مختصون: التصرّف يدخل ضمن الغش والتذاكي


حسن الستري


يلجأ البعض إلى خداع الناس ونسب المشاريع الخدمية التي تنجزها بعض الجهات في عدد من المناطق إلى أنفسهم لرفع رصيدهم الاجتماعي، في تصرف لا يمت إلى المجتمع بصلة، فيما أكد مختصون أن هذا التصرّف يدخل ضمن الغش والتذاكي على الناس، داعين المواطنين إلى عدم الانخداع بهذه الأمور.

وأشارو إلى أن هذا الأمر يعتبر مرفوضاً لأنه تعدٍّ غير شرعي على حقوق الآخرين وعملهم، في ظل وجود التشريعات التي تحمي جهود الآخرين وثمار فكرهم الإنساني، مطالبين بالكشف عن هذه التصرفات غير الأخلاقية لحماية جهود الآخرين.

وأكد الاختصاصي الاجتماعي محمد ناصر، أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يتحدّثون عن أمور في طريقها للحل لينسبوها إلى أنفسهم وهو تصرّف غير أخلاقي ويعتبر غشاً للناس، لأن غالبية الناس لا يتابعون ما يعلن عنه من مشاريع مزمع تنفيذها خلال الفترة القادمة.

وأضاف أن المتفحّص والمقيّم هو الذي يرصد هذه التصرفات التي يسعى صاحبها لرفع رصيده الاجتماعي بأمور وهمية، ويحقق رضا لذاته، من خلال مشروعات يحسبها لنفسه، وهو لم يكن له أي دور فيها.

ولفت إلى أن هذه التصرفات تم رصدها من نواب، ومن ناشطين على "السوشال ميديا"، وممن باتوا يعرفون اليوم بالناشطين الاجتماعيين، ومن جمعيات سياسية، وهم في الغالب لهم مقاصد من هذا التصرف.

وأشار ناصر إلى أنه بالمقابل فإن الشخص الذي سعى لهذا المشروع بالفعل، لا يروّج لنفسه بالطريقة الصحيحة، لذلك يستغل الانتهازي ذلك، للبحث عن تعويض النقص الذي لديه بهدف زيادة رصيده الاجتماعي وتحقيق مكسب في الانتخابات وغير الانتخابات، ويظهر على أنه شخصية مؤثّرة.

ناصر أوضح أنه قد يحصل هذا الفعل بغير قصد ولكن تكراره وباستمرار وفي فترات قريبة يدل على القصد، داعياً المواطنين إلى البحث عن هؤلاء الأشخاص عبر "غوغل"، لينكشف الأمر ببساطة ومعرفة الصادق من الانتهازي الذي ليس لديه خطة عمل واضحة ولا تقويم لبرامجه.

من جهته أوضح الإعلامي محمد بوعيدة أن هذا الأمر بات ملحوظا بكثرة وكأن هناك تنافسا ولكنه تنافس لا معنى له، وكأن عقولهم وثقافتهم وحتى خيالهم قد نضب من التفكير في الحلول والمقترحات.

وأوضح أن هذه نفوس ضعيفة تعيش على أكتاف الآخرين وتقتات على الفتات، طمعاً منهم في الشهرة أو المناصب، وهذا يعود إلى اعتيادهم على نسب جهود الآخرين إلى أنفسهم.

بوعيدة ذكر أن لوسائل الإعلام المختلفة وخصوصا وسائل التواصل الاجتماعي، نصيب الأسد في خروج مثل هؤلاء الناس على السطح، حيث زرعت في نفوسهم حب الظهور والسعي إلى أن يحمدوا بما لم يفعلوا.

وقال: "من جانب آخر يرى جمع آخر منهم أنه لا بد أن يكون ندّاً لأحد، حتى لو كان غير موجود، ولكنه في الوقت نفسه فارغ من الداخل لا يملك آلة ولا دعوة وهو يعلم بذلك، فلا سبيل له كي يظهر أمام الناس سوى التمثيل بأنه صاحب الفضل.

وأشار إلى أن هذا الصنف من البشر ابتليت به المجتمعات الحالية، وصاروا هم المقدمين على غيرهم من أصحاب الفضل الحقيقيين لا لشيء سوى أن أصحاب الفضل يعملون لله وللوطن والناس ولا ينتظرون من أحد مدحاً أو منة، إلا أن المجتمع في هذه الأيام ساهم في ظهور أولئك الفارغين لاعتيادهم على رؤية ما هو مشهور بينهم بفضل الإعلام والنفخة الكذابة، داعيا المجتمع إلى فضح هؤلاء فعلا وعدم منحهم فرصة للظهور.

رئيس جمعية معاً لحقوق الإنسان عيسى العربي، أكد أن الحديث كثر خلال الفترة الأخيرة عن ظاهرة التباهي بالإنجازات المتحققة، والتي هي في الحقيقة لا تعبر عن إنجاز متحقق في ذاته، بقدر ما تعكس جانباً غير سوي وغير أخلاقي في شخصية البعض، يعتمد على تبنّي إنجازات الغير ونتائج فكرهم وعملهم، حيث يتم استغلال مختلف السبل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي في الإعلان أو تبني أفكار ومشروعات عمل عليها الآخرون بهدوء وسرية، وبذلوا فيها الكثير من الجهد والعمل للوصول إلى الإنجازات التي يستهدفونها.

وشدّد على أن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً، خصوصاً وأنه لا ينم عن التزام صادق بالقيم والمبادئ الأخلاقية، وهو تعد غير شرعي على حقوق الآخرين وعملهم، في ظل وجود التشريعات التي تحمي جهود وعمل الآخرين وثمار فكرهم الإنساني، ما يعتبر مخالفة قانون للقوانين المعنية بحماية الملكية الفكرية، عدا عن كونها انتهاكاً لحقوق الإنسان لما تقوم عليه من اعتداء على الحقوق الإنسانية للأفراد والمجموعات التي تستوجب توفير الحماية والحصانة لها من قبل مختلف مؤسسات الدولة وأجهزتها.