت مشروعي التجاري باسم "جمعة بي"، حيث أعرض منتجاتي المستخلصة من النحل والعسل للبيع، وأنظم برامج تعليمية عن النحل لطلاب المدارس والأطفال، وقريباً سأعلن عن برامج تمزج الفن بالنحل.
- لماذا اخترت تربية النحل تحديداً؟
النحلة كائن كله إعجاز إلهي، وكلما أبحرتُ في عالم النحل أُصابُ بالذهول لشدة تنظيم هذا الكائن ودقته في كل شيء، النحلة تشعر بالرائحة وتسمع الأصوات البعيدة وتشعر حتى بآلام الإنسان، لها 120 عدسة في عينها وتستطيع رؤية النجوم والقمر والألوان لتنظم جدولها اليومي.
وأذكر موقفاً يبرهن على أن النحلة تشعر بآلام الإنسان، ذات مرة أحضرت أم ابنها المريض لمعرضي لرؤية النحل، لسعت النحلة الطفل في أذنه، وأخبرتني أمه بأنه يعاني من التهاب الأذن، وبعد يومين شفي وأصبح لا يشعر بأي ألم. حتى سم النحلة مفيد في أحيان كثيرة ويوجد متخصصون في سم النحل واستخداماته.
- من أين تأتي بالنحل وكم يكلفك استيراده؟
أستورد النحل من عدة دول في الخارج، ويصلني بطرود عبر الشحن الجوي، وفي كل موسم أحضر قرابة 300 نحلة للتربية والتلقيح، ويكلفني كل موسم 3 آلاف دينار تقريباً.
والأسعار تختلف حسب اختلاف سلالة النحل، التي من بينها: نحل الكارينيو المهجن، نحل البكفاس، نحل الكرني، والنحل الروسي.
- كيف تستخرج العسل من الخلية دون أن تتعرض لهجوم النحل؟
أخدع النحل وأشغله بالدخان بواسطة إشعال ورق طبيعي، فالنحل حين يشم رائحة الدخان يطلق جرس الإنذار ويتوزع على 3 نقاط في الخلية: حماية الملكة، أخذ العسل، والحاضنة، وبهذه الطريقة أشغل النحل بالدخان لأستطيع العمل في الخلية دون التعرض للهجوم.
- ما أهمية وجود الملكة في الخلية وكيف تميزها؟
الملكة هي من تدير كل أمور الخلية، وتعيش الملكة لعمر 5 سنوات، بينما يعيش باقي النحل لأربعين يوم فقط، ومن السهل تمييز الملكة من حيث حجمها الأكبر من بقية النحل، ولونها، وطريقة سيرها المختلفة، الذيل يصل للأرض وتمشي في الصدارة وتجلس على أول إطار في الخلية.
- هل هنالك طقوس محددة للملكة في الخلية؟
هنالك أنواع مختلفة من الملكات في الخلية، على سبيل المثال: ملكة بالوراثة وهي الأكثر استقراراً للخلية، ملكة بالإحلال، وملكة انتخابية. تبيض الملكة يومياً 100 بيضة وتصل لمليون بيضة في السنة.
كما أن للملكة طقوسا ومراسم محددة ودقيقة، مثلاً للملكة مراسم زواج وموسم محدد لذلك. وتطلق صوتاً محدداً حين ترغب في الزواج، بالإضافة لإفراز هرمون يشمه الذكور على بعد 5 كيلومتر.
وما إن تفرز الملكة هرمون التزاوج تتحدى الذكور وتطير للأعلى، الذكر الذي يستطيع مجاراتها في الطيران ويصل لها يتزوجها، وتتزوج الملكة من 5 إلى 15 ذكراً ثم تعود للخلية، فيستقبلها النحل بالرقص عند مدخل الخلية.
وبالنسبة إلى الذكور الذين لم يتمكنوا من الوصول للملكة في السماء، تكسر العاملات أقدامهم ويتم طردهم من الخلية في ما يسمى بمجزرة الذكور.
- كيف تصف علاقتك بالنحل؟
أحب النحل، وأقضي جل أوقاتي بصحبته وأحياناً أنام أيضاً في مربى النحل.
أحب سماع أصواته ورائحته وأتأمل الإعجاز الإلهي في هذا الكائن، والنحل يشعر أيضاً بمحبتي له، وتربطني علاقة بالملكة في الخلية التي تطير أحياناً وتستقر على يدي لأنها تميزني من رائحتي. باختصار هي علاقة حب وجنون.
كما أن ابنتي الصغيرة "بنين" ورثت مني حب النحل، وبدأت بالفعل بالعمل معي في هذه المهنة، وقريباً ستكون أصغر بحرينية مربية للنحل.
- ماذا تعلمت من تربية النحل؟
أهم ما تعلمته من النحل هو النظام والدقة في العمل، فهو كائن منظم ومتعاون يساعد بعضه بعضا، ولديه برنامج يومي دقيق ألهمه إياه رب العالمين، مقسم لمهام وأوقات.
في الخلية يتوزع النحل بين كشاف، وعامل، وطبيب، ومستشار. مثلاً حين يبلغ النحل عمر الثمانية أيام، يتخصص في مقاسات البناء للخلية، لأن كل الأذرع بنفس الطول. وحين يكبر يتخصص في أمر آخر.
- ماهي التحديات التي تواجهك في تربية النحل؟
أبرز التحديات تتمثل في أخطاء النحالين وموت النحل، إما بسبب المبيدات الزراعية المستخدمة بطريقة خاطئة أو حتى تخزين العسل في الشمس وتناول النحل إياه.
وأنا أتعلم من كل أخطائي في تربية النحل لأفهم طبيعة هذا الكائن أكثر.
- ما هو الطموح؟
أعمل حالياً على زراعة الأشجار بخلطات تخص النحل، مثل شجر القرم، المانجروف، والمورينجا لأستفيد من رحيقها وبذورها وعسلها كونها شجرة مستدامة.
وأطمح لتأسيس مركز للبحوث متخصص في مشاكل العسل، وافتتاح منتجع خاص للنحل.