هناك العديد من البرامج العلاجية التعليمية المهمة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحّد، وتختلف هذه البرامج حسب احتياجات كل فرد ومستوى شدة الاضطراب، وتهدف إلى تحسين حياتهم وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم ومن بين البرامج الشائعة:

1. العلاج السلوكي التطبيقي (ABA): هذا البرنامج يستخدم تقنيات محددة لتعديل السلوك وتعزيز المهارات الإيجابية، ويعتبر العلاج السلوكي التطبيقي من بين البرامج الأكثر فعالية في علاج التوحّد، حيث يهدف هذا العلاج إلى تعزيز المهارات الإيجابية وتقليل السلوكيات السلبية من خلال استخدام التحفيز والتعزيز المباشر.

2. برنامج ليب: يهدف برنامج ليب (Learning Experiences Alternative Program-LEAP) إلى دمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد مع أقرانهم العاديين ضمن الفئة العمرية 3-5 سنوات، ويمتاز البرنامج بتكلفة منخفضة نسبياً إذا ما قُورن بالبرامج الأُخرى، وتُظهِر نتائج البرنامج تحسُناً ملحوظاً في المهارات اللغوية، والاجتماعية، والسلوكية، بالإضافة إلى تقليل الأعراض التي يُعاني منها الطفل

3. العلاج بالتواصل اللفظي واللغة (SLP): يستهدف هذا النوع من العلاج تحسين مهارات اللغة والتواصل اللفظي لدى الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد، ويشمل العلاج مجموعة من الأنشطة والتدريبات التي تستهدف تطوير المفردات وتحسين القدرة على التواصل بشكل فعال، ويشمل التدريب على استخدام الكلمات والعبارات وتطوير مفهوم الحوار.

4. برنامج دينفر للتدخل المُبكر: يُعدّ برنامج دينفر للتدخل المُبكر (The Early Start Denver Model) برنامجاً شاملاً يستهدف الأطفال الرُضع المصابين بالتوحّد حتى سن ما قبل المدرسة، ويدمج برنامج دينفر بين برنامج تحليل السلوك التطبيقي (Applied Behavior Analysis) والتقنيات التنموية التي تستند على بناء علاقات قوية مع الآخرين، ويُطبق البرنامج اختصاصيين مؤهّلين بمساعدة العائلة في المنزل لمدة ساعتين، بمعدل مرتين يومياً، وتُكرَّر 5 أيام في الأسبوع

5. التدريب باستخدام برامج ويلدن ما قبل المدرسة: تستهدف تطوير مهارات الأطفال قبل دخول المدرسة، مثل التواصل والاستقلالية ويُعدّ برنامج ويلدين ما قبل المدرسة برنامجاً تعليمياً صُمّم خصيصاً للأطفال بين عمر 15-36 شهراً الذين لديهم اضطراب طيف التوحّد، إذ يستند البرنامج على نموذج رعاية يُومية سواءً في البيت أو في مراكز الأطفال ضمن أنشطة مُحدّده

6. العلاج بالتكامل الحسّي: يستخدم لمساعدة الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحّد على تنظيم ومعالجة حواسهم بشكل أفضل، ويمكن أن يتضمن تقديم تجارب حسية محددة للمساعدة في التحكم في الانفعالات والتوتر، ويركز على تحسين القدرة على التكيف وتطوير المهارات الحركية والحسية لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحّد، ويتضمن هذا العلاج استخدام تقنيات وأدوات مختلفة لتحسين الحركة والتوازن والتنسيق و يساعد في تحسين استجابة الأطفال للحواس المختلفة، مما يمكّنهم من التعامل بشكل أفضل مع الأمور الحسية المحيطة بهم وتقليل التوتر والقلق.

7. التدخل التعليمي المبني على التواصل (TEACCH): يركز على تعليم مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي والتحفيز الذاتي ويعتمد هذا النوع من العلاج على إنشاء بيئة تعليمية محفزة ومنظمة لتعزيز التواصل وتطوير المهارات اليومية لدى الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحّد.

8. التدخل والتدريب الأسري: يهدف هذا النوع من البرامج إلى توفير الدعم والتوجيه للأسر وتعليمهم استراتيجيات فعالة للتعامل مع احتياجات الطفل ذي اضطراب طيف التوحّد وتحفيز تطوير المهارات الإيجابية لديه.

9. التدريب على المهارات الاجتماعية: يركز على تعليم الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحّد مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، ويمكن أن يشمل التدريب على التحدث والاستماع والتفاعل مع الآخرين بشكل مناسب.

10. التدريب الذاتي وتعزيز الاستقلالية: يهدف إلى تطوير مهارات الحياة اليومية وتعزيز الاستقلالية لدى الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحّد، مثل مهارات العناية الذاتية والمهارات المنزلية والمهارات الاجتماعية.

هذه بعض البرامج العلاجية الشائعة المستخدمة لعلاج اضطراب طيف التوحّد، ومن المهم أن يتم تقييم احتياجات الطفل بدقة لاختيار البرنامج الأنسب له ولعائلته، يوصي دائمًا بالتعاون مع فريق متخصّص من الأخصائيين والمعالجين والمعلمين لتحديد البرامج الأنسب وتنفيذها بطريقة فعالة ومتكاملة باستخدام تقنيات متعدّدة للحصول على أفضل النتائج.

وعلى الرغم من أن طيف التوحّد لا يمكن علاجه نهائياً، إلا أن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعد في تحسين حالة الاضطراب وزيادة استقلاليتهم، يجب أن يكون هناك تركيز مستمر على توفير الدعم والرعاية لهؤلاء الأفراد وتمكينهم من المشاركة الكاملة في المجتمع.