سماهر سيف اليزل

تتجدد مواقف مملكة البحرين في كل مناسبة لدعم القضية الفلسطينية من خلال التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما تجدد مملكة البحرين رفضها الحلول القائمة على العنف والطرق العسكرية، داعية إلى الحلول السلمية والدبلوماسية القائمة على الحوار والتفاوض في التوصل إلى حل أي نزاع، وهو الموقف الثابت الذي لا تحيد عنه المملكة والنابع من قناعة متجذرة وسياسة متحققة ذات ثوابت تاريخية راسخة.

إن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، تعلن على الدوام موقفها الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، وتجدد دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة، وفق حل الدولتين، ومبادئ القانون الدولي، ومبادرة السلام العربية.

العلاقات البحرينية - الفلسطينية لم تبدأ مع النكبة الفلسطينية عام 1948، بل منذ إطلاق وعد بلفور في عام 1917، وهو ما أرخه الباحث والأديب والصحفي البحريني المرحوم خالد البسام، في كتابه «كلنا فداك.. البحرين والقضية الفلسطينية 1917 - 1948»، حيث تضمنت صفحات الكتاب العديد من صور الدعم والمساندة التي قدمها أبناء البحرين لإخوانهم في فلسطين، مادياً ومعنوياً وإعلامياً.

كما نذكر الدعوة الملكية السامية، التي أطلقها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، في كلمته السامية خلال افتتاح اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في دورتها السادسة والأربعين بعد المئة، والتي عقدت في مملكة البحرين في شهر مارس 2023، لإقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية بجميع صورها، على أن تتضمن الاتفاقية منع إساءة استغلال الحريات والمنصات الإعلامية والرقمية، في ازدراء الأديان أو التحريض على التعصب والتطرف والإرهاب.

كما دعا إلى ضرورة حماية المدنيين وإيجاد حل جذري للقضية الفلسطينية، والمرتكز على مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية بهذا الشأن.

إن التوجيهات الملكية السامية تجلت بكل وضوح من خلال مشاركة وزير الخارجية د. عبداللطيف الزياني في المؤتمرات الخليجية والعربية والإسلامية والإقليمية والدولية وكذلك في تحركات سفراء البحرين في الخارج، ومشاركات الدبلوماسية البرلمانية التي تكاملت مع الدبلوماسية البحرينية في دعم القضية الفلسطينية.

وقد تعددت أشكال التضامن الشعبي من خلال الوقفات التضامنية، والقانونية والحضارية، بجانب مواقف وبيانات مجلسي الشورى والنواب وغرفة التجارة ومؤسسات المجتمع المدني.

وجهود وزارة الإعلام والصحافة ومنصات التواصل الاجتماعي ومبادرة إدارة الأوقاف في أداء دعاء القنوت في الصلوات الخمس وفي خطب الجمعة وفي المساهمة والتبرع في الحملة الوطنية، وحتى في مشاركة الطلبة والطالبات والشباب والصغار وفي مبادرة العديد من المؤسسات في تخصيص أرباحها لدعم الأشقاء في غزة. وغيرها كثير من أشكال التضامن التي تعبر عن الأخلاق النبيلة والأصيلة لدى الشعب البحريني.

وأعلنت القيادة السياسية الحكيمة في البحرين الموقف الداعم لفلسطين، وضرورة وقف التصعيد وفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية، فضلاً على التوجيهات السامية بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».

والبرلمان البحريني أصدر بياناته وأعلن مواقفه المشرفة التي تؤكد الموقف الداعم للقضية الفلسطينية، وأهمية حماية المدنيين ووقف التصعيد الحاصل في الأراضي الفلسطينية بشكل عاجل، والسماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية والغذاء والماء والكهرباء إلى قطاع غزة وتجنب وقوع المزيد من الضحايا والخسائر.

وتواصل البحرين دعمها للمساعي الإقليمية والدولية الرامية نحو تحقيق الأمن والاستقرار ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ودولته المستقلة.