وليد صبري
مواقف الملك مميزة في دعم القضية الفلسطينية..
أكد سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، طه محمد عبد القادر، أن هناك مؤشرات قوية بأن القمة العربية في البحرين التي ستنطلق أعمالها يوم الخميس المقبل، ستعمّق وتعزز التعاون والترابط وآليات العمل العربي المشترك، مشدّداً على أهمية الدور الذي تقوم به السياسة والدبلوماسية البحرينية العريقة والرصينة، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وبدعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في العمل على دعم المسيرة العربية خدمةً لتطلعات شعوبنا العربية وتعزيزاً لأمن واستقرار المنطقة.
وأضاف، في لقاء مع "الوطن"، أن دولة فلسطين على ثقة تامة بنجاح مملكة البحرين الشقيقة في استضافة هذه القمة المهمة، وخاصة أن قيادة البحرين تدرك طبيعة التهديدات والمخاطر التي تواجه أمتنا العربية، معرباً عن تطلّعه إلى أن تكون قرارات القمة فرصة لتنفيذ القرارات العربية السابقة المتعلقة بشبكة الأمان "دعم فلسطين بـ100 مليون دولار شهرياً" لتعويض ما يتم قرصنته وحسمه من قبل الاحتلال من أموال المقاصة الفلسطينية.
وأشار سفير دولة فلسطين لدى البحرين، إلى أن جلالة الملك المعُظم، لا يألو جهداً في كل مناسبة سياسية أو وطنية، أن يوجّه موقفاً مميزاً يدعم شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة والمطالِبة بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، لافتاً إلى أن البحرين من الداعمين لحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس، وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأوضح السفير الفلسطيني، أن فلسطين، طالبت منذ اليوم الأول للحرب بوقف فوري لهذا العدوان من خلال الاتصالات التي أجرتها القيادة الفلسطينية مع كل دول العالم والمنظمات الحقوقية ومنظمة الأمم المتحدة، ولا تزال هذه الاتصالات جارية، مؤكداً ترحيب القيادة الفلسطينية بالوساطة المصرية والقطرية لوقف الحرب في القطاع. وفيما يأتي اللقاء:
هل لنا أن نتحدث عن العلاقات بين البحرين وفلسطين؟
- تتميز العلاقات الفلسطينية البحرينية المتبادلة بأنها علاقة ذات جذور قديمة متأصلة انطلاقاً من عام 1936م حينما زار صاحب العظمة حاكم البحرين آنذاك (رحمه الله) مدينة القدس، وزار إذاعة فلسطين "إذاعة هنا القدس" التي كانت متطورة في ذلك الوقت بشكل كبير، وأعجب بها أيما إعجاب، وبعد عامين من تلك الزيارة افتتح إذاعة "هنا البحرين" في مدينة المنامة بمساعدة خبراء فلسطينيين كانوا يعملون في إذاعة "هنا القدس"، وامتدت علاقة الأخوة والمحبة بين الزعيمين ياسر عرفات "أبو عمار" وأخيه صاحب العظمة الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، رحمهما الله. وتواصلت تلك العلاقات متمثلة بالرئيس محمود عباس "أبو مازن" وأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم.
ففي 14 يونيو 1974م تم افتتاح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في دولة البحرين، واعترفت مملكة البحرين بالحكومة الفلسطينية في 15 نوفمبر 1988م، عندما أعلن الزعيم الراحل ياسر عرفات "أبوعمار" رحمه الله عن قيام دولة فلسطين، وفي 12 مارس 1989م قام مؤسس الدبلوماسية البحرينية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وزير الخارجية آنذاك برفع علم دولة فلسطين إيذاناً بتحويل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية إلى سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين.
وكما تعلمون فإن مملكة البحرين تستضيف مؤتمر السفراء الفلسطينيين في الدول العربية تحت رعاية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، بحضور رئيس دولة فلسطين محمود عباس "أبو مازن" وجميع سفرائنا في الدول العربية بتنظيم وتنسيق مع وزارة الخارجية البحرينية الموقرة وقد عقدنا مؤتمرين في هذا الخصوص والمؤتمر الثالث حالت جائحة كورونا دون عقده ونأمل أن نعقده قريباً بالتنسيق والمتابعة مع وزارة الخارجية الموقرة.
إضافة إلى أن زيارات المسؤولين الفلسطينيين للبحرين متواصلة ولم تنقطع.
وقد أثمرت هذه العلاقات الدبلوماسية الأخوية الطيبة التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية، أهمها: اتفاقية منع الازدواج الضريبي والتبادل التجاري والإداري والاستثماري والفني، واتفاقية التعاون الثقافي بين السلطة الوطنية الفلسطينية، ومملكة البحرين، وبروتوكول التعاون في مجال الإدارة المحلية بين البلدين، وبروتوكول للتعاون في مجال الحكم المحلي، واتفاقية تعاون بين غرفة تجارة وصناعة وزراعة فلسطين وغرفة تجارة وصناعة البحرين، واتفاقية تعاون بين وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، ووكالة أنباء البحرين (بنا) إضافة إلى اتفاقية تآخٍ وتوأمة بين مدينة القدس ومحافظة العاصمة المنامة. كما أثمرت العلاقات العديد من مذكرات التفاهم منها، مذكرة تفاهم للتعاون الصحي بين وزارة الصحة بدولة فلسطين ووزارة الصحة بمملكة البحرين في الـ24 يناير 2012م، ومذكرة تفاهم بين دولة فلسطين ومملكة البحرين في مجال العمل البلدي والزراعي في 28 يناير 2014م.
كيف ترون جهود جلالة الملك المعظم في دعم القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني؟
- التوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، لمُمثل جلالته للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، بتنظيم حملة لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة لمساعدتهم في محنتهم والتخفيف من المصاب الأليم الذي يمرون به، حيث دشن سموه الحملة الوطنية التي تنظمها اللجنة البحرينية الوطنية لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة والمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بالتعاون مع تلفزيون البحرين خلال شهر أكتوبر من العام الماضي ونجحت الحملة في جمع المال اللازم الكفيل بتوصيل العديد من شحنات الإغاثة إلى الأهل في غزة التي وصلت بالفعل إضافة إلى أكثر من 13 سيارة إسعاف عدد منها عبارة عن غرف عمليات متنقلة، ولا تزال الحملة جارية حتى الآن.
فجلالة الملك لا يألو جهداً في كل مناسبة سياسية أو وطنية أن يوجه موقفاً مميزاً يدعم شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة والمطالِبة بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، كما يطالب جلالته العالم العربي والإسلامي باستمرار بأن تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية، وكذلك فإن مواقف جلالته مميزة في دعم القضية الفلسطينية في كافة المحافل العربية والإقليمية والدولية. وإن البحرين قيادة وحكومة وشعباً وعلى رأسها جلالة الملك المعظم يقفون بجانب فلسطين في كافة المحافل الإقليمية والدولية، وهنا أيضاً نقدر شعب البحرين الشقيق، وجمعياته السياسية والأهلية، ومجالسه، هذا الشعب الطيب الرائع والمميز، ونعتز به من القلب ونفتخر بهذه العلاقات التاريخية المتبادلة، وهو شعب كريم ومعطاء ومحب لفلسطين وشعبها ومتضامن مع قضيتنا العادلة، ويعتبَر من أكثر الشعوب العربية والإسلامية نضجاً ومتابعة وإلماماً بمعطيات وتطورات القضية الفلسطينية.
كيف تنظرون إلى جهود البحرين في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع؟
- لا تدخر مملكة البحرين بالخصوص جهداً في تقديم الدعم السياسي والمادي بما يتناسب مع ظروفها وإمكاناتها الاقتصادية، ورغم تلك الظروف والإمكانات فالمملكة لا تزال تقدم لفلسطين ولا تترك مجالاً أو فرصة في كافة المحافل الدولية والإقليمية نحتاجها فيها إلا وكانت بجانب فلسطين، ونحن في هذا المجال نتوجه بالشكر للبحرين ملكاً وقيادة وشعباً على كل ما يقدمونه لفلسطين سواء مادياً أو معنوياً وسياسياً. فبالإضافة إلى الحملة الوطنية لإغاثة غزة لا نغفل المساعدات البحرينية السابقة لفلسطين، حيث أسدى جلالة الملك المعظم تعليماته للمؤسسة الخيرية الملكية في الثامن من يناير 2009 ببذل كل عون لمناصرة الشعب الفلسطيني، حيث تم تخصيص 8 ملايين دولار لمساعدة قطاع غزة التي كانت تتعرض لحرب همجية "إسرائيلية" مدمرة حينها، إضافة إلى مشاريع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية "المؤسسة الخيرية الملكية" الداعمة لفلسطين هو مشروع لدعم مدينة القدس التي تتعرض لحملة شرسة لتهويدها وتغيير معالمها، حيث تم توقيع اتفاقية خلال العام الماضي لإنشاء مكتبة ثقافية في المدينة تحمل اسم مملكة البحرين، وذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة.
كيف تنظرون إلى استضافة البحرين للقمة العربية المقبلة؟
- هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها البحرين أعمال قمة عربية، سواء كانت عادية أو طارئة، ما سيوفر لهذه الدورة المزيد من الخصوصية من حيث التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به السياسة والدبلوماسية البحرينية العريقة والرصينة، بقيادة جلالة الملك المعظم، وبدعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في العمل على توطيد وتعزيز وتوسيع آفاق العلاقات العربية - العربية المشتركة، ودعم المسيرة العربية خدمةً لتطلعات شعوبنا العربية وتعزيزاً لأمن واستقرار المنطقة، ولكل ما من شأنه أن يحقق التضامن والتكافل العربي، وتعزيز القدرات العربية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة. وتأتي أهمية هذه القمة في مملكة البحرين الشقيقة أنها جاءت في أعقاب إعلان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، خلال كلمته السامية أمام القمة العربية السابقة في جدة في دورتها الثانية والثلاثين، بترحيب البحرين باستضافة القمة على أرضها، حيث تشكل استضافة البحرين أعمال القمة أهمية كبرى وحدثاً سياسياً بارزاً له دلالاته من حيث المكان وأهميته من حيث التوقيت الدقيق والحساس الذي تمر فيه المنطقة العربية، ومن أجل نجاح أعمال القمة يحرص جلالة الملك المعظم على الاتصال الدائم مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ومصر والأردن وباقي دول الخليج والدول العربية الشقيقة من أجل ضمان نجاح التمثيل العربي اللائق بهذه القمة والتشاور في كافة الملفات المطروحة من أجل الخروج بقرارات عملية قابلة للتنفيذ.
نحن في فلسطين وقيادتنا الشرعية على رأسها الرئيس محمود عباس في هذا الوقت الدقيق والحساس الذي تمر فيه المنطقة ويتعرض فيه شعبنا لإبادة جماعية في غزة والضفة والقدس المحتلة على ثقة تامة بنجاح مملكة البحرين الشقيقة في استضافة هذه القمة المهمة على مستوى القادة العرب وخاصة أن قيادة البحرين تدرك طبيعة التهديدات والمخاطر التي تواجه أمتنا العربية، كذلك الخطر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وقضيتنا الفلسطينية برمتها، ومن هنا جاءت زيارة معالي وزير الخارجية البحريني إلى فلسطين حاملاً رسالة جلالة الملك المعظم إلى أخيه الرئيس الفلسطيني، ما سيجعل من هذه القمة حدثاً استثنائياً ونوعياً في دعم وتطوير آليات العمل العربي كونها امتداداً للتوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، التي تحظى بدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في دعم التعاون والتضامن العربي على كافة المستويات، وتعزيز القدرات العربية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، ونظراً إلى مواقف جلالته المشرفة من أجل الدفاع عن القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتحقيق كل ما يخدم مصالح الشعوب العربية وتعزيز التكامل العربي في المجالات كافة.
ما يعطينا مؤشرات قوية بأن قمة البحرين ستعمق وتعزز التعاون والترابط وآليات العمل العربي المشترك، وتساهم في الإبقاء على تشاور وتنسيق مستمرين مع الأشقاء لبحث القضايا ذات الاهتمام والمصير المشترك، وتغليب المصلحة العربية، واستثمار هذا الحدث لرسم مسارات الأمن القومي والازدهار لأبناء المنطقة ومستقبلها.
إن القضية الفلسطينية العادلة، ولطالما أكدت مملكة البحرين بوضوح موقفها الثابت تجاهها باعتبارها قضية هوية وعروبة وتاريخ مشترك، وكما هو معروف فإن البحرين من الداعمين لحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس، وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وانطلاقاً من هذا الموقف الثابت لمملكة البحرين الشقيقة، فإننا نشيد بحرص جلالة الملك المعظم وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في جميع المحافل والمناسبات المنادي بضرورة الدعوة إلى تنفيذ قرارات الوقف الفوري للاعتداء على قطاع غزة وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، والحاجة إلى مسار سياسي نحو سلام عادل ودائم في المنطقة على أساس حل الدولتين وقبول فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، لينال شعبنا الفلسطيني المكلوم حقوقه المشروعة.
كما نتطلع إلى أن تكون قرارات القمة فرصة لتنفيذ القرارات العربية السابقة المتعلقة بشبكة الأمان "دعم فلسطين بـ100 مليون دولار شهرياً" لتعويض ما يتم قرصنته وحسمه من قبل الاحتلال من أموال المقاصة الفلسطينية. ونحن نرى أن الدائرة العربية تحظى باهتمام كبير في الدبلوماسية البحرينية.
هل لنا أن نتطرق إلى جهود الحكومة الفلسطينية من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع؟
- منذ اللحظة الأولى للعدوان على قطاع غزة وضعت القيادة الفلسطينية كل إمكاناتها وجهدها من أجل وضع حد لهذه الحرب المسعورة ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل وخاصة في قطاع غزة وما يتعرض له من إبادة جماعية بحق كل ما هو فلسطيني من بشر وشجر وحجر أدت حتى الآن إلى استشهاد 35 ألف شهيد وأكثر من 80 ألف جريح و10 آلاف مفقود جلهم من الأطفال والنساء وتدمير أكثر من 70% من مباني قطاع غزة وبنيته التحتية.
وطالبنا منذ اليوم الأول بوقف فوري لهذا العدوان من خلال الاتصالات التي أجرتها القيادة الفلسطينية مع كل دول العالم والمنظمات الحقوقية ومنظمة الأمم المتحدة، ولا تزال هذه الاتصالات جارية، لإجبار إسرائيل على وقف هذه الحرب التدميرية والجرائم والقتل بحق المدنيين الفلسطينيين العزل.
بالإضافة إلى دعوة الجامعة العربية ومنظمه المؤتمر الإسلامي للانعقاد الطارئ في جدة ودعم مطلب جنوب إفريقيا لمحكمة العدل الدولية لمحاسبة إسرائيل على خرقها بنود اتفاقيّة منع جريمة الإبادة التي تحصل في غزة من قبل الاحتلال. بالإضافة إلى مخاطبة محكمة الجنايات الدولية لفتح تحقيق في ما يجري في قطاع غزة من جرائم ضد الإنسانية. كما ترحب القيادة الفلسطينية بالوساطة المصرية والقطرية.
كيف تفسرون انتفاضة الشعوب والجامعات حول العالم دعماً للقضية الفلسطينية وتنديداً بالهجوم الإسرائيلي على غزة؟
- تشكّل حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني وما يتعرض له في جميع الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة من إبادة جماعية وجرائم قتل بحق المدنيين الفلسطينيين شرارة الانتفاضة الطلابية، في أمريكا والدول الغربية. حيث تشير الاحتجاجات الطلابية في تلك الجامعات إلى تحول جذري عميق في صفوف الشباب في الولايات المتحدة، والدول الغربية.
ما آخر التطورات بشأن مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى؟
- منذ بداية العدوان على قطاع غزة الحبيب والقيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" تحشد كل طاقتها وجهودها من أجل وقف هذه الإبادة الجماعية والمجازر بحق شعبنا الفلسطيني سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي وعلى اتصال دائم بكل الفاعلين والمؤثرين ونأمل أن تتكلل هذه الجهود بوقف العدوان على شعبنا الفلسطيني في كل الأراضي الفلسطينية وأن يفرج عن كافة الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل وعلى رأسهم القائدان مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، الذين يتعرضون كل يوم لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب في سجون إسرائيل.
ماذا عن ملف المصالحة الفلسطينية؟ وكيف يمكن التوصل إلى تفاهم بين فتح وحماس؟
- رغم الجرح العميق الذي سببه الانقلاب على الشرعية الفلسطينية فإن قيادتنا حاولت وما زالت تحاول الوصول مع إخوتنا في حركة "حماس" إلى اللحمة الفلسطينية والوصول إلى اتفاق، وتوحيد الرؤى والاستراتيجيات للوصول إلى قواسم مشتركة بين كل الأحزاب والفصائل. لقد تجاوبنا مع كل المبادرات العربية والدولية التي تهدف إلى إنهاء حالة الانقسام والتشرذم التي تعيشها القضية الفلسطينية والتي تعطي الاحتلال الذرائع للتهرب من الاستحقاقات والاتفاقيات الدولية بدءاً من لقاءات القاهرة والسعودية وقطر وروسيا وكثير من الدول العربية والدولية وكان آخرها تلبية دعوة الصين مشكورة الفصائل الفلسطينية إلى الاجتماع في بكين ومناقشة ملف المصالحة والمخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية.
نحن ندعو كل الفصائل الفلسطينية للانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وحريصون أشد الحرص على الوحدة الوطنية. واليوم نحن في أمس الحاجة إلى المصالحة الوطنية الفلسطينية وانضمام كافة الفصائل تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية لنعيد اللحمة والوحدة الوطنية.
هل هناك تصور فلسطيني بشأن من يحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب؟
- موقفنا واضح، الشعب الفلسطيني هو الذي يقرر من سيحكمه من خلال مبدأ الانتخابات الحرة والنزيهة والذي أقره القانون الفلسطيني، ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والقانوني الوحيد لشعبنا في الوطن والشتات.
هل هناك رؤية فلسطينية تتحدث عن إقرار السلام مع إسرائيل؟ وما هي ملامح تلك الرؤية وأهم مرتكزاتها؟
- بإجماع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني تم الإعلان عن قيام دولة فلسطين في 15-11-1988 في الجزائر على حدود الرابع من حزيران ورافق هذا الإعلان برنامج سياسي قائم على قبول قراري مجلس الأمن 242 و338 وإقامة الدولة الفلسطينية على أراضي قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وتطبيق كل القرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، هذا بالإضافة إلى الترحيب الفلسطيني بالمبادرة العربية للسلام التي تبنتها الجامعة العربية بإجماع كل الدول العربية في قمتها عام 2002 والتي تبنت حل الدولتين "فلسطينية وإسرائيلية" على أن تنسحب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وتنهي احتلالها لكل الأراضي العربية التي احتلتها في حرب 1967 وحصول الشعب الفلسطيني على كافه حقوقه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية لتحصل إسرائيل في المقابل على سلام وأمن دائمين مع كل الدول العربية والإسلامية، إلا أن إسرائيل رفضتها وهذا يدلل على أنها غير راغبة في السلام وأن هدفها الأساسي السيطرة على كل الأراضي الفلسطينية وتصفية قضيتها وتهجير شعبها خارج فلسطين وأن ما يحصل الآن في الأراضي الفلسطينية من حرب إبادة جماعية ضد المدنيين في قطاع غزة وباقي المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وفي القلب منها القدس هو دليل قاطع على جوهر المشروع الاستيطاني الهادف إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه.
ما هي الإجراءات الإسرائيلية المرتقبة بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة؟
- لقد اعترفت 142 دولة حتى الآن بالدولة الفلسطينية، أي أكثر من الدول التي تعترف بدولة الاحتلال الإسرائيلي، والفيتو الأمريكي الأخير المنحاز للاحتلال لن يثنينا عن مواصلة طريق النضال والكفاح من أجل تثبيت دولة فلسطين والعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كما لن يثنينا عن مواصلة طريق التحرر من الاحتلال وإقامة دولتنا الحرة المستقلة ذات السيادة.
هل هناك تعاون اقتصادي بين البحرين وفلسطين؟
- في فلسطين اليوم مشروع مدينة عقارية كبيرة وحديثة تحمل اسم "مدينة روابي"، هذا المشروع برأسمال من بعض الشركات الخليجية، كما أن الاستثمار الخليجي شريك في ثاني أكبر شركة اتصالات فلسطينية هي شركة "أريدو"، وهناك أيضاً رغبة لدى بعض الشركات الخليجية وبعض رجال الأعمال ومنهم بحرينيون لزيارة فلسطين للبحث في إمكانية الاستثمار في الجانب العقاري أو الاستفادة من السمعة الممتازة والتنافسية العالية سواء بالجودة أو بالسعر لبعض البضائع الفلسطينية الصناعية أو الجلدية أو الزراعية. وعلى الصعيد البحريني توجد بعض الشركات التي يمتلكها فلسطينيون وهناك العديد من الشركات التي تعمل في قطاعات العقارات والإنشاءات والصناعة وتكنولوجيا الطاقة النظيفة، والمطاعم، هذه الشركات تستثمر في البحرين وتساهم في تعزيز نمو الاقتصاد البحريني، وخاصة أن قانون تشجيع الاستثمار في المملكة يعتبر من القوانين المرنة غير المعقدة في المنطقة، ما شجع الكثيرين من المستثمرين للتوجه للاستثمار هنا في البحرين وبالطبع من بينهم المستثمرون الفلسطينيون.
هل لنا أن نتطرق إلى الجالية الفلسطينية في البحرين؟
- الجالية الفلسطينية تشكل جزءاً أصيلاً من المجتمع البحريني الشقيق، وأبناء الجالية الفلسطينية يشعرون بالمكانة الخاصة التي توليها لهم القيادة الرشيدة والشعب البحريني.
ويبلغ عدد أبناء الجالية الفلسطينية حدود الـ5 آلاف شخص، وكان لعدد من أبنائنا دور مميز في خدمة قطاع التعليم والاقتصاد في البحرين؛ فمنهم من عمل في سلك التربية والتعليم سابقاً وفي مجال الاستثمار والمشاريع والعمل المصرفي وغيرها من المجالات يداً بيد مع أشقائهم البحرينيين، هذا الشعب الأصيل الذي احتضن جاليتنا بكل الحب والترحاب، نعتز بهم جميعاً ويعرفهم أهل البحرين بالعلم والتفاني بالعمل. مع أمنياتنا الصادقة بتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لمملكة البحرين الشقيقة.