أيمن شكل
جمع الإفطار الذي عُقد في عاصمة جمهورية تتارستان، مدينة قازان، في 29 مارس، أكثر من 12 ألف مسلم، بينهم ممثلو البحرين وفلسطين والسعودية وتركيا وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة وغيرها من دول العالم الإسلامي.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش الفعالية، أوضح سفير مملكة البحرين لدى موسكو أحمد الساعاتي، أن «هذا الإفطار يمثل عادة بدأتها جمهورية تتارستان الروسية منذ أعوام وتحرص سفارة مملكة البحرين في موسكو على المشاركة فيها كل عام، ففي بداياتها شارك بها خمسة آلاف شخص واليوم وصل العدد إلى 20 ألف مشارك، برعاية رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف، حيث يحرص سفراء دول الخليج العربي على حضور الإفطار الجماعي باعتباره فرصة للالتقاء مع الإخوة من سفراء الدول الإسلامية».
ولفت الساعاتي إلى أن «جمهورية تتارستان تعتبر من أكبر الجمهوريات الروسية التي تضمّ جالية مسلمة بنسبة 90% من عدد السكان»، مشيراً إلى أن «الإسلام انتشر في روسيا من خلال جمهورية تتارستان التي دخلت الإسلام قبل 1100 عاماً».
وقال: «حضرنا احتفالاً كبيراً أُقيم العام الماضي في إقليم «بلغار» الذي كان نقطة انطلاق الإسلام في الجمهورية، للاحتفال بمرور 11 قرناً على دخول الإسلام وتمّ خلال الاحتفال افتتاح أكبر جامع وجامعة إسلامية».
ونوّه السفير الساعاتي بـ«ما يحظى المسلمون به من رعاية كبيرة في روسيا الاتحادية حيث تعتمد القيادة الروسية مبادئ التعايش السلمي بين كافة الأديان والأطياف على أرضها وتفتح المجال للجميع لممارسة الشعائر على اختلاف مذاهبهم»، مشيراً إلى أن «الإفطار الجماعي الذي يُقام كل عام يشارك فيه رموز الديانات المسيحية واليهودية».
وأكد سفير البحرين في موسكو على «العلاقات الوثيقة التي تجمعه مع رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف الذي يحرص على زيارة البحرين سنوياً، وقد كانت آخر زيارة له لحضور فعاليات سباق الفورمولا1، وقال إنه يشارك البحرين دائماً في مناسباتها».
وأكد الساعاتي أن أهم «ما يميز شعب تتارستان هو الوسطية التي يتمتع بها والتسامح والتعايش»، منوهاً بـ«المنظمة التي أسسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باسم «الرؤية الاستراتيجية العالم الإسلامي وروسيا» والتي تُشارك فيها كل الدول العربية والإسلامية، ويمثّل البحرين فيها الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، حيث يعقد اجتماع سنوي في قازان عاصمة تتارستان لبحث مجالات التعاون بين المسلمين في دول العالم ومسلمي روسيا».
وأشار الساعاتي إلى أن السفارة «ستقوم خلال الاجتماع المقبل بتوزيع مصحف البحرين الصادر بأمر من جلالة الملك المعظم، على الوفود المشاركة في الاجتماع، بالإضافة إلى تبرّعات لمساجد عموم روسيا».
تجدر الإشارة إلى أن هذه الفعالية أظهرت العاصمة التتارية قازان باعتبارها واحدة من أهم المراكز الإسلامية في روسيا، لما لها من دور خاص في مجال تطوير علاقات الاتحاد الروسي مع العالم الإسلامي.
ولقد حاز حدث هذا العام على مكانة دولية، حيث انعقد تحت رعاية مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا - العالم الإسلامي»، في المركز المعارض «قازان - أكسبو»، الذي يستضيف الأحداث الدولية الكبرى.
وأدى المسلمون خلال الفعالية صلاة جماعية من أجل شعب فلسطين، فيما تحدث رجال الدين عن أهمية القيم العائلية.
ووُزعت خلال الفعالية هدية تذكارية على المشاركين خلال وجبة الإفطار، نسخة من القرآن الكريم، وتحديداً مصحف «قازان بسماسي»، وهي الطبعة التي نُشرت لأول مرّة في عام 1803 من قِبَل دار الطباعة الآسيوية الموجودة في قازان، ودخلت التاريخ كأول مصحف مطبوع يحظى باعتراف رجال الدين في العالم الإسلامي، حسبما أكدت الإدارة الروحية لمسلمي تتارستان.
يُشار إلى أنه تم نقل المصاحف المحدّثة إلى القنصليتين العامتين لجمهورية كازاخستان وجمهورية أوزبكستان في قازان.
وتضمنت أطباق الإفطار الجماعي الأطباق التقليدية مثل البيلاف والفواكه المجففة والحلويات الشرقية، فيما تمّ تقديم ما يقرب من 3 أطنان من اللحوم، و1.5 طن من الأرز، وأكثر من طن من الفواكه المجفّفة، و2 طن من الخضار، وحوالي 2 ألف لتر من العصير، و12 ألف زجاجة مياه وعصير ليمون لجميع المشاركين في الإفطار.
وقال كامل حضرة ساميجولين، رئيس الإدارة الروحية لمسلمي جمهورية تتارستان، أثناء لقائه مع الصحفيين: «تمكنا هذا العام من تنظيم إفطار لـ12 ألف شخص، وأعتقد أن كل شيء سار على ما يرام. لقد أصبح الإفطار الجمهوري حدثاً عالمي المستوى، حيث حضره الضيوف والقناصل من الدول الأخرى، وسنفكّر في كيفية توسيع نطاق الحدث في العام المقبل».
ويعتبر الإفطار الجماعي مرحلةً مهمةً في التحضير لأحد الأحداث الرئيسة التي تجري هذا العام في روسيا؛ حيث ستستضيف قازان خلال مايو المقبل المنتدى الاقتصادي الدولي الخامس عشر «روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان»، وهو أكبر حدث في الاتحاد الروسي يجري بمشاركة وفود من دول منظمة التعاون الإسلامي «OIC».
{{ article.visit_count }}
جمع الإفطار الذي عُقد في عاصمة جمهورية تتارستان، مدينة قازان، في 29 مارس، أكثر من 12 ألف مسلم، بينهم ممثلو البحرين وفلسطين والسعودية وتركيا وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة وغيرها من دول العالم الإسلامي.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش الفعالية، أوضح سفير مملكة البحرين لدى موسكو أحمد الساعاتي، أن «هذا الإفطار يمثل عادة بدأتها جمهورية تتارستان الروسية منذ أعوام وتحرص سفارة مملكة البحرين في موسكو على المشاركة فيها كل عام، ففي بداياتها شارك بها خمسة آلاف شخص واليوم وصل العدد إلى 20 ألف مشارك، برعاية رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف، حيث يحرص سفراء دول الخليج العربي على حضور الإفطار الجماعي باعتباره فرصة للالتقاء مع الإخوة من سفراء الدول الإسلامية».
ولفت الساعاتي إلى أن «جمهورية تتارستان تعتبر من أكبر الجمهوريات الروسية التي تضمّ جالية مسلمة بنسبة 90% من عدد السكان»، مشيراً إلى أن «الإسلام انتشر في روسيا من خلال جمهورية تتارستان التي دخلت الإسلام قبل 1100 عاماً».
وقال: «حضرنا احتفالاً كبيراً أُقيم العام الماضي في إقليم «بلغار» الذي كان نقطة انطلاق الإسلام في الجمهورية، للاحتفال بمرور 11 قرناً على دخول الإسلام وتمّ خلال الاحتفال افتتاح أكبر جامع وجامعة إسلامية».
ونوّه السفير الساعاتي بـ«ما يحظى المسلمون به من رعاية كبيرة في روسيا الاتحادية حيث تعتمد القيادة الروسية مبادئ التعايش السلمي بين كافة الأديان والأطياف على أرضها وتفتح المجال للجميع لممارسة الشعائر على اختلاف مذاهبهم»، مشيراً إلى أن «الإفطار الجماعي الذي يُقام كل عام يشارك فيه رموز الديانات المسيحية واليهودية».
وأكد سفير البحرين في موسكو على «العلاقات الوثيقة التي تجمعه مع رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف الذي يحرص على زيارة البحرين سنوياً، وقد كانت آخر زيارة له لحضور فعاليات سباق الفورمولا1، وقال إنه يشارك البحرين دائماً في مناسباتها».
وأكد الساعاتي أن أهم «ما يميز شعب تتارستان هو الوسطية التي يتمتع بها والتسامح والتعايش»، منوهاً بـ«المنظمة التي أسسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باسم «الرؤية الاستراتيجية العالم الإسلامي وروسيا» والتي تُشارك فيها كل الدول العربية والإسلامية، ويمثّل البحرين فيها الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، حيث يعقد اجتماع سنوي في قازان عاصمة تتارستان لبحث مجالات التعاون بين المسلمين في دول العالم ومسلمي روسيا».
وأشار الساعاتي إلى أن السفارة «ستقوم خلال الاجتماع المقبل بتوزيع مصحف البحرين الصادر بأمر من جلالة الملك المعظم، على الوفود المشاركة في الاجتماع، بالإضافة إلى تبرّعات لمساجد عموم روسيا».
تجدر الإشارة إلى أن هذه الفعالية أظهرت العاصمة التتارية قازان باعتبارها واحدة من أهم المراكز الإسلامية في روسيا، لما لها من دور خاص في مجال تطوير علاقات الاتحاد الروسي مع العالم الإسلامي.
ولقد حاز حدث هذا العام على مكانة دولية، حيث انعقد تحت رعاية مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا - العالم الإسلامي»، في المركز المعارض «قازان - أكسبو»، الذي يستضيف الأحداث الدولية الكبرى.
وأدى المسلمون خلال الفعالية صلاة جماعية من أجل شعب فلسطين، فيما تحدث رجال الدين عن أهمية القيم العائلية.
ووُزعت خلال الفعالية هدية تذكارية على المشاركين خلال وجبة الإفطار، نسخة من القرآن الكريم، وتحديداً مصحف «قازان بسماسي»، وهي الطبعة التي نُشرت لأول مرّة في عام 1803 من قِبَل دار الطباعة الآسيوية الموجودة في قازان، ودخلت التاريخ كأول مصحف مطبوع يحظى باعتراف رجال الدين في العالم الإسلامي، حسبما أكدت الإدارة الروحية لمسلمي تتارستان.
يُشار إلى أنه تم نقل المصاحف المحدّثة إلى القنصليتين العامتين لجمهورية كازاخستان وجمهورية أوزبكستان في قازان.
وتضمنت أطباق الإفطار الجماعي الأطباق التقليدية مثل البيلاف والفواكه المجففة والحلويات الشرقية، فيما تمّ تقديم ما يقرب من 3 أطنان من اللحوم، و1.5 طن من الأرز، وأكثر من طن من الفواكه المجفّفة، و2 طن من الخضار، وحوالي 2 ألف لتر من العصير، و12 ألف زجاجة مياه وعصير ليمون لجميع المشاركين في الإفطار.
وقال كامل حضرة ساميجولين، رئيس الإدارة الروحية لمسلمي جمهورية تتارستان، أثناء لقائه مع الصحفيين: «تمكنا هذا العام من تنظيم إفطار لـ12 ألف شخص، وأعتقد أن كل شيء سار على ما يرام. لقد أصبح الإفطار الجمهوري حدثاً عالمي المستوى، حيث حضره الضيوف والقناصل من الدول الأخرى، وسنفكّر في كيفية توسيع نطاق الحدث في العام المقبل».
ويعتبر الإفطار الجماعي مرحلةً مهمةً في التحضير لأحد الأحداث الرئيسة التي تجري هذا العام في روسيا؛ حيث ستستضيف قازان خلال مايو المقبل المنتدى الاقتصادي الدولي الخامس عشر «روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان»، وهو أكبر حدث في الاتحاد الروسي يجري بمشاركة وفود من دول منظمة التعاون الإسلامي «OIC».