أول بحرينية تنال الحزام الأسود في الجوجيتسو
حوراء مرهون
عاشت تجربتين مريرتين تمثّلتا في الانفصال واليتم منذ صغرها، لكنها أصرت على تحدّيهما لتحقق النجاحات، بهذه الكلمات، أوجزت صغرى مبارك ما عانته منذ صغرها، حيث استطاعت أن تكتب اسمها في تاريخ الرواد كأول بحرينية تنال الحزام الأسود في رياضة الجوجيتسو وتحقق بطولات عالمية باسم البحرين.
كاميرا "شغف" زارت مبارك في نادي رضا للفنون القتالية لتروي قصة هذا النجاح، حيث أشارت إلى أن المرء يجد نفسه في مفترق طرق أمام الصدمات العاطفية والانهيارات النفسية، بين الانهزام والخضوع لقسوة الموقف أو الصلابة والمضي قدماً في طريق الإنجاز رغم كل الضعف الذي يجره للانهيار.
- هل لكِ أن تعرّفينا بنفسك؟
اسمي صغرى عبدالرزاق مبارك، عمري 36 سنة، موظفة في شركة طيران. فقدت أبي في التاسعة من عمري، وفقدت أمي بعمر الرابعة عشرة. مررت بتجربة طلاق أحسست بعدها بضعف والحاجة إلى القوة الجسدية والتي بدورها ستعزز القوة الذهنية لدي.
لجأت للعب الجوجتسو في تلك الفترة لإضافة تغيير في حياتي أفرغ من خلاله كل الطاقة السلبية التي كانت تعتريني. وكنت أبلغ من العمر 30 عاماً وبالطبع هذا عمر متأخر بالنسبة لبدء رياضة جديدة، ولكني ولله الحمد خلال 7 سنوات حققت الحزام الأسود وأصبحت أول بحرينية تنال هذا الشرف بفضل دعم مدربيّ وزملائي في النادي وإخوتي وأخواتي.
وقررت خوض الجوجيتسو لتعزيز ثقتي بنفسي ولأصبح قوية لأجلي ولأجل من أحبهم.
- ما أبرز الإنجازات التي حققتها في رياضة الجوجيتسو؟
شاركت في كثير من المنافسات ولكن أكثر المنافسات التي أعتز بها كوني أصبحت بطلة العالم مرتين في بطولة أبو ظبي للجوجيتسو العالمية، المرة الأولى عن فئة الحزام الأبيض والثانية فئة الحزام البنفسجي.
وأكثر ما أعتز به أنني بعد فوزي في البطولة الثانية استقبلني حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم لتكريمي بوسام الكفاءة من الدرجة الأولى أنا وزملائي في الفريق في عام 2021، وهذا أكثر إنجاز أفتخر به في حياتي ولم أتخيل يوماً أن أحظى بتكريم جلالة الملك بسبب الجوجيتسو.
- ماذا يعني حصولك على الحزام الأسود؟
الحزام الأسود يعتبر حلم أي لاعب جوجيتسو، وأفتخر بوصولي إلى هذه المرحلة؛ لأنها نتاج تمارين مستمرة قوية جداً وصعبة وخارج منطقة الراحة النسائية، وبعد 7 أعوام من الالتزام والإصابات حصلت على الحزام وأصبحت أول بحرينية تحصل عليه.
إنه لشعور جميل أن أرى نفسي كنت الأولى في طابور الفتيات البحرينيات لتحقيق هذا الحزام، وأنا على يقين أن كل من ستأتي بعدي ستكون أفضل مني وتحقق إنجازات أكثر تقدماً للبحرين.
- ماهي الفوائد التي حصلت عليها من خلال رياضة الجوجيتسو، غير الفوز في المسابقات؟
علمتني رياضة الجوجيتسو الصبر والتواضع؛ لأنني أعرف أن كل منافسة تحتمل الفوز أو الخسارة، وبالطبع سأخسر كثيراً في البداية. ولكن مع الصبر والاستمرارية يتحسن الأداء ويكثر الفوز، المهم ألا تصبح الخسارة عادة، بل تصبح حافزاً للتمرين أكثر والتركيز على الفوز.
- كونكِ فتاة تقتحم مجالاً متعارفاً عليه في مجتمعنا المحافظ أنه مخصص للرجال، هل ترددت؟
لم أتردّد وكنت طوال الوقت أفكر في إثبات أن الفتاة يمكن أن تنافس وتنجز في الفنون القتالية، ويجب ألا تحصر الفتاة في دائرة الرقة والنعومة فقط.
رياضة الجوجيتسو قد تبدو في ظاهرها رياضة لياقة بدنية وقوة لكنها في الواقع تغير وتحسن من الحياة الشخصية وطريقة تفكير الإنسان؛ لأن اللعبة عبارة عن حل لغز، أن يصبح اللاعب في وضعية غير مريحة ويحاول طوال اللعب الخروج من هذه الوضعية إلى وضعية أخرى أفضل.
الجوجيتسو لا تقتصر على القوة البدنية وحسب، بل تتعداها لتطوير القوة الذهنية من خلال التفكير قبل الخصم ودراسة الوضع لهزيمته، ما أكسبني قدرة جديدة على التعاطي مع المشاكل واتخاذ القرارت الشخصية وإيجاد الحلول للمشاكل التي أمر بها.
- هل كان فقدك لوالديك سبباً للعب الجوجيتسو؟
فقدت أمي وأبي حين كنت طفلة، وهذا أفقدني الشعور بالأمان والثقة بالنفس، لذا شعرت بحاجة إلى إضافة القوة البدنية مع القوة الذهنية لمواجهة الحياة.
أؤمن تماماً بأن أكثر الناجحين في حياتهم والذين يحققون إنجازات مميزة قد مروا بصدمة عاطفية، ولا أعتقد أن هنالك صدمة أكبر من فقدي لوالدتي. هذه الصدمة جعلتني أعتمد على نفسي منذ الصغر وأجتهد لبناء ذاتي وأعمل كل يوم لأنافس نفسي.
لم أفكر قط في أنني سأجتهد لأنال ألقاباً أو أكسر أرقاماً معينة، بل عملت دائماً لأكون النسخة الأفضل من نفسي.
- ما هي أشدّ إصابة تعرضت لها؟
الإصابات جزء من اللعبة، ومع استمرارية اللعب والتأهيل يعرف كل لاعب ما هي التمارين الجسدية وتمارين التقوية المناسبة له.
أكبر إصابة تعرضت لها كانت في الكاحل أثناء التمرين قبل المنافسة، كان الألم شديداً للدرجة التي بكيت بعدها وكرهت أنني بكيت.
رغم أن الجوجتسو لعبة قتالية قوية وأنا لاعبة في المنتخب لكنني مازلت أضعف في الجانب العاطفي وأفشل في السيطرة على مشاعري أحياناً.
- أثناء مشاهدتك للعب وجدت الكثير من العنف في اللعب، هل تؤدي اللعبة للعنف؟
الجوجيتسو فن من الفنون القتالية، وكل الفنون القتالية بها درجة من العنف لكنها فن في النهاية.
يجب أن يعرف اللاعب الأساسيات للعب وكيفية حماية نفسه، على سبيل المثال يجب أن يعرف اللاعب الطريقة التي يسقط بها على الأرض حتى لا يكسر أطرافه.
- هل مارستِ فن الجوجيتسو على أحد خارج التمرين بسبب الغضب؟
إطلاقاً؛ لأن للعبة احترامها، ونحن نلعب وفق قوانين وأسس وليس أسلوباً للعنف والهمجية، بالإضافة إلى أن الجوجيتسو تمنح الفرد قدرة على التفكير العقلاني والهدوء؛ لأن اللاعب يفرغ كل طاقته في التمرين. وأيضاً الثقة التي يتمتع بها اللاعب بسبب قوته البدنية تجعله يفكر قبل أن يؤذي غيره.
لكن على الرغم من ذلك أعرف أنني لو احتجت يوماً إلى الدفاع عن نفسي أنا جاهزة لذلك.
- ما هو الطموح الذي تسعين له؟
أسعى لتحقيق مرحلة التدريب، وتعليم الأجيال القادمة كل ما تعلمته ومازلت أتعلمه، وأن نصل إلى أكبر عدد ممكن من الفئة النسائية.
حوراء مرهون
عاشت تجربتين مريرتين تمثّلتا في الانفصال واليتم منذ صغرها، لكنها أصرت على تحدّيهما لتحقق النجاحات، بهذه الكلمات، أوجزت صغرى مبارك ما عانته منذ صغرها، حيث استطاعت أن تكتب اسمها في تاريخ الرواد كأول بحرينية تنال الحزام الأسود في رياضة الجوجيتسو وتحقق بطولات عالمية باسم البحرين.
كاميرا "شغف" زارت مبارك في نادي رضا للفنون القتالية لتروي قصة هذا النجاح، حيث أشارت إلى أن المرء يجد نفسه في مفترق طرق أمام الصدمات العاطفية والانهيارات النفسية، بين الانهزام والخضوع لقسوة الموقف أو الصلابة والمضي قدماً في طريق الإنجاز رغم كل الضعف الذي يجره للانهيار.
- هل لكِ أن تعرّفينا بنفسك؟
اسمي صغرى عبدالرزاق مبارك، عمري 36 سنة، موظفة في شركة طيران. فقدت أبي في التاسعة من عمري، وفقدت أمي بعمر الرابعة عشرة. مررت بتجربة طلاق أحسست بعدها بضعف والحاجة إلى القوة الجسدية والتي بدورها ستعزز القوة الذهنية لدي.
لجأت للعب الجوجتسو في تلك الفترة لإضافة تغيير في حياتي أفرغ من خلاله كل الطاقة السلبية التي كانت تعتريني. وكنت أبلغ من العمر 30 عاماً وبالطبع هذا عمر متأخر بالنسبة لبدء رياضة جديدة، ولكني ولله الحمد خلال 7 سنوات حققت الحزام الأسود وأصبحت أول بحرينية تنال هذا الشرف بفضل دعم مدربيّ وزملائي في النادي وإخوتي وأخواتي.
وقررت خوض الجوجيتسو لتعزيز ثقتي بنفسي ولأصبح قوية لأجلي ولأجل من أحبهم.
- ما أبرز الإنجازات التي حققتها في رياضة الجوجيتسو؟
شاركت في كثير من المنافسات ولكن أكثر المنافسات التي أعتز بها كوني أصبحت بطلة العالم مرتين في بطولة أبو ظبي للجوجيتسو العالمية، المرة الأولى عن فئة الحزام الأبيض والثانية فئة الحزام البنفسجي.
وأكثر ما أعتز به أنني بعد فوزي في البطولة الثانية استقبلني حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم لتكريمي بوسام الكفاءة من الدرجة الأولى أنا وزملائي في الفريق في عام 2021، وهذا أكثر إنجاز أفتخر به في حياتي ولم أتخيل يوماً أن أحظى بتكريم جلالة الملك بسبب الجوجيتسو.
- ماذا يعني حصولك على الحزام الأسود؟
الحزام الأسود يعتبر حلم أي لاعب جوجيتسو، وأفتخر بوصولي إلى هذه المرحلة؛ لأنها نتاج تمارين مستمرة قوية جداً وصعبة وخارج منطقة الراحة النسائية، وبعد 7 أعوام من الالتزام والإصابات حصلت على الحزام وأصبحت أول بحرينية تحصل عليه.
إنه لشعور جميل أن أرى نفسي كنت الأولى في طابور الفتيات البحرينيات لتحقيق هذا الحزام، وأنا على يقين أن كل من ستأتي بعدي ستكون أفضل مني وتحقق إنجازات أكثر تقدماً للبحرين.
- ماهي الفوائد التي حصلت عليها من خلال رياضة الجوجيتسو، غير الفوز في المسابقات؟
علمتني رياضة الجوجيتسو الصبر والتواضع؛ لأنني أعرف أن كل منافسة تحتمل الفوز أو الخسارة، وبالطبع سأخسر كثيراً في البداية. ولكن مع الصبر والاستمرارية يتحسن الأداء ويكثر الفوز، المهم ألا تصبح الخسارة عادة، بل تصبح حافزاً للتمرين أكثر والتركيز على الفوز.
- كونكِ فتاة تقتحم مجالاً متعارفاً عليه في مجتمعنا المحافظ أنه مخصص للرجال، هل ترددت؟
لم أتردّد وكنت طوال الوقت أفكر في إثبات أن الفتاة يمكن أن تنافس وتنجز في الفنون القتالية، ويجب ألا تحصر الفتاة في دائرة الرقة والنعومة فقط.
رياضة الجوجيتسو قد تبدو في ظاهرها رياضة لياقة بدنية وقوة لكنها في الواقع تغير وتحسن من الحياة الشخصية وطريقة تفكير الإنسان؛ لأن اللعبة عبارة عن حل لغز، أن يصبح اللاعب في وضعية غير مريحة ويحاول طوال اللعب الخروج من هذه الوضعية إلى وضعية أخرى أفضل.
الجوجيتسو لا تقتصر على القوة البدنية وحسب، بل تتعداها لتطوير القوة الذهنية من خلال التفكير قبل الخصم ودراسة الوضع لهزيمته، ما أكسبني قدرة جديدة على التعاطي مع المشاكل واتخاذ القرارت الشخصية وإيجاد الحلول للمشاكل التي أمر بها.
- هل كان فقدك لوالديك سبباً للعب الجوجيتسو؟
فقدت أمي وأبي حين كنت طفلة، وهذا أفقدني الشعور بالأمان والثقة بالنفس، لذا شعرت بحاجة إلى إضافة القوة البدنية مع القوة الذهنية لمواجهة الحياة.
أؤمن تماماً بأن أكثر الناجحين في حياتهم والذين يحققون إنجازات مميزة قد مروا بصدمة عاطفية، ولا أعتقد أن هنالك صدمة أكبر من فقدي لوالدتي. هذه الصدمة جعلتني أعتمد على نفسي منذ الصغر وأجتهد لبناء ذاتي وأعمل كل يوم لأنافس نفسي.
لم أفكر قط في أنني سأجتهد لأنال ألقاباً أو أكسر أرقاماً معينة، بل عملت دائماً لأكون النسخة الأفضل من نفسي.
- ما هي أشدّ إصابة تعرضت لها؟
الإصابات جزء من اللعبة، ومع استمرارية اللعب والتأهيل يعرف كل لاعب ما هي التمارين الجسدية وتمارين التقوية المناسبة له.
أكبر إصابة تعرضت لها كانت في الكاحل أثناء التمرين قبل المنافسة، كان الألم شديداً للدرجة التي بكيت بعدها وكرهت أنني بكيت.
رغم أن الجوجتسو لعبة قتالية قوية وأنا لاعبة في المنتخب لكنني مازلت أضعف في الجانب العاطفي وأفشل في السيطرة على مشاعري أحياناً.
- أثناء مشاهدتك للعب وجدت الكثير من العنف في اللعب، هل تؤدي اللعبة للعنف؟
الجوجيتسو فن من الفنون القتالية، وكل الفنون القتالية بها درجة من العنف لكنها فن في النهاية.
يجب أن يعرف اللاعب الأساسيات للعب وكيفية حماية نفسه، على سبيل المثال يجب أن يعرف اللاعب الطريقة التي يسقط بها على الأرض حتى لا يكسر أطرافه.
- هل مارستِ فن الجوجيتسو على أحد خارج التمرين بسبب الغضب؟
إطلاقاً؛ لأن للعبة احترامها، ونحن نلعب وفق قوانين وأسس وليس أسلوباً للعنف والهمجية، بالإضافة إلى أن الجوجيتسو تمنح الفرد قدرة على التفكير العقلاني والهدوء؛ لأن اللاعب يفرغ كل طاقته في التمرين. وأيضاً الثقة التي يتمتع بها اللاعب بسبب قوته البدنية تجعله يفكر قبل أن يؤذي غيره.
لكن على الرغم من ذلك أعرف أنني لو احتجت يوماً إلى الدفاع عن نفسي أنا جاهزة لذلك.
- ما هو الطموح الذي تسعين له؟
أسعى لتحقيق مرحلة التدريب، وتعليم الأجيال القادمة كل ما تعلمته ومازلت أتعلمه، وأن نصل إلى أكبر عدد ممكن من الفئة النسائية.
