ناقشت محاضرة نظمتها كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي مخاطر اضطراب نهم الأكل من الابعاد النفسية والفسيولوجية، حيث حذر رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الخليج العربي الاستاذ الدكتور مريوان حسني، والأستاذ المشارك بقسم وظائف الأعضاء بكلية الطب والعلوم الطبية الدكتور طارق الشيباني من العواقب الصحية الوخيمة على الافراد التي تنتج عن اضطراب نهم الطعام او ما يعرف بالاكل بشراهة على الرغم من عدم الشعور بالجوع، مثل ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم، ومشكلات القلب، وداء السكري، والارتجاع المعدي المريئي، وبعض اضطرابات النوم المرتبطة بالتنفس.
وعزا الاستاذ الدكتور مريوان حسني هذا الاضطراب إلى عدد من الأسباب نالفسية، بحيث يتم استهلاك كميات هائلة من الطعام من دون الاهتمام بلذة الطعم او كمية الطعام، بعيداً عن حاجة الجسم الفعلية، مع الشعور بفقدان السيطرة على هذا السلوك، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم الفئة الأكثر عرضة لهذا الاضطراب، لذا يجب اللجوء إلى الأطباء لتشخيصهم ووصف للعلاج السُّلُوكي المناسب لهم لضبط الأكل بشراهة من خلال الالتزام ببرامج إنقاص الوزن وممارسة التمارين الرياضية بشكل مكثف، أو الصيام.
وقال موضحاً: "معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النهم للطعام يعانون من زيادة في الوزن أو من السمنة، حيث إنَّ اصابتهم بهذا الاضطراب تسهم في استهلاكهم لسعرات حرارية زائدة على حاجتهم؛ وغالباً ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النهم للطعام بالأسى والقلق والاشمئزاز والاكتئاب، والذنب بعد الإفراط في تناول الطعام حتى عند عدم وجود شعور بالجوع، ولا يمكن التعامل مع هذا الأضراب او الخلل من دون المُعالجة النفسيَّة، ومن المفيد التواجد ضمن مجموعات الدعم إلى جانب الدعم الأسري المساعدة الذاتية ".
من جانبه، بيّن الدكتور طارق الشيباني التغيرات التي تطرأ على المخ لدى الأشخاص الذين يعاون من الشره في الأكل، حيث يزيد هرمون الدومبين المسؤول عن المشاعر والإحساس بالسعادة و يعمل على تنظيم المزاج والسلوك، ويمكن أن يسبب هذا الشره ضررًا خطيرًا للصحة في حال إهمال العلاج كالمشكلات المعوية واضطرابات الجهاز الهضمي والجفاف المزمن أو قرحة أو حرقة في المعدة، ناهيك عن الاصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب وحالات الإغماء.
مؤكداً أنه ومع تفاقم هذا الاضطراب قد يصل إلى نوع من الأدمان، لذا يجب تحديد الأسباب الكامنة وراء الاضطراب عن طريق إجراء الفحوصات النفسية والطبية واستشارة أخصائي التغذية، ستساعد كثيراً في علاج الحد من الشره من خلال التخطيط المسبق في تنظيم كمية الطعام وتبني عادات أكل صحية.