أيمن شكل
كل المؤشرات تؤهل المملكة لإنجاح القمة

الداعمون لإسرائيل عليهم أن يدركوا أن طوفان الأقصى سيعود مرة أخرى

البحرين تقود القمة بروح سياسية عالية تبعث التفاؤل في الشارع العربي


أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي سليمان جودة رئيس تحرير صحيفة «الوفد» الأسبق أن كل المؤشرات تؤهل البحرين لأن تكون أرضاً لإنجاح القمة الـ33، وأن تصل إلى قرارات وسياسات لم يسبق أن توصلت إليها قمة عربية سابقة.

وقال جودة في تصريحات لـ"الوطن" إن البحرين تقود القمة بروح سياسية عالية سوف تبعث إشارات من الأمل للشارع العربي على امتداده، مشيراً إلى أن الذين ساندوا إسرائيل عليهم أن يدركوا أن عدم وجود حل للقضية الفلسطينية سوف يعيد طوفان الأقصى من جديد، وبعث برسالة إلى المتنافسين على الرئاسة الأمريكية مفادها أن الناخب الأمريكي يتمنى أن يأتي مرشح ثالث يخالف تلك السياسة المرفوضة.

وأشار جودة إلى أنه شهد أكثر من قمة عربية منذ عام 2010 وهذا ما جعله مهتماً بالقمة المنعقدة في البحرين باعتبارها تبني على ما سبقها وتؤهل للقمم التي ستليها، وقال: كتبت مقالاً حول تاريخ القمم العربية منذ قمة أنشاص الأولى في مارس 1945، وتطرقت فيه إلى أن كل قمة كانت تختلف عن سابقتها وتتأثر بالأحداث التي تتزامن معها، وقد جرت العادة أن تعقد في شهر مارس من كل سنة وهو الشهر الذي نشأت فيه الجامعة العربية، لكن يجوز تحريك تاريخها لظروف معينة وأعتقد أن قمة البحرين تتميز بانعقادها في أجواء غير مسبوقة، ولا أبالغ في ذلك حيث بدأت الحرب على غزة منذ 7 أشهر وتتواصل.

وأضاف: تم شن الحرب على غزة عدة مرات في السابق وكانت تستغرق أسابيع ثم تتوقف ولكن الوضع اليوم يختلف حيث تم تدمير القطاع بالكامل، ولذلك هناك توقعات باتخاذ قرارات قوية.

وأكد جودة أن قمة المنامة تتميز بوجود أوراق ضغط عربية كثيرة يمكن استخدامها ضد إسرائيل، وقال: "لا أحد يطالب بأن تعلن الدول العربية الحرب على إسرائيل وليس هذا هو البديل فهناك أوراق اقتصادية وسياسية ودبلوماسية تمتلكها الدول العربية ويمكن توظيفها للضغط على إسرائيل والمجتمع الدولي المساند لدولة الاحتلال".

ولفت إلى إعلان مصر انضمامها إلى الدعوى الجنائية التي قدمتها جنوب إفريقيا أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل، وهو ما أصاب الاحتلال بالجنون والانزعاج، وأشار إلى أن الدول العربية يمكن أن تفكر في الانضمام إلى جنوب إفريقيا أيضاً، ولو حدث ذلك فإنه سيمثل ورقة عربية ودبلوماسية قوية تحمل تصعيداً يتناسب مع ممارسات إسرائيل في الأراضي المحتلة.

وحول وجود اختلافات في الرؤى بين الدول العربية، أكد الكاتب الصحفي أنه لا يجب البحث عن التطابق والاتفاق ولكن التوافق، لأن التطابق في الرؤى ليس مطلوباً لأن كل دولة عربية لها قرارها وسياساتها ولها الحق في ذلك ولكن المطلوب درجة من التوافق حول أشياء أساسية، وقال: "هذا التوافق في قمة البحرين قائم لأن البحرين تقود القمة بروح سياسية عالية ولديها رغبة في إنجاح هذه القمة سواء على مستوى التنظيم أو على مستوى السياسات والقرارات التي سوف تعتمدها، وأعتقد أن هذه الروح العالية التي تعتمدها البحرين في التعامل مع هذه القمة سوف تؤدي إلى نوع من التوافق القوي والذي يبعث إشارات من الأمل للشارع العربي على امتداده".

وأكد جودة أن القمة العربية لا تقتصر على السياسة فقط ولكنها اقتصادية في الأساس وتستطيع أن تحقق في هذا الملف الكثير من خلال التكامل بين العواصم العربية لتحقيق مصالح المواطن العربي، اعتماداً على القضايا المشتركة التي تدعم هذا التوجه وعلى اعتبار أن الملفات الاقتصادية يمكن أن يكون فيها التوافق أعلى من الملفات السياسية.

ونوه جودة باستضافة البحرين للقمة العربية باعتبارها عنصراً من عناصر النجاح لأي قمة وقال: "البحرين معروفة بأنها ليست على خصام سياسي مع أي عاصمة عربية، وهي دائماً عنصر من عناصر التوازن في السياسة العربية العامة، وهي كذلك لديها تواصل على المستوى السياسي مع الدول العربية بما يعزز دورها ومكانتها، وكل هذه الأشياء تؤهل البحرين لأن تكون أرضاً لإنجاح القمة الـ33 وأن تصل إلى قرارات وسياسات لم يسبق أن توصلت إليها قمة عربية سابقة، اعتماداً على الطبيعة التي تتميز بها البحرين في ممارسة دورها السياسي، بأن تعمل على إنجاح القمة وما ينتظره الرأي العام العربي الذي يتطلع ويراقب ويترقب قرارات القمة في بيانها الختامي".

وأشار جودة إلى أن الانحياز الأمريكي لإسرائيل ليس جديداً حيث لم يتغير منذ أن قامت الدولة العبرية في 1948، ومنذ أن كان هاري ترومان رئيساً في البيت الأبيض وصولاً إلى جو بايدن اليوم، ولم يتغير شيء على مدى هذه السنوات، وقال: "لا يجب أن نندهش من الدعم غير المحدود من أمريكا لإسرائيل، ولكن الذي يجب علينا هو التعامل مع هذه السياسات واستخدام أوراق الضغط التي تجعلهم يشعرون بأن هذا الانحياز ليس في صالح المنطقة".

وبشأن الموقف الروسي والصيني بشأن ما يحدث في المنطقة، أكد المحلل السياسي أن الدولتين ليستا راغبتين في أداء دور بالشرق الأوسط من بعد الحرب على غزة، وقال إن المتابع للمشهد على مدى الفترة القصيرة السابقة يرى غياب الدورين الروسي والصيني وهذا أمر مثير للتساؤل والدهشة، بينما الولايات المتحدة منفردة بالملف، ولو كان هناك تواجد روسي صيني لكان الأمر أقل حدة.

أما عن الدور الشعبي في أوروبا وأمريكا فأكد جودة أنه وضع جديد يستوجب الدعم وإبرازه في الإعلام لأنه سيضغط على صانع القرار في تلك الدول.

واختتم بالقول إن الذين ساندوا إسرائيل عليهم أن يدركوا أن عدم وجود حل للقضية الفلسطينية سوف يعيد طوفان الأقصى من جديد ويعيد العنف من جديد لأن الفلسطينيين أصحاب حق، وعلى المتنافسين على الرئاسة الأمريكية أن يدركوا أن الناخب الأمريكي يتمنى أن يأتي مرشح ثالث يخالف تلك السياسة المرفوضة.