تزامنا مع شهر رمضان الكريم ولياليه الفضيلة نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي محاضرة بعنوان "رمضان.. الضيف الكريم" للشيخ الدكتور حبيب النامليتي وأدار الحوار الدكتور محمود آدم. وقد استهل الدكتور آدم الأمسية بالترحيب بالحضور الكريم والقاء ابيات يرحب فيها بالشهر الكريم بقوله: "فاحت ورود وأنتشت نسرينة..لما حضرت واثمرت اغصان وتدفقت أنور خيرك رحمة فوق العباد أضأت، رمضان تأتي إلينا كل عام مرة فالأرض تزهو والسماء تزدان".
ثم بدأ الشيخ الدكتور النامليتي حديثه بالإشارة إلى أن شهر رمضان شهر كريم بما أودعه الله سبحانه وتعالى فيه. فشهر رمضان ضيف يفد على عباد الله المؤمنين ومن شيم النبلاء إكرام الضيف لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه". ومن كرم الأخلاق إكرام الضيف ورمضان هو ضيف معنوي وضيف في الوقت الذي يفد الينا.
ومن كرم الضيف عدد الشيخ النامليتي عدد من الصفات التي يتصف بها الضيف الثقيل وهو عدم معرفة موعد قدومه على عكس شهر رمضان الضيف الكريم حيث يعلم الجميع موعد قدومه قبل أشهر عدة. وبخلاف الضيف الثقيل فإن شهر رمضان ضيف لا يطيل المقام فهي أيام معدودة ويسيرة. وهو ضيف لا يطلب الكثير ويعطيك أكثر مما يطلب منك، ويأتي شهر رمضان بكنوز عظيمة ورحمات، وبركات كثيرة. فعلى الأنسان ان يستقبل هذا الضيف ببهجة وفرح وسرور وترحيب فهذا مما يعين على العبادة. كما على الانسان تقديم أفضل ما عنده للشهر الكريم ليقدم لنا أفضل ما عنده. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يخص رمضان بعبادات وقربات وافعال ما يخصها لسائر الأشهر في العام فكان عليه الصلاة والسلام يقوم رمضان وكان ينفق في رمضان أكثر مما كان ينفق فيما سواه. كما دعا الشيخ النامليتي إلى الحرص على الالتزام بالحدود الشرعية فيما يخص عدم الإسراف في تقديم الأطعمة والهدايا التي تخرج عن دائرة الحدود الشريعة.
وأضاف أن من إكرام الضيف كذلك الاستمرار في رعايته حتى موعد خروجه، فلا يفتر الانسان عن العبادات والأعمال الصالحة والاجتهاد في العشر الأواخر. وفيما يخص ما يقدمه رمضان الينا فقد ذكر الشيخ النامليتي ان الصيام عبادة فريدة من نوعها ويمتاز انه سر بين الانسان وربه سبحانه وتعالى، فالفرد يستشعر مراقبة الله له. ومن ثمار الصيام ومنافعه أن للصائم فرحتان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمؤمن يفرح فرحة عند فطره، فيفرح بالطعام ويفرح بقدرته على الصيام بذلك اليوم.
وفي ختام حديثه أشار الشيخ النامليتي إلى وجود موانع قد تمنع من تحصيل أجر الصائم، فالمؤمن عليه أن يصوم ايمانا واحتسابا لتحصيل اجر الصيام، فيمنع نفسه من المعاصي والمحرمات ويراقب افعاله في وقت صيامه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذا كان صوم يوم احدكم فلا يرفث ولا يسخط واذا سابه احد او قاتله فليقل اني امرؤ صائم اني امرؤ صائم" فعلى الانسان كتم الغيظ والرد بالحسنى. وفي نهاية الأمسية تم فتح المجال لمداخلات الجمهور وتم تكريم المشاركين من قبل إدارة المركز.